المكتومية: المدارس الحكومية شهدت تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة

البلوشي: هناك فجوة بين التعليم الحكومي والخاص

الغيلاني: المدارس الخاصة هي الخيار الأفضل للاستثمار في مستقبل الأبناء

القرني: المدارس الخاصة توفر اهتماما فرديا بكل طالب نتيجة قلة الكثافة العددية داخل الفصول

التوبية: المدارس الحكومية والخاصة لها إيجابيات وسلبيات والقرار يُبنى على تطلعات الوالدين

الحسني: هناك اهتمام ملحوظ بجودة التعليم في المدارس الحكومية والخاصة

 

الرؤية- براءة القرنية

يؤكد عدد من أولياء الأمور والمواطنين أن المدارس الحكومية شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً على مستوى جودة التعليم والأنشطة المهارية والتربوية، إلا أنه على الرغم من هذه التطورات إلا أن المدارس الخاصة تستقطب شريحة كبيرة من المواطنين رغم تكاليفها المرتفعة، مبينين أنه توجد بعض الفجوات بين نظام التعليم الحكومي والخاص إلى جانب بعض الإيجابيات والسلبيات في كلا النظامين.

وتقول بلقيس المكتومية إنها تفضل المدارس الحكومية باعتبار أنها مجانية وتتيح لجميع المواطنين الالتحاق بها، وتتيح للطلبة تكوين علاقات متعددة مع زملائهم من مختلف الطبقات المجتمعية، لافتة إلى أنَّ المدارس الحكومية شهدت تطورا ملموسا من قبل وزارة التربية والتعليم عبر تطوير المناهج والمنشآت وإدخال التقنيات الحديثة، الأمر الذي عزز ثقة المواطنين في جودة التعليم بالمدارس الحكومية.

وأضافت أن المدارس الحكومية اهتمت في السنوات الأخيرة بالأنشطة التي تعزز مهارات الطلاب وتساهم في اكتشاف مواهبهم لتنميتها، مبينة: "قد تكون هناك جوانب أخرى تقدمت بها المدارس الخاصة على الحكومية، ولكن تبقى المدراس الحكومية هي الأفضل ليبني الطالب نفسه بنفسه ويتعلم كل شي من خلال الصعوبات التي قد يواجهها في فترة دراسته، ليصقل شخصيته وينميها ويكون على استعداد تام لفترة ما بعد الدراسة".

ويرى الوارث البلوشي أن تقييم الجودة بين المدارس الحكومية والخاصة يتجاوز المُشكلات التي تطفو على السطح ويراها الجميع بطبيعة الحال لتصل إلى التجذر في مشاكل أعمق، موضحا: "الأمر يشبه إلى حد كبير من يعمل على أنسنة المُدن فيقترح بناء مدن جديدة تستهدف البرجوازيين فقط، بينما بقية الدولة تضجّ بمشاكل الأنسنة، وعلى الرغم  من أن هذه المدارس تنجح بإظهار مُخرجات جيّدة في اللغة الإنجليزية التي تساعد الطلاب بشكل مباشر في كل مراحل حياتهم التعليمية بعد ذلك، إلا أنها تفتقد للغة الأم بتفاصيلها المهمة في حياة كُل مواطن عربي بالضرورة، الأمر الذي يخلق الانعزالية عن أطياف المجتمع الأخرى بعد ذلك، ورغم ذلك ذلك فالمدارس الحكومية ليست بالخيار المثالي بطبيعة الحال، وهنا نتحدث عن وجود خلل في نظام المنظومة بالكامل، من مناهج تعليمية (وإن بدا التغيير المتأخر لها) وطريقة التعليم التي تخلو من الفلسفة والتأمل الفكري لتتجاوز ذلك إلى التلقين وتقديس الدرجات، انتهاء إلى المخرجات الضعيفة جدًا في اللغة الإنجليزية والتي يقابله -على عكس المدارس الخاصة- ضعف في معرفة قواعد اللغة العربية أيضًا، وهنا دليل على وجود مشكلة تتجاوز الأفراد من طلاب ومعلمين، إلى وجود خلل في النظام نفسه، خلل يمهد لخلق نُسخ متشابهة ذات نمط واحد فقط".

ويذكر أن زيادة الفجوة بين جودة ومُخرجات التعليم الحكومي والخاص تعد دليلا على الفشل في دراسة وضع المجتمع من الناحية الماديّة وعلى التأخر الملحوظ في إدراك مشاكل النظام التعليمي الحكومي من ناحية أُخرى.

أما هاني الغيلاني فيقول إنَّ المدارس الخاصة تعد الخيار الأفضل لولي الأمر بشرط قدرته المادية على تحمل التكاليف، نظرا للبرامج الأكاديمية التي توفرها المدارس الخاصة والتي تُساعد على إيصال المعلومة للطالب بطريقة جيدة وتساعد على تقوية لغته الإنجليزية ولغته الأم، على عكس المدارس الحكومية التي تلتزم بمنهج واحد لا يتغير، واهتمام المدارس الخاصة بتدريس القرآن الكريم، مضيفا: "طلاب الصف الثاني عشر في المدارس الخاصة ذات البرامج الأكادمية العالمية لا يلتحقون بالدراسة التأسيسية في الكليات والجامعات، مما يختصر عليهم عدد سنوات الدراسة الجامعية، كما أن المدارس الخاصة تهتم بمستوى الطالب لأنه يعتبر سفيرًا وممثلًا لاسم المدرسة، ولأن المدارس الخاصة تبحث عن الربح المادي، فهي تسعى لإبراز جهدها واستثماره في الطالب ليكون خير واجهة لها، أما من ناحية الإدارة في المدارس الخاصة فهي دائمًا ما تبحث عن التميز وتقديم أفضل الخدمات للطالب وولي الأمر، مما يعكس هذا الأمر على الطالب ورضا ولي الأمر".

ويتابع قائلا: "الكثافة الطلابية في صفوف المدارس الخاصة بسيطة مقارنة بكثافة الطلاب في صفوف المدارس الحكومية، والتي تصل لأكثر من 35 طالبًا في الفصل الواحد".

من ناحيته، يقول يونس القرني إنه لا يمكن الجزم بأن المدارس الخاصة تفوق المدارس الحكومية بشكل مطلق، إذ إنه عند المقارنة بين النموذجين يتضح أن المدارس الخاصة تتطلب تكاليف مالية أعلى، وترتبط هذه المبالغ بجودة الخدمات التي يتم تقديمها، حيث توفر المدارس الخاصة فصولا ذات كثافة عددية أقل مما يُتيح للطلاب فرصة أكبر للحصول على اهتمام فردي من المعلمين، وبالتالي فإنَّ الاختيار بين المدرسة الخاصة والحكومية يتطلب تقييمًا متأنيًا للمزايا والعيوب لكل منهما، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المالية والتعليمية والاجتماعية".

وتبين آثار التوبية أنَّ قرار اختيار مدرسة الطفل يعود إلى هدف الوالدين، حيث إن بعض أولياء الأمور يبحثون عن بيئة تحقق لهم تطلعاتهم الاجتماعية والثقافية، بينما يفضل البعض الآخر بيئة أكثر تنوعًا، موضحة: "بالرغم من وجود نقاط مشتركة بين المدارس الحكومية والخاصة، إلا أنَّ هناك اختلافات واضحة في الجودة والخدمات المُقدمة، فبينما تتميز المدارس الخاصة بمستوى تعليمي عالٍ، ومرافق حديثة، وكادر مؤهل، تُعاني بعض المدارس الحكومية من تحديات في البنية الأساسية والموارد المتاحة مما يؤثر على جودة التعليم المقدّم، وفي النهاية يقع الاختيار على عاتق الأهل، مع الأخذ في الاعتبار الموارد المتاحة والتطلعات المستقبيلة للأبناء، فمن الضروري تحقيق التوازن بين الرغبة في توفير أفضل تعليم ممكن للأبناء والحفاظ على الاستقرار المالي للأسرة".

ويقول محمود الحسني إنَّ كل المدارس الخاصة والحكومية تقدم تجربة تعليمية فريدة تحمل في طياتها جوانب إيجابية وسلبية، مبينا: "من مزايا المدارس الخاصة الحرص على تقديم تعليم بجودة عالية بالإضافة إلى المناهج الحديثة والمتقدمة، ووفرة الموارد وحداثتها مثل التقنيات والمختبرات الحديثة والوسائل التعليمية والمرافق المتعددة واللائقة، لكن كل ذلك يكون في مقابل تكاليف مادية مرتفعة،  في حين تتميز المدارس الحكومية بقلة التكلفة أو انعدامها والتنوع الاجتماعي وساعات الدراسة القليلة والمناهج الموحدة، لكن في المقابل الكثافة العددية كبيرة وهو ما يؤثر على جودة التعليم".

ويؤكد: "هناك اهتمام ملحوظ للارتقاء بجودة التعليم سواء على قطاع المدارس الحكومية أو الخاصة، والزيادة أو النقصان تختلف من دولة إلى أخرى ومن مدرسة إلى أخرى، والمدارس الخاصة قد تحظى بفرص تمويل ودعم أكثر من المدارس الحكومية، وهذا ما يجعلها تحدث فارقًا في سباق التعليم الحكومي والخاص".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإهمال يدفع الدارسين اليمنيين في الخارج نحو الأعمال الخاصة

شمسان بوست / خاص:

نظم الطلاب اليمنيين المبتعثين في مصر وقفة احجتاجية عقب الاهمال المستمر الذي طالهم من قبل الدولة.

وقال الطلاب في بيان لهم مع وقفتهم الاحتجاجية انهم لم يستلموا مستحقاتهم المالية منذ عام 2023م، وقد اضطر بعض زملائهم الى البحث عن عمل خاص بهم.

وناشد الطلاب رئيس الحكومة ووزارتي التعليم العالي والمالية والبنك المركزي اليمني بالنظر اليهم والى حالهم والتوجيه بصرف مستحقاتهم المالية المنقطعة منذ اكثر من عام.

وجاء في بيان الوقفة الاحتجاجية:

نحن الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج، نرفع هذا البيان كصرخة ألم ومعاناة وصلت إلى أقصى حدودها، في وقت نقف فيه على أعتاب العام 2025، بينما لم نتسلم مستحقاتنا المالية لعام 2023. لقد بلغ الإهمال والتجاهل واللامبالاة من قبل حكومتنا درجة غير مسبوقة، في ظل فساد مستشرٍ يدمر كل أمل في المستقبل، ويتركنا في معاناة دائمة مع الجوع والعوز.

إننا، طلاب اليمن في الخارج، لم نعد قادرين على الاستمرار في حياتنا الدراسية وسط هذا الإهمال الجائر. فقد اضطر العديد منا إلى ترك مقاعد الدراسة والتوجه للبحث عن أي مصدر رزق يعيننا على البقاء أحياء. هذا الوضع لا يهدد مستقبلنا وحسب، بل يدمر عقولاً وطنية كنا نأمل أن تعود لخدمة وطنها يوماً ما.


ولذا، فإننا نطالب مجلس القيادة الرئاسي بسرعة التدخل الفوري لإقالة كل المتسببين في هذا الفشل الذريع الذي أدى إلى معاناة آلاف الطلاب، وتحويلهم إلى القضاء لمحاسبتهم على إهدار مستقبلنا وتشويه صورة اليمن أمام العالم. كما ندعو إلى وضع خطة عاجلة ومنصفة لصرف كافة الستة الأرباع المتأخرة، وضمان انتظام ما بعدها في المستقبل دون تأخير أو تلاعب.

وإذ نؤكد أن صبرنا قد نفد، فإننا ماضون في خطوات تصعيدية سلمية تشمل الاعتصامات المستمرة أمام السفارات والقنصليات اليمنية في الخارج، واللجوء إلى القضاء والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية لتبني قضيتنا العادلة.


لن نتوقف حتى تُستعاد حقوقنا كاملة، ولن نصمت أمام من يستهين بعقولنا ومستقبلنا. نحن أبناء اليمن، وأملها الوحيد، ولن نسمح لفساد الحكومة أن يحطم أحلامنا وطموحاتنا.

صادر عن: الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في جمهورية مصر العربية

23 ديسمبر 2024 م

صورة مع التحية للأخوة:

ـ مدير مكتب رئاسة الجمهورية.

– سفير بلادنا لدى جمهورية مصر العربية.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة دمنهور يستقبل وفد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد
  • الإهمال يدفع الدارسين اليمنيين في الخارج نحو الأعمال الخاصة
  • التأمينات الاجتماعية ضمن أفضل الجهات الحكومية في المؤشر الوطني للبيانات “نُضيء
  • أيهما أفضل العمرة أم الإنفاق على الفقراء والمحتاجين ؟.. الإفتاء تجيب
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل فريق القومية لضمان جودة التعليم لاعتماد كلية السياحة والفنادق
  • مدير التعليم بأسيوط يوجه برفع مستوى كفاءة المدارس وتدريب الطلاب على استخدام التابلت
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • السعودية.. التعليم تُمنح مديري المدارس صلاحية حماية الطلاب من تقلبات الطقس
  • تعليم المنشأة يوجه مديري المدارس بالاستعداد لامتحانات الفصل الدراسي الأول 2025
  • التعليم تُمنح مديري المدارس صلاحية حماية الطلاب من تقلبات الطقس