لجريدة عمان:
2024-09-16@11:01:18 GMT

ماذا أنتم فاعلون ؟

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

أنتمي إلى جيل كان يحلم بوطن عربي موحد حول قضيته المركزية (فلسطين)، نحن جيل عاصر الهزائم العسكرية والانتكاسات السياسية، رغم ما وهب الله أوطاننا من ثروات طبيعية وإمكانات بشرية هائلة، ورغم ذلك فقد لاحقتنا الهزائم على كل المستويات، بعد أن اكتفى حكامنا وساستنا وإعلامنا بأحاديث وتصريحات راح يتناولها الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بينما لم يلتفت إليها العالم، ونحن نشاهد صباح مساء شعبا يُباد وبيوتا تُهدم على ساكنيها، وعشرات الآلاف من الشهداء، وأضعافهم من العجزة والمشوهين وسط عجز مُذلَّ، وصمت دولي ينبئ عن تآمر معظم الدول الكبرى ذات التأثير في السياسات الدولية، بينما راح حكامنا وساستنا يتحدثون إلى العالم بخطابين متناقضين، أحدهما يلعب بمشاعر الجماهير الغاضبة، والآخر خلف الغرف المغلقة يخاطبون فيه الدول ذات التأثير في السياسة الدولية بلغة تساوي بين القاتل والمقتول، حينما يتحدثون عن تعاطفهم مع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار، بينما تواصل إسرائيل إبادة شعب بأكمله بهدف القضاء عليه، والدفع بما بقي منه لكي ينزح من أرضه، يحدث كل هذا بينما ساستنا وحكامنا وأصحاب القرار منا يعيشون حياتهم الطبيعية في قصورهم ويصطافون في منتجعاتهم، لعلهم يعتقدون أن النيران بعيدة عنهم.

لم يلتفت حكامنا إلى المشروع الصهيوني الكبير (إسرائيل الكبرى) الذي استمد فيه المنظرون الإسرائيليون فكرته من كتبهم التي يعتقدون أنها مقدسة، وأن الله قد وعدهم بدولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات، كنت أعتقد قبل المذابح الأخيرة على غزة أن ما يقال في أدبياتهم الدينية والتاريخية مجرد أوهام لا يتصورها العقلاء إلا أنني تابعت طوال الأشهر الماضية ما يدلي به المتطرفون الإسرائيليون وهم يرددون الحديث عن دولة إسرائيل الكبرى، وأن المجتمع الإسرائيلي في معظمه يعيش منتظرا لحظة الانتصار الأخير، بينما نحن في عالمنا العربي المهزوم والمنكسر نتسول مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار ولا نملك مشروعا عن اليوم التالي لوقف الحرب، ولم ننتبه إلى مشروع إسرائيل الكبرى، التي قد يكون من الصعب عليها احتلال كل أقطارنا العربية، لكن بات واضحا أن ما لم تستطع ضمه إليها بالقوة فسوف تجتاحه بالسياسة والاقتصاد في ظل هيمنة كاملة على كل أقطارنا العربية، يحدث كل ذلك ونحن ما زلنا نتقاتل ونفتعل الخصومات والضغائن بين بعضنا البعض.

أتساءل كل يوم كيف ينام حكامنا، ويأكلون ويشربون ويتسامرون وهم يرون رأي العين جزءا غاليا من أهلنا وهم يقصفون بالطائرات والصواريخ الذكية، ويستشهد كل يوم مئات الأطفال والنساء تحت الأنقاض؟ إذا كنا قد عجزنا عن حماية أهلنا في غزة عسكريا، أليس في استطاعتنا أن نوظف أموالنا ونفطنا وعلاقاتنا الدولية في الدفاع عن قضية عادلة اهتز لها ضمير العالم الحر؟ ألا يوجد من بين حكامنا بعلاقاتهم ومصالحهم الاقتصادية من يستطيع أن يسجل موقفا تاريخيا مع الولايات المتحدة الأمريكية التي يتبارى مرشحوها في الانتخابات القادمة في المزايدة دفاعا عن إسرائيل وتزويدها بما تحتاجه من أسلحة فتاكة تودي بحياة شعب لا حول له ولا قوة، ونتباهى بجامعتنا العربية وأن لدينا منظمة المؤتمر الإسلامي وبعلاقتنا الثنائية مع كل دول العالم، وقبل ذلك كله المنظمات الدولية التي لم نستطع التأثير فيها بمجرد قرار وقف الحرب، الذي اعترضت عليه الولايات المتحدة ذات الهيمنة الكبرى على معظم دول العالم؟

الأزمات الصعبة في حاجة إلى قرارات صعبة تتناسب وحجم الدمار الذي يتعرض له الشعب العربي في فلسطين، وأنا على ثقة بأن إسرائيل قد نجحت في اختبار ضعفنا وهواننا وانتكاساتنا وقلة حيلتنا، ولن ينج قطر عربي واحد، وستدفع شعوبنا أثمانا باهظة سوف يسجلها التاريخ الذي لا يرحم، وإذا ما بقينا على هذه الحال فسوف تجتاح إسرائيل أوطاننا ولن ترحم شعوبنا، التي لو كان القرار بيدها لكانت النتائج مختلفة، والغريب فيما يحدث أن بعض إعلامنا والبعض من ساستنا يلقي باللائمة صباح مساء على من يدافعون عن أرضهم، ولم يخجل بعضهم من الاستقواء بأمريكا وإسرائيل والتشفي في أهلنا في غزة، وهم يستشهدون تحت الإنقاض وعلى قارعة الطريق.

إذا كان حكامنا قد فشلوا في الدفاع عن أهلنا في فلسطين فماذا عن موقفهم مما يحدث في السودان؟ إنهم لم يكتفوا بترك السودانيين يقتل بعضهم بعضا، بل راح البعض منا يزيد النار اشتعالا، حينما يدعمون فريقا ضد الفريق الآخر، السودان هذا البلد الكبير بإمكاناته الطبيعية وشعبه الطيب الكريم، هل بذلنا من الجهد والمال ما يكفي لحماية السودان الذي يحترق، وقد تشرد الكثيرون من شعبه داخليا أو إلى دول الجوار، أليس من بين حكامنا من يستطيع وقف هذه المأساة التي أدخلت السودان إلى أتون حرب أهلية راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف سوداني وأضعافهم من المشردين والمهجرين وعابري الحدود إلى دول الجوار؟ أليس من بين حكامنا من لديه القدرة على حل المشكلة الليبية التي قسمت الوطن إلى وطنيين وربما أكثر؟ بم يشعر حكامنا وهم يشاهدون كل الوطن العربي وقد اشتعلت النيران في كثير من أقطاره؟ الخطر قادم لا محالة، ماذا نقول لأبنائنا وقد عشنا كل هذه المآسي؟ هل نقول لهم: إننا فعلنا قدر استطاعتنا ولم ننجح؟ هل نقول لهم: إننا استطعنا حل ولو مشكلة واحدة من مشاكلنا المتراكمة؟ هل نقول لهم: لقد اكتفينا بغلق أبوابنا علينا لأننا في عصر لا نملك إرادتنا ولا ثرواتنا ولا قراراتنا؟ ويبقى السؤال الأهم: ماذا أنتم فاعلون يا حكامنا والخطر يداهمنا غدا أو بعد غد؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ظاهرة فلكية تزين سماء العالم خلال ساعات.. ماذا يحدث لـ قمر الحصاد؟

متابعة مراحل اكتمال القمر تجربة رائعة يستمتع بها عشاق الليل في كل أنحاء العالم الليلة، فهم على موعد مع مشهد ساحر للقمر البدر العملاق الذي سيزين السماء خلال ساعات، إذ يظهر من الأفق الشرقي مع غروب الشمس، وسيلفت الأنظار بحجمه الظاهري الضخم ولونه الأحمر أو البرتقالي خلال اللحظات الأولى، لكن، عندما يرتفع في السماء سيبدو حجمه أصغر، وهو مجرد وهم بصري يحدث كل منتصف شهر قمري.        

 

قمر الحصاد العملاق

المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، كشف عن أن القمر الليلة سيكون ثاني بدر عملاق لعام 2024 من أربعة على التوالي هذا العام، كما يمكن مشاهدته طوال ليل الثلاثاء مقترنا بكوكب زحل، ولأن ظهوره يكون في الموعد الأقرب إلى الاعتدال الخريفي لذا يسمى قمر الحصاد.

ويشرق قمر الحصاد العملاق من الأفق الشرقي مع غروب الشمس، ويكون حجمه الظاهري كبير عندما يكون قريب من الأفق أي في الساعات الأولى من ظهوره، ومن الممكن أن يكون لونه أحمر أو برتقالي، ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه صغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري، وبعد حلول الليل سيكون قمر الحصاد العملاق مقترنا بكوكب زحل الذي سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة يمكن مشاهدته من خلال تلسكوب متوسط الحجم.

هل تظهر حلقات زحل في الإقتران؟

وبحسب تصريحات ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، لن يُشاهد متابعي قمر الحصاد المنظر الجميل لحلقات كوكب زحل اثناء الاقتران لأنها حالياً مائلة فقط بمقدار 3.7 درجة، ما يجعلها تبدو نحيلة للغاية بعكس السنوات السابقة، حيث ظهرت الحلقات أكثر من مرة عندما كان يتم الإقتران كانت بزاوية ميل أوسع.

مصطلح قمر الحصاد هو مصطلح شائع لعدة سنوات، وهي تسمية «شعبية» تطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر، وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافة إلى أنه في هذه الشهور من العام يكون وقت شروق القمر قريب إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالي على التوالي في نصف الأرض الشمالي، وتعتبر الأقمار البدر القريبة من الإعتدال الخريفي مميزة، نظرا لأن المسار لظاهري للشمس والقمر والكواكب يصنع زاوية ضيقة مع الأفق عند غروب الشمس. 

مقالات مشابهة

  • ظاهرة فلكية تزين سماء العالم خلال ساعات.. ماذا يحدث لـ قمر الحصاد؟
  • ماذا تريد أمريكا؟
  • ترتيب بطولة العالم للسائقين للفورميلا وان بعد جائزة أذربيجان الكبرى
  • أسرع من الصوت بأضعاف.. ماذا تعرف عن "صاوخ الفرط صوتي" الذي ضرب عمق إسرائيل؟
  • أسرع من الصوت بأضعاف.. ماذا تعرف عن "صاوخ الفرط صوتي" الذي ضرب عمق إسرائيل.. عاجل
  • «ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟
  • معلومات عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • اجتماع برئاسة محافظ البيضاء يناقش آلية التحشيد للفعالية الكبرى بذكرى المولد النبوي
  • فيرستابن يفوز بالتجربة الأولى لسباق جائزة أذربيجان الكبرى ببطولة العالم للفورمولا1