جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@21:45:32 GMT

أَكُلُّ الدَهرِ حَلٌّ وَاِرتِحالٌ؟!

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

أَكُلُّ الدَهرِ حَلٌّ وَاِرتِحالٌ؟!

 

يوسف عوض العازمي

@alzmi1969

 

 

"لقد كانت الثورة الفرنسية، والحروب الثورية، ونهوض وسقوط نابليون، هي التي جعلت التاريخ لأول مرة: تجربة جماهيرية". جورج لوكاش.

**********

عندما يتحدث الشخص- أي شخص- عن النجاح والهمة والسعي، يستحب أن يكون منطقيًا متمكنًا من حديثه، بحيث تكون له تجربة معينة أو حتى تجارب، فشل أو نجح فيها، هنا بالذات في موضوع الفشل والنجاح علينا الاقتناع بأنَّ لكل إنسان معايير معينة للفشل وكذلك للنجاح، وهنا بالطبع لا أقصد معايير الإعلام العربي في القرن الماضي، الذي يحول الفشل لنجاح كبير وبقدرة قادر، وعلى أنغام خطابات أحمد سعيد رحمه ورحمنا الله.

معايير الفشل والنجاح تتفاوت بين هذا وذاك، هذه وتلك.. لا يوجد معيار متفق عليه مائة بالمائة بين الناس، لكل معاييره، تصور هناك شركة تجارية تحقق خسائر بنسبة ثلاثين بالمئة وتعتبر ذلك نجاحا، وقد تقيم حفلا إبتهاجا بتلك الخسارة، قد يكون ماحدث هو نجاح، لأن الوصول إلى هذه النسبة بناء على السياق العام لظروف الشركة يعتبر نجاحًا، يتبادر للذهن أن هناك ظروفًا قاهرة جعلت هذه الخسارة في عرف القائمين على الشركة نجاحًا، نتذكر هنا المعلق الرياضي الكويتي خالد الحربان ومقولته الشهيرة: لكل مباراة ظروفها. وغير ذلك من الأمثلة الدارجة والمعروفة التي تضع نسبة الفشل أو النجاح بناء على ظروف معينة، وأحيانا معقدة، وكم من نجاحات معلنة عناوينها، وهي في الحقيقة فشل ذريع، وسوء ما بعده سوء.

هل يعد ما سبق له علاقة بالثقافة العامة للبشر، بشكل خاص أو عام، طرأ علي هذا السؤال؟ أذكر أني قرأت في أحد الكتب المتخصصة في علم الاجتماع عن مفهوم الثقافة هذه العبارة: "تعني الثقافة في نظر علماء الاجتماع جوانب الحياة الإنسانية التي يكتسبها الإنسان بالتعلم لا بالوراثة" (1).

حتى في المدارس والطلبة، بعض الطلبة يعتبر النجاح الحصول على نسبة نجاح قريبة من السقوط، وكذلك هناك طالب يعتبر نسبة التسعين بالمائة فشلًا ذريعًا، لأنَّ الهدف كان أعلى من هذه النسبة، وتتراوح وتتفاوت الأسباب والظروف لكل حالة، وبلا شك تعكس حالة ثقافية معينة ذات خصوصية.

الفشل والنجاح كلاهما يحتاجان كثيرًا من المفاهيم، وأُلِّفت عنهما وبهما العديد من النظريات، وأسهب علماء الاجتماع والفلسفة والسياسية والتاريخ في الحديث حولهما؛ بل إن كلا هاتين الصفتين (هل تعتقد أنهما صفتان؟!) سيطرا على جزءٍ غير بسيط من كتب الدراسات الإنسانية ووفق مفاهيم وأفكار ونظريات عدة.

وفي النهاية لكل مِنَّا قناعته الخاصة بالفشل أو النجاح، وكذلك الجهات الخاصة والدول أيضًا تتعامل مع مؤشرات الفشل والنجاح بدقة وحساسية، لذلك لتكن لك شخصيتك المستقلة ولتكن لك معاييرك الخاصة للفشل لا سمح الله، أو النجاح، فلا يعلم بظروفك أو ما تمر به إلا الله (إن كنت كاتمًا ذلك).

الشاعر الجاهلي المثقب العبدي قال ذات مرة مخاطبا ناقته:

أَكُلُّ الدَهرِ حَلٌّ وَاِرتِحالٌ

أَما يُبقي عَلَيَّ وَما يَقيني

مراجع:

علم الاجتماع مع مدخلات عربية، أنتوني غدنز، ترجمة وتقديم: د. فايز الصباغ، الناشر: المنظمة العربية للترجمة، مؤسسة ترجمان، ط 4، ص 82. رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حروب وكوارث وتخبط.. ترامب يفاخر بـ”100 يوم” من الفشل

 

 

الجديد برس|

 

يفاخر الرئيس الأمريكي بمرور 100 يوماً من توليه ولايته الرئاسية الثانية في اكبر دولة في العالم .

 

وقال ترامب في خطاب له اليوم ان أمريكا اليوم تعيش “عصرها الذهبي” على الرغم من مرور ثلاثة اشهر فقط من دخوله البيت الأبيض للمرة الثانية.

 

لكن الرئيس الذي يوصف عالمياً بالمجنون ينكر هو وادارته أن هذه المائة يوم هي كارثية بكل المقاييس.

 

ادعى ترامب انه رئيس السلام لكن إسرائيل عادت الى حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ضاربة عرض الحائط الاتفاق الذي رعاه ترامب ودفع اليه بقوة.

 

كما ان الجيش الأمريكي اليوم يشن حرباً غير مبررة على اليمن وتستهدف معظم الغارات الاحياء السكنية وتقتل المدنيين وتضرب الاعيان المدنية .

 

ولم ينجح ترامب في إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية التي قال انه سيوقفها في اول اتصال يجريه بعد صعوده الى الكرسي الرئاسي في البيت الأبيض.

 

ليس ذاك فحسب بل ان حرباًً نووية تلوح في الأفق بين الهند وباكستان في الوقت الذي كان فيه نائبه “فانس” يتواجد في العاصمة الهندية .

 

وقبل هذا وذاك يشن ترامب حرباً جمركية على العالم كله ويريد ان يبتز العالم كله لكنه حتى الآن يفشل في فرض اجندته على أي دولة .

 

فضائح ترامب وادارته لم تتوقف ولعل ابرزها فضائح وزير دفاعه وقادته العسكريين بتسريب خطط عسكرية على مواقع للتواصل الاجتماعي شاركت فيه زوجاتهم واشخاص لا علاقة لهم بالحرب ولا بالحكومة الامريكية .

 

وكل هذا ليس سوى غيضاً من فيض كوارث ترامب خلال 100 يومٍ من توليه الحكم.

 

مقالات مشابهة

  • حروب وكوارث وتخبط.. ترامب يفاخر بـ”100 يوم” من الفشل
  • الجابر: ما نشاهده في الهلال حاليًا أمرٌ محزن.. فيديو
  • عُمانية تواصل النجاح في مشروع زراعة البطيخ بالمضيبي
  • مايو 2025 يُشعل سماء الحظ: أبراج تبدأ رحلة التحوّل والنجاح! هل برجك من بينها؟
  • انطلاق الملتقى الطلابي ”تمكين 4“.. إليكِ أهم الورش والجلسات الحوارية
  • جامعة الأميرة نورة تُطلق الملتقى الطلابي “تمكين 4”
  • رئيس الوفد الوطني المفاوض: الوحشية الأمريكية لن تغطي الفشل العسكري في العدوان على اليمن
  • بعد النجاح بموسم الرياض.. مسرحية ألف تيتة وتيتة لأكرم حسني في جدة
  • المملكة.. طموح لا يعرف المستحيل
  • اكسر حواجز الواقع و اصفع الفشل بالإصرار