“الشنجن الأفريقي” يغازل 1.4 مليار نسمة في القارة السوداء
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
يغازل حلم فتح الحدود بين 54 دولة مستقلة وذات سيادة سكان قارة افريقيا، الذي يتراوح عددهم بين 1.2 و1.4 مليار نسمة أو أكثر منذ سنين طويلة، باعتبارها ثاني أكبر قارات العالم بعد آسيا من حيث المساحة وعدد السكان لإحداث نهضة تنموية شاملة في القارة، مع توقعات ببلوغ عدد سكان القارة السوداء 2.5 مليار نسمة، نحو ربع سكان العالم العام 2050، وفقاً لورقة بحثية حديثة أعدها مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي.
وذكرت الورقة أن عالم “أفروتوبيا” الذي بشَّرت به أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، يجسد حدود القارة المفتوحة التي يتدفق عبرها بكل حرية ويسر سكان القارة ورؤوس الأموال والسلع والخدمات، حيث لم يعد تدشين “شنجن أفريقية” خاطرة تراود كل من يحلم بالوحدة الأفريقية، بل تحول إلى احتمال أقرب إلى الواقع عندما قدم الاتحاد الأفريقي جواز سفر أفريقياً الموحد.
وأكد “إنترريجونال” أن رؤية “أفريقيا بلا حدود” ليست مجرد حلم، بل هي طريق قابل للتحقق في سبيل التنمية الاقتصادية المستدامة عبر استقطاب رواد الأعمال المهاجرين لدفع النمو في جميع أنحاء القارة.
فوائد استثمارية
وتتمتع البلدان التي تفتح حدودها بفوائد عديدة في مجالات تتراوح من السياحة والاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي وبالفعل شهدت 18 دولة من أصل 20 دولة أفريقية مفتوحة للتأشيرات تحسينات في تصنيفاتها على مؤشر سهولة ممارسة الأعمال التابع للبنك الدولي، كما شهدت نمواً في السفر والسياحة والناتج المحلي الإجمالي والاستثمارات.
وتشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي إنفاق الاستهلاكي والتجاري في أفريقيا سيصل إلى 6,7 تريليون دولار العام 2030، كما يتوقع أن يتجاوز 16 تريليون دولار العام 2050.
تجارة أكثر تكلفةً
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن التجارة البينية الأفريقية أكثر تكلفةً، بعد أخذ كل العوامل في الاعتبار، من التجارة في أيِّ منطقة أخرى وفي حين أن 48 دولة أفريقية تمنح مواطني دولة أخرى على الأقل خارج أفريقيا السفر بدون تأشيرة، فإن 5 دول أفريقية فقط، على رأسها رواندا، من أصل 54 دولة يمكنها التباهي بمنح حق دخول الأفارقة إلى أراضيها بدون تأشيرة وعلى سبيل المثال، يستطيع المواطن الأمريكي التجول في معظم أنحاء أفريقيا دون تأشيرة؛ مقارنةً بالأفريقي الذي يحتاج إلى تأشيرة دخول لنحو 60% من الدول الأفريقية.
السياسات الأفريقية
وقال “إنترريجونال” إن الاتحاد الأفريقي طوَّر العديد من أطر السياسات لإدارة حركة الأفراد الطوعية والقسرية عبر القارة؛ بهدف تعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية ومن الأمور المركزية لهذه السياسات، الرؤية المنصوص عليها في معاهدة إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية (معاهدة أبوجا) لعام 1994.
وتُلزم هذه المعاهدة الدول الأعضاء بتحقيق حرية حركة الأشخاص بشكل تدريجي، وضمان حقوق الإقامة والاستقرار داخل الجماعة الاقتصادية الأفريقية. وحتى الآن، صدَّقت 48 دولة عضواً على الأقل في الاتحاد الأفريقي على المعاهدة.
وفي عام 2006، اعتمد الاتحاد الأفريقي إطار سياسة الهجرة لأفريقيا، الذي تم تنقيحه في عام 2018 لمعالجة تحديات الهجرة المعاصرة ويشدد إطار سياسة الهجرة على إمكانات الهجرة المُدارة جيداً لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويغطي قضايا الهجرة الرئيسية، بما في ذلك إدارة الحدود، وهجرة اليد العاملة، وإدارة البيانات، وحقوق الإنسان للمهاجرين، والنزوح القسري، والهجرة غير النظامية، والتعاون بين الدول، والهجرة الداخلية.
وأضاف “إنترريجونال”، تفتقر اتفاقية إطار سياسة الهجرة إلى آلية لمراقبة الالتزام بها؛ ما يجعلها غير ملزمة ويصعب تنفيذها ولمواصلة تعزيز إدارة هجرة اليد العاملة، قدم الاتحاد الأفريقي البرنامج المشترك لهجرة اليد العاملة في عام 2015.
ويدعم البرنامج ممارسات التوظيف العادل، وقابلية نقل الضمان الاجتماعي، وقابلية نقل المهارات، بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة كما اعتمد الاتحاد الأفريقي بروتوكول حرية حركة الأشخاص في عام 2018 لتعزيز حرية حركة السلع ورؤوس الأموال والخدمات والأشخاص داخل القارة.
وأوضح “إنترريجونال” أن خطة التجارة الحرة، وهي جزء من أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ، تسعى إلى تحويل أفريقيا إلى مجتمع بلا حدود مع زيادة التجارة والاستثمار، وتعزيز موقف أفريقيا التفاوضي في التجارة الدولية.
هجرة الأدمغة
ويساهم عدم القدرة على التحرك بحرية داخل أفريقيا بشكل كبير في هجرة الأدمغة في القارة؛ حيث تمول أفريقيا تعليم المهنيين، مثل الأطباء والمهندسين ومبرمجي الحاسوب الذين يهاجرون بعد ذلك إلى أوروبا أو أمريكا الشمالية. وعلى سبيل المثال، ينحدر واحد من كل 10 أطباء يعملون في المملكة المتحدة من بلدان أفريقية استثمرت بشكل كبير في تدريبهم. ومنذ عام 2010، أنفقت 9 دول أفريقية أكثر من ملياري دولار لتدريب الأطباء الذين هاجروا لاحقاً.
وأشارت ورقة “إنترريجونال” إلى أنه وبعد مرور 6 سنوات على طرح جواز السفر الأفريقي، لا يزال تداوله محدوداً للغاية، ولا يزال حاملو جواز السفر يواجهون متطلبات التأشيرة في بعض البلدان ولكي تصبح “أفريقيا بلا حدود” حقيقةً واقعةً، يتعين على البلدان أن تتبنى سياسات التكامل الإقليمي، وأن تتصدى للتحديات الأمنية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی فی عام
إقرأ أيضاً:
مصر تتربع على العرش الأفريقي في المصارعة الرومانية تحت 17 عامًا
كشف العميد سعيد صلاح، رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، عن فوز بعثة منتخب مصر في المصارعة الرومانية بكأس المركز الأول تحت 17 سنة في البطولة الإفريقية للمصارعة بالمغرب، على الرغم من مشاركة الفراعنة بـ 7 لاعبين فقط في هذه المنافسات.
وأكد أن بعثة الفراعنة حصدت 5 ميداليات ذهبية و2 فضية في المنافسات التي أقيمت حتى الآن.
تستضيف المملكة المغربية البطولة خلال الفترة من 28 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل، بمشاركة لاعبي المراحل السنية المختلفة تحت 17 سنة، تحت 20 سنة، والكبار في المصارعة الرومانية والحرة والنسائية.
يرأس بعثة منتخب الكبار العميد سعيد صلاح رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، بينما يتولى عبد العال جمعة عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري رئاسة بعثة الشباب والناشئين.
تتكون البعثة المصرية في البطولة الأفريقية من 52 فردا بينهم 36 لاعبا و2 مديرين فنيين و5 مدربين و5 حكام وعضو اتحاد أفريقي ورئيس بعثة الكبار ورئيس بعثة الشباب والناشئين.
أكد العميد سعيد صلاح أن البطولة تضم المراحل السنية تحت 17 سنة وتحت 20 سنة ومرحلة الكبار في تخصصات المصارعة الثلاثة روماني -حرة -نسائية، موضحا أن المستهدف من البطولة خلق جيد جديد من اللاعبين الشباب لإعدادهم للبطولة الدولية طبقا لرؤية الاتحاد، مشيرا إلى أن الهدف الاستعداد لأولمبياد لوس أنجلوس 2828 وأولمبياد 2032.
تابع رئيس الاتحاد المصري للمصارعة أنه تم ضم عناصر متميزة من مراحل الشباب والناشئين تحت 17 سنة و20 سنة في المراحل الأولى والثانية والثالثة، مؤكدا أن الاختيار تم بناء على تقييم فني من الأجهزة الفنية للمنتخبات وعرضها على اللجنة الفنية بالاتحاد وهم أوائل التجارب التي تمت إقامتها يومي 4 و5 أبريل الجاري.
كشف العميد سعيد صلاح، رئيس اتحاد المصارعة، أن هذه المشاركة تأتي ضمن مقترح دعم الأبطال المتميزين للاشتراك في الدورات الأولمبية، حيث تم وضع معايير فنية سلوكية انضباطية في اختيار لاعبي المنتخب اعتمدت على المستوى الفني والمهاري والانجازات الرياصية المحلية والدولية السابقة والرؤية المستقبلية للإنجازات المتوقعة.