تزوجت أكثر من مرة فمع من أكون في الجنة؟.. أزهري يُجيب
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف يقول: “أنا سيدة تزوجت أكثر من مرة، فمع من أكون في الجنة من أزواجي السابقين"، حيث تقول الآية الكريمة من سورة الرعد: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.
أزهر الغربية يُُكرِّم 40 طالبًا من أوائل الشهادات الأزهرية شكل الملائكة الحقيقي و أسمائهم ومهاهم المكلفون بها.. أمين فتوى يوضحها تزوجت أكثر من مرة فمع من أكون في الجنة؟
أجاب لاشين أنه ورد ثلاث آراء للعلماء في تلك المسئلة، حيث يرى الرأي الأول أنها تكون مع أحسنهم خلقًا، فقد قال الإمام القرطبي: "إن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله، المرأة يكون لها زوجان في الدنيا، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة، لأيهما تكون؟ للأول أو للآخر؟ قال: “لأحسنهما خلقًا كان معها يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة”.
وتابع لاشين أن الرأي الثاني ينص على أن الزوجة تخير بين أزواجها، فالذي تختاره تكون معه في الجنة. ولا دليل لأصحاب هذا القول، فسقط اعتباره.
أما الرأي الثالث فيوضح لاشين أن الزوجة تكون في الجنة مع آخر زوج تزوجته في الحياة الدنيا، وقد استدل أصحاب هذا القول بما رواه الطبراني في الأوسط أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدرداء بعد وفاة زوجها أبي الدرداء، فقالت أم الدرداء: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده، فهي لآخر أزواجها" (رواه الطبراني).
وأشار لاشين أنه قد روي الحديث برواية أخرى بنفس المعنى عن أم الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المرأة لآخر أزواجها".
وانتهى الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر أن الراجح في تلك الآراء الثلاث هو القول الثالث، أن المرأة تكون في الجنة مع آخر أزواجها، لقوة الأدلة التي استند إليها.
تزوجت أكثر من مرة فمع من أكون في الجنة؟
وقد أجاب الشيخ الشعراوي عن هذا التساؤل، حيث أشار إلى ما ورد عن معاوية بن سفيان، أنه خطب أم الدرداء فرفضت وقالت: «سمعت أبا الدرداء يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المرأة لآخر أزواجها في الجنة، وقال لي: إن أردت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي من بعدي».
وأضاف إمام الدعاه إلى حديث أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رضي اللّه عنها قالت: يا رسول اللّه، المرأة يكون لها زوجان في الدنيا، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة لأيهما تكون، للأول أو للآخر؟، قال: لأحسنهما خلقًا كان معها يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة، وانتهى بقوله «إلا أنه قيل: تُخير إذا كانت ذات أزواج».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أستاذ الشريعة صلى الله علیه وسلم أم حبیبة
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: إياك أن تكون من الغافلين عن فضل شهر شعبان
حذرت دار الإفتاء المصرية، متابعيها من الغفلة عن اغتنام شهر شعبان الذي فيه نفحات إيمانية كبيرة وأبرزها ليلة النصف من شعبان.
فضل شهر شعبانوقالت دار الإفتاء في منشور لها (إياك أن تكون من الغافلين عن فضل شهر شعبان وثواب العمل فيه، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصًا على إحياء نهاره بالصيام؛ فلما سئل عن ذلك قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان...» أخرجه النسائي).
وأوضحت دار الإفتاء أن من الأعمال المستحبة طوال العام وفي شهر شعبان على وجه الخصوص: التعاون على فعل الخيرات، وإظهار المودة والتآلف بين المسلمين، ونشر روح البهجة والفرح بقرب قدوم رمضان المبارك؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم؛ يقول مهنئًا أصحابه ومبشِّرًا أمَّته في آخر أيام من شعبان: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ» أخرجه أحمد وغيره.
وأكدت أن شهر شعبان فرصة عظيمة لتدريب الأطفال على العبادات في رمضان، وهو أمر بالغ الأهمية لكي يعتادوا على أدائها عند الوصول لسن التكليف الشرعي كما أن الدعاء في ليلة النصف من شعبان بألفاظ مخصوصةٍ ومشروعةٍ مندوبٌ إليه شرعًا؛ وعبادة داخلة في ذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:60].
ليلة النصف من شعبانوروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ نَادَى مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ، إِلَّا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا أَوْ مُشْرِكٌ».
وروى عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ».
ويروى عن نَوفٍ البِكَالي أن عليًّا رضي الله عنه خرج ليلة النصف من شعبان، فأكثر الخروج فيها ينظر إلى السماء فقال: "... اللهم رب داود اغفر لمن دعاك في هذه الليلة ولمن استغفرك فيها". "لطائف المعارف" لابن رجب الحنبلي (ص: 137، ط. دار ابن حزم).
وقال الشيخ أبو عبد الله بن الحاج العبدري الفاسي المالكي في كتابه "المدخل" (1/ 299، ط. دار التراث): [ولا شك أنها ليلة مباركة عظيمة القدر عند الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
واختلف العلماء رحمة الله عليهم هل هي هذه الليلة، أو ليلة القدر؟ على قولين؛ المشهور منهما: أنها ليلة القدر. وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر، فلها فضل عظيم وخير جسيم، وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمرون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها، على ما قد علم من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره، هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة] اهـ.