الجزيرة:
2024-09-11@19:05:28 GMT

شرعية جبهة تيغراي تهدد اتفاق السلام في إثيوبيا

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

شرعية جبهة تيغراي تهدد اتفاق السلام في إثيوبيا

أديس أبابا- تعود أزمة إقليم تيغراي (شمال إثيوبيا) إلى الواجهة مجددا، بعد نحو عامين على اتفاق السلام الذي أُبرم مع الحكومة الفدرالية أواخر 2022، لتطل مخاوف المواجهة جراء معضلة قانونية بين جبهتها الباحثة عن إعادة شرعية ومجلس الانتخابات الذي قرر تسجيلها بوصفها حزبا جديدا.

والأسبوع الماضي، أعلن مجلس الانتخابات الإثيوبي قبوله طلب إعادة جبهة تحرير تيغراي حزبا جديدا، وهو ما رفضته الأخيرة بحجة أنه يتعارض مع اتفاق بريتوريا للسلام، واعتبرته غير مناسب، وذهبت إلى عقد مؤتمر يتحدّى مجلس الانتخابات، الأمر الذي فجر الصراع بينها وبين الحكومة وأحدث انشقاقا داخل الجبهة نفسها.

ويتوقع المراقبون أن تعصف هذه التحديات بحزب جبهة تيغراي، وسط مخاوف من انقسامات تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد وإقليمها التي لم يمض على تعافيها سوى عامين.

ويرجع الباحث والمختص بالشأن الأفريقي عبد القادر محمد علي صراعات حزب جبهة تيغراي إلى خلافات ومطامع داخل قيادته، قائلا إن الخلاف في جوهره صراع على من هو صاحب الكلمة الفصل في تقرير مسار ومصير إقليم تيغراي، سواء على مستوى ترتيبات الإدارة الداخلية أو في ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة الفدرالية.

وأضاف للجزيرة نت "يبدو هذا في عديد من المسائل، لعل من أوضحها التعامل مع آلية استرداد شرعية الحزب وكيف تتم هذه العملية"، وأردف أن الخلافات الداخلية لجبهة تيغراي ليست بالشيء الجديد، لكنها تأتي في ظرف بالغ الحساسية تغيب فيه شخصية "كاريزمية" ومحورية مثل مليس زيناوي القائد التاريخي للجبهة.

اتفاق السلام الذي أبرمته الحكومة الإثيوبية مع جبهة تيغراي مهدد بفعل أزمة شرعية الحزب (مواقع التواصل) تآكل شعبية الجبهة

ويرى عبد القادر أن الحرب الشرسة التي دمّرت الإقليم وقتلت وشردت الملايين فيه أدت إلى تآكل شعبية الجبهة على خلفية تحميلها مسؤولية اندلاع الحرب وتبعاتها من قبل شريحة من أبناء الإقليم.

وظلت جبهة تحرير تيغراي تقود المشهد السياسي في إثيوبيا خلال تصدرها قيادة الائتلاف الحكومي السابق (1991–2018)، وظل زيناوي رئيسا للجبهة منذ توليها السلطة عقب سقوط نظام منغستو (1974-1991) وحتى وفاته في أغسطس/آب 2012.

لكن الجبهة دخلت في خلافات سياسية عقب تولي آبي أحمد رئاسة الوزراء عام 2018، تحولت إلى مواجهات عسكرية لنحو عامين، انتهت بتوقيع الطرفين اتفاق سلام في 2022 لا تزال بعض بنوده عالقة.

وكان مجلس الانتخابات أوضح، في بيان، أنه تلقى خطابا من جبهة تيغراي في 26 من يوليو/تموز 2023، للحصول على صفتها القانونية، وبعد فحص الطلب استنادا إلى قانون الانتخابات وتسجيل الأحزاب السياسية الإثيوبية وتعديلاته، قرر المجلس تسجيل الجبهة حزبا سياسيا مع "اعتبارات خاصة".

ومنح جبهة تيغراي شهادة الشخصية القانونية بوصفها حزبا سياسيا جديدا، رافضا طلبها بإعادة وضعها القانوني قبل الحرب، وأصدرت الحكومة الفدرالية توضيحا بأن مشكلة تسجيل حزب جبهة تيغراي تم حلها، وأن مجلس الانتخابات عالج هذه القضية بشكل مناسب.

جدل متصاعد

من ناحيته، اعتبر رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية ياسين أحمد قرار مجلس الانتخابات بالترخيص للجبهة بوصفها حزبا سياسيا خطوة في مسار تعزيز الديمقراطية التي تعهدت الحكومة بتنفيذها في إطار ترسيخ الحوار الوطني الشامل والتوصل إلى التوافق الوطني بينها وبين أحزاب المعارضة.

وأرجع أحمد، في حديث للجزيرة نت، خلافات حزب تيغراي إلى ما سماه "الجمود الفكري والسياسي للحزب" منذ تأسيسه عام 1975. وقال إنه رغم تصدر قيادة جبهة تيغراي للائتلاف السابق، فإنها لم تنجح في تجديد وإصلاح الفكر السياسي لحزبها.

والثلاثاء الماضي، عقد حزب جبهة تحرير تيغراي مؤتمره الـ14 بمدينة ميكيلي حاضرة إقليم تيغراي، وسط سحابة من الجدل المتصاعد، وغياب قيادات بارزة من اللجنة المركزية، بينهم رئيس الإدارة المؤقتة للإقليم نائب رئيس الجبهة غيتاشيو رضا، قبل أن يعلن مجلس الانتخابات عدم اعترافه بالجمعية العامة للجبهة وأي قرارات تم اتخاذها خلال المؤتمر.

وكان 14 عضوا في اللجنة المركزية لجبهة تيغراي (من بين 55 عضوا)، أصدروا بيانا أعلنوا فيه أنهم لن يشاركوا في المؤتمر، وحمّلوا الفصيل المنظم للمؤتمر مسؤولية أي عواقب.

سلام مهدد

وازدادت المخاوف بعد تحذيرات وزير الاتصال الحكومي ليجيسي تولو من أن عقد الجبهة للمؤتمر "يهدد السلام الهش الذي تمكن شعب تيغراي من تحقيقه"، وفق بيان.

ويرى الباحث عبد القادر أن الأزمة التي يواجها الحزب تحمل في طياتها عديدا من الاحتمالات، كحدوث انشقاقات داخل التنظيم وبروز تنظيم جديد بقيادة مجموعة غيتاشيو رضا، وهو ما يهدد أيضا بحدوث حالة من اضطراب الاستقرار السياسي والأمني في الإقليم جراء تصاعد الصراع بين الطرفين.

ولم يستبعد عبد القادر أن تلحق التطورات اتفاق السلام، قائلا إن "هذه التطورات تحمل تأثيرات تشمل تنفيذ مقررات اتفاقية بريتوريا، وتنذر بتدهور أكبر في الأوضاع الإنسانية في الإقليم الذي لا يزال يئن تحت وطأة تبعات الحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجلس الانتخابات اتفاق السلام عبد القادر حزب جبهة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يبتغيه الرئيس التونسي من إقالة الولاة قبل الانتخابات؟

تونس- استفاق التونسيون اليوم على خبر إقالة جميع الولاة وتعيين وُلاة جدد بدلهم من قبل الرئيس قيس سعيد، قبل أقل من شهر واحد على موعد الانتخابات الرئاسية، في خطوة يراها البعض استبطانًا للبقاء في السلطة من قبله، وسط مناخ انتخابي تصفه المعارضة بـ"المتعفن".

وقد أعلنت صفحة الرئاسة التونسية في وقت متأخر من مساء أمس عن تعيين 24 محافظا جديدا، بينما كان الشيء المفاجئ هو إقالة بعض الولاة الذين كانوا يساندون سعيد قلبا وقالبا ويمثلون أعمدة حكمه، على غرار والي بن عروس عز الدين شلبي، الذي يتهمه البعض بالقرب من الرئيس دون أن تكون له القدرة والكفاءة على التسيير الإداري.

وتأتي هذه الإقالات والتعيينات الجديدة على صعيد الولاة الذين يمتلكون صلاحيات واسعة في محافظاتهم بعد أيام قليلة من إقالة حكومة أحمد الحشاني بأكملها وتعيين رئيس الحكومة الجديد كمال المدوري صاحب الخبرة في الشؤون الاجتماعية، ومعه 21 وزيرا جديدا.

ولم تقدم رئاسة الجمهورية التونسية توضيحات رسمية بشأن ملابسات أي إقالة سواء على المستوى الحكومي أو الإداري، وبينما يرى أنصار الرئيس سعيد أن التعيينات الجديدة هدفها "إضفاء النجاعة"، فإن المعارضة تعتبرها "خطوة لتجديد البيعة" للرئيس سعيد.

الاستفادة من الولاة

يقول القيادي في حزب التيار الديمقراطي المعارض هشام العجبوني إن تعيين هؤلاء الولاة الجدد قبل شهر واحد من تاريخ الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل قد تكون رسالة من الرئيس أنه "سيستمر على رأس السلطة".

ويضيف العجبوني للجزيرة نت أن سعيد يمكن أن يستفيد من كل هذه التعيينات على رأس الولايات، بالنظر إلى وزن الوالي في جهته، غيرَ مستبعِد أن يكون هناك جزء من عمل الولاة الجدد بالإشراف على الانتخابات وحشد الناخبين والتعبئة لمصلحة الرئيس سعيد.

ويرى أن إقالة حكومة بأكملها وتعيين أخرى أو إقالة جميع الولاة وتعيينهم ببدلاء جدد يصب في  الخانة نفسها والتوجه نفسه، وهو التنصل من المسؤولية من قبل الرئيس وإلصاق الفشل بالمسؤولين السابقين، دون أن يكون هناك تقييم موضوعي لأدائهم.

ويقول إن تعيين الولاة الجدد جاء بعد أكثر من عام ونصف شهدت فيه 9 ولايات شغورًا على مستوى ولاتها، فيما شهدت ولايات أخرى أوضاعا متردية، على غرار ولاية صفاقس (جنوب) التي عاشت على وقع توترات بين المواطنين ومهاجرين أفارقة.

وتأتي هذه التعيينات وفق العجبوني "في سياق انتخابي متعفن" بسبب عدم حياد هيئة الانتخابات ورفضها قرار المحكمة الإدارية بإرجاع 3 مرشحين للانتخابات الرئاسية، ووجود "هرسلة" قضائية وتضييقات ضد مرشحين، ومنع جمعيات من مراقبة الانتخابات ومحاصرة الإعلام.

عدم الاستقرار

ويقول زعيم جبهة الخلاص المعارضة نجيب الشابي إن التعيينات الجديدة للولاة بعد أيام قليلة من تعيين حكومة جديدة تعكس "حالة عدم استقرار" دأب عليها نظام الحكم الفردي الشعبوي للرئيس الحالي، منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021.

ويضيف الشابي للجزيرة نت أن "منظومة الحكم الحالية لم تعرف أي استقرارا بعد تلك المحطة، لا على مستوى وزارات الداخلية أو الدفاع أو الخارجية أو غيرها من الوزارات، ولا على مستوى الولاة أو المعتمدين أو العمد"، معتبرًا ذلك خاصية لنظام الحكم الفردي.

ويرى أن إقالة جميع الولاة بجرة قلم شملت شخصيات كانت مقربة من منظومة الحكم، وكانوا يعتبرون من أعمدتها، على غرار عز الدين شلبي والي بن عروس (شمال)، وسمير عبد اللاوي  والي بنزرت (شمال)، وعبد الحليم حمدي والي سيدي بوزيد (جنوب).

ويؤكد الشابي أن جميع الإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيد من إقالات وتعيينات سابقة لم تؤد إلى أي نتيجة أو إنجاز يذكر، ما عدا ضرب الحريات الصحفية والسياسية، وملاحقة المرشحين للانتخابات الرئاسية من قبل هيئة الانتخابات، على حد تعبيره.

ويقول زعيم جبهة الخلاص التي تضم أحزابا معارضة للرئيس سعيد -أبرزها حركة النهضة– إن جميع المؤشرات التي تعيشها البلاد خلال هذه الفترة الانتخابية توحي بأن الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى مطلع الشهر المقبل محطة لتجديد البيعة للرئيس سعيد.

في المقابل يرى أنصار الرئيس قيس سعيد أن التعديلات والتعيينات التي يقوم بها هدفها "إضفاء النجاعة على العمل الحكومي لخدمة مصلحة الشعب"، حيث كان الرئيس سعيد قد أشار في خطابات سابقة له إلى أن تلك التعديلات تأتي تفاديًا لتعطل دواليب الدولة.

ويسعى الرئيس قيس سعيد الذي صعد للحكم في أكتوبر/تشرين الأول 2019 لتجديد ولايته التي تمتد 5 سنوات، حيث لم يتبق معه في السباق الانتخابي سوى الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" العياشي زمال الموقوف حاليا بسجن بمحافظة جندوبة (شمال غرب) على ذمة قضايا تتعلق بشبهة تزوير تزكيات ناخبين.

ويقول الفريق القانوني للمرشح زمال إنه يواجه تهمًا مفبركة هدفها ثنيه عن مواصلة حملته الانتخابية وإقصاؤه من السباق الانتخابي، مرجحين أن يقوم بحملته الانتخابية كمرشح رسمي من داخل السجن.

مقالات مشابهة

  • ضغوط الوقت: قيود مناورة ماكرون لمنع تشكيل اليسار الحكومة الجديدة
  • الحكومة في عيد الفلاح: نؤمن بالدور الكبير الذي يقوم به
  • جبهة العمل الإسلامي تتصدر الانتخابات البرلمانية الأردنية
  • جبهة العمل الإسلامي تكتسح النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في الأردن
  • إثيوبيا ترد على رسالة مصر لمجلس الأمن بشأن سد النهضة.. ماذا في التفاصيل؟
  • “السايح” يستقبل وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام
  • خبير علاقات دولية: الحرب في الجبهة اللبنانية لن تكون «شاملة»
  • هل يمكن لإسرائيل فتح جبهة لبنان بـ5 فرق عسكرية؟ الفلاحي يجيب
  • ما الذي يبتغيه الرئيس التونسي من إقالة الولاة قبل الانتخابات؟
  • انتخابات تونس.. الفخّ الذي وقع فيه قيس سعيد