مبادرة اقتصادية جديدة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
خلفان الطوقي
تمُر كل الدول بتحديات مُستمرة، وكل دولة ستجد أنَّ تحدياتها تختلف عن غيرها من الدول، وبالرغم من ذلك تبقى مسؤولية الحكومات أن تجد حلولا لتحدياتها بالأدوات الملائمة والكيفية والسرعة التي تراها مُناسبة.
ومن منطلق توجه عُمان لخلق تنوع اقتصادي من ناحية، وسعيها لتنشيط بورصة مسقط، وبتوجيه من حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- أيده الله- انطلقت مبادرة "البرنامج التحفيزي لسوق رأس المال"، والذي أُعلن عنه قبل عدة أيام بقيادة هيئة الخدمات المالية وبإشراف مباشر من وزارة المالية من خلال البرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي "استدامة"، وبشراكة استراتيجية من بورصة مسقط ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأمانة العامة مجلس المناقصات وجهاز الضرائب وبنك التنمية وشركة مسقط للمقاصة والإيداع.
المبادرة بلغة سهلة ومختصرة؛ عبارة عن تحفيز الشركات الفردية والشركات العائلية والشركات محدودة المسؤولية لكي تتحول إلى شركات مساهمة مقفلة أو عامة لضمان حوكمتها ونموها واستدامتها جيلا بعد جيل، وتحقيق أهداف نوعية عديدة تخص تعميق السوق والتوظيف وتقوية الاقتصاد المحلي وغيرها من أهداف غاية في الأهمية.
أما بالنسبة للتحفيز سيكون من خلال عدة حوافز استثنائية أهمها: إعفاءات ضريبية، وإرجاع ثلثي الضريبة لعدد من السنوات، وتقسيط دفع الضريبة لجهاز الضرائب حسب المسار المختار، وإعفاء من مصاريف الطرح والتسجيل لعدد من السنوات، وتوفير مستشار من هيئة الخدمات المالية يساعد الشركة الراغبة في التحول، ومنح الشركات وزنا إضافيا بما نسبته 10% في أمانة مجلس المناقصات، ومسارا سريعا للقروض من بنك التنمية.
ما أريدُ طرحه في هذه المقالة هو عدد من الأسئلة الجوهرية وأهمها: هل هذه المبادرة مهمة؟ وهل سوف تنجح هذه المبادرة التحفيزية؟ وما هي العوامل الداعمة لنجاحها؟
أما بالنسبة للسؤال الأول فالإجابة عليه، نعم هذه المبادرة غاية في الأهمية، وتم التطرق إلى أهميتها في الفقرات أعلاه.
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني فسبق لعدد من الشركات العائلية التحول إلى شركات مساهمة عامة، وبكل تأكيد لابُد أن تكون هناك دروس مستفادة، ويتم وضعها في عين الاعتبار من خلال المبادرة الحالية.
أما بالنسبة لضمان نجاح المبادرة الحالية، فمن وجهة نظري، يجب أن تتضمن المبادرة عدة زوايا أهمها:
- التقييم: تقييم التجربة السابقة لتحول بعض الشركات العائلية إلى شركات مساهمة عامة.
- التحليل: تحليل إذا كانت التجارب السابقة ناجحة أو غير ذلك، ورصد ما هي الدورس المستفادة
- الإدارة: الاستفادة من المعلومات المتاحة من الشركاء الاستراتيجيين في الحصول على الشركات التي من الممكن ولديها آفاق في التحول إلى شركات واعدة أو شركات مساهمة عامة.
- التسويق: الترويج لهذه المبادرة، والالتقاء بالشركات المستهدفة، والاستماع لوجهات نظرهم وتقييمها.
- التطوير: تطوير المبادرة لتكون مرنة ومطورة وبما يتوافق مع تطلعات المستثمرين من الفئات المستهدفة بعد الاستماع لوجهات النظر المختلفة.
- التسهيلات: من خلال وضع أدلة استرشادية سهلة لكي تمكن الشركات المستهدفة من الاستفادة منها.
- وضع معايير أداء: كوضع معيار لعدد الشركات التي سوف يتم الالتقاء بها، وعدد الشركات التي من الممكن أن تتحول إلى شركات مساهمة مقفلة أو عامة، كتحويل شركة أو شركتين شهرياً لتكون مقفلة أو عامة، ومعايير فيها تحدٍ للفريق التنفيذي والإشرافي.
وختامًا.. البرنامج التحفيزي لسوق رأس المال يُمثل خطوة في الطريق الصحيح، ولا بُد أن تستمر وتتطور لتكون جاذبة ومقنعة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
شما بنت سلطان رئيساً لمبادرة «صفر نفايات»
باكو (وام)
أعلنت مبادرة «صفر نفايات» عن تعيين الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، رئيساً للمبادرة لتتولى توجيه المرحلة التالية من تطور المبادرة لتعزيز أثرها الفعال في العمل المناخي.
وبالتزامن مع فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 احتفلت مبادرة «صفر نفايات» بالذكرى السنوية الأولى لإطلاقها بتركيز أكبر على تسريع الجهود العالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات. وأحدثت المبادرة التي تم إطلاقها لأول مرة في مؤتمر الأطراف «COP28» تقدماً ملحوظاً لتتحول إلى تحالف قوي يسعى لإيجاد حلول فعالة وقابلة للتطوير في إدارة النفايات.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: «إن الانتقال إلى اقتصاد أكثر دائرية يتم فيه استهلاك الموارد بشكل أكثر وعياً وإعادة تدويرها بشكل أكثر كفاءة، هو عامل مهم في مواجهة التحديات الملحة في التغير المناخي. تتم حالياً إدارة ما يقرب من 50% من النفايات بشكل غير مناسب، إما بحرقها أو إرسالها إلى مكبات النفايات، مما يزيد من حدة المشكلة. لذا فإن مهمة مبادرة «صفر نفايات» في إزالة الكربون من هذا القطاع تعد أمراً في غاية الأهمية، وذلك من خلال تنفيذ مسارات جديدة لتعزيز عمليات تحويل النفايات إلى موارد قابلة للاستخدام، وبالتالي خفض انبعاثات غازات الدفيئة». وستقوم مؤسسة المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي بدور رئيسي في تنفيذ المرحلة التالية من مبادرة «صفر نفايات»، بما في ذلك تعزيز مزاياها وآثارها إلى أبعد من الحدود الإقليمية، مع التركيز بشكل أكبر على تطبيقها بشكل عملي، إضافة إلى عقد شراكات شاملة مع كافة القطاعات، وإعداد توصيات تتعلق بسياسة الإدارة المستدامة للنفايات التي تتضمن مبادئ الاقتصاد الدائري.
من جهتها، قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: نهنئ الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، إحدى القيادات الملهمة في العمل المناخي والاستدامة، على ترؤسها مبادرة«صفر نفايات». وتعتبر مبادرة «صفر نفايات» من أبرز المحركات المهمة في جهود دولتنا الرامية إلى تعزيز العمل المناخي العالمي وإشراك أصحاب العلاقة وتشجيعهم على معالجة الانبعاثات التي يولدها قطاع النفايات بشكل فعال وتسريع التحول إلى مستقبل منخفض الكربون». وأضافت معاليها: تم إطلاق مبادرة «صفر نفايات» في مؤتمر الأطراف «COP28» للتركيز على ثلاثة محاور: إيجاد حلول عملية، وعقد شراكات قوية شاملة في العديد من القطاعات، وتعزيز إمكانات نمو الاقتصاد الدائري. لذا تفخر وزارة التغير المناخي والبيئة بدعم هذه المبادرة وإتاحة الفرصة لإبقاء هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية قابلاً للتحقيق».
ومن جهته، قال المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة تدوير: «إن تعيين الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان رئيسةً لمبادرة «صفر نفايات» خطوة رئيسة نحو الأمام، حيث ستساهم خبرة سموها العميقة وقيادتها الحكيمة في قطاع المناخ في تعزيز جهودنا بشكل أكبر وأكثر فعالية، مما يساعدنا في تحقيق أهدافنا وتعميم فوائد المبادرة بشكل أكبر وتسريع عجلة تقدمها القابل للقياس. وتشمل المرحلة التالية من المبادرة عقد شراكات أكثر جدوى وتوسيع نطاق التحالفات مع أصحاب العلاقة لدينا، وإيجاد حلول فعالة وقابلة للتطوير تتماشى مع أجندات الاستدامة الوطنية والعالمية». وأضاف: «سنواصل معاً العمل على إعداد وتطوير إطار عمل عالمي لمعالجة الانبعاثات الصادرة من النفايات بشكل رئيسي وتوفير مزيد من القيمة في الوقت الذي نتخذ فيه خطوات واسعة نحو تحقيق مستقبل مستدام بصافي انبعاثات صفرية».
وفي إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق مبادرة «صفر نفايات» خلال مؤتمر الأطراف «COP29» تم تنظيم حلقة نقاش خاصة للحديث عن إنجازات المبادرة وأهدافها المستقبلية. كما تم تسليط الضوء على التقرير البحثي الذي نُشر مؤخراً، والذي ركز على مدى التقدم الذي أحرزته مبادرة «صفر نفايات» خلال العام الماضي، حيث قدم التقرير أفكاراً قابلة للتنفيذ وحلولاً قابلة للتطوير لمعالجة الانبعاثات الناتجة عن النفايات والتي تساهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة غازات الدفيئة على مستوى العالم. كما أكد التقرير البحثي على التزام مبادرة «صفر نفايات» بتمكين أصحاب العلاقة حول العالم، وتزويدهم بأدوات واستراتيجيات عملية، مما يعزز دور المبادرة في تشكيل مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.