الروس يتصدرون السياح إلى تركيا وأنقرة ترفض وضع قيود
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
أنقرة- ترفض تركيا فرض قيود على السياح الروس وسط ضغوط أوروبية تهدف لمعاقبة موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، ما ترك المجال مفتوحا ليتصدر السياح من روسيا قوائم زائري تركيا.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن المعلق الاقتصادي التركي، مصطفى رجب إرسين قوله إن تركيا متمسكة بموقفها الرافض لتقديم تنازلات للغرب بشأن القيود المفروضة على السياح الروس.
وأوضح إرسين أن أنقرة وضعت شرطا أساسيا يتمثل في عدم إجبار الاتحاد الأوروبي لها على اتخاذ قرارات من هذا النوع، مشيرا إلى أن تركيا تعتبر قطاع السياحة من الأولويات الحساسة.
وأضاف أنه رغم القيود المفروضة على تصدير بعض السلع والخدمات إلى روسيا، فإن تركيا تظل متمسكة بموقفها في عدم تقديم أي تنازلات في مجال السياحة.
وتابع: "من الواضح أن تركيا أبلغت الغرب برسالة واضحة وهي: إذا كنتم تجبرونني على تقييد التجارة في السلع، فسأقوم بما هو ضروري، لكن لا تطالبوني بذلك في مجال السياحة"، مؤكدا أن البلاد شهدت تدفقا أكبر للسياح، لا سيما الروس، هذا العام.
ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر في وزارة الثقافة والسياحة التركية، لم تسمه، قوله إن السلطات التركية لا تتوقع تغييرات كبيرة في أعداد السياح الروس هذا العام بسبب مشكلات الدفع، وتعوّل على مؤشرات مشابهة للسنوات السابقة.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي أحمد أوزغور أن الحكومة التركية قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية مع الحفاظ على حدود واضحة للطلبات التي قد تضر بمصالحها الوطنية.
وفي حديثه لـ(الجزيرة نت)، أشار أوزغور إلى أن روسيا كانت ضمن الدول الثلاث الأكثر تصديرا للسياح إلى تركيا خلال السنوات الخمس الماضية، ما أصبح دعامة أساسية لدعم القطاع السياحي التركي.
ويرى أوزغور أن تركيا يجب أن ترفض مثل هذه الطلبات التي قد تؤثر سلبًا على مصالحها.
أنطاليا شهدت زيادة بنسبة 13% في عدد السياح (غيتي) قطاع السياحة التركيوبات قطاع السياحة شريان حياة رئيسيا للاقتصاد التركي في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، بما في ذلك ارتفاع معدل التضخم السنوي الذي بلغ 71.6% في يونيو/حزيران الماضي، واستمرار تراجع سعر صرف الليرة.
ورغم التحديات المتمثلة في ارتفاع تكاليف السياحة نتيجة التضخم، وتداعيات حملات العنصرية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، استطاعت تركيا جذب 21.06 مليون سائح خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، محققة زيادة بنسبة 10.33% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وعلى صعيد الإيرادات، شهد قطاع السياحة نموا بنسبة 5.4% في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالعام السابق، لتصل العائدات إلى 8.78 مليارات دولار، وفق ما أظهرته بيانات هيئة الإحصاء التركية.
ووصل قطاع السياحة إلى مستوى قياسي في عام 2023، إذ حقق 49.2 مليون وافد أجنبي دخلا كبيرا قدره 54.32 مليار دولار، ارتفاعا من 46.48 مليار دولار في عام 2022، كما تتوقع الحكومة أن يصل عدد السياح إلى 60 مليونا هذا العام، مع دخل متوقع بقيمة 60 مليار دولار.
تركيا ما زالت وجهة جاذبة للسياح الروس (شترستوك) الروس في صدارة القائمةواحتلت روسيا المرتبة الأولى في عدد الزوار الأجانب لتركيا خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 12.42%، ما يزيد على 2.68 مليون زائر، تلتها ألمانيا في المرتبة الثانية بنسبة 11.40%، بينما جاءت بريطانيا في المرتبة الثالثة بنسبة 8.19%، وجاءت إيران وبلغاريا في المراتب التالية، وفقا لبيانات وزارة الثقافة والسياحة التركية.
وفي الفترة ذاتها، سجّلت مدينة أنطاليا (جنوب غربي تركيا) زيادة بنسبة 13% في عدد السياح مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ورغم الحرب الدائرة مع أوكرانيا، احتل السياح الروس المرتبة الأولى بين الجنسيات الأكثر زيارة للمدينة، إذ ارتفع عددهم 9% ما يعادل 592 ألفا و268 زائرا، مشكلين بذلك 22.93% من إجمالي السياح.
واحتلت روسيا المرتبة الأولى في عدد السياح الوافدين إلى تركيا العام الماضي، إذ بلغ عدد الزوار الروس 6.31 ملايين سائح، وذلك بعدما كانت روسيا في المرتبة الثانية بعد ألمانيا عام 2022، حين سجلت 5.23 ملايين زائر.
وارتفع متوسط الإنفاق لكل سائح إلى 952 دولارا في العام الماضي، مقارنة بـ905 دولارات في عام 2022، في حين شهد متوسط الإنفاق اليومي زيادة بنسبة 12% ليصل إلى 99 دولارا.
ارتفاع التكلفةفي السياق، أكد السفير الروسي لدى تركيا، أليكسي يرخوف، أن تركيا لا تزال وجهة مفضلة للسياح الروس، مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي يبديه الروس بالسفر إليها، متوقعا أن يتجاوز عدد السياح الروس الذين سيزورون تركيا بحلول نهاية عام 2024 حاجز 6.4 ملايين زائر.
وأعرب السفير عن قلقه من أن الحوادث التي يتعرض لها السياح، خاصة حوادث المرور، التي تلقي بظلال سلبية على صورة تركيا كوجهة سياحية، كما أشار إلى أن عدم القدرة على استخدام بطاقات "مير" المصرفية يقلل من مستوى الراحة للسياح.
وشدد يرخوف على أن الإحصاءات تظهر استمرار الاهتمام الروسي القوي بتركيا كوجهة سياحية، لكنه لفت إلى أن استدامة هذا الاهتمام تعتمد بشكل كبير على تركيا نفسها، مبينا أن ذلك يشمل دور وكالات السفر التركية وشركات إدارة الفنادق، خاصة فيما يتعلق بالسياسات السعرية المعقولة.
وقال المحلل الاقتصادي، إسماعيل كاراغوز إن إعلان وزارة الثقافة والسياحة التركية عن عام 2024 كعام لمدينة ألانيا (في محافظة أنطاليا) يشير إلى توقعات قوية بزيادة عدد السياح الروس الذين يفضلون هذه المدينة بشكل خاص.
وأضاف في تعليق لـ(الجزيرة نت) أن ميزانية المستهلك تأثرت سلبا بالحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما جاء بالتزامن مع اضطرار مشغلي السياحة في تركيا إلى رفع الأسعار للحفاظ على الجودة، ما أدى إلى ارتفاع شكاوى السياح الروس بشأن زيادة الأسعار في تركيا، لكنها وجهة يظل الروس يرونها ذات أسعار معقولة لقضاء العطلات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السیاحة الترکی قطاع السیاحة السیاح الروس العام الماضی زیادة بنسبة عدد السیاح من العام أن ترکیا إلى أن فی عدد
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية 2024.. هل يستطيع ترامب فرض قيود على إسرائيل؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الانتخابات الأمريكية.. قال المستشار الإعلامي عمرو قورة، إن هناك نقطة خلاف أساسية في تفسير ما يحدث في الشرق الأوسط لا سيما في الخطاب الإعلامي الأمريكي، الذي يصور أن الحرب الجارية حالياً في المنطقة، السبب فيها إيران وليس إسرائيل المحتلة للأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحرب اندلعت لوجود محاولة لتحرير الأراضي الفلسطينية من قبل أبنائها، مؤكداً أن احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 70 عاماً أمر غير مقبول، مشدداً على أنه لو كان ذلك الاحتلال قائم على أرض أمريكية، لما سمح الأمريكان بمثل هذا الأمر.
وأضاف «قورة» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية جيهان منصور، بقناة «القاهرة الإخبارية»، أنه لا يمكن الموافقة على ترويج الصراع على أنه صراع بين ديمقراطية وبين مجموعة من الإرهابيين، متابعاً: «هؤلاء ناس يحاولون تحرير أرضهم، وبالتالي الطرح نفسه مختلف».
وانتقل المستشار الإعلامي للحديث عن الانتخابات الأمريكية، وتأثيرها على الحرب الجارية في المنطقة، قائلاً إنه إذا ما وصل دونالد ترامب للسلطة من جديد، خاصة وأن تلك الولاية ستكون آخر ولاية له، فمن الممكن أن يكون قادر على فرض قيود على إسرائيل، أكثر من كامالا هاريس.
وأوضح أن هاريس ستحاول كسب فترة رئاسية جديدة من خلال استمالة إسرائيل عبر الإيباك واللوبيات اليهودية التي تؤثر على صانع القرار في الولايات المتحدة.