مضاعفة الحسنات والسيئات في مكة المكرمة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن حِكمة الله تعالى وسُنَّته جرت على تفضيل بعض المخلوقات على بعض، وكذا في الأمكنة والأزمنة؛ فقد فضَّل الله تعالى جنس الإنسان من بني آدم على سائر مخلوقاته، فجعله مكرمًا مصانًا؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70].
أضافت الإفتاء، أن بعد ذلك اصطفى مِن بين ذرية آدم وبَنيه الأنبياء والرسل، فجعلهم محلَّ وحيه وتجلي رسالته، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 33]، ولم يقتصر ذلك التفضيل على الأشخاص بل جرى في الأمكنة؛ ففضَّل الله تعالى مكة المكرمة على غيرها من بقاع الأرض، فجعلها مركز الأرض، وأشرف البقاع وأجلَّها.
وقد فَضَّل الله تعالى مكة على غيرها من البلاد في الأجر والثواب وجعله مضاعفًا؛ وذلك حتى يحرص المسلم فيها على الإكثار من الطاعات، وتجنب المعاصي والمذلات، فيسود فيها الخير والنفع؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وآله وسَلَّمَ قال: «مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِيمَا سِوَاهَا» أخرجه ابن ماجه في "السنن".
مضاعفة الحسنات والسيئات في البلد الحراموعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَمَضَانُ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ» أخرجه البزار في "المسند".
وقال الإمام الحسن البصري: [مَا على وَجه الأَرْض بَلْدَة يرفع الله فِيهَا الْحَسَنَة الْوَاحِدَة غَايَة ألف حَسَنَة إِلَّا مَكَّة، وَمن صلى فِيهَا صَلَاة رفعت لَهُ مائَة ألف صَلَاة، وَمن صَامَ فِيهَا كتب لَهُ صَوْم مائَة ألف يَوْم، وَمَن تصدَّق فِيهَا بدرهم كتب الله لَهُ مائَة ألف دِرْهَم صَدَقَة، وَمَن ختم فِيهَا الْقُرْآن مرَّة وَاحِدَة كتب الله تَعَالَى لَهُ مائَة ألف ختمة بغيرها.. وكلَّ أَعمال الْبر فِيهَا كل وَاحِدَة بِمِائَة ألف، وَمَا أعلم بَلْدَة يحْشر الله تَعَالَى فِيهَا يَوْم الْقِيَامَة من الْأَنْبِيَاء والأصفياء والأتقياء والأبرار وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَالْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء والفقراء والحكماء والزهاد والعباد والنساك والأخيار والأحبار من الرِّجَال وَالنِّسَاء مَا يحْشر الله تَعَالَى من مَكَّة، وَإِنَّهُم يحشرون وهم آمنون من عَذَاب الله تَعَالَى، وليوم وَاحِد فِي حرم الله تَعَالَى وأمنه أَرْجَى لَك وَأفضل من صِيَام الدَّهْر كُله وقيامه فِي غَيرهَا من الْبلدَانِ].
وكما ضُعِّف فيها الثواب وعُظِّم؛ قُبِّح فيها الذنوب والمعاصي عن غيرها من البلاد؛ قال الإمام النووي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة": [فإِن الذنبَ فيها أقبح منهُ في غيرِها، كما أنَّ الحَسَنَةَ فيها أعظمُ منها في غيرها. وأمَّا مَن استحبَّها فلِما يحصلُ فيها من الطَّاعَاتِ الَّتي لا تَحْصُلُ بغَيرِها مِنَ الطَّوَافِ وَتَضْعِيفِ الصَّلَوَاتِ والْحَسَنَاتِ وغيرِ ذلكَ].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكة المكرمة الإفتاء دار الافتاء السيئات الله ت ع ال ى الله تعالى ر م ض ان ا من ال الله ع ل الله
إقرأ أيضاً:
مَن هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال؟.. كان له صوت جميل
ذكر الله تعالى، في القرآن الكريم، العديد من قصص الأنبياء والرسل، للعبرة والاقتداء بها في حياتنا اليومية، وزيادة الإيمان، وجاءت 6 سور تحمل أسماء الأنبياء، مثل سورة يوسف وإبراهيم ويونس وهود ونوح وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذكرت العديد من الأحاديث النبوية قصصهم وألقابهم، وبعض الأنبياء فسر الله تعالى قصتهم في السور، فمن هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال؟
أحد أنبياء بني إسرائيلخلال السطور التالية نستعرض من هو النبي الذي سبحت معه الطير والجبال وصيّر له الحديد لينًا ليصنع منه ما يشاء من أدوات؟، وفقًا لما أجابت دار الإفتاء المصرية، إنه نبي الله سيدنا داود عليه السلام إذ كان أحد أنبياء بني إسرائيل، وجاء في كتاب الله تعالى: «وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ».. وأعطى الله لنبيه القدرة والقوة، وقال تعالى «وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ، ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ» وكان كثير العبادة وكثير القيام ، والتوبة والصيام.
عمل نبي الله داود برعي الغنم، وفقًا لحديث رسول الله؛ «وبعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا راعي غنم بأجياد»، وفي سورة سبأ «يا جبال أوبي معه والطير»، أي الطير والجبال تسبح معه، وفقًا لدار الإفتاء.
صوت جميل في التسبيح والترتيلوكان له صوت جميل في التسبيح والترتيل، وفقًا للحديث كان أبو موسى الأشعري اليماني رضي الله عنه واسمه عبد الله بن قيس- حسن الصّوت بالقرآن، وذات ليلة استمع النبي صلى الله عليه وسلَّم لتلاوته، فأعجبه صوته، فقال له: «لَقَدْ أُوتِيتَ مَزْمارًا مِنْ مَزاميرِ آلِ داودَ»، بمعني: أعطاكَ الله صوتًا حسنًا مثل ما كان داود عليهِ السلام ذا صوت حسن بقراءة الزبور، والمِزمار أصله الآلة التي يزمر بها، وآل داود هنا هو داود نفسه، وقد كان نبي الله داود إليه المُنتهى في حسن الصوت بالقراءة.
وأعطا الله سيدنا داود قدرة عظيمة، فكان الحديد يلين معه من غير نار فيسهل تصنيعه وعمل ما يشاء به، فقد قال -تعالى-: «وألنا له الحديد».