فضائح وخيانات: متضادات سنية تهدد استقرار البرلمان العراقي
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
17 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: يشهد البرلمان العراقي حالة من الفوضى والصراع على رئاسته بين القوى السنية المتنافسة، ما أدى إلى تعثر انتخاب رئيس جديد بعد مرور أشهر على إقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.
وتفاقم الصراع إثر خلافات بين التحالفات السنية، حيث يدعم تحالف السيادة والعزم ترشيح محمود المشهداني، بينما يصر حزب تقدم بقيادة الحلبوسي على إعادة فتح باب الترشيح.
وفي ظل تعطل الملف، تبدو الحلول المتاحة محدودة، مع استمرار الوساطات دون نجاح يذكر.
وفي سياق الصراع المستمر على رئاسة البرلمان العراقي، نشر السياسي مشعان الجبوري يوم السبت منشوراً غامضاً على منصة “أكس”، أثار جدلاً كبيراً.
الجبوري، الذي أعلن تخويله من زعيم حزب السيادة خميس الخنجر للتفاوض حول رئاسة البرلمان، وجد نفسه في مواجهة مع الحزب بعد أن نفى الأخير هذا التخويل، مما دفع الجبوري لتهديده بفضح الأمور إذا لم يقروا بتخويله. هذا النزاع يعكس حجم الانقسامات الداخلية بين القوى السنية العراقية حول مسألة رئاسة البرلمان.
منذ إقالة محمد الحلبوسي من رئاسة البرلمان قبل تسعة أشهر بقرار من المحكمة الاتحادية العليا، لم تتمكن القوى السياسية من التوافق على مرشح جديد. الخلافات تركزت بشكل أساسي بين تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر وتحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي، اللذين يدعمان ترشيح محمود المشهداني للمنصب.
في المقابل، يصر حزب تقدم بقيادة الحلبوسي على إعادة فتح باب الترشيح لتقديم أحد نوابه، مما زاد من تعقيد المشهد.
تحالف تقدم الذي أعلن جمعه لعدد من النواب السُنة يبلغ 55 نائباً، طالب بفتح باب الترشيح مجدداً، وهو ما يرفضه الإطار التنسيقي الحاكم في العراق.
الإطار التنسيقي، الذي يدعم استقرار العملية السياسية، حاول مراراً التوسط لحل النزاع بين القوى السنية، لكنه لم ينجح في ذلك حتى الآن.
وسط هذه التجاذبات، أكد المحلل السياسي محمد علي الحكيم أن الأزمة تتعمق يوماً بعد يوم، وأن الحلول المطروحة تزيد من تعقيد الأمور بدلاً من حلها.
وأضاف أن الإطار التنسيقي قد يلجأ لعقد جلسة انتخاب رئيس البرلمان دون انتظار توافق القوى السنية، إذا لم يتم التوصل إلى حل قبل زيارة الأربعين.
وتضاربت المصالح بين القوى السنية حول رئاسة البرلمان، مما أفضى إلى استمرار الشلل في عمل البرلمان.
وفي ظل هذا الجمود، تشير التوقعات إلى احتمال عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد، يختاره النواب مباشرة من بين المرشحين دون انتظار توافق الأطراف المتنازعة، وهو ما قد يشكل حلاً عملياً لإنهاء الأزمة.
ومع ذلك، يبقى الوضع متوتراً بانتظار ما ستؤول إليه التطورات في الأيام المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: رئاسة البرلمان
إقرأ أيضاً:
المتغير السوري يعيد ترتيب الأولويات: “صمت مؤقت” إزاء الوجود الأميركي بالعراق
25 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: أثار إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن العدد الحقيقي لقواتها في العراق، الذي بلغ 2500 فرد على الأقل، بالإضافة إلى قوات مؤقتة يتم نشرها بشكل دوري، تساؤلات عديدة في الساحة السياسية العراقية.
وفي حين بررت واشنطن تحفظها عن الكشف عن تفاصيل إضافية بالاعتبارات الدبلوماسية، فإن الصمت الواضح من قبل القوى السياسية العراقية، خصوصاً الشيعية منها، يعكس تعقيد المشهد الداخلي إزاء ملف الوجود الأميركي.
المتحدث باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايدر أكد في بيان أن هذه القوات جزء من جهود التحالف الدولي في دعم العراق ضد تنظيم “داعش”، إلا أن هذا التبرير لم يهدئ من هواجس بعض القوى السياسية، خاصة تلك المرتبطة بمحور إيران، والتي ترى أن واشنطن تستغل اتفاقية الإطار الاستراتيجي لنقل قواتها داخل العراق والمنطقة دون رقابة واضحة من الجانب العراقي.
الحكومة العراقية وخطط تطوير التسليح
على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال استقباله وفداً من شركة (كاي) الكورية للصناعات الجوية والفضائية، أن الحكومة تعمل على تنويع مصادر التسليح ضمن خطة شاملة لتعزيز قدرات القوات الأمنية. السوداني أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحقيق الإصلاح الأمني ورفع الجهوزية أمام التحديات الداخلية والخارجية.
هذا التوجه الحكومي لتنويع مصادر التسليح يعكس رغبة بغداد في تقليل الاعتماد على الأسلحة الأميركية التي هيمنت على المنظومة الدفاعية العراقية منذ سقوط النظام السابق عام 2003. لكنه في الوقت ذاته يضع الحكومة أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على العلاقات الأمنية مع واشنطن وبين استيعاب مطالب القوى المعارضة للوجود الأميركي.
مواقف القوى السياسية الشيعية
القوى السياسية الشيعية المرتبطة بإيران، مثل تحالف الفتح وبعض الفصائل المسلحة، لا تزال تصر على ضرورة إنهاء الوجود الأميركي. التحالف اتهم واشنطن باستغلال الاتفاقيات الثنائية لنقل قواتها دون علم بغداد بما يجري في القواعد العسكرية مثل “عين الأسد” و”حرير” في أربيل.
لكن هذا الموقف المتشدد يقابله صمت ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس إما إعادة ترتيب الأولويات السياسية أو رغبة في تجنب مواجهة مباشرة في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، لا سيما مع احتدام الصراع بين القوى الكبرى في المنطقة.
التحديات أمام بغداد
تواجه الحكومة العراقية تحديات معقدة في التعامل مع ملف الوجود الأميركي، خاصة في ظل استمرار النقاش حول مستقبل الحشد الشعبي ودوره في المعادلة الأمنية العراقية. ورغم طلب بغداد إنهاء مهمة التحالف الدولي في وقت سابق من العام، إلا أن استمرار وجود القوات الأميركية يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار العراقي في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts