2300 مشروع يضع الدقم على خريطة الاستثمار الإقليمي والدولي
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
معايير جديدة للبنية الأساسية تدعم المشاريع وتعزيز الربط اللوجستي
آفاق جديدة في الطاقة الخضراء واحتضان استثمارات مبتكرة في الهيدروجين والأمونيا
وجهة سياحية متكاملة على بحر العرب مع تنوع طبيعي وثقافي
تجاوزت عدد المشاريع بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم 2300 مشروع منذ الإعلان عن تأسيس المنطقة في أواخر عام 2011 ، وتتمتع الدقم بميزات نسبية وتنافسية مشجعة للاستثمار، وقد أكسبها موقعها الاستراتيجي على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي وبالقرب من خطوط الملاحة الدولية أهمية اقتصادية كبيرة على طريق التجارة العالمية، وهي مرشحة لتكون بوابة نقل لوجستي للمنطقة ومحطة ربط تجاري بين الشرق والغرب.
وبلغ حجم الاستثمارت بالمنطقة أكثر من ملياري ريال عماني خلال العام الماضي، وبلغ حجم الاستثمار التراكمي 6 مليارات ريال عماني، وعدد الاتفاقيات الموقعة 46 اتفاقية ، وبلغت نسبة التعمين 18.5% حيث وصل عدد الكفاءات العمانية العاملة في المنطقة 2418 موظف .
وتعمل المحطة الواحدة على تقديم أكثر من 80 خدمة للمستثمرين الأجانب والمحليين لتعزيز بيئة الأعمال وتوفير بيئة تشجيعية للابتكار والبحث والتطوير ، وخلال العام الماضي بلغت عدد تراخيص العمل والمستثمرين في المحطة 3351 ترخيصا ، وعدد السجلات التجارية 2187 سجلا ، وتراخيص الخدمات العامة 2183 ترخيص، ورخص مزاولة أنشطة 1921، والتراخيص البيئية والتصاريح 465، وإباحة البناء 258.
حظيت الدقم مع انطلاق الأعمال الإنشائية لميناء الدقم والحوض الجاف في عام 2007،باهتمام محلي ودولي باعتبارها مشروعا حديثا يستهدف استقطاب الاستثمارات والخبرات العالمية وتوطين العديد من المشروعات الاقتصادية وتوفير المزيد من فرص العمل أمام الشباب العماني.
أكبر ميناء للصيد البحري
تتميز الدقم بأنها منطقة اقتصادية خاصة تغطي 2000 كم مربع وتستوعب مختلف الاستثمارات الصناعية والتجارية والسياحية، بالإضافة إلى مشروعات النقل والتطوير العقاري والخدمات اللوجستية، ومنذ تأسيسها فَتحت الدقمُ ذراعيها للمستثمرين لتشهد مع مطلع العام الجاري الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه، وتعد مصفاة الدقم ثالث مصفاة للنفط في سلطنة عُمان وأكبر مصفاة للنفط في البلاد بطاقة إنتاجية تبلغ 230 ألف برميل يوميا، كما تضم الدقم أكبر ميناء تجاري صناعيّ متعدد الأغراض لخدمة الأنشطة التجارية والصناعية هو ميناء الدقم الذي يستطيع مناولة أحدث سفن الحاويات من الجيل الجديد.
وتضم الدقم أيضا أكبر ميناء للصيد البحري في سلطنة عُمان وقد تمت تهيئة الميناء ليخدم أنشطة الصناعات السمكية والغذائية المرتبطة بها، وتم إنشاء منطقة 2 للصناعات السمكية والغذائية لزيادة القيمة الاقتصادية للثروة السمكية المتوفرة بالدقم، كما تشتهر الدقم أيضا بالحوض الجاف لإصلاح وصيانة وبناء السفن، ومحطة تخزين النفط الخام في رأس مركز، ومصنع كروة للسيارات المتخصص في تصنيع الحافلات والعربات المصفحة، ومحطة الدقم المتكاملة للكهرباء والمياه التي تزود مصفاة الدقم باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية والمياه الصناعية كما توفر الطاقة الكهربائية لمحطة تخزين النفط.
وجرى خلال العام المنصرم ضمن فعاليات ملتقى الدقم الاقتصادي توقيع العديد من الاتفاقيات التي تمهّد لدور أكبر تلعبه الدقم في قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء التي تؤهل الدقم لتقود قاطرة صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
وأقيمت في الدقم مجموعة من المنشآت الفندقية من أبرزها فندق كراون بلازا الدقم ذو الـ 4 نجوم باستثمارات من مجموعة عمران التابعة لجهاز الاستثمار العُماني، وفندق بارك ان الدقم المصنف بـ 4 نجوم باستثمارات من القطاع الخاص.
على جانبي طريق سعيد بن تيمور بوسط مدينة الدقم تصطف مجموعة من المباني التجارية الحديثة التي تتنافس في استقطاب الزبائن من الأهالي والمقيمين والسياح الذين يفدون إلى هذه المدينة النشطة.
يعكس هذا الطريق الفلسفة التي تقوم عليها مدينة الدقم الحديثة، فهو طريق فسيح يتألف من 3 حارات في كل اتجاه مع مساحات خضراء على جانبيه ومجموعة من طرق الخدمة المرتبطة بالطريق، و يعد معلما حَضَريّا يتناغم من توجّهات المدينة ورؤيتها في أن تكون مدينة للجميع.
جهز الطريق بلوحات السلامة المرورية وأنظمة الإنارة الذكية الموفّرة للطاقة، والإشارات الضوئية التي تنظم الحركة المرورية، وأي سائح أو مستثمر يصل إلى الدقم يلحظ النقلة التي تشهدها الدقم سواء جاء عبر طريق مسقط – سناو - الدقم أو عبر طريق هيما – الجازر – الدقم، فعبر الطريق الأول تستقبله مصفاة الدقم، وعبر الطريق الثاني يستقبله مطار الدقم الذي يمثّل شريان النقل الجوي من خلال رحلات يومية منتظمة تربط الدقم بمطار مسقط الدولي ثم إلى العديد من الوجهات الدولية.
وإذا كان طريق سعيد بن تيمور يخدم الحركة التجارية الممتدة على جانبيه والحركة المرورية باتجاه مصفاة الدقم والرصيف الصناعي والمدينة الصناعية الصينية ومصنع إنتاج الحافلات فإن طريق السلطان قابوس يوفر ربطا سلسا بين المطار وميناء الدقم، والهدف الأساسي له ليس مجرد توفير نقل سلس للقادمين إلى الدقم عبر المطار أو المغادرين؛ وإنما يمتد أيضا ليشمل ربط النشاط اللوجستي بين ميناء الدقم ومركز الشحن الجوي بالمطار.
تعكس المباني التي تم تشييدها على طريق السلطان قابوس النمط المعماري الحديث الذي يتم تكريسه في الدقم ومن أبرز هذه المباني مبنى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ومبنى حصاد الذي أقيم باستثمارات حكومية ومبنى شركة بلادي الذي أقيم باستثمارات من القطاع الخاص الأجنبي.
مدينة للجميع
واستطاعت الدقم على مدى السنوات الماضية تلبية تطلعات واحتياجات سكانها والمقيمين فيها لتكون مدينة قادرة على استيعاب مختلف الجنسيات وسط ترحيب من المجتمع المحلي الذي أصبح يشارك بفعالية في بناء مستقبل المدينة الجديدة.
قطاع التعليم
يعد قطاع التعليم واحد من القطاعات التي ترسّخ فكرة الاستقرار والعمل في المدينة؛ إذ ترحب مدرسة السُّعد العالمية بالطلبة العُمانيين والأجانب في مجتمع مدرسي يستوعب مختلف الثقافات والجنسيات، كما توجد بالدقم عدد من المدارس الحكومية والخاصة التي تقدم مستوى عاليا من التعليم المدرسي، ومن المتوقع افتتاح أول كلية جامعية بالدقم في العام الأكاديمي 2024/ 2025 مما سيرفد قطاع التعليم بالدقم بشقيه المدرسي والعالي.
وفي قطاع الصحة يعمل مستشفى الدقم التابع لوزارة الصحة جنبا إلى جنب مع عدد من المنشآت الصحية التي أسسها القطاع الخاص خلال السنوات القليلة الماضية لتعزيز الخدمات الصحية بالدقم، ومع نهاية يونيو الماضي بلغ عدد المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للقطاع الخاص بولاية الدقم 7 مستشفى ومركزا صحيا، وبلغ عدد الصيدليات 6 صيدليات.
وفي قطاع المنشآت الرياضية والترفيهية يعد مركز عُمان للبولينج خيارا مناسبا للشباب والعائلات نظرا لما يضمه من مرافق عديدة من أبرزها صالة البولينج التي تضم 12 مسارا للعبة البولينج، مع وجود شاشات لعرض النتائج ذات 4 مواصفات عالية ودقيقة في احتساب النتائج، وتتميز صالة البولينج بمواصفات ومعايير عالية تمكنها من استضافة منافسات محلية ودولية، وقد تمت توسعة المركز من خلال إضافة 3 مبان جديدة ضمت عددا من المرافق من أبرزها ملاعب البادل للتنس (أو تنس المضرب) وصالة اللياقة الرياضية.
أبرز الوجهات
وفي قطاع الحدائق والمتنزهات تبرز حديقة الدقم ومخيم شاطئ الدقم كأبرز الوجهات في هذا القطاع، كما يتم إنشاء حديقة عامة جديدة على مساحة 13 ألف متر مربع ضمن حي صاي التجاري الجديد، وتحتوي الحديقة على ملاعب وممشى ومسطحات خضراء، فيما يعد حي صاي التجاري الجديد أحد الأحياء الحديثة بالمخطط الشامل للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وتتضمن خطة تطويره أن يكون حيّا نموذجيا متوافقا مع خطط الاستدامة البيئية.
وفي القطاع السياحي تعد حديقة الصخور والشواطئ ومحمية المها العربية أبرز الوجهات السياحية التي يمكن للسياح والمقيمين التوجه إليها، كما تزخر بيئة الدقم بتنوع فريد يجعل منها محطة سياحية رئيسية على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي.
تؤكد المشاريع العديدة التي تشهدها الدقم سواء في قطاع البنية الأساسية أو في القطاعات الاستثمارية المختلفة على أن الدقم تحقق ازدهارا اقتصاديا؛ ومع وجود أكثر من 2300 نشاط اقتصادي يتم تشغيلها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم،وتنوّع الخيارات المتاحة في قطاعي التعليم والخدمات الصحية، وثراء المقومات السياحية فإن الدقم تلبي تطلعات العاملين فيها لتكون مدينة مفضلة للعيش والعمل والإقامة، ومدينة تتجدد كل يوم لتقدم لسكانها مزيدا من التنوع والثراء والإبهار.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاقتصادیة الخاصة بالدقم مصفاة الدقم میناء الدقم فی قطاع
إقرأ أيضاً:
مدينة الحرفيين في أسيوط.. مشروع تنموي يعزز المظهر الحضاري ويخفف الزحام المروري| تفاصيل
في إطار جهود محافظة أسيوط لتحقيق التنمية المستدامة والتخلص من العشوائيات، يجري التخطيط لإنشاء مدينة متكاملة للحرفيين، هدفها الرئيسي نقل الورش الحرفية والصناعية بعيدًا عن الكتلة السكانية بوسط مدينة أسيوط..
هذا المشروع يأتي تنفيذًا لتوجهات الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن رؤية مصر 2030.
مواصفات مدينة الحرفيين وأهدافهاتمثل مدينة الحرفيين في أسيوط نموذجًا متقدمًا لمشروعات التنمية العمرانية والخدمية التي تهدف إلى تحقيق أكثر من هدف، منها:
التخفيف من التكدس المروري: يهدف المشروع إلى نقل الورش الحرفية والصناعية المنتشرة حاليًا وسط المدينة إلى موقع جديد بعيد عن الكتلة السكانية، مما يسهم في تقليل الاختناقات المرورية الناتجة عن وجود الورش داخل الأحياء السكنية.
القضاء على العشوائية: تسعى المدينة لتجميع الورش بشكل منظم بما يعكس المظهر الحضاري للمدينة، حيث تُعد الورش العشوائية المنتشرة داخل الأحياء السكنية مصدرًا للإزعاج وتشويهًا للمنظر العام.
التصميم وفق أحدث الطرز الإنشائية: سيتم تنفيذ المدينة وفق تخطيط عمراني حديث يتماشى مع متطلبات الحرفيين، مع توفير بنية تحتية متطورة تشمل المرافق العامة مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي.
توفير مساحات متنوعة تناسب جميع الورش: ستضم المدينة ورشًا بمساحات مختلفة تصل إلى 200 متر، مما يتيح لأصحاب الورش اختيار المساحة التي تناسب طبيعة أعمالهم.
دعم الاقتصاد المحلي: من المتوقع أن تسهم المدينة في تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة الخدمات المقدمة، بما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل إضافية.
الجدوى اقتصادية لمدينة الحرفين في أسيوطإن إنشاء مدينة الحرفيين يحمل أهمية اقتصادية كبيرة للمحافظة ولأصحاب الورش على حد سواء، حيث سيسهم المشروع في:
تحسين بيئة العمل: سيستفيد أصحاب الورش من بيئة عمل أفضل وأكثر تنظيمًا، ما يزيد من إنتاجيتهم ويرفع من جودة المنتجات والخدمات.زيادة جاذبية الاستثمار: وجود منطقة صناعية متخصصة ومنظمة يُشجع المستثمرين على ضخ أموال جديدة في القطاع الحرفي والصناعي.خفض التكاليف التشغيلية: توفير كافة المرافق والخدمات في مكان واحد يقلل من التكاليف التشغيلية على أصحاب الورش.ماذا قال محافظ أسيوط عن مدينة الحرفيين؟التقى اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بمجموعة من أصحاب الورش الحرفية خلال لقاء موسع حضره عدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
وأكد المحافظ أن هناك دراسة مستفيضة لتحديد المكان الأنسب لإنشاء مدينة الحرفيين، بما يراعي متطلبات الحرفيين ويحقق أهداف التطوير والتجميل للمحافظة.
خلال اللقاء، أبدى أصحاب الورش موافقتهم المبدئية على الانتقال إلى المدينة الجديدة، فور الإعلان عن الموقع النهائي والشروط المحددة، معربين عن أملهم في أن توفر المدينة بيئة عمل أكثر تنظيمًا وكفاءة.
وأكد اللواء هشام أبو النصر أن نقل الورش الحرفية والصناعية خارج المدينة هو خطوة ضرورية لتخفيف العبء عن المواطنين والقضاء على العشوائية، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس حرص الدولة على تحسين الخدمات العامة ورفع كفاءة البنية التحتية.
وأوضح المحافظ أن مدينة الحرفيين ستوفر خدمات متكاملة تشمل مرافق عامة وخدمات مساندة لأصحاب السيارات، إلى جانب تخصيص مساحات متنوعة تناسب طبيعة الورش المختلفة.
وفي ختام حديثه، شدد المحافظ على أن هذا المشروع هو جزء من رؤية شاملة لتطوير محافظة أسيوط وتحسين جودة الحياة للمواطنين، داعيًا جميع الجهات المعنية للتكاتف من أجل إنجاح هذا المشروع التنموي الذي يمثل إضافة نوعية للمحافظة.