الفلاحي: عملية القسام في تل الهوى مركبة ونوعية
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي عملية كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في حي تل الهوى (جنوب مدينة غزة) بأنها نوعية ومركبة، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتفظ بقدراتها وإمكانياتها، بخلاف ما يزعم الاحتلال.
وأعلنت القسام اليوم عن استهداف قوات الاحتلال في حي تل الهوى، وقالت إن مقاتليها تمكنوا "من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد في جيبين لقوات العدو، والاشتباك مع من تبقى من الجنود بالأسلحة الرشاشة" مؤكدة إيقاع تلك القوات بين قتيل وجريح في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى، وأن مقاتليها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإجلاء.
وفي تعليقه على عملية القسام، قال الفلاحي إن هناك قدرات وإمكانيات ساعدت على تنفيذ العملية التي وصفها بالمركبة، متحدثا عن نجاح عملياتي كبير للمقاومة في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال إما من خلال الطائرات المسّيرة أو عمليات القصف أو القطاعات والمدرعات.
وأشار الخبير العسكري إلى أن عملية القسام جرى خلالها تفجير عبوات ناسفة واشتباك مباشر مع قوات الاحتلال، مما يعني أن المواجهة بين الطرفين تكاد تكون من المسافة صفر.
وتل الهوى منطقة ساخنة منذ فترة طويلة، حيث توغل فيها جيش الاحتلال أكثر من 5 مرات، ويحاول أن يسيطر عليها، لكنها تبقى عصية بفعل عمليات المقاومة، كما يقول الفلاحي الذي أشار أيضا إلى أن توغل جيش الاحتلال باتجاه حي تل الهوى جزء من عملية توسيع محور نتساريم من مساحة 2 إلى 4 كيلومترات.
وفي ظل استمرار المقاومة في التصدي لقوات الاحتلال في منطقة حي تل الهوى وغيرها، يعاني جيش الاحتلال من حالة استنزاف وضعف بالقدرة القتالية، بالإضافة إلى الفشل الاستخبارتي.
ووفق العقيد الفلاحي، فإن جيش الاحتلال لم يستطع تحقيق أهداف الحرب التي شنها على قطاع غزة، بدليل تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت عمن يتكلم عن النصر المطلق بأنه "هراء محض".
وكان غالانت صرح -خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن- أن شعار نتنياهو بشأن ما يسميه النصر المطلق في الحرب محض هراء وثرثرة، متحدثا لأول مرة أن إسرائيل هي من يعرقل الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وتعطي العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة -يضيف الخبير العسكري والإستراتيجي- دلالة واضحة على أن جيش الاحتلال لم يستطع تحقيق أهداف الحرب، وفشل في القضاء على حركة حماس وفي الوصول إلى الأسرى، وفي فرض إرادته في ساحة المعركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جیش الاحتلال حی تل الهوى
إقرأ أيضاً:
محمد الضيف.. "الرجال يُستشهدون لكن المقاومة لا تموت"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، مساء اليوم الخميس، استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام، محمد الضيف، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية للحركة، وذلك خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وغربي، دون الكشف عن توقيت استشهادهم.
محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ"محمد الضيف"، ولد في غزة عام 1965. ويعتبر من أبرز القادة العسكريين الفلسطينيين، حيث شغل منصب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبرز في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي، وكان من نشطاء الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على بكالوريوس في علم الأحياء عام 1988.
من طالب جامعي إلى أخطر رجل على إسرائيل
ولد محمد الضيف في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة عام 1965 لعائلة فلسطينية لاجئة هجّرتها النكبة من قراها عام 1948. منذ صغره، حمل الضيف حلم التحرير، فكان ناشطًا في صفوف الكتلة الإسلامية داخل الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علم الأحياء، قبل أن تنقله دروب المقاومة إلى عالم السلاح والتخطيط العسكري، ليصبح خلال سنوات قليلة الرجل الأكثر مطاردة من قبل إسرائيل.
التحاقه بالمقاومة
انضم الضيف في شبابه إلى جناح المقاومة الفلسطينية، وبرز بسرعة كمقاتل شرس ثم كقائد استراتيجي في كتائب القسام، حيث تولّى تطوير البنية العسكرية للحركة، ليقود لاحقًا تحولات جوهرية في بنية الكتائب، من مجموعات صغيرة إلى جيش منظّم يتمتع بمستويات متقدمة من التخطيط والتكتيك العسكري.
لعب دورًا محوريًا في تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كان أبرزها سلسلة العمليات الاستشهادية في التسعينيات، مما جعله في قائمة المطلوبين لدى تل أبيب، التي اعتبرته منذ ذلك الحين عدوًا وجوديًا.
رجل ينجو من الموت مرارا
تعرض الضيف لأكثر من 8 محاولات اغتيال مباشرة، آخرها خلال عدوان 2014 حين قصفت إسرائيل منزله بغزة، مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه الرضيع، لكن الرجل خرج مرة أخرى من بين الأنقاض حيًا، لتتحول أسطورته إلى حقيقة راسخة في أذهان أعدائه قبل محبيه.
لقّبته الصحافة الإسرائيلية بـ "الشبح"، إذ لم يُعرف له صورة حديثة، ولم يتمكن أي جهاز استخباراتي من تتبّع تحركاته، فهو يغيّر أماكنه باستمرار، ولا يستخدم وسائل الاتصال الحديثة، كما يعتمد أعلى درجات السرية في حياته وتنقلاته.
إعلان استشهاده.. سقوط القائد أم ولادة الأسطورة؟
في 30 يناير 2025، وبعد أكثر من 30 عاما من الصراع والملاحقة، أعلنت كتائب القسام رسميًا استشهاد محمد الضيف إلى جانب عدد من كبار قادة المقاومة، من بينهم مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، وغيرهم.
لم تكشف إسرائيل تفاصيل العملية التي أدت إلى اغتياله، ولكنها وصفتها بـ "الأعقد في تاريخها"، مؤكدة أنها كلفتها سنوات من العمل الاستخباراتي. ومع ذلك، فإن استشهاد الضيف لا يعني نهاية المعركة، فقد كان يؤمن أن "الرجال يُستشهدون لكن المقاومة لا تموت".