قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن حضارة المسلمين قامت على العلم، ووضع المسلمون الأوائل علوماً خادمة لمحور حضارتهم وهو النص الشريف، والتزموا بهذا المحور وخدموه وانطلقوا منه وجعلوه معياراً للقبول والرد والتقويم.
 

معنى قول النبي " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً" يوضحها علي جمعة علي جمعة يوضح علاقة القلب الرحيم بأنواع ذكر الله



وأضافت حمعة أنه بناء على ذلك أصبح توليد العلوم من أهم أدوات بناء هذه الحضارة، فأخذ المسلمون يخترعون العلوم اختراعاً، وينقلون منها عن الأمم السابقة ما يمكِّنهم من فهم الحقيقة، وإدراك الواقع ونفس الأمر، ويصنفونها ويبلغونها لمن بعدهم، ولمن يجاورهم، ورأينا عصر الترجمة في عهد المأمون، ورأينا البيروني في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة ممدوحة في العقل أو مرذولة)، ورأينا الخوارزمي في كتابه (مفتاح العلوم) وهو الذي يرسم لنا الذهنية العلمية في التاريخ الإسلامي ويرصد ذلك التنوع من ناحية، والتفاعل من ناحية أخرى، وهما الصفتان المجمع عليهما لكل من اطلع على التراث الإسلامي ونتاجه الفكري.

 

وتابع جمعة أنه لابد علينا أن ندرك أن توليد العلوم نوع من أنواع مظاهر حياة الفكر، وأنه لم يمت، وهو أيضاً مظهر من مظاهر التفاعل مع العصر الذي نعيشه، وهو ثالثاً الجسر الذي يصل بين الشرع والواقع المحيط.

وأشار جمعة أنه يسأل كثير من المخلصين عن كيفية توليد العلوم، وهي تحتاج إلى قدرة التصور المبدع، وهي التي قد لا توجد عند كثير ممن اشتغل بنقل العلم والحفاظ عليه، والتصور المبدع هذا أمر لابد منه لعملية التوليد، ولنضرب مثالاً يجيب على أولئك الذين يريدون نموذجاً لتوليد العلوم حتى يسيروا على منواله، وحتى يُهدئ بال من يشك في هذه العملية وما قد تخفيه في ظنهم من الاعتداء على ثوابت الدين، أو القدح في هوية الإسلام، فنحاول أن نلقي الضوء على بذور توليد العلوم وآليات ذلك في التراث الإسلامي عسى أن ندرك المنهجية التي ساروا عليها في خدمة حضارتهم.

وانتهى جمعة إلى أن التراث الإسلامي وضع ما يسمى بالمبادئ العشرة من أجل أن يطلع عليها طالب العلم، ليتشوف للعلم الذي سوف يدرسه، أو ليعرف ما لا بد له من معرفته، وهي بذاتها العناصر التي يجب الالتفات إليها عند توليد العلوم، ووضعها بعضهم في صورة نظم يحفظه صغار الطلاب حتى يحدث لهم هذا التشوف الذي انحسر بعد ذلك عند المسلمين في التلقي دون إنشاء العلوم واستمرار الفكر فقال:
من رام فَنًّا فليقدِّم أوَّلا * علما بحدِّه وموضعٍ تلا

وواضع ونسبة وما استمد * منه وفضله وحكم معتمَد

واسم وما أفاد والمسائل * فتلك عشر للمُنى وسائل

وبعضهم فيها على البعض اقتصر * ومن يدري جميعها انتصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قال الدكتور على جمعة قال الدكتور الإسلام حضارة المسلمين العلم الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء علمي علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء علی جمعة

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: ما قامت به رجال الحماية المدنية بحريق سنترال رمسيس عمل بطولي وملحمي بكل المقاييس

أكد الإعلامي مصطفى بكري، أنه تابعنا ما حدث في حريق سنترال رمسيس بقلوب دامية، ولكن وسط تلك المشاهد الصعبة، كان هناك مشاهد لأبطالنا من رجال الحماية المدنية وهم يتصدون للنيران. 

وقال مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، أن ما تم عمل بطولي وملحمي بكل المقاييس، مؤكدا أنه لن ننسى شهداء وزارة الاتصالات الذين استمروا وسط النيران والخطر في محاولة انقاذ ما يكن انقاذه.

وتابع مقدم برنامج “حقائق وأسرار”، أن الشعب المصري قدم عدد كبير من ولاده شهداء من اجل الوطن، مؤكدا أن أي شخص يخطئ في حق البلد دي لازم يتحاسب 

طباعة شارك مصطفى بكري سنترال رمسيس الحماية المدنية النيران الوطن

مقالات مشابهة

  • افتتاح قلعة تعود إلى 3800 سنة أمام العامة في البيرو
  • موسم المغتربين يشعل الحدود التركية!
  • «معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء
  • صاروخ يلتف 180 درجة في السماء.. هل كسرت الصين حدود العلم؟
  • كشف عن أبرز مؤلفاته.. علي جمعة ينعي رفعت العوضي أحد أعلام الاقتصاد الإسلامي
  • عصمت: قطاع الكهرباء يمتلك قدرات توليد غير مسبوقة وبنية تحتية ضخمة
  • رفع الإشغالات وتنفيذ النظافة العامة بالمناطق والأحياء السكنية بأسوان
  • في ذكرى رحيله.. عمر الشريف النجم الذي عبر حدود السينما إلى قلوب العالم (تقرير)
  • عصام شيحة: الدولة المصرية قامت بعمل نقلة نوعية غير مسبوقة في ملف حقوق الإنسان
  • مصطفى بكري: ما قامت به رجال الحماية المدنية بحريق سنترال رمسيس عمل بطولي وملحمي بكل المقاييس