اشتقاق أشعة طبية متقدمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي فكرة مشروع تخرج بكفر الشيخ
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
على مدار 7 أشهر عكف 10 طلاب بكلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ على تنفيذ فكرة «اشتقاق تسلسل جهاز الرنين وتجزئة أورام الدماغ»، التي حلت العديد من المشاكل المتعلقة بجهاز الرنين المغناطيسي، سواء من ناحية المريض أو الطبيب، وذلك ضمن مشروع تخرجهم لهذا العام.
فكرة المشروعتروي رواء محمد العزب، إحدى طالبات المشروع، فكرتهم، لـ«الوطن» قائلةً: «الفكرة جاءت إلينا مع بداية العام الدراسي من السنة الأخيرة بكلية الذكاء الاصطناعي لتنفيذها وتناقشت فيها مع زميلاتي وزملائي ميرهان محمود مصطفى، وعائشة حسين البسطويسي، وأسماء إبراهيم ربيع، وسلمى منتصر محمد، وعلياء موسى البساطي، ومينا سمير توفيق، ويونان إسكندر سوريال، ومصطفى منصور الدفراوي، ومحمود مجدي النحال، وبدأنا العمل على تنفيذ فكرة اشتقاق تسلسل جهاز الرنين وتجزئة أورام الدماغ، على مدار 7 أشهر كاملة».
لم يكُن اختيار الفكرة سهلاً، إذ إنها تعدّ أهم خطوة في مسار طلاب كلية الذكاء الاصطناعي بحسب ميرهان محمود مصطفى، إحدى طالبات المشروع: «استغرقت اختيار الفكرة منا فترة طويلة للوصول إلى فكرة جديدة ومميزة ومفيدة من كل الجوانب، وبدأنا بالبحث المستفيض عبر الإنترنت لمعرفة المشاكل التي تواجه المجتمع وتحتاج إلى حلول، وركزنا بشكل خاص على المشاكل في المجال الطبي، نظرًا لتخصصنا في الذكاء الاصطناعي الحيوي، وواحدة من الأمور الهامة التي ساعدتنا في اختيار الفكرة كانت التدريب الصيفي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، والذي أتاح لنا فرصة رؤية المرضى ومشاكلهم ومشاكل الأطباء عن قُرب، مما منحنا فهماً أعمق وواقعياً للمشكلات التي تحتاج إلى حلول، ومن هنا، استطعنا تحديد المشكلة التي تحتاج إلى حل والتي يمكننا تنفيذها بفعالية، وتوصلنا إلى فكرة اشتقاق تسلسل جهاز الرنين وتجزئة أورام الدماغ (MRI Sequence Generation and Brain Tumor Segmentation)، التي حلت العديد من المشاكل المتعلقة بجهاز الرنين المغناطيسي، سواء من ناحية المريض أو الطبيب».
تقنيات المشروعيعمل المشروع على اشتقاق أشعة طبية متقدمة من خلال استخدام إطار عمل مبتكر يُدعى «الشبكات التوليدية المتضادة Generative Adversarial Networks - GANs»، وتعتمد فكرة المشروع على اشتقاق ثلاث أنواع من الأشعة «T1، T2، T1c، وFlair» من خلال أشعة واحدة فقط، وفقاً لما ذكرته عائشة حسين البسطويسي، إحدى طالبات المشروع: «أحد الإنجازات البارزة في مشروعنا هو اشتقاق أشعة (T1c)، التي عادةً ما تُظهر الأورام بشكل أوضح عند تزويدها بمادة الجادولينيوم الملونة، والتي تُحقن عن طريق الوريد، وتُعد مادة الجادولينيوم ضرورية للحصول على صور دقيقة للأورام، إلا أنّ استخدامها قد يكون ضاراً لبعض المرضى مثل مرضى الكلى، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يُعانون من حساسية تجاه هذه المادة، ومما لا شك فيه إنّ الجسم يتخلص من مادة الجادولينيوم عبر الكلى، مما يعني أنّ المرضى الذين يُعانون من مشاكل في الكلى قد يحتاجون إلى عمليات غسيل الكلى بعد الحقن، كما تُمنع المادة بالنسبة للنساء الحوامل لما قد تسببه من أضرار على الجنين».
أهداف المشروع«من خلال تطبيق فكرتنا، نسعى إلى تجنب الحاجة إلى حقن المرضى بمادة الجادولينيوم نهائيًا، مما يحسن من سلامة المرضى ويتيح إجراء الفحوصات بأمان أكبر للفئات التي لا تتناسب مع هذه المادة الكيميائية. يعتبر مشروعنا من أوائل المشاريع التي تركز على هذه التقنية، ونأمل أنّ يسهم في تحسين الرعاية الصحية وتوفير بدائل أكثر أماناً وراحة للمرضى»، كلمات قالتها أسماء إبراهيم ربيع، إحدى طالبات المشروع.
تحليل الأوراموأوضحت سلمى منتصر محمد، إحدى طالبات المشروع، أنّه يجري استخدام الأربع صور الأشعة لإجراء عملية التقسيم والتحليل «segmentation» عليها، مما يتيح تحديد موقع الورم بدقة أكبر، بالإضافة إلى ذلك تُحدد الأجزاء الثلاثة المرتبطة بالورم وهي «edema» وهو الارتشاح الناتج عن الورم، و«necrosis» وهو الأنسجة الميتة، و«enhancing tumor» وهو الأنسجة النشطة.
تطوير الموقع الإلكترونيوأشارت علياء موسى البساطي، إلى أنّه لضمان تقديم أفضل رعاية طبية وتسهيل العملية لكل من الطبيب والمريض، جرى إنشاء موقعا متطورا يتيح للطبيب إمكانية إدخال صورة أشعة واحدة أصلية، ثم يعمل على توليد ثلاث صور أشعة إضافية منها، وبعد ذلك يمكن للطبيب استخدام هذه الصور الأربع لإدخالها في نظام تحليل صور متقدم «segmentation» يحدد بدقة موضع الورم، والأجزاء الميتة والنشطة، والارتشاح المحيط بالورم، بالإضافة إلى ذلك يوفر النظام للطبيب فيديو تفصيلي ثلاثي الأبعاد للدماغ، يظهر فيه الورم بشكل دقيق، مما يساعد في تحسين دقة التشخيص.
تحسين تجربة المرضى والأطباءوقال مينا سمير توفيق، أحد طلاب المشروع، أنّ المشروع يقدم حلولاً مبتكرة تهدف إلى تحسين تجربة المرضى، وتقليل وقت انتظارهم، مما يقلل من التوتر والضغط النفسي الذي يعانونه، ويجري العمل على تقليص فترة انتظار المرضى لدورهم، حيث كان الجهاز التقليدي يحتاج من 30 إلى 60 دقيقة لإنتاج أربعة متتاليات لكل مريض، أما الآن وبفضل التطويرات الحديثة، يمكن خفض هذه الفترة بشكل كبير، مما يتيح للمرضى الحصول على خدماتهم في وقت أقصر بكثير، كما يهدف أيضاً إلى تقليل وقت بقاء المريض داخل الجهاز، حيث سابقًا كانت العملية تستغرق من 30 إلى 60 دقيقة، ولكن عند تطبيق فكرة المشروع، سيُصبح بإمكان المريض إتمام الفحص في فترة تتراوح بين 7 إلى 10 دقائق فقط، حسب قدرة الجهاز، وهذا الإنجاز يتمثل في قدرة الجهاز الحالي على إنتاج متتالية واحدة فقط، ثم اشتقاق الثلاث الأخرى باستخدام الـ«GANs»، مما يوفر الوقت والجهد ويعزّز من راحة المريض وسرعة تقديم الخدمة.
تقليل التوتر والضغط النفسي للمرضىوذكر يونان إسكندر سوريال، أحد طلاب المشروع، أنّه يجري العمل على تقليل التوتر والضغط النفسي للمرضى، خاصةً الأطفال، حيث لم يُعد هناك حاجة لتخديرهم لدخول الجهاز، مما يخفف من الآثار الجانبية للتخدير مثل الدوخة، ومشاكل التنفس، وهبوط ضغط الدم، بالإضافة إلى ذلك لم يعد هناك حاجة لحقن المرضى بالصبغة التي قد تسبب طفح جلدي ومشاكل في الكلى، والتي لا تناسب جميع المرضى مثل مرضى الكلى والحوامل.
الفوائد الاقتصادية والطبيةوأضاف مصطفى منصور الدفراوي، أحد طلاب المشروع، أنّه من الناحية الاقتصادية، يمكن تقليل التكلفة على المرضى، حيث أصبح بإمكانهم دفع تكلفة متتالية واحدة فقط بدلاً من أربع متتاليات، وهذا التوفير المادي والمعنوي يسهم في تشجيع المرضى على إجراء الفحوصات الضرورية للكشف المبكر عن الأورام وعلاجها بسرعة.
تحسين كفاءة المستشفيات والأطباءوأوضح محمود مجدي النحال، أحد طلاب المشروع، أنّه يجري العمل على تحسين كفاءة المستشفيات والأطباء، حيث يمكنهم الآن استقبال عدد أكبر من المرضى نظراً لتقليل وقت الفحص لكل مريض، وهذا التحسن يزيد من الحركة داخل المستشفى ويعزّز من قدرتها على تقديم خدماتها بشكل أفضل، كما يسهم في تسهيل عملية التشخيص للأطباء، عن طريق تقديم أدوات تُساعد الأطباء في تحديد موقع الورم بسهولة ودقة، بدلاً من النظر إلى 155 شريحة إشعاعية لتحديد موقع الورم، مستطرداً: «بهذه الحلول المبتكرة، نساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير بيئة أكثر راحة وأماناً للمرضى، مما ينعكس إيجابياً على حياتهم وصحتهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة كفر الشيخ كلية الذكاء الاصطناعي مشروع تخرج الذكاء الاصطناعي جهاز أشعة طلاب الذکاء الاصطناعی العمل على
إقرأ أيضاً:
أكاديمية البحث العلمي تمول 10 مشروعات تخرج مبتكرة بجامعة قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، فوز الجامعة بتمويل عشرة مشروعات تخرج من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا للعام الأكاديمي 2024-2025،في إطار دعم الابتكار الطلابي وتشجيع البحث العلمي التطبيقي .
وأكد "مندور" أن هذه المشروعات عكست تميز طلاب الجامعة وقدرتهم على توظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع، مقدماً التهنئة للطلاب الفائزين ، متمنياً للجامعة وطلابها الازدهار والتقدم.
كان الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قد أعلن نتائج برنامج دعم مشروعات التخرج "مشروعي بدايتي" التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حيث تم اختيار 524 مشروعًا يستفيد منها 2657 طالبًا وطالبة، بتمويل يبلغ 42 مليون جنيه و 362000 جنيهًا، وذلك بالتعاون مع الكلية الفنية العسكرية، وجمعية اتصال، ونقابة المهندسين بالإسكندرية.
وأوضحت الدكتورة جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن هذه المشروعات تم اعتمادها من قِبل اللجان الفنية بالأكاديمية وفق معايير دقيقة تعكس جودة الأفكار المقدمة وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن الجامعة تحرص على تعزيز قدرات طلابها البحثية، وتحفيزهم على تطوير مشروعات تتسم بالابتكار وقابلية التطبيق، مما يسهم في تحويل الأفكار إلى مشروعات ريادية تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، من خلال نشر هذه الأفكار بين الأوساط الأكاديمية ورجال الصناعة والاستثمار.
من جانبه ، أكد الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أن المشروعات المقدمة عالجت مشكلات مجتمعية استجابةً لاحتياجات إقليم القناة وسيناء، ما يعكس دور البحث العلمي في تقديم حلول عملية ومستدامة تسهم في تنمية المجتمع.
وأضاف أن الجامعة تسعى إلى تحقيق منظومة متكاملة للابتكار، تتيح للطلاب الفرصة لتطبيق معارفهم في مشروعات تواكب التطورات العلمية والتكنولوجية.
يشرف على الإعلان عن الدعم ومتابعة تنفيذ المشروعات نادي ريادة الأعمال بجامعة قناة السويس، تحت إشراف الدكتورة أفنان بركات، التي أكدت أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بتشجيع الطلاب على تقديم مشروعات ذات قيمة مضافة تخدم المجتمع وتحقق الاستدامة.
قدم فريق "Green Energy" من كلية الزراعة مشروعًا للاستفادة من قش الأرز في استخلاص السكريات العديدة وإنتاج الإيثانول الحيوي، بالإضافة إلى استخراج سكر يدخل في الصناعات الغذائية. وأشرف على تنفيذ المشروع الدكتور أحمد ريان والدكتور محمد عبد الهادي، وضم الفريق الطلاب كامل أمجد كامل عبد الوهاب، عبد الله السيد عبد الكريم محمد، ياسمين محمد محمد علي، وفرح سيد حسين محمد.
في كلية العلوم، ابتكر فريق "Biber" جهازًا لتحويل الدراجات التقليدية إلى دراجات ذاتية القيادة، ما يتيح تأجيرها وتشغيلها دون تدخل بشري. أشرف على المشروع الدكتور أحمد فتح الله، وضم الفريق بلال وليد حسين محمد، محمد علي فتحي، أحمد طارق، إسراء، وياسمين.
طور فريق من قسم ميكانيكا إنتاج بكلية الهندسة نظامًا آليًا لتنظيف الألواح الشمسية دون الحاجة إلى تدخل بشري، مما يعزز كفاءة الطاقة الشمسية. أشرف على المشروع الدكتور تامر منصور والدكتور مختار كامل، وضم الفريق أحمد السيد عطية، أسامة إبراهيم عبد الودود، رسلان محمد السيد محمد، عبد الرحمن زكي فايز بكر، محمد حسن عبد الله حسن، محمد شعبان محمد، ومحمد محسن عبد العزيز.
عمل فريق من قسم ميكانيكا القوى بكلية الهندسة على تصميم "نظام فرز ذكي للنفايات" باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد على ذراع روبوتي مزود بتقنيات الرؤية الحاسوبية لفرز المواد بكفاءة. أشرف على المشروع الدكتور تامر محمد إسماعيل والدكتور خالد رمزي عبد الخالق، وضم الفريق راجح أحمد عبد المجيد مصطفى، أحمد محمد السيد عبد الفتاح، مصطفى بدوي حسان حسن، إبراهيم محمد إبراهيم بركات، مصطفى جمال خليل مرسي، ومحمد علي أمين أبو الحمد.
قدم فريق من كلية الهندسة مشروعًا لإنشاء محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة، مع الاستفادة من حرارة محطات الكهرباء لتشغيل نظام تحلية مياه متكامل. أشرف على المشروع الدكتور خالد رمزي، وضم الفريق ناصر خالد التهامي، أحمد منتصر حسين، معاذ عبد المنعم محمد، عبد الله صبحي محمود، أحمد محمد محمد، جلال الدين محمود، ونغم أحمد محمد.
في قسم كهرباء قوى بكلية الهندسة، عمل فريق طلابي على تطوير نظام توزيع طاقة متطور لمستشفى يعتمد على الطاقة الشمسية ويتم التحكم فيه عبر تطبيق على الهاتف المحمول. أشرف على المشروع الدكتور إياد عودة، وضم الفريق عبد الرحمن أحمد الهادي مبروك، عبد الرحمن عصام الشحات جاد، صفوان مدحت إسماعيل محمد، محمد السيد عبد العاطي فرغلي، وعبد الله طارق عبد الله أحمد.
قدم فريق من قسم النبات والميكروبيولوجي بكلية العلوم مشروعًا يهدف إلى مكافحة الفطريات المسببة للأمراض النباتية باستخدام الجسيمات النانوية المخلقة فطريًا، كبديل مستدام عن المبيدات الكيميائية. أشرفت على المشروع الدكتورة سارة فريد وهدان، وضم الفريق نعمة السادات عبد الحميد، نوران زكريا السيد، وأحمد محمد السيد سليم.
في كلية العلوم – قسم الميكروبيولوجي، ركز أحد المشروعات على تحويل قشور الروبيان من سوق الأسماك بالإسماعيلية إلى نانوكيتوزان عالي القيمة، يُستخدم في تحسين صحة الأسماك وتعزيز امتصاص العناصر الغذائية. أشرف على المشروع الدكتور وليد محمد محمد القزاز، وضم الفريق رابحة حسام الدين عبد الرحمن أحمد، وشهد أشرف عبد الحكيم أحمدي.
كما فاز الطالب عبد الرحمن أحمد فاروق عن مشروع الاستخدام المستدام لمخلفات الأسماك، بينما قدم كريم محمود مصطفى مشروعًا لتحضير وتقييم تركيبة دهان جديدة قائمة على بوليمر أساسه الزيت كحامل متعدد الوظائف للتطبيقات الصناعية.
يؤكد هذا النجاح تميز جامعة قناة السويس في دعم الإبداع الطلابي وتعزيز البحث العلمي التطبيقي، بما ينعكس على تحسين جودة المشروعات التكنولوجية والتنموية وربطها باحتياجات المجتمع والصناعة.