كشفت وصية ما بعد الموت للملياردير ورجل الأعمال العالمي وارن بافيت عن مصير المليارات التي يكتنزها الرجل البالغ من العمر حالياً 93 عاماً،، بعد أن يفارق الحياة.

وتتضمن التوصية بقراءة الوصية التي دونها بافيت والتي سيتم تنفيذها بعد وفاته، ذلك أن فيها الكثير من الدروس والعبر التي يُمكن أن يستفيد منها عوام الناس “مهما كان مستوى الثروة التي يمتلكونها” وفقا لتقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية.

 وبحسب التقرير، فإن ثمة درسان رئيسيان يمكن للشخص تعلمهما من وصية وارن بافيت، أما الأول فهو أن عليك التبرع بسخاء من مالك للأعمال الخيرية والفقراء، فيما الدرس الثاني هو “التخطيط العقاري” الذي يحتاجه كل شخص حتى وإن لم يكن لديه امبراطورية عقارية بمئات الملايين من الدولارات.

وعندما يموت بافيت، ستذهب المليارات المتبقية (معظمها في أسهم شركة بيركشاير) إلى صندوق خيري يشرف عليه ابنته وولداه، حيث سيتعين على الثلاثة أن يقرروا بالإجماع أي المنظمات الخيرية سيتبرعون لها وبأي كميات.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن بافيت قوله: “أشعر بارتياح شديد تجاه قيم أبنائي الثلاثة، ولدي ثقة بنسبة 100% في كيفية تنفيذهم للأمور”. بالإضافة إلى ذلك، فإن ترتيب الأمور بهذه الطريقة يسمح للمستفيدين من بافيت بالاستجابة للتغييرات في المنظمات الخيرية والقوانين واللوائح التي تحكمها.

وقال بافيت: “أحب أن أعتقد أنني أستطيع التفكير خارج الصندوق، لكنني لست متأكداً مما إذا كان بإمكاني التفكير خارج الصندوق عندما يكون على عمق ستة أقدام تحت السطح وأقوم بعمل أفضل من ثلاثة أشخاص على السطح أثق بهم تماماً”.

ويقول تقرير “سي إن بي سي” إن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من نهج بافيت في التخطيط العقاري، حتى لو لم يكن لدى الشخص المليارات التي يُمكنه التبرع بها.

ويقول خوسيه رينوسو، رئيس التخطيط العقاري والضريبي المتقدم في شركة (Citizens Private Wealth) إن بافيت “أظهر الكثير من التفكير المستقبلي حقاً.. لقد بنى المرونة منذ البداية”.

ويشير رينوسو الى أنه “حتى إذا كنتَ لا تعتقد أن لديك الكثير لتمنحه لورثتك، فإن وجود خطة عقارية يعني أنك تستطيع أن تقرر ما يحدث في حالة وفاتك أو عجزك، وليس شخصاً آخر”.

ويقول رينوسو: “كقاعدة عامة، إذا لم يكن لديك خطة عقارية، فستوفر لك الدولة واحدة، وهذا قد يعني أن الرعاية الصحية والقرارات المالية تتعارض مع رغباتك”.

ويؤكد الخبراء في قوانين الميراث إنه لتجنب الارتباك، ولإبعاد أحبائك عن عملية قانونية طويلة ومكلفة، فمن الحكمة وضع خطة عقارية أساسية، وقد يشمل هذا: تعيين المستفيدين، حيث تسمح لك بعض الأدوات المالية، مثل الاستثمارات والحسابات المصرفية ووثائق التأمين على الحياة، تعيين مستفيد يتلقى محتويات حسابك عند وفاتك.

كما يشمل هذا أيضاً وضع “وصية بسيطة”، حيث تحدد الوصية كيفية توزيع أصولك في حالة وفاتك، ومن السهل إعداد هذه الوصية، حيث يمكن العثور على قوالب مجانية مثلاً على الإنترنت.

آخر تحديث: 17 أغسطس 2024 - 15:22

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

ترامب يجهل الكثير عن الشعب الفلسطيني وارتباط الناس بالأمكنة وبميراث الآباء والأجداد

تابع العالم بأسره حديث دونالد ترامب الاستفزازي وأسلوبه المتهور والذي ينم عن جهل في بعض الأحيان في التعامل مع القضايا الجيوسياسية، وتصاريحه المتكررة عن ترحيل سكان غزة، وبسط سيطرة بلاده على القطاع الفلسطيني، وكشفه عن خطة الإدارة الأمريكية للسيطرة على قطاع غزة الذي دمرته حرب الإبادة والعدوان الصهيونازي، وقوله: أتطلع إلى أن تكون لأمريكا ملكية طويلة الأمد في القطاع، وسأحوّل غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية، وأنه ملتزم بشراء قطاع غزة وامتلاكه، وربما يقوم بتوزيع أجزاء منه على دول أخرى في الشرق الأوسط بهدف تطويره، وسأهتم بالفلسطينيين وسأتأكد من أنهم لن يتعرضوا للقتل، كما أشار إلى أنه سيبحث حالات فردية للسماح للاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة الأمريكية.

جاءت أحاديث ترامب وتبجحه بعد وقت قصير من اقتراحه إعادة توطين دائم لسكان قطاع غزة في دول أخرى، وأن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وستقوم بمهمة فيه، وسيُطلق خطة تنمية اقتصادية في القطاع تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة.

وقال: إن فكرة سيطرتنا على قطاع غزة حظيت بتأييد وإشادة واسعة من مختلف مستويات القيادة، معتبرا أن غزة مكان مليء بالحطام الآيل للسقوط، وأنه "يمكن نقل الغزيين لأماكن أخرى ليعيشوا بسلام". واستطرد ترامب بحسب توقعه أن يتحول قطاع غزة، الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، بعد أن تسيطر عليه أمريكا، إلى (ريفييرا الشرق الأوسط). وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو عقب مباحثات ثنائية جرت بينهما: "ريفييرا الشرق الأوسط.. هذا شيء يمكن أن يكون بالغ الروعة"، معربا عن أمله بإمكانية نقل الفلسطينيين من غزة وإعادة تطوير المنطقة من قبل الولايات المتحدة، وأن تكون لها في القطاع (ملكية طويلة الأمد)، مضيفا أن القيام بذلك من شأنه أن يخلق آلاف الوظائف، ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة.

وقال: أرى وضعية لملكية طويلة الأمد، وأرى أن ذلك سيجلب استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط وربما الشرق الأوسط بأسره، مضيفا لم يكن هذا قرارا اتُخذ باستخفاف، كل من تحدثت معه يحب فكرة أن تتملك الولايات المتحدة هذه القطعة من الأرض، كما جدد التأكيد على رغبته ألا يعود سكان غزة إليها مجددا بعد ترحيلهم إلى دول أخرى، وقال إن غزة ينبغي ألا تمر بعملية إعادة الإعمار والسكن من قبل الأشخاص أنفسهم، وقال إن أناسا من جميع أنحاء العالم سيعيشون في غزة بعد إعادة تطويرها. وقال أشعر أن الأردن ومصر سيقدمان الأراضي اللازمة لخطتي الخاصة بالفلسطينيين، وأضاف: "أعتقد أن الملك عبد الله والرئيس السيسي سيقدمان الأرض اللازمة ليعيش فيها شعب غزة بسلام".

وتعهد ترامب بزيارة غزة، وقال للصحفيين في البيت الأبيض "أحب إسرائيل، سأزورها وسأزور غزة وسأزور المملكة العربية السعودية وسأزور أماكن أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، من دون الإعلان عن جدول زمني.

لم يكتف ترامب بذلك بل أراد تكرار صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروعه غير القانوني بتهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى عدد من الدول العربية كمصر والأردن واستخدم لغة غير دبلوماسية، فاجأ حلفاءه وخبراء الشرق الأوسط، وترك العديد من الأسئلة دون إجابات، ناهيك عن شنه حربا تجارية ضد عدد من الدول اللاتينية وأيضا ضد كندا، وحديثه عن حلفائه في أوروبا يعطي صورة واضحة على أن السنوات الأربع لترامب ستكون سنوات مزعجة وكارثية على صعيد القضية الفلسطينية وعلى صعيد الأمن والاستقرار في العالم وعلى صعيد الاقتصاد العالمي.

ترامب يجهل الكثير عن الشعب الفلسطيني وعن غزة، ولا يهتم بالتاريخ ولا بصدمات الماضي ولا الحروب المتتالية ولا ارتباط الناس بالأمكنة وبميراث الآباء والأجداد الأحياء والأموات، فإن ترامب مقاول عقارات لا يرى في غزة إلا كومة من الأنقاض.

وعليه نقول لترامب: إن هذا الهذيان، وهذه الخطة قد تصلح في لوس أنجلوس وميامي أو فلوريدا أو أي مكان آخر داخل الولايات المتحدة الأمريكية، في حين لا يجب طرح هذه الأفكار على شعب له وجدان وتاريخ وأصل مثل الشعب الفلسطيني. وإن الرد الحقيقي على ترامب وأطروحاته الاستفزازية والمقززة هو بدعم صمود غزة وأهلها، وعدم تركهم للابتزاز الصهيوني.

لذلك يجب أن تتحول الإدانات الدولية لأدوات ضغط حقيقية لمحاسبة ترامب وحلفائه تزامنا مع منع تنفيذ هذه المخططات، وليس الاكتفاء بالاستنكار والإدانات، بل البناء عليها عبر تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة لعرقلة مخطط ترامب. فإذا لم تطبق الدول العربية والإسلامية تنديدها وقرارها بالكسر الفعلي للحصار عن غزة، ستبقى كل تصريحاتهم وشجبهم واستنكارهم كطبخ الحصى، بلا أي قيمة، وأن الشعب الفلسطيني سيُفشل كلّ مخططات التطهير العرقي، والتهجير، وليعلم ترامب ونتنياهو والعالم أن غزة لأهلها ولن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948.

مقالات مشابهة

  • وئام مجدي: شخصيتي في مسلسل الكابتن يترتب عليها الكثير من الأحداث
  • مفتي الجمهورية: المصري القديم كان يسجل وصيته لتوثيق التزامه الأخلاقي أمام الملائكة
  • يتناوله الكثير.. شعبة الأدوية تُحذر من تداول هذا الدواء بشكل عشوائي «تفاصيل»
  • الملياردير المكسيكي ساليناس: الإمارات بيئة أعمال رائعة
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء
  • متى يُمنع المحكوم عليه من التصرف في أمواله؟.. إيهاب الطماوي يوضح
  • الإجراءات الجنائية.. هل يتصرف المحكوم عليه غيابيًّا في أمواله ويديرها؟
  • مسرور بارزاني من الإمارات: نحاول حل مشاكلنا مع حكومة بغداد.. وأمامنا الكثير
  • ما هو الكثير الذي تقدمه الولايات المتحدة لمصر والأردن؟
  • ترامب يجهل الكثير عن الشعب الفلسطيني وارتباط الناس بالأمكنة وبميراث الآباء والأجداد