«القصة التليغرافية وقصيدة النثر العامية» مائدة مستديرة بثقافة أسوان
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
نظم نادى الأدب بقصر ثقافة أسوان مائدة مستديرة عن "القصة التليغرافية وقصيدة نثر العامية"، تحدث خلال اللقاء الكاتب أحمد برسي عن القصة التليغرافية وهي قصة مكتملة لكنها في حدود السطرين والثلاثة، وكانت مجموعته القصصية من النافذة من هذا النوع وتحدث عن الترهل في الروايات والقصص التي يصف الكاتب فيها صفحة وصفحتين المكان دون أن ينمو الحدث وأن القارئ لا يتحمل هذا.
كما تحدث الشاعر عبده الشنهوري عن قصيدة نثر العامية وعدم وجود شعراء في أسوان يكتبون قصيدة نثر العامية، وأضاف الشاعر حسني الإتلاتي من رواد قصيدة النثر مثل صادق شرشر و مسعود شومان ومجدي الجابري، وأشرف عتريس وجمال عدوي وغيرهم، ووضح للحضور سمات قصيدة النثر مثل السرد، والصورة الكلية والمفارقة والتخلي عن المجاز التقليدي من جناس وتشبيه وكناية وغيرها. والتخلي عن الوزن والقافية عن قصد وليس عن عجز.
كما نظمت الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال برئاسة أحمد يسرى وبالتعاون مع فرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود إحتفالية ثقافية وفنية بقصر ثقافة أسوان بمناسبة ذكرى ٢٣ يوليو، بدأت بمحاضرة "ثورة ٢٣ يوليو إحدى الأحداث الفارقة فى تاريخ مصر" نجلاء مصطفى عبد الحميد إستشارى تنمية بشرية تحدثت خلالها عن ثورة ٢٣يوليو حيث أنها من أهم الأحداث الفارقة فى تاريخ مصر الحديث، فقد كانت أحوال مصر قد وصلت لدرجة كبيرة من الإحتقان السياسى بسبب إنتشار الفساد وتردى الأوضاع وسيطرة الإقطاعيين والرأسماليين على رأس المال وإنتشار الفقر بين فئات الشعب.
وقد قامت الثورة عن طريق مجموعة من الضباط الأحرار فى الجيش المصري وأظهر الشعب خلالها تأيده وتحولت مصر من نظام الحكم الملكي إلى الجمهورى وتولى اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية، ومن نتائج الثورة عدة تطورات سياسية وإقتصادية وإجتماعية منها القضاء على الإقطاع والرأسماليين وتأميم التجارة والصناعة، كما تم إصدار قانون الإصلاح الزراعى و توزيع الأراضي على الفلاحين اللذين يقومون على زراعتها وإقامة السد العالى لتنعم أنحاء مصر بالكهرباء.
وقد تم تحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية فى مصر، واختتمت حديثها عن أهمية الإنتماء للوطن والعمل على رفعته وإرتقائه بين الأمم.
وقدمت فرقة كورال أسوان للموسيقى العربية بقيادة أحمد موسى، تغنت بمجموعة من الأغانى الوطنية منها تعيشى يابلدى، يابيوت السويس، رجالة ولادك، يأغلى إسم فى الوجود، أغلى وطن.
إستمرارا لأنشطة إقليم جنوب الصعيد برئاسة عماد فتحى، ناقش نادي ادب قصر ثقافة حسن فخر الدين "المرأة في تراثنا الأدبي" تحدث الشاعر عبد الدايم احمد فرح بأن المرأة حظيت في التراث بمكانة كبيرة عكس ما يشاع انها كانت غير ذات مكانة، وذلك في كل مناحي الحياة، فقد كانت منذ العصر الجاهلي وما بعده حاكمة وذات رأي وأديبة برزت في بعض الأحيان كثيرا من الرجال، ولو أخذ التراث الأدبي نموذج للمرأة في هذا المجال لوجد أنها شاركت الرجل في كل منحي من مناحي الحياة الأدبية، ففي التراث هناك الأديبة الشاعرة التي فضلت على الرجال في بعض المواقف كما ورد في التراث.
فالخنساء أراد أن يأمرها النابغة الذبياني على سوق عكاذ لو أنها تقدمت في الوقت مما أثار حفيظة حسان بن ثابت، ثم هناك جليلة بنت مرة صاحبة المرثية البليغة ثم جاء عصر صدر الأسلام فنبغ منهن غير واحدة إلا أنه لم يصلنا منهن الكثير في هذا العصر لأنشغال الناس بالقرآن عن غيره ثم في العصرين الأموي والعباسي نبغ منهن كثير كليلة الأخيلية والمغنيات البليغات في هذين العصرين، لذلك فالمرأة حاضرة في التراث الأدبي حضور لا ينكره أحد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ثقافة أسوان مائدة مستديرة اخبار أسوان الخنساء ثقافة أسوان فی التراث
إقرأ أيضاً:
المرأة والتسامح... تفعيل قيم الأمن المجتمعي
قد يسمح التهديد لمفهوم التسامح بسيادة الظلم والغبن تجاه المرأة
لقد كان غياب العدالة والمساواة بين الجنسين في المجتمعات المسلمة مدعاة للظلم والجور بحق الأفراد والشعوب، ما تسبّب مع الوقت في حالة من الاحتقان داخل المجتمع ولّد الكراهية والشحناء، وضيّق من معايير التسامح للمرأة على الخصوص، وبات هذا المناخ مجالاً خصباً للتطرّف والتعصّب والانحدار الأخلاقي وانتشار الجرائم. وفي السياق ذاته، لا تعتبر قيم التسامح مجرد واجب ضمن النسق الأخلاقي فقط، إنما أيضاً إلزام تشريعي رباني ومن ثم سياسي وقانوني.لا نغالي إن قلنا إنّ من الخصائص الغنيّة التي تختبئ وراءها بوارق التنمية المستدامة أن تكون القيم المجتمعيّة تكرس الاهتمام بالمرأة والاحترام والتقدير لمكانتها. هناك ثمة تفهم في مكونات المجتمع لقدرات المرأة أفضت إلى قناعة مجتمعية نيرة أضاءت طريقها، تلك الخصوصية الثقافية التي بها لا بغيرها استطعنا أن نحقق ما كان مستحيلاً، أنها الخمائر الأولى لتقدمنا، فليس عبثاً أنّ النجاح الكبير الذى حققته المرأة، ومشاركة الرجل لها العطاء لصالح المجتمع، لأنها أيضاً تستقي أولاً وأخيراً مُثُلَها وأخلاقياتها من هذا الوعي القيمي المنسجم مع الدين الوسطي، ولهذا تحقق التمكين للمرأة الإماراتية في فترة وجيزة، كما نال هذا الإنجاز الاهتمام المحلي والعالمي.
كثيراً ما أعزو انتصار الإمارات وتميزها في تفعيل قيم التسامح إلى نجاحها مع المرأة لكي تتفوق حيث تم الاستثمار في طاقاتها وتوفير نظام تعليمي لها من الطراز الأول والنهوض بإمكانياتها، وتعزيز روح القيادة والريادة. ويمكن قياس ذلك والتعرف عليه سواء من التعليم الجامعي ودراسات عليا وتدريب مهني، لهذا تم إرساء واقع حضاري خلاق يتوافق مع ثقافة الدولة وانفتاحها وتطوّرها.
الإصلاح الذي يُوجبه علينا ديننا يأتي بالأساس من تفعيل القيم داخل الأوطان التي تبدأ في الأساس بإقامة العدل وإرساء مبدأ المساواة بين الجنسين، ومن ثم تأتي السماحة تباعاً، كما يأتي التعويل مبدئًيا على احترام وإكرام المرأة كإنسانة، والإسهام مع نضال المرأة التاريخي في مقاومة الأفكار البالية، والموروثات السلبية والعادات والتقاليد والنظم الاجتماعية التي قللت من شأنها وهمّشت دورها وأخضعتها للتمييز في إطار ثقافة غير عادلة، اعتمدت في قرارتها على الازدواجية والانتقائية في تطبيق القيم الإنسانية الكبرى -المساواة والعدل والتسامح. لذا كان لزاماً تأسيس ثقافة التسامح للمرأة لأننا بهذه الرؤية نستطيع الانسجام من داخل الاختلاف، واحترام التنوع ، والاعتراف بحريات الآخرين.
التسامح ينمي الشعور بالرضا والثقة والسعادة، ويجعل المرأة أكثر إيجابية في التفكير، وأكثر ثقة واعتزازاً بذاتها، وكفاءة بحيث تتصاغر أمامها الصعاب. وقد يسمح التهديد لمفهوم التسامح بسيادة الظلم والغبن تجاه المرأة في أيّ مكان، لأنّ عوائق القهر والظلم للمرأة تبعث الشقاء وتجلب التعاسة، وأنفى للاستقرار بين الأفراد والجماعات. ويصبح التسامح في أرقى صوره وأنضج مستوياته، عندما تستشعر المرأة قيمتها في وطنها، وإستحسان أدوارها، والحاجة إلى التربية على موروث ديني غني بإنسانيته ومعتدل بقيمه، ووطن يحسن العمل على تعزيز خطط واعدة تتلاءم مع متغيرات الحياة، وتأبى للمرأة فيه أن تذل أو تهان أو تتسم بالجهل والجمود.
وهو حتماً نابع من أدبيات وأصالة شعبنا ومبادئه الهامة ذات الخصوصية العريقة، وجذور وميراث قيم مجتمع الإمارات، وهي قيمة احترام المرأة والإمعان في ضمان حقوقها. وازدادت هذه النوعية من الثقافة الصديقة للمرأة نموّاً، ونضج مفهوم التسامح واتسعت رقعته، وترسّخت روح المساواة على أساس الوحدة الإنسانية.