«الجمعة السوداء» مصطلح تسويقي مرتبط بأحد أبرز الأزمات المالية للولايات المتحدة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
رغم نشأتها في الولايات المتحدة، باتت ظاهرة الجمعة السوداء التسويقية تتجاوز حدودها الجغرافية لتكتسح العالم بأسره، حيث تشهد هذه الظاهرة نموًا متسارعًا وتبنيًا متزايدًا من قبل مختلف الدول.
في المملكة المتحدة، حققت مبيعات الجمعة السوداء أكثر من 8.7 مليار جنيه إسترليني في العام الماضي 2023. كما يتوقع أن تشهد السنوات المقبلةتطوراً ملحوظًا في عالم التسوق، مع تحول الجمعة السوداء إلى مهرجان تسوق عالمي متكامل يعتمد على أحدث التقنيات ويمتد على مدار فترة زمنية أطول، وذلك لتلبية تطلعات المستهلكين المتزايدة وتلبية متطلبات السوق المتغيرة.
لكن مع تتبع دلالات اختيار «الجمعة السوداء»، يتبين أنه يعود إلى واحدة من أبرز الأزمات المالية التي شهدتها الولايات المتحدة، ففي الرابع والعشرين من سبتمبر (يوم الجمعة) عام 1869، وفي قلب صرح المال والأعمال، في وول ستريت بمنهاتن نيويورك، نسج اثنان من كبار المضاربين، جاي جولد وجيمس فيسك، مؤامرة طموحة خلدت في ذاكرة التاريخ، وتمثلت خطتهما الجريئة في السيطرة على سوق الذهب في بورصة نيويورك من خلال شراء كميات هائلة منه، ومن ثم التلاعب بأسعاره لترتفع بشكل جنوني، متوهمين تحقيق أرباح طائلة.
إلا أن طموحاتهما البعيدة ذهبت أدراج الرياح في ذلك اليوم، عندما تدخلت الحكومة الفيدرالية وأفشلت مخططهما، مما أدى إلى انهيار مفاجئ للسوق وإفلاس العديد من المستثمرين الأثرياء، ومنذ ذلك الحين، ارتبط مصطلح "الجمعة السوداء" ارتباطاً وثيقاً بالكوارث المالية، ليصبح رمزاً للانهيارات الاقتصادية المدوية.
ولم يكتسب مصطلح الجمعة السوداء دلالته التسويقية الحالية إلا في منتصف القرن العشرين، بفضل تضافر جهود قوات شرطة فيلادلفيا وتجار التجزئة في المدينة. فمن جهة، استخدمت الشرطة المصطلح لوصف الفوضى التي كانت تنتشر في المدينة عقب عيد الشكر، وذلك بسبب تدفق الزوار من الضواحي لحضور مباراة كرة القدم السنوية حسب تقرير «أرقام وذا أورنيس نيوز».
ومن جهة أخرى، استغل تجار التجزئة هذه الفوضى واعتبروا اليوم التالي لعيد الشكر يومًا حافلاً بالتسوق، فاستخدموا نفس المصطلح للإشارة إلى الزحام الشديد والطلب المتزايد على البضائع. ورغم أن التجار حاولوا في البداية تغيير الاسم إلى "الجمعة الكبيرة" لتجنب الدلالات السلبية المرتبطة باللون الأسود، إلا أن مصطلح "الجمعة السوداء" كان قد ترسخ في أذهان الناس.
ظاهرة عالميةلذلك، قرر التجار تحويل هذه الدلالة السلبية إلى إيجابية، فربطوا المصطلح بمفهوم الربح المالي، وهو ما يعكس الزيادة الهائلة في المبيعات خلال هذا اليوم. مع مرور الوقت، تحولت الجمعة السوداء، التي كانت يومًا واحدًا من التخفيضات المجنونة، إلى ظاهرة عالمية تستمر لعدة أيام. ولم تعد مجرد حدث تجاري عابر، بل أصبحت موسمًا تسويقيًا حافلاً بالصفقات والعروض التي تمتد لأسابيع، ويعكس هذا التحول تطورًا ملحوظًا في سلوك المستهلك وعادات الشراء.
تُعد الجمعة السوداء حدثًا بارزًا في عالم البيع بالتجزئة، حيث يُحتفل به سنويًا في الولايات المتحدة ويكون في نوفمبر في غالبية دول العالم. ويمثل هذا اليوم انطلاقة موسم التسوق الاحتفالي، ويشتهر بعروضه الترويجية الضخمة التي تجذب أعدادًا كبيرة من المتسوقين سواء في المتاجر الفعلية أو عبر المنصات الإلكترونية، مما يجعله أكثر أيام العام ازدحامًا من حيث الحركة الشرائية.
تسبق الجمعة السوداء أشهر من التخطيط الدقيق لدى تجار التجزئة، حيث يسعون لتجهيز مخزونهم وحملاتهم التسويقية وعملياتهم اللوجستية لاستيعاب الطلب المتزايد.مع تطور سلوك المستهلك وتحول مشهد التسوق نحو الرقمية، بات التركيز منصباً على المبيعات عبر الإنترنت بجانب التسوق التقليدي. وقد أصبحت التجارة الإلكترونية ركيزة أساسية في فعاليات الجمعة السوداء، حيث يفضل العديد من المتسوقين راحة التسوق عبر الإنترنت وتجنب الزحام في المتاجر التقليدية.
منصة فريدةتُعد الجمعة السوداء منصةً فريدةً تكشف عن أحدث صيحات الاستهلاك وتسليط الضوء على المنتجات الأكثر طلباً، ففي هذا اليوم، تشهد الإلكترونيات، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، إقبالاً كبيراً من قبل المتسوقين. كما تزداد شعبية الأجهزة المنزلية والملابس ومنتجات التجميل والألعاب وأجهزة الألعاب، مما يجعلها خيارات مثالية للمستهلكين خلال هذا المهرجان التسويقي الاستثنائي.
تكشف الدراسات الاستهلاكية أن جاذبية عروض الجمعة السوداء تتجاوز الحاجة الملموسة، لتلامس أوتار الرضا النفسي الذي يولد عن اقتناص صفقة استثنائية.
إنها الإثارة المتمثلة في شراء سلعة بسعر أقل من المعتاد، وهو ما يدفع المستهلكين إلى التخطيط الدقيق لرحلات تسوقهم، والبحث الحثيث عن أفضل العروض لتعظيم وفوراتها. علاوة على ذلك، يسود لدى المستهلكين خوف شديد من تفويت الفرصة، وهو ما يشكل قوة دافعة رئيسية وراء الإقبال المكثف على التسوق في هذا اليوم.
تستغل الشركات هذا الخوف بذكاء من خلال اللجوء إلى "مبدأ الندرة"، حيث تفرض قيودًا صارمة على الكميات المتاحة، مما يخلق وهم العرض المحدود.
هذا التكتيك يولّد إحساسًا قويًا بالإلحاح، يدفع المستهلكين إلى الإسراع في الشراء للاستفادة من الخصومات الكبيرة. ويزداد هذا الإحساس سوءًا بفعل عوامل خارجية مثل التغطية الإعلامية المكثفة قبيل الجمعة السوداء، وزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتزامن الحدث مع موعد صرف الرواتب لدى الكثيرين.
تعتبر مبيعات وإيرادات الجمعة السوداء، عادةً، هائلة بالنسبة للعديد من الشركات، مما قد يُحدث تأثيراً كبيراً على أرباحها الصافية. ولهذا، يُعتبر هذا الحدث مؤشراً حيوياً لصحة قطاع التجزئة بأكمله، إذ يعكس قوة الإنفاق الاستهلاكي واتجاهات التسوق السائدة.
مبيعات التجزئة عبر الإنترنتيشار إلى أن مبيعات التجزئة عبر الإنترنت خلال حدث الجمعة السوداء في الولايات المتحدة قد شهدت نموًا هائلاً على مدار السنوات القليلة الماضية. فمنذ عام 2013، حيث بلغت المبيعات 1.93 مليار دولار، ارتفعت بشكل مطرد لتصل إلى 7.4 مليارات دولار في عام 2019. وفي عام 2022، حققت المبيعات قفزة نوعية لتصل إلى رقم قياسي بلغ 9.12 مليار دولار، وذلك وفقًا لأحدث البيانات التي أصدرتها شركة أدوبي أناليتكس.
هذا الرقم القياسي يعد مؤشراً قويًا على استمرار زخم التسوق الإلكتروني، حتى في ظل التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم، مثل ارتفاع معدلات التضخم. ومن المتوقع أن تستمر هذه الوتيرة الصاعدة في عام 2023، حيث تتجاوز المبيعات حاجز 9.8 مليار دولار. وكشفت أرقام الاتحاد الوطني لتجارة التجزئة أن العروض الترويجية، وعلى رأسها الشحن المجاني، كانت وراء الارتفاع الصاروخي في مبيعات الإنترنت خلال الجمعة السوداء بمتوسط خصومات وصل إلى 25%، وخصومات كبيرة تجاوزت في كثير من الأحيان 70%، لم يستطع المستهلكون مقاومة هذه الإغراءات.
اقرأ أيضاً«آي صاغة»: الذهب يرتفع 3% بالبورصة العالمية خلال أسبوع.. ويشهد استقرارا في السوق المحلي
نقطة تحول حرجة تشهدها السياسة النقدية الأمريكية الأشهر المقبلة.. ماذا يحدث؟
شروط ومعايير انضمام الشركات المقيدة لمؤشر إيجي إكس30 بالبورصة المصرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة سوق الذهب التجارة الإلكترونية الجمعة السوداء تجار التجزئة وول ستريت متطلبات السوق الولایات المتحدة الجمعة السوداء عبر الإنترنت هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل القطاعات: من التجزئة والإنشاءات إلى التحليلات والبيانات
يشهد العالم تحولاً جذرياً مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، حيث تعيد هذه التقنيات تعريف الكفاءة، وتحسين العمليات، وتعزيز القدرة التنافسية للشركات. من التجزئة والتخزين إلى البناء وإدارة البيانات، أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا للابتكار. للوقوف على تأثير هذه التحولات، تحدثنا مع عدد من الخبراء البارزين في مختلف الصناعات، وسلطوا الضوء على الطرق التي يُعيد بها الذكاء الاصطناعي تشكيل أعمالهم، وما يعنيه ذلك لمستقبل هذه القطاعات.
قال ماكس أفتوخوف، الرئيس التنفيذي، يانغو تك للتجزئة
في قطاع التجزئة، تعمل أنظمة إدارة المخزون المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تبسيط العمليات من خلال ضمان توافر المنتجات ودقة تسعيرها. على سبيل المثال، توفر كاميرات “Alnventory” المبتكرة من يانغو تك ميزة المراقبة الفورية للأرفف، ومواءمة المنتجات مع مخططات الأسعار مع تقليل الحاجة إلى التدخّل البشري والعمل اليدوي. وفي قطاع التخزين، يتكامل الذكاء الاصطناعي مع الروبوتات لتحسين التنبؤ بالطلب وأتمتة عمليات التوصيل، مما يحسن وقت الاستجابة بشكل عام. تواصل هذه الأنظمة بالتطور، مما يضمن مرونة وكفاءة العمليات حتى في البيئات غير المتوقعة. كما أن انتشار المتاجر المظلمة الرسمية وحلول التوصيل المؤتمتة يعزز لوجستيات الميل الأخير، مما يرتقي بمرونة سلاسل التوريد وفعاليتها من حيث التكلفة مع ضمان مواكبة المتطلبات المتطورة للمستهلكين.
لقد ساهم الذكاء الاصطناعي بتحويل تجارب العملاء بصورة جذرية وذلك بتخصيص هذه التجارب، وهو العامل الرئيسي لرضاهم. من خلال تحليل سلوكيات الشراء وتفضيلات المستهلكين، يُساهم الذكاء الاصطناعي بمساعدة تجار التجزئة على تصميم توصيات مخصصة وعروض ترويجية مناسبة وتجارب تسوق تستهدف كل عميل على حدة.
قال إبراهيم إمام، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ PlanRadar: تواجه مشاريع الإنشاءات التقليدية العديد من التحديات. وفقًا لدراسة، شهد قطاع الإنشاءات نموًا بنسبة 12٪ في الإنتاج الإجمالي في عام 2024، إلا أنه لا يزال يعاني من نقص كبير في الكوادر الماهرة، مما يؤكد الحاجة إلى حلول أكثر كفاءة. يمكن للذكاء الاصطناعي والأتمتة مواجهة هذه التحديات من خلال تحسين إدارة الوثائق، وتعزيز تنسيق المهام، وتقليل الأخطاء البشرية. على سبيل المثال، يمكن لأدوات إدارة المشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40٪ عبر أتمتة المهام الروتينية وتحسين توزيع الموارد. كما تساعد تحليلات البيانات الذكية في التنبؤ بالمخاطر المحتملة، مما يؤدي إلى تقليل التأخيرات بنسبة 25٪ وخفض التكاليف بنسبة 10٪. تمثل المنصات الرقمية نموذجًا لكيفية تحسين التنفيذ، وتحقيق الدقة، وزيادة الكفاءة التشغيلية والشفافية عبر جميع أصحاب المصلحة في المشاريع الإنشائية. تشير التوقعات إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في قطاع الإنشاءات سينمو من 4.86 مليار دولار في 2025 إلى 22.68 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 24.6٪. يعود هذا النمو إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين توزيع الموارد، وإدارة المخاطر، وتعزيز عملية اتخاذ القرار.
قال كارل كراوثر، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة ألتيريكس: يتمحور المستقبل حول الذكاء المعزز في مشهد واعد يعمل به الذكاء الاصطناعي والخبرات البشرية معاً. من خلال أتمتة المهام المتكررة، سيتوفّر الوقت للمحللين للتركيز على اكتشاف الأنماط والتنبؤ بالاتجاهات وتوجيه القيادة بتوصيات مدعومة بالبيانات، مما يمكّن الشركات اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة من خلال تحديد المخاطر وتحسين العمليات والتنبؤ بتحولات السوق بدقة أكبر. لهذا السبب، يرى 82% من قادة الأعمال في الإمارات العربية المتحدة أن الذكاء الاصطناعي يشكّل مستقبل مؤسساتهم وما يمكنها تحقيقه.
في ألتيريكس، نعمل على تسهيل الوصول إلى التحليلات من خلال توفير حلول مبتكرة مستندة على الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى تشفير أو بمعدل تشفير منخفض جداً، مما يساعد المهنيين على أتمتة سير العمل واستخراج رؤى قيّمة. من خلال برامج التدريب والمبادرات الرائدة مثل ألتيريكس سباركد (Alteryx SparkED)، نعمل على تعزيز المعارف حول منظومة الذكاء الاصطناعي وتمكين الجيل القادم من خبراء البيانات.
محمد الزواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، سنوفليك: تستغل الشركات كميات كبيرة من البيانات غير المنظمة، والتي تشكّل 90% من مجمل البيانات، وفقاً لتقرير سنوفليك حول اتجاهات البيانات. تؤدي الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي ومهارات إدارة البيانات إلى تمكين الشركات من الحصول على رؤى قيمة بشرط أن يتواجد في المنظومة المؤسسية أساس قوي للبيانات. وعليه، ينبغي أن توحّد المؤسسات بياناتها داخل منصة مركزية للحوسبة السحابية لتعزيز المرونة والتوسع بكفاءة والحفاظ على قدرتها التنافسية. فضلاً عن أهمية ذلك في أتمتة المهام المتكررة مثل اكتشاف الاحتيال وتقييم المخاطر وخدمة العملاء، ومساعدة الشركات على كسر صوامع البيانات وتسريع جهودها للارتقاء بخدماتها وعملياتها وتبسيط التعاون بين الإدارات المختلفة.
تُعتبر ميزات التشفير والمصادقة متعددة العوامل والتحكم في الوصول إلى البيانات وفقاً للأدوار عناصر مهمة لحماية المعلومات الحساسة، في حين يساهم الامتثال لمعايير الأمان العالمية مثل القانون العام لحماية البيانات الصادر عن الاتحاد الأوروبي واللوائح المحلية مثل مركز دبي للأمن الإلكتروني بتعزيز ثقة المستخدم النهائي في المنصات السحابية. بالإضافة إلى ذلك، ستبرز أهمية دور المساعدين الأمنيين في المشهد الأمني خاصة مع تزايد أدوات الذكاء الاصطناعي، تنوّعها ودقتها. وبالتالي، سيخفف ذلك من النقص الدائم في مشهد القوى العاملة.
قال رامي يونس، المدير العام لشركة سويس لوج ميدل إيست
أدى ازدياد الاعتماد على الروبوتات في التخزين إلى تحويل العمليات من خلال أتمتة المهام المتكررة مثل الانتقاء والتعبئة وإدارة المخزون، مما أدى بدوره إلى زيادة عاملي السرعة والدقة، فبحلول عام 2025، من المتوقع أن تتعامل الروبوتات المستقلة مع 50 % من جميع طلبات التجارة الإلكترونية، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تقليل الأخطاء البشرية وتحسين تكاليف العمالة، كما أنّ التحليلات التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي من شأنها أيضًا أن تعمل على إحداث ثورة في سلاسل التوريد، وتمكين الشركات من التنبؤ بالطلبات، وإدارة المخزون بشكل استباقي، والتخفيف من الأعطال وتوقف العمل. وهناك شركات مثل شركة سويس لوج تقوم بدمج التعلم الآلي في إدارة المستودعات، مما يتيح للأنظمة القيام بعملية التحسين الذاتي في الوقت الآني. ويبقى قطاع الخدمات اللوجستية في طليعة القطاعات المتطورة بخطوات سريعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يحتل المرتبة الأولى من بين أفضل 11 دولة على مؤشر أداء الخدمات اللوجستية للبنك الدولي، مما يشير إلى توفُّر بنية تحتية قوية ونمو عاملي الابتكار والاستثمار في الكفاءات التي تقودها الأتمتة.
مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتكامل الحلول الرقمية المتقدمة، تتحول القطاعات التقليدية نحو نماذج أعمال أكثر كفاءة ومرونة واستدامة. من التجزئة والإنشاءات إلى تحليلات البيانات، يبرز الذكاء الاصطناعي كمحفز رئيسي لتسريع العمليات وتحسين تجربة العملاء وتعزيز تنافسية الشركات. المستقبل الرقمي بات أقرب مما نتصور، حيث يفرض الذكاء الاصطناعي نفسه كلاعب أساسي في تشكيل المشهد الاقتصادي والتجاري للسنوات القادمة.