استشاري يقدم نصائح لحياة سعيدة "بلا نكد" في سنة أولي زواج
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
سنة أولي زواج ، تعتبر بالنسبة للزوجين من أصعب مراحل حياتهما الأسرية؛ فهي كالاختبار الصعب إذا تمَّ تجاوزُه بنجاح، سارت الحياة الزوجية بأقل المشاكل والخلافات، وهي مرحلة انتقالية من العزوبية إلى حياة مشتركة مع شريك آخر يشاركه اختياراته وقراراته وهمومه.. لذلك نقدم نصائح سحرية لحياة سعيدة في سنة اولي زواج .
أكد الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية أن السنة الأولى من الزواج تتسم بظهور خلافات ومشاكل مفاجئة بشكلٍ غير متوقع وغير محسوب، حتى إن الأزواج أنفسهم يتفاجئون بحجم المشاكل وتداخُلها، والبعض الآخر يقف حيرانًا لا يعرف كيف يتعامل معها.. لكن هناك بعض النصائح لكي يعيش الزوجين حياة سعيدة في سنة اولي زواج منها : -
⁃ إحدى أهم النقاط إدارة تفاصيل الحياة استقلال الزوجين بمسكن خاص وطريقة المعيشة وطرق الإنفاق والعلاقة بين الأسرة وطريقة الزيارات، وعقد اتفاقات مسبقة في نمط الحياة المتبع.
⁃ عندما تحدث المشكلات والخلاف في وجهات النظر، فقط استمعا لآراء بعضكما البعض، وعندما يغضب أي منكم من الآخر يجب أن يقول له، لا تختزنا المشكلات ظنًا منكما أنه ذلك أفضل، فهذا يُراكم الأمور فتصبح أكبر وأعقد، تخلصا من هذا العبء أولًا بأول، لكن بهدوء دون افتعال مشكلة، بمعنى أن يكون عتاب لا جدال.
⁃ لابد أن يكون هناك تقبل وعدم نقد، ولكن من الممكن لفت النظر لبعض السلوكيات غير المقبولة.
⁃ وان يحاول كلا منهما التعرف على انطباعات الطرف الآخر المختلفة والتعود عليها والتغيير من السلوكيات غيرالمقبولة في الطرفين،
⁃ يجب أن يتأقلم الأزواج الجدد مع واقع الزواج وحقيقة العلاقة الزوجية التي قد تكون رتيبة ومملة أحياناً وفيها من التحديات والمسؤوليات والهموم أكثر مما فيها من اللهو والمرح، فالتمسُّك بالتوقعات والتصوّرات المسبقة يقود إلى المزيد من توتر بداية الزواج،
⁃ عدم إدخال الحماوات في المشاكل وإقحام رأيهم بين الزوجين واستبعاد الأسرة من معادلة أي مشكلة لعدم اتساع فجوة المشكلة، والتدخل يكون عند الضرورة فحسب.
⁃ الصراحة والوضوح أساس التعامل بين الزوجين، فعدم التوافق في هذه الأمور قد يؤدي للعديد من المشاكل التي لا تعلن وقد تصبح قنبلة موقوتة تؤدي إلى تدمير الحياة الزوجية.
⁃ يمكن أن يؤدي تقسيم الأعمال المنزلية بشكل مناسب بين الزوجين حديثي الزواج إلى القضاء على التوتر في منزلك وضمان زواج سعيد، ضعي في اعتبارك أنه من المحتمل أن تضطري إلى إعادة تقييم قائمة مسؤوليات كل شخص من وقت إلى آخر حسب المهام المستجدة ومدى انشغال كل منكما
⁃ في حين أن الخلاف أمر لا مفر منه فإن الطريقة التي نتعامل بها مع الخلاف يمكن أن تحدث فرقا في العلاقة الزوجية، ابذلي قصارى جهدك للحفاظ على موقف بنّاء واحترام متبادل، وأن تكوني على استعداد للتعرف على وجهة نظر زوجك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شريك الحياة
إقرأ أيضاً:
متى يكون للحياة طعم؟
إسماعيل بن شهاب البلوشي
كثيرون هم الذين يسألون أنفسهم: متى يكون للحياة طعم؟ كيف نحيا ونشعر بلذة السعادة والراحة؟
لكن الأجوبة تختلف، والمواقف تتباين، تبعًا لطبيعة نظرة الإنسان إلى السعادة وسبل الوصول إليها. هناك من يرى أنَّ الحياة الطيبة مرهونة بالجلوس في المقاهي الفاخرة، أو بالسفر إلى البلدان البعيدة، أو بالعيش في أماكن راقية تزينها مظاهر الرفاهية. غير أن قليلًا منهم من يفكر كيف يصل إلى ذلك، كيف يجتهد، كيف يتعب، كيف يصنع لنفسه مقعدًا بين الناجحين، قبل أن يُطالب نفسه بثمار لم يزرعها.
إنّ للحياة طعمًا خاصًا لا يُدركه إلّا أولئك الذين عرفوا قيمة الجهد والتعب، الذين مرُّوا بمحطات الكد والسعي، وذاقوا مرارة الصبر قبل أن يتذوقوا حلاوة الراحة. هؤلاء حين يجلسون أخيرًا على مقاعد الراحة، لا يجلسون بأجسادهم فقط، بل تجلس أرواحهم قريرة مطمئنة، لأنهم يعرفون أنَّ ما وصلوا إليه لم يكن مصادفة ولا صدقة، بل كان نتاج سعيهم، ونصب أعينهم هدف رسموه بعقولهم وسقوه بعرقهم.
وعلى الضفة الأخرى، تجد أولئك الذين لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا، لكنهم لا يكفون عن الشكوى واللوم. يعتقدون أنَّ سعادة الدنيا قد سُرقت منهم، وأن أيدي الآخرين قد اختطفت نصيبهم في متعة الحياة. ينسون- أو يتناسون- أنَّ السعادة لا تُهدى؛ بل تُنتزع انتزاعًا بالجد والاجتهاد. ينسون أن لحياة الطيبين المطمئنين أسرارًا، أولها أنهم لم يتكئوا على الأماني، ولم يحلموا بأطياف الراحة قبل أن تبلل جباههم عرق الاجتهاد.
ليس المطلوب أن يعادي الإنسان الراحة، ولا أن يرفض الجلوس في مكان جميل، ولا أن يمتنع عن السفر، ولكن المطلوب أن يعرف أن لكل متعة ثمنًا، وأن لكل راحة طريقًا.
الطريق إلى السعادة الحقة ليس معبّدًا بالكسل ولا مفروشًا بالاعتماد على الحظ أو الاتكالية على الآخرين، بل هو طريق طويل ربما ملأه التعب والسهر، وربما اختلط بالدموع والألم، لكنه الطريق الوحيد الذي يجعل للراحة طعمًا، وللحياة لونًا، وللسعادة معنى.
الحياة الحقيقية لا تطعم بالفراغ ولا تثمر بالركون إلى الأماني. متعة القهوة في المكان الراقي، ومتعة السفر، ومتعة الجلوس في الحدائق الجميلة، ليست في ذاتها، بل في الإحساس أنك وصلت إليها بجهدك، واستحققتها بكدك. حينها تصبح لكل رشفة طعم، ولكل لحظة لون، ولكل مكان ذاكرة تحمل عطر العناء الجميل.
هنا، يقف شخصان متقابلان؛ أحدهما عاشر التعب، وأرهقه السعي، فذاق الراحة بعد معاناة فكانت أطيب ما تذوق. والآخر ظل ينتظر السعادة تأتيه بلا عناء، فمات قلبه بالشكوى قبل أن تقترب إليه.
ما أجمل الحياة حين نحياها بالكد والعزم! وما أطيب طعمها حين ندرك أن اللذة الحقيقية ليست في المال الكثير ولا في الجاه العريض، بل في الرضا عن الذات، والشعور بأنك بذلت ما بوسعك، وقابلت النتائج بابتسامة الرضا لا تأفف الحاسد ولا حسرة المتكاسل.
فمتى يكون للحياة طعم؟
يكون لها طعم عندما نتذوق التعب ونحوله إلى لذة، ونحمل همّ الطريق ونتخذه رفيقًا لا عدوًا. يكون للحياة طعمًا حين نحيا بشغف، ونحب عملنا، ونسعى وراء أحلامنا مهما كانت بعيدة، وحين نصنع من كل يوم طوبة نبني بها صرح سعادتنا.
الحياة، في حقيقتها، ليست مجرد أيام تمضي، ولا متعٍ تُشترى. إنها قصة تُكتب بالتعب، وتُزيَّن بالأمل، وتُختم براحة الضمير وطمأنينة القلب.
حين نفهم هذه الحقيقة، ندرك أن طعم الحياة لا يُعطى هبةً، بل يُصنع بيدين متعبتين، وقلب مؤمن، ونفس طامحة لا تلين ولا تستسلم.
رابط مختصر