صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-03@12:03:35 GMT

صحافة بني قنبور وتلميع بوت الجيش!

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

صحافة بني قنبور وتلميع بوت الجيش!

رشا عوض

يجتهد متصوحفو التيار العسكركيزاني في اقناع السودانيين ان هذه الحرب يجب ان تكون رافعة سياسية للجيش والكيزان ووسبب لتفويضهم لحكم السودان دون قيد او شرط!!
صحافة بني قمبور هي ضرب من ضروب الصحافة الصفراء التي اجتذبت عتاة صحفيي النظام البائد ، تستحق هذا الوصف” بني قمبور” لانها اغرقت الفضاء الاعلامي بسرديات واكاذيب يستحيل تصديقها الا من اناس لهم قنابير، وصاحب القنبور ( ضفيرة طويلة وسط الرأس) في الثقافة الشعبية هو شخص مخبول ساذج لا يستخدم عقله ويسهل خداعه دون ادنى مجهود !
حسب صحافة بني قنبور ممنوع منعا باتا ان تسأل لماذا يجب ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية للجيش ومن ورائه الكيزان؟
ولكن يجب ان نسأل ونلح في السؤال لاننا ببساطة لا ننتمي الى بني قنبور!
هل السبب هو انتهاكات الدعم السريع؟
حسنا، هذا سبب وجيه جدا لاشهار كرت احمر في وجه الدعم السريع ليخرج من الملعب السياسي ويجب ان لا يأتمنه احد على ان يكون جيشا بديلا للسودان، لان انتهاكاته اظهرت استخفافه بحياة المواطنين واستباحته للممتلكاتهم واعراضهم واستسهال تشريدهم من ديارهم، فجيش المستقبل الذي نريده يتم تقييمه في المقام الاول بنوع علاقته بالشعب قبل اي تفاصيل في القدرات القتالية التي تفقد قيمتها تماما اذا وظفت في قهر الشعب لا في حمايته والحفاظ على كرامته.


ولكن نفس الكرت الاحمر الذي نشهره في وجه الدعم السريع يجب ان نشهره في وجه الجيش للاسباب التالية:
اولا: الخلل البنيوي في هذا الجيش هو ما افرز الحاجة لوجود الدعم السريع ، وسيظل هذا الجيش في حاجة دائمة الى دعم سريع اخر اذا لم تتم اعادة بنائه واصلاح عيوبه المزمنة! فالجيش حتى في حربه هذه يتوكأ على مليشيات الكيزان ومليشيات جبريل ومناوي، بمعنى ان جنجويد المستقبل حاضرين الان في صفوفه.
ثانيا: تاريخ الجيش حافل بانتهاكات مماثلة لانتهاكات الدعم السريع في جنوب السودان ودارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وكان الجيش راعيا لانتهاكات الجنجويد عندما كانت في حدها الاقصى والابشع ايام موسى هلال في بداية الالفية، وحتى في هذه الحرب الجيش يقصف مرافق مدنية بالطيران واستخباراته وما يسمى قوات العمل الخاص تقتل المواطنين على الهوية العرقية والشبهة ، فما هو المنطق في ان تكون الانتهاكات سببا لطرد الدعم السريع من الملعب السياسي ولكن انتهاكات الجيش لا تترتب عليها اي عقوبة بل تترتب عليها مكافأة وهي التصعيد السياسي ؟ هل السبب ان الدعم السريع نقل بعض الانتهاكات الى الخرطوم ومدني وسنار وسنجة فكان من بين ضحاياها شماليون اهل مركز بينما انتهاكات الجيش قتلت وشردت جنوبيين ودارفوريين واهل هامش ؟ هل نؤرخ للانتهاكات في السودان بحرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣ ونمحو كل تاريخ الانتهاكات السابقة التي تضمنت الابادات الجماعية والاغتصابات الجماعية واقتلاع الملايين من ديارهم لمجرد ان ضحايا انتهاكات الماضي ليسو من سكان المدن والحواضر؟! هل بمثل هذا يمكن ان ننجح في بناء وطن موحد وعادل؟!
ثالثا: فيما يتعلق بالسلب والنهب فكما توجد اسواق دقلو لبيع مسروقات الدعم السريع ، توجد اسواق صابرين لبيع مسروقات الجيش ، فضلا عن نهب الموارد على مر تاريخ السودان بواسطة هذه المؤسسة العسكرية، ابتداء من الشاف والطلح والفحم مرورا بالمحاصيل والماشية وصولا لتهريب الذهب، الجيش ناهب للثروة القومية على مدى سبعين عاما والدعم السريع انضم اليه في السنوات العشرة الاخيرة وشاركه النهب ، وحتى الان الجيش والدعم السريع في خندق قتالي واحد في السعودية ، والبزنس المشترك بينهما في نهب الموارد ما زال مستمرا حتى اثناء الحرب.
رابعا: ما هو المنطق في عدم محاسبة او حتى مجرد عتاب الجيش على فشله في حماية المواطنين وعلى هزائمه العسكرية النكراء، من جعل البندقية وسيلة صعود للسلطة فيجب ان يرضخ لمنطقها وهو منطق القوة الذي لا يسمح بتتويج المهزوم عسكريا حاكما مطلقا يلغي وجود الاخرين!
خامسا: الكيزان الملتصقون بالجيش كالقراد، ويستخدمونه كحصان طروادة يختبؤون داخله يستحيل ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية لهم الا في حالة واحدة فقط هي ان يكون الشعب السوداني اصابه مرض إدمان الحروب! ويرغب في سلسلة حروب قادمة لا محالة!
فالكيزان ما زالوا يؤمنون بان وسيلة حيازة السلطة السياسية هي القوة العسكرية، وما زالوا متمادين في صناعة المليشيات والتحالف مع المليشيات، وازدادوا شراسة في معارضة اصلاح المنظومة الامنية والعسكرية ، بمعنى انهم يرغبون في استدامة العقلية والمؤسسات التي افرزت واقع تعدد الجيوش وافرزت مشروعية اغتصاب السلطة بالقوة! وهذا معناه استدامة حالة الحرب.
هذه الحرب يجب ان تكون رافعة لوعي سياسي جديد، ومشروع تأسيسي للدولة السودانية ينقلها الى خانة القطيعة التاريخية مع الافكار والمؤسسات التي تمثل الاسباب الجذرية للازمة الوطنية التي انتهت الى هذه الحرب الاجرامية.
ومثل هذا يستحيل نقاشه مع صحافة بني قنبور لانها غير مؤهلة للنقاش العقلاني ، واستثمارها الوحيد هو قنبرة الشعب السوداني بالمثابرة على التضليل وتزييف الوعي ، وعدوها اللدود هو العقول اليقظة والضمائر الحية وهي بالتأكيد كامنة في هذا الشعب.
الوعي المستخلص من هذه الحرب يجب ان يكون التماس المخرج من الازمة الكارثية الراهنة عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية واهم شرط للنجاح في ذلك هو اعادة بناء المنظومة الامنية والعسكرية على اسس جديدة.
حتى الان لا احد يعلم على وجه اليقين ماهية الترتيبات السياسية والعسكرية التي ستنتهي هذه الحرب على اساسها، وماذا سيكون دور الجيش والكيزان والدعم السريع في المستقبل القريب ، ولكن استخلاص الوعي السياسي الصحيح ضروري لان معناه امتلاك الشعب لبوصلة اخلاقية وفكرية وسياسية ناضجة تعصمه من الاستسلام لاي استبداد ارعن تفرزه هذه الحرب ، سواء استبداد عسكركيزاني، او استبداد بقيادة الدعم السريع ، وكذلك تمكنه من التصدي الصارم بالوسائل الديمقراطية المشروعة لاي فساد او انحراف عن مصالح الشعب في الامن والتنمية حتى في ظل الحكم المدني الذي بطبيعته ليس معصوما من الرقابة والمساءلة الشعبية.
تحديات الشعب السوداني لن تنتهي بايقاف هذه الحرب ، ولكن التحدي الاكبر الان هو ايقافها لان هذا هو مفتاح دخولنا الى اي باب من ابواب النهوض ببلادنا وتضميد جراحها المزمنة.
الد الاعداء لنا الان هم من يعرقلون ايقاف الحرب تبا لهم!

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض الدعم السریع هذه الحرب ان تکون یجب ان

إقرأ أيضاً:

العدل والمساواة تحدد شروط التسوية السياسية مع قوات الدعم السريع

تاق برس- قالت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، إن أي تسوية سياسية في السودان لا تشمل نزع سلاح قوات الدعم السريع وإخراجه من المشهد العسكري والسياسي ستعيد إنتاج الأزمة.

 

 

ودعا محمد زكريا، الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة في بيان بمناسبة ذكرى الاستقلال، المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على قيادات الـ.دعم الـ.سريع والدول الداعمة لهم بالسلاح، وتصنيف الـ.دعم الـ.سريع كمنظمة إرهابية.

 

 

وطالبت الحركة بتحييد المساعدات الإنسانية عن أي صراعات سياسية، ونددت بالمخططات التي تسعى لدعم الـ.دعم الـ.سريع بالسلاح تحت غطاء الإغاثة، محذرةً من استغلال بعض الجهات الدولية لهذه المساعدات لتأجيج الصراع.

 

وأوضح الدكتور محمد زكريا أن الشح الغذائي يقتصر على المناطق التي تسيطر عليها الـ.دعم الـ.سريع، بسبب الاعتداء على القوافل التجارية وفرض الحصار على المدنيين.

وامتدحت الحركة  في البيان  الجهود المصرية والدولية لحل الأزمة السودانية.

 

ودعت لضرورة توحيد الجهود لإنهاء معاناة الشعب السوداني.

 

وأكدت الحركة التزامها بعملية دمج قواتها في الجيش السوداني بعد الانتصار على الـ.دعم الـ.سريع، وصولاً إلى تشكيل جيش وطني موحد.

 

 

وقالت إن ذكرى الاستقلال تعكس عزيمة الشعب السوداني وكرامته التي مكنته من نيل حريته. وأشارت الحركة إلى أن الاستقلال يمثل بداية لمسيرة بناء وطن يسوده العدل والمساواة والسلام والتنمية المستدامة، داعية جميع السودانيين إلى استكمال مسيرة الاستقلال بمواجهة جذور الأزمة الوطنية وتجديد الروح القومية.

 

 

وشددت الحركة على أن المعركة ضد قـ.وات الـ.دعم الـ.سريع تعد امتداداً لنضالات السودانيين التاريخية.

 

التسوية السياسيةالدعم السريعحركة العدل والمساواة

مقالات مشابهة

  • ستشهد شقيقان في أسبوع واحد أحدهما في صفوف الجيش والآخر في الدعم السريع
  • اغتيال ناشط مجتمعي في شمبات على يد قوات الدعم السريع
  • العدل والمساواة تحدد شروط التسوية السياسية مع قوات الدعم السريع
  • جوهر ومحتوى خطاب قائد الدعم السريع: إحاطة بالحرب وآثارها وموقف حميدتي من منع التفلت
  • البرهان يرد على تقرير عالمي حول انتشار المجاعة في السودان.. ماذا قال؟
  • البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
  • حاكم الخرطوم: الشعب السوداني يقف خلف الجيش
  • مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم والجزيرة والفاشر
  • شاهد بالصورة.. زوجة الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع تظهر بإطلالة مثيرة وتتغزل في نفسها: (أنا الحرب التي لا يمكن الفوز بها)
  • شاهد بالفيديو.. بعد اقتحامه منطقة “ود راوة” بشرق الجزيرة.. “كيكل” يستعرض الغنائم التي حصل عليها من الدعم السريع ويقبض على العشرات من جنودهم