بغداد اليوم -  

شارك نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ، السيد فؤاد حسين، يوم السبت الموافق 17 آب 2024، افتراضياً في أعمال “القمة الثالثة لصوت الجنوب العالمي”، التي انعقدت في الهند تحت شعار “تمكين الجنوب العالمي من أجل مستقبل مستدام”.

في كلمته خلال القمة، أعرب السيد فؤاد حسين عن خالص تقديره لحكومة الهند على استضافتها لهذه القمة الهامة، موجهاً شكره الخاص لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ووزير الشؤون الخارجية الهندي، الدكتور إس.

جايشانكار.

وأكد السيد الوزير أن العراق يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الجنوب العالمي، ولديه التزام راسخ برؤية مشتركة لمستقبل مستدام ومزدهر للجميع. وأضاف قائلاً: “نجتمع اليوم في القمة الثالثة لصوت الجنوب العالمي لمواجهة تحدياتنا المشتركة،

كما شدد السيد الوزير على أهمية العمل الجماعي مع الدول المتقدمة لمعالجة قضايا حيوية مثل التغير المناخي، وأمن الطاقة، والتنمية المستدامة.

وأوضح أن العراق يلعب دوراً محورياً في ضمان أمن الطاقة العالمي، مشيراً إلى التزام البلاد بتنويع مصادر الطاقة وتوسيع قدراتها التصديرية لتلبية الطلب العالمي المتزايد. ودعا الشركاء الدوليين إلى التعاون في بناء مستقبل طاقة مستدام للجميع.

وفيما يتعلق بالتغير المناخي، أكد السيد الوزير أن العراق ملتزم بالإجراءات العالمية لمواجهة هذه الظاهرة، بما في ذلك تنفيذ سياسات لدعم استخدام المركبات الكهربائية وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. كما أشار إلى مبادرة العراق لزراعة خمسة ملايين شجرة كخطوة نحو إنشاء خزان كربوني كبير.

وتطرق السيد فؤاد حسين إلى التحديات الأمنية التي يواجهها العالم، خاصة في ظل عدم استقرار النظام الدولي، معبراً عن قلق العراق إزاء القصف الإسرائيلي غير المبرر على قطاع غزة، وداعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهود تعزيز الأمن والسلام في المنطقة.

كما تناول السيد الوزير أهمية الموارد المائية العابرة للحدود بالنسبة للعراق، مؤكداً على الجهود الدبلوماسية التي يبذلها العراق لتعزيز التعاون في هذا المجال، بما في ذلك الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للمياه.

واختتم السيد الوزير كلمته بالإشارة إلى مبادرة “طريق التنمية” التي أطلقها العراق، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي والعالمي من خلال إنشاء ممر تجاري يربط منطقة الخليج بتركيا، ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية جديدة ويعزز التجارة داخل المنطقة وخارجها.

جدير بالذكر أن الهند تنظم القمة الثالثة لصوت الجنوب العالمي، والتي تُعقد افتراضياً بمشاركة عدد من الدول، من بينها العراق، كوبا، بروناي، ليسوتو، ماليزيا، المالديف، ناورو، بنما، بابوا غينيا الجديدة، جزر سليمان، طاجيكستان، توفالو، لاوس، كمبوديا، وتركمانستان.

وتعقد هذه القمة بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، حيث تناقش التحديات التي تفرضها التطورات العالمية وسبل إيجاد نظام عالمي أكثر شمولاً وتمثيلاً وتقدماً. كما تتناول القمة أولويات التنمية والحلول المتعلقة بها، فضلاً عن قضايا الأمن الغذائي

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: السید الوزیر

إقرأ أيضاً:

الهند نحو تعزيز المساواة بين الجنسين في بلدان الجنوب العالمي

خاص- نيودلهي من المعلوم أن الهند على مدى العقود الماضية سعت جدياً لاتباع نهج شامل لسياسات النوع الاجتماعي، مع التركيز على التنمية بقيادة المرأة، والمساواة بين الجنسين، من خلال مبادرات متعددة الأبعاد؛ حيث ركزت هذه الجهود على تعزيز القيادة النسائية وريادة الأعمال والتعليم وتنمية المهارات. ومن الجدير بالذكر أنه وفقاً لتقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2024م؛ فإن الهند حققت تقدماً ملحوظاً في مجالين حاسمين؛ وهما التحصيل التعليمي، والصحة والبقاء على قيد الحياة. كما يلاحظ أن الهند قد اقتربت باستمرار من تحقيق أعلى درجة في هذين المجالين خلال السنوات الأخيرة؛ ما يُجسّد تقدمها في تضييق فجوة النوع الاجتماعي. وعلى الرغم من إدراك التحديات العديدة التي لا تزال قائمة، فقد طورت الهند سياسات المساواة بين الجنسين، بما تتجاوز الاهتمامات المحلية؛ حيث تبنّت منظورًا أكثر دولية من خلال ترويج النشط للمساواة بين الجنسين على أوسع نطاق. في حين شهدت الهند ظهور اتجاهات ايجابية في مجال المساواة بين الجنسين، مع تزايد عدد النساء العاملات بالأجور، بينما انخفضت نسبة النساء العاملات في القطاع الزراعي، وارتفعت مشاركة النساء في قطاع الخدمات. ارتباط الهند بالاحتفاء بجميع أشكال الهوية الجندرية يعود إلى تراثها العريق وتاريخها الغني والمتنوع والمتناغم عبر القرون الوسطى والقديمة. فعلى مدى قرون، شهدت ثقافة شبه القارة الهندية وفنونها وآدابها وفضاءاتها العامة تعبيرات جندرية متعددة؛ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية وطريقة عيش مقبولة. وبحسب الباحثين، فإن تهميش الجنس الثالث كان نتيجة لتجربة شبه القارة الهندية مع الحكم الاستعماري، الذي اعتبر أي تعبير جندري مختلف غير مرغوب فيه، نظرًا لتعارضه مع المفهوم الثنائي الصارم للجندر اوالجنسانية الذي ساد في الغرب؛ وفق قولهم. وعلى الصعيد العالمي، تبنت الهند نمطاً من الدبلوماسية الجندرية يصفه الخبراء بأنه النموذج الأولى للسياسة الخارجية النسوية . كما ورد في تصريح وزير الشؤون الخارجية الهندي الدكتور إس. جايشانكار باعتبارها سياسة خارجية “متوازنة من حيث النوع الاجتماعي” حيث تتطلب السياسة الخارجية النسوية تطوير منظومة مؤسسية في مجال السياسة الخارجية، التي تُجسّد الابتكار في السياسات، وتعكس القيم والأهداف والمخاوف النسوية المتعلقة بالتنوع الجندري والشمول بين الجنسين. وفي هذا السياق، نلاحظ تزايد مشاركة المُجنَّدات الهنديات في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهو عنصر محوري في جهود الهند في مجال حفظ السلام، ويُعبّر عن القيم التقدمية للهند، ودور المساواة بين الجنسين في معالجة القضايا الأمنية العالمية. وفي مؤتمر تم عقده مؤخراً بنيو دلهي في فبراير 2025م تحت عنوان ” النساء وحفظة السلام من بلدان الجنوب العالمي”؛ شاركت فيه مجندات من 35 دولة بمساهمة القوات، أكدت الهند مجدداً على ريادتها في تعزيز الشمولية الجنسانية في عمليات حفظ السلام “. وقد سلط المؤتمر الضوء أيضًا على الإستراتيجيات الواجب اعتمادها؛ لتعزيز الاستفادة من مساهمات النساء في مناطق النزاع من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة. ويجسد هذا المؤتمر الدور الثابت للهند في نشر النساء ضمن بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة؛ كأداة من أدوات القوة الناعمة، ووسيلة أساسية لخدمة مصالحها الدبلوماسية، في حين تشير التجربة إلى أن مجنّدات الهند كن فعالات في تغيير واقع مناطق النزاع من خلال توفير الأمن، وبناء الثقة، وتقديم نماذج يُحتذى بها للنساء والأطفال المحليين. ثانياً.. على الصعيد العالمي، اظهرت الهند دائماً التزامها الراسخ بالمساواة بين الجنسين من خلال توقيعها على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، ومنصة عمل بكين، واتفاقية حقوق الطفل، وغيرها من الاتفاقيات الأممية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين. كما انضمت الهند إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في سبتمبر 2020م ، تقديرًا لالتزام نيودلهي بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، فضلًا عن تضامنها ودعمها الملموس الذي قدّمته الهند سواء على شكل الأدوية أو اللقاحات– للدول الصناعية وللدول النامية دون استثناء. ثالثاً.. يجسد مبدأ الهند ” فاسودهيفا كوتومباكام” يعني به العالم اسرة واحدة من جوهر السياسة الخارجية النسوية للهند . فقد لعبت الهند دور الجار الكريم والنبيل من خلال كونها “أول المستجيبين” في كل ما يتعلّق بالتعاون بين بلدان الجنوب اذا استدعت الحاجة إليها. ويُعدّ دور الهند في مدّ يد العون لجيرانها خلال الأزمات الإنسانية وجهود الإغاثة من الكوارث أو الأزمات الاقتصادية (كما تجلّى مؤخرًا مساعدة الهند لسريلانكا أثناء أزمتها الاقتصادية) مثالًا يُحتذى به. كما جرت العادة أن الهند حافظت على التواصل بشكل فعال مع دول الجنوب العالمي في تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء من خلال دعم برامج تدريب تنمية المهارات للنساء في البلدان المجاورة. وشاركت أيضًا في تقديم مساعدات مخصصة للجنسين لعدد من الدول في أمريكا الجنوبية، والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وأمريكا الوسطى، وأفريقيا، مثل كمبوديا، وفيجي، وليسوتو، وميانمار، وفلسطين، وطاجيكستان – على سبيل المثال لا الحصر – وذلك في إطار تعزيز جهود التعاون الاقتصادي والتنمية. ومن جانب آخر، فقد أطلقت الهند في عام 2019م مبادرة تحالف مجموعة الـ20 من أجل تمكين المرأة وتقدم تمثيلها الاقتصادي بمشاركة الممثلين من الحكومة والقطاع الخاص؛ حيث يهدف هذا التحالف إلى إقامة شراكة فعّالة قائمة على العمل بين قطاع الأعمال والحكومات؛ لتسريع وتيرة تمكين المرأة وتعزيز قيادتها في دول مجموعة العشرين. ومع ذلك، لا يزال أمام المجتمع الدولي طريق طويل؛ من أجل الوصول إلى مرحلة القضاء التام على التمييز القائم على أساس الجنس؛ إذ لا بد من استهداف الظواهر على المستوى الكلي للسياسات، وكذلك التفاوتات والعوائق على المستوى الفردي أو الجزئي لغرض تحقيق النتائج المرجوّة. وتعمل الهند على اعتماد سياسات ذات توجهين – داخلي وخارجي – لمعالجة قضايا المساواة بين الجنسين؛ سواء داخل البلاد أو على المستوى الدولي. وعلى الصعيد الداخلي، ومن خلال برامج وطنية وإقليمية متنوعة؛ مثل شبكات الأمان والمؤشرات والاستهداف المجتمعي، تكافح الهند التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وتعمل جاهدة على تمكين النساء والفئات الأخرى. أما على الصعيد الدولي، فقد أظهرت التزامًا راسخًا بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للنساء من خلال سياساتها القائمة على النوع الاجتماعي (الموجهة نحو الشراكة بين القطاعين العام والخاص) حيث يُعدّ بدء حوار وبرامج عملية لتمكين الفئات المهمشة اقتصاديًا على المنصات العالمية؛ مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين من الإنجازات المهمة (التي لا تزال في تطور مستمر) في مسيرتها نحو المساواة بين الجنسين.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يشارك في قمة "الآلات يمكنها أن ترى" ضمن أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي
  • الكويت تتسلم دعوة حضورها للقمة العربية في بغداد
  • الانقسامات حول دعوة الشرع إلى بغداد تهدد الطموحات الدبلوماسية
  • العاهل الأردني يتسلم من العراق الدعوة لحضور القمة العربية
  • سياسيون عراقيون ينددون باحتمال زيارة الشرع لبغداد  
  • حزب الدعوة يرفض حضور (أحمد الشرع) إلى بغداد
  • الهند نحو تعزيز المساواة بين الجنسين في بلدان الجنوب العالمي
  • السيد الوزير في المحكمة!
  • تحذيرات من اعتقال الرئيس السوري أحمد الشرع في العراق قبيل القمة العربية
  • من دماء الضحايا إلى كراسي القمة: الجولاني يُلهب جرح العراق