بوساطة قطرية.. روسيا وأوكرانيا كانتا على وشك اتفاق تاريخي
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أن أوكرانيا وروسيا كانتا على وشك إرسال وفود إلى الدوحة، هذا الشهر، للتفاوض على اتفاق تاريخي لوقف الهجمات على البنيات التحتية الطاقية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة الأميركية عن دبلوماسيين ومسؤولين مطلعين، كان من شأن هذه المفاوضات التي تمت برعاية قطرية، أن تثمر عن وقف جزئي لإطلاق النار.
لكن هذه المحادثات غير المباشرة التي عمل فيها القطريون بشكل منفصل مع الوفدين الأوكراني والروسي، تعطّلت إثر التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك، غرب روسيا، الأسبوع الماضي، وفقا للمسؤولين.
ولم يتم الإبلاغ عن تفاصيل الاتفاق المحتمل والقمة المخطط لها مسبقا.
ولأكثر من عام، قصفت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بوابل من الصواريخ والمسيرات، مما تسبب في أضرار ضخمة لمحطات الطاقة، وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
في المقابل، ضربت أوكرانيا منشآت النفط الروسية بمسيرات بعيدة المدى أشعلت النيران في مصافي النفط ومستودعاته وخزاناته، مما أدى إلى انخفاض تكرير النفط في موسكو بنسبة تقدر بـ 15 بالمئة وارتفاع أسعار الغاز حول العالم.
وكان بعض المشاركين في المفاوضات يأملون أن تؤدي إلى اتفاق أكثر شمولا لإنهاء الحرب، وفقًا للمسؤولين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
ووفقا للصحيفة، يظهر الاستعداد للمشاركة في المحادثات إلى نوع من التحول في موقفي البلدين، على الأقل من أجل وقف إطلاق نار محدود.
ويشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على كييف ستنظر في وقف شامل لإطلاق النار فقط إذا سحبت روسيا أولاً جميع قواتها من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي غزتها روسيا وضمتها في عام 2014.
وعلى الجهة الأخرى، يطالب نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بأن تتنازل أوكرانيا أولاً عن أربع مناطق أوكرانية، بما في ذلك بعض الأراضي التي لا تحتلها القوات الروسية والتي أعلنها الكرملين جزءا من روسيا.
ولم يلتق المسؤولون الأوكرانيون والروس وجها لوجه لإجراء محادثات منذ الأشهر الأولى من الحرب، عندما اجتمع وفدا الجانبين لإجراء محادثات سرية في إسطنبول، قبل أن تنهار تلك المفاوضات.
ولاحقا، اتفق الجانبان على صفقة حبوب أدت إلى رفع روسيا مؤقتا للحصار البحري، مما سمح لأوكرانيا بنقل الحبوب عبر البحر الأسود.
وانهارت تلك الصفقة أيضا بعد أشهر إثر انسحاب روسيا منها، كما فشلت محاولات أخرى لإنشاء ممرات إنسانية إلى حد كبير.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات إن المسؤولين الروس أجلوا اجتماعهم مع المسؤولين القطريين بعد توغل أوكرانيا في غرب روسيا.
ووصف الوفد الروسي ذلك بأنه "تصعيد"، وأضاف الدبلوماسي أن كييف لم تطلع الدوحة بشأن هجومها عبر الحدود.
وقال الدبلوماسي إن روسيا "لم تلغ المحادثات، بل قالت أعطونا وقتا". وعلى الرغم من أن أوكرانيا أرادت إرسال وفدها إلى الدوحة على أي حال، قال الشخص إن قطر رفضت لأنها لم تر أن الاجتماع من جانب واحد سيكون مفيدا.
ووضعت الإمارة الخليجية الصغيرة نفسها كوسيط قوي بعدد من القضايا الدولية خلال السنوات الأخيرة. وتستضيف منذ اندلاع الحرب في غزة محادثات مستمرة تهدف إلى إنهاء بالقطاع.
وردا على أسئلة من صحيفة واشنطن بوست، قال المكتب الرئاسي الأوكراني في بيان إن قمة الدوحة أجّلت "بسبب الوضع في الشرق الأوسط"، لكنها ستعقد في شكل مؤتمر فيديو في 22 أغسطس، وبعد ذلك ستتشاور كييف مع شركائها حول تنفيذ ما تمت مناقشته.
ولم يرد الكرملين على طلبات التعليق. رفض البيت الأبيض الذي لطالما شدد على أن توقيت وشروط اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار مع روسيا هي من اختصاص أوكرانيا وحدها، (رفض) التعليق على الموضوع.
وقال الدبلوماسي المطلع على المحادثات إن كييف وموسكو أشارتا إلى استعدادهما لقبول الترتيبات في الفترة التي سبقت القمة. لكن كبار المسؤولين في كييف كانت لديهم توقعات متباينة بشأن ما إذا كانت المفاوضات يمكن أن تنجح، حيث قدر البعض الاحتمالات بنسبة 20 بالمئة وتوقع آخرون احتمالات أسوأ حتى، وفقا لشخصين مطلعين على المحادثات، حتى لو لم يحدث هجوم كورسك.
وأفاد المصدر ذاته، بأن قطر كانت تناقش الترتيبات الخاصة بوقف الهجمات على قطاع الطاقة مع كييف وموسكو على مدى الشهرين الماضيين، مضيفا أن الجانبين اتفقا على عقد قمة في الدوحة مع بقاء بعض التفاصيل البسيطة التي يتعين الاتفاق عليها.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ترامب: المفاوضون بشأن أوكرانيا قريبون من التوصل إلى اتفاق
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن المفاوضات لحل الصراع في أوكرانيا، تتقدم وأن المشاركين فيها «قريبون للغاية» من التوصل إلى اتفاق، رغم عدم تحديد موعد نهائي.
وقال ترامب للصحفيين: «إذا استطعتُ فعل ذلك، فسيكون شرفاً عظيماً. أعتقد أننا قريبون جداً. ليس لدينا موعد نهائي، نريد فقط إنجاز هذا في أسرع وقت ممكن»، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
بدوره، قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أمس، إن الاجتماع الذي استمر 3 ساعات بين الرئيس فلاديمير بوتين، وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة موسكو، كان «بناءً ومفيداً».
وذكر أوشاكوف للصحافيين، أن «هذا الاجتماع سمح لنا بتقريب مواقف روسيا والولايات المتحدة، بشكل أكبر، ليس فقط بشأن أوكرانيا، ولكن أيضاً بشأن عدد من القضايا الدولية الأخرى».
وأشار إلى أنه «تمت مناقشة إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا»، مضيفاً: «من المهم أن اجتماع اليوم عقد في الذكرى الثمانين للقاء التاريخي بين القوات السوفيتية والأميركية على نهر إلبه، وهذا الاجتماع، يرمز إلى التحالف العسكري بين بلدينا في الحرب ضد النازية».
وفي السياق، قال وزير البيئة البريطاني ستيف ريد، إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة فيما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا في حال التوصل لاتفاق سلام، ولكن رفض قول ما إذا كان سيتم إرسال قوات.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية عن ستيف القول، إن «هناك حاجة لتحالف دولي قوي لضمان إمكانية صمود أي اتفاق سلام».
ويأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء كير ستارمر، إن المفاوضات لمحاولة إنهاء الحرب في «مرحلة متوترة»، وجدد دعواته لروسيا للجلوس إلى الطاولة والموافقة على وقف لإطلاق النار.
في غصون ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون أمس، إن 5 أشخاص، بينهم طفل، قُتلوا في هجومين روسيين.
وأفاد سيرهي ليساك حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك بوسط أوكرانيا بمقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات مسيرة على مدينة بافلوجراد.
وقال ليساك: «شن المعتدي مرة أخرى هجوماً واسع النطاق على المنطقة بطائرات مسيرة»، مضيفاً أنه جرى تدمير 11 طائرة مسيرة فوق المنطقة.
وذكر أن 14 شخصاً أصيبوا في الهجوم الذي طال مبنى من 5 طوابق، وأن 5 من الجرحى ما زالوا في المستشفى.