مسجد ولي الله محارب.. مسجد أيوبي في القدس يعود للقرن الـ12
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
ترجع الأكثرية الساحقة من المساجد الأثرية الباقية في القدس إلى العصر الأيوبي والمملوكي، وقد كان للسلطان صلاح الدين الأيوبي، وللملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، فضل كبير في بناء المساجد وترميمها.
وقد اجتهد المماليك بصورة خاصة في بناء المساجد والجوامع في طول البلاد وعرضها، وفي تجديد المساجد القديمة، ومن أشهر هؤلاء السلطان الظاهر بيبرس، البندقداري، والناصر محمد بن قلاوون.
ومن هذه المساجد الأثرية الصغيرة مسجد ولي الله محارب، الذي يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة الأيوبية في فلسطين.
الموقع والتأسيسيقع مسجد ولي الله محارب عند ملتقى طريقي باب السلسلة وسوق الباشورة، في أول الزقاق المتجه إلى الجنوب الموصل إلى حارة الشرف وحارة المغاربة.
ينسب إلى منشئه ولى الله محارب، الذي أنشأه في العشر الأول من ربيع الأول 595هـ/ يناير/كانون الثاني 1199م، كما يفيد نقش التأسيس الذي يعلو مدخله.
تعرض المسجد إلى محاولات طمس نقش تأسيسه وأوقافه حتى مطلع النصف الثاني من القرن العشرين. ولكن إلحاح السكان المجاورين له على ضرورة تعميره أدى إلى الكشف عن النقش.
ونص النقش على ما يلي "بسم الله الرحمن الرحيم إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ، أمر بعمارة هذا المسجد المبارك العبد الفقير الراجي رحمة ربه محمد بن محارب، ثم أوقف على هذا المسجد ثلاثة حوانيت من قبيليه، حدها من القبلة إلى قيسارية النصارى، ومن الشرق الطريق، وفيه يفتح أبوابهم، ومن الشام المسجد ومن الغرب إلى القيسارية وقف على الإمام والمؤذن، وبيت المكان وحصره وقفا صحيحا شرعيا في العشر الأول من ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمس مائة".
ويتضمن النقش المذكور أن المنشئ وقف عليه 3 دكاكين، ولكن أوقافه تعرض بعضها للمصادرة من قبل السلطات الإسرائيلية لقربها من حارة اليهود، وذلك بعد ترميم المسجد والكشف عن النقش.
وصف المسجديتألف مسجد ولي الله محارب من بيت صغير للصلاة، شكله مستطيل، وعرضه قليل، ومحرابه جميل، وسقفه مغطى بقبو نصف برميلي، تبلغ مساحته 14 مترا مربعا، ويبلغ طوله من الداخل 6.5 أمتار، وعرضه متران.
وله مدخل معقود ونافذة صغيرة يطلان على الشارع العام، وليس له مئذنة، أما أرضه فهي مبلطة بالرخام. ويتسع المسجد لـ10 مصلين، وله محراب صغير، ويوجد من الخارج حجر منقوش عليه تاريخ تأسيسه. ويطل الحجر على الشارع الرئيسي الذي يعرف اليوم بحارة اليهود.
يواجه المسجد خطر اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي من حين إلى آخر، وخاصة أطماع ما يعرف بشركة تطوير الحي اليهودي الاستيطانية، التي تسعى منذ نهاية العقد السابع من القرن الماضي إلى مصادرته.
أما المستوطنون المتطرفون فلا ينفكون عن استفزاز مشاعر المسلمين ومضايقتهم، حتى إنهم عطلوا الإضاءة الخارجية ومكبر الصوت في المسجد، فصار الأذان يرفع فيه من خلال الربط مع مسجد البازار المجاور، الذي يسمى أيضا مسجد عثمان بن عفان.
تواصلت مجموعة من النشطاء المقدسيين مع معارفهم وتجار القدس وجمعوا التبرعات، وحصلوا على إذن بالترميم من دائرة الأوقاف الإسلامية، المسؤولة عن المساجد.
وأحضروا عمالا مختصين قاموا بعملية ترميم كاملة للمسجد عام 2014، وأصلحوا إضاءته من الداخل وأوصلوه بالكهرباء، وتم فتح حلقة لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
مسجد الصفا والمروة بجباليا يعود للحياة بعد تدميره خلال عدوان الاحتلال
أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، الجمعة، عن افتتاح مسجد "الصفا والمروة" في بلدة جباليا، بمحافظة شمال قطاع غزة، التي طالها دمار واسع خلال نحو 16 شهرا من الإبادة الجماعية التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي.
بحسب الوزارة، فإن "الصفا والمروة" هو أول مسجد قد أعيد افتتاحه في جباليا، بعد عمليات ترميم شملت إصلاح الجدران، وتركيب النوافذ، وفرش السجاد، وإعادة الطلاء.
وتابعت، قد تعرّض المسجد لدمار شامل، وللحرق الكامل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية. فيما أشاد ممثل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، عبد المنعم دبور، بجهود إعادة إعمار المساجد وإصلاحها وترميمها في القطاع المنكوب.
وأشار إلىِ أنّ الواجهة الخارجية للمسجد ما زالت شاهدة على حرب الإبادة الجماعية حيث تحتفظ جدرانها بآثار اختراق شظايا صواريخ الاحتلال الإسرائيلي والرصاص. بينما يشهد قطاع غزة حركة خفيفة في عملية إعادة الحياة لمختلف المجالات، وذلك منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي وكافة المواثيقة المرتبطة بحقوق الإنسان، واصل الاحتلال الإسرائيلي، استهدافه الأهوج لمجمل المقدسات الإسلامية والمسيحية بفلسطين، خاصة في غزة والضفة الغربية المحتلة؛ وفقا للجهات الرسمية الفلسطينية.
إلى ذلك، استقبل الفلسطينيون في غزة، شهر رمضان الكريم، من وسط مشهد غير مسبوق من الدمار والمعاناة، عقب إبادة الاحتلال الإسرائيلي التي حولت القطاع المحاصر إلى "منطقة منكوبة".
وفي 18 شباط/ فبراير الماضي، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد دمّر 1109 مساجد من أصل 1244، تدميرا كليا أو جزئيا.
وبدعم أمريكي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.