بقلم : محسن عصفور الشمري ..

وقع اتباع الانبياء موسى وعيسى ومحمد وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في عدم التفكيك ما بين اربعة أمور:

١-دين الإسلام(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (ال عمران:19)
فالإسلام يدور ما بين ثلاثة أصول(التوحيد والعدل والمعاد) والكل على دين الإسلام من النبي ادم(ص) حتى قيام الساعة.

٢-الشرائع(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (المائدة:48)

فالشرائع تتغير وتختلف بين الأماكن والأزمنة فمثلا كانت عقوبة العاق لوالديه القتل في شريعة النبي موسى(ص)وعندما نزلت شريعة النبي عيسى(ص)تغيرت إلى اللوم والعتاب والمحاسبة وغيرها وكذلك الجمع بين الأختين في الزواج وهكذا.

٣-المذاهب فان كل شريعة فيها عدة مذاهب ويتم بناء المذاهب على أصول تاتي في المرحلة الثانية من الأصول الثلاثة انفة الذكر(التوحيد والعدالة والمعاد).

٤-الفقهاء ففي كل مذهب عدة اراء فقهية،والاراء الفقهية تختلف باختلاف مباني الفقيه نفسه فأحدهم يعتمد رواية من الروايات ويرجحها على الأخرى ويترتب على هذا الأمر ان يتغير مسار حكم او ينتفي الحكم برمته وهذا ما عاشته الشريعة الموسوية والشريعة العيسوية والشريعة المحمدية طوال القرون الطويلة الماضية وتبقى على هذا الحال حتى قيام الساعة.

هذا التفكيك لم يتم فرزه وتحديد ملامحه بشكلها النهائي.

التعددية والتنوع والتعايش السلمي جزء لا يتجزء من التجمعات البشرية وهذا ما اكدته الاية48 من سورة المائدة(انفت الذكر)

وفي النهاية فان ما ينطبق على النبي ابراهيم(ص) في هذه الاية:مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران:67)

ينطبق على غيره من الانبياء من بعده بأن الاسلام دين الله والشرائع تتغير وتختلف وكذلك الاية المباركة:وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الحج:78)

كلنا مسلمين(موسوسين وعيسويين ومحمديين) لكننا نطبق عدة شرائع ومذاهب متنوعة ونتبع اراء فقهية متباينة ومتفاوته.

محسن الشمري

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كيف احتفل النبي ﷺ بالعيد.. مظاهر البهجة والسرور في السُّنة النبوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يأتي العيد في الإسلام ليكون محطة فرح وسرور بعد أداء العبادات الكبرى؛ فبعد صيام شهر رمضان المبارك يأتي عيد الفطر، وبعد أداء مناسك الحج يأتي عيد الأضحى، وقد حرص النبي محمد ﷺ على تعليم أمته إظهار البهجة والفرحة في هذه المناسبات، مؤكدًا على أهمية العيد كفرصة للتواصل والتراحم بين الناس.

كما حثّ النبي ﷺ المسلمين على إظهار الفرح والسرور في يوم العيد، وأكّد أن التعبير عن السعادة فيه عبادة بحد ذاتها، فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "قدم رسول الله ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال ﷺ: قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" (رواه أبو داود)، مما يدل على أن الإسلام أقرّ الفرح المشروع، واستبدل أيام الجاهلية بأيام عيد تحتفي بإنجازات روحية عظيمة.

مظاهر الفرح في العيد عند النبي ﷺ

كان النبي محمد ﷺ يُظهر الفرح في العيد بالملبس الحسن، والتطيب، وتناول الطعام، وإظهار البشاشة، ومشاركة المسلمين فرحتهم، وقد ثبت أن النبي ﷺ كان يرتدي أفضل ما لديه من ثياب يوم العيد، كما ورد في الحديث الصحيح عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: "أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق والحُيّض وذوات الخدور، فأما الحُيّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين" (رواه البخاري ومسلم)، وهذا تأكيد على أن الجميع، حتى النساء غير المصليات، يشاركن في أجواء الفرح والاحتفال.

وقد سار الصحابة رضي الله عنهم على نهج النبي ﷺ في إظهار الفرح يوم العيد، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلبس أجمل الثياب ويخرج متهلل الوجه، ويقول: "إنما هو يوم فرح وسرور"، كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يوصي الناس بالفرح يوم العيد ويحثهم على صلة الأرحام والتزاور، أما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فقد كان يحرص على تناول بعض التمرات قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، اتباعًا لسنة النبي ﷺ.

ولعل من أروع صور الاحتفال بالعيد موقف النبي ﷺ مع الأنصار عندما وجد فتاتين تغنيان في بيت عائشة رضي الله عنها بأغانٍ من أيام الجاهلية، فأنكر ذلك أبو بكر رضي الله عنه وقال: "أمزمار الشيطان في بيت رسول الله؟"، فقال النبي ﷺ: "دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا" (رواه البخاري)، مما يظهر تسامح النبي ﷺ وتقديره لمشاعر الفرح، وخاصة للأطفال والشباب الذين يحتاجون إلى التعبير عن سعادتهم بطرق بريئة ومشروعة.

وقد اقتدى التابعون بسنة النبي ﷺ والصحابة في إظهار الفرح يوم العيد. كان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول: "لا تجعلوا يوم عيدكم يوم صوم، بل أظهِروا فيه الفرح والسرور"، وكان الحسن البصري رحمه الله يحث الناس على التكبير والتهليل، ويؤكد على صلة الأرحام وتبادل التهاني بين المسلمين.

مقالات مشابهة

  • ثلاث دول آسيوية توقع اتفاقا لترسيم الحدود
  • الهياكل الثلاثة(53-500) الدهر والقرن والحقبة
  • دعاء وداع شهر رمضان.. النبي أوصى بـ3 أدعية تعوضك كل ما حرمت
  • عزّ الدين: المقاومة ما زالت موجودة وقوية وحاضرة وجاهزة لأيّ خيار تقرّره القيادة
  • خطيب المسجد النبوي: الفرحة بالعيد شريعة من شعائر الدين
  • النقل تكشف مواعيد خطوط مترو الأنفاق الثلاثة وLRT خلال عيد الفطر
  • كيف احتفل النبي ﷺ بالعيد.. مظاهر البهجة والسرور في السُّنة النبوية
  • سنن صلاة العيد.. 10 أمور حرص عليها النبي
  • الداخلية:إلقاء القبض على (1559) تاجراً للمخدرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية
  • كيف كان يودع النبي شهر رمضان.. كلمات من قالها ظفر بإحدى الحسنيين