الهياكل الثلاثة:الدين والشريعة والمذهب والفقه(160-500)
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
وقع اتباع الانبياء موسى وعيسى ومحمد وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في عدم التفكيك ما بين اربعة أمور:
١-دين الإسلام(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (ال عمران:19)
فالإسلام يدور ما بين ثلاثة أصول(التوحيد والعدل والمعاد) والكل على دين الإسلام من النبي ادم(ص) حتى قيام الساعة.
٢-الشرائع(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (المائدة:48)
فالشرائع تتغير وتختلف بين الأماكن والأزمنة فمثلا كانت عقوبة العاق لوالديه القتل في شريعة النبي موسى(ص)وعندما نزلت شريعة النبي عيسى(ص)تغيرت إلى اللوم والعتاب والمحاسبة وغيرها وكذلك الجمع بين الأختين في الزواج وهكذا.
٣-المذاهب فان كل شريعة فيها عدة مذاهب ويتم بناء المذاهب على أصول تاتي في المرحلة الثانية من الأصول الثلاثة انفة الذكر(التوحيد والعدالة والمعاد).
٤-الفقهاء ففي كل مذهب عدة اراء فقهية،والاراء الفقهية تختلف باختلاف مباني الفقيه نفسه فأحدهم يعتمد رواية من الروايات ويرجحها على الأخرى ويترتب على هذا الأمر ان يتغير مسار حكم او ينتفي الحكم برمته وهذا ما عاشته الشريعة الموسوية والشريعة العيسوية والشريعة المحمدية طوال القرون الطويلة الماضية وتبقى على هذا الحال حتى قيام الساعة.
هذا التفكيك لم يتم فرزه وتحديد ملامحه بشكلها النهائي.
التعددية والتنوع والتعايش السلمي جزء لا يتجزء من التجمعات البشرية وهذا ما اكدته الاية48 من سورة المائدة(انفت الذكر)
وفي النهاية فان ما ينطبق على النبي ابراهيم(ص) في هذه الاية:مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران:67)
ينطبق على غيره من الانبياء من بعده بأن الاسلام دين الله والشرائع تتغير وتختلف وكذلك الاية المباركة:وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الحج:78)
كلنا مسلمين(موسوسين وعيسويين ومحمديين) لكننا نطبق عدة شرائع ومذاهب متنوعة ونتبع اراء فقهية متباينة ومتفاوته.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عميد شريعة الأزهر: بناء الإنسان يتحقق عبر ثلاثة عناصر أساسية
أكد الدكتور عطا عبد العاطي السنباطي، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن "بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان"، مشيراً إلى أن هذه المهمة "شاقة وصناعة ثقيلة" تتطلب تضافر كافة الجهود الفكرية والعاطفية والاجتماعية والروحية والجسدية.
وأوضح الدكتور السنباطي، خلال إعلانه عن انطلاق المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن المؤتمر يأتي انطلاقًا من "واجبنا في دعم القيادة السياسية والاتساق مع توجه الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع".
وأضاف عميد كلية الشريعة والقانون، أن المؤتمر يهدف إلى "الوقوف جنبًا إلى جنب مع دولتنا وقيادتنا السياسية من أجل واقع أفضل ومستقبل مشرق"، مؤكدًا أن "الإنسان هو محور البناء ومرتكز الوجود الحضاري"، مبينا أن بناء الإنسان يتحقق عبر ثلاثة عناصر أساسية هي: "الرؤية الواضحة والقيم الثابتة، والأداة الفاعلة".
وتابع السنباطي أنه لتحقيق هذه العناصر، تم تقسيم موضوع المؤتمر إلى ستة محاور رئيسية تتناول: ميادين بناء الإنسان وصناعة الحضارة في الشريعة الإسلامية، وبناء الإنسان في ضوء المبادئ التي أقرها الفقه الإسلامي والقوانين الدولية، وفي ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والبيئية، وتطوير البنية التشريعية وتعزيز المنظومة التعليمية وأثرهما في بناء الإنسان، والحقوق والحريات الأساسية وأثرها في بناء الإنسان، إضافة إلى التطور التقني وأثره في بناء الإنسان.
حول بناء الإنسان.. انطلاق المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر
أصول الدين بالمنصورة تناقش جهود الأزهر في مؤتمرها الدولي.. الأحد
وأعرب عميد كلية الشريعة والقانون عن أمله في أن يحقق المؤتمر أهدافه وغاياته، والتي من أهمها "إبراز دور الشريعة الإسلامية والقوانين الإنسانية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان، والاستفادة من كافة الخبرات والطاقات والجهود الفاعلة والمؤثرة في شتى المجالات التنموية، واستحداث حلول جديدة ومبتكرة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتفعيل سبل تحقيقها، واستنهاض كافة المؤسسات العامة.
وينعقد المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، للتباحث حول رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، وإبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.