منذ فترة طويلة، انتقل الجزء الأكبر من حياتنا المالية من العالم المادي إلى الرقمي. ويأتي ذلك نتيجة العديد من ابتكارات القرن الحادي والعشرين مثل التطبيقات المصرفية، والمحافظ الرقمية، والدفع عبر الإنترنت، والعملات الرقمية المشفرة، والتي تساهم جميعها في جعل المعاملات المالية أسرع وأكثر سلاسة من أي وقت مضى، وتفسح المجال لكل أنواع الفرص التي لم يكن من الممكن تصورها قبل اليوم.


لكن مقابل هذه الراحة، هناك جانب سلبي؛ إذ أن التعاملات المالية الرقمية عرضة لخطر الجرائم الرقمية. لذا، يقدم خبراء كاسبرسكي نصائحهم اتجاه النواحي الأمنية التي يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان تجارب آمنة أثناء إجراء المعاملات الرقمية. 
التصيد الاحتيالي المالي
يبقى التصيد الاحتيالي المتعلق بالشؤون المالية بمثابة تهديد كبير. واستناداً إلى أبحاث كاسبرسكي، فقد شكل ما نسبته 27% من إجمالي هجمات التصيد الاحتيالي على مستخدمي الشركات، و30% من الهجمات على المستخدمين المنزليين حول العالم في عام 2023. حيث عادة ما تبدأ هجمات التصيد الاحتيالي بصياغة مجرمي الإنترنت لرسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية احتيالية مصممة لاستدراج مستلميها نحو اتخاذ إجراء ما. وغالباً ما تحاكي رسائل البريد الإلكتروني هذه وسائل تواصل مشروعة، وتحتوي على روابط لمواقع إلكترونية احتيالية أو مرفقات خبيثة مصممة لجمع بيانات الاعتماد، أو تحميل برمجيات خبيثة، أو بدء معاملات غير مصرح بها. لذا، يُنصح بالتحقق المزدوج من المعلومات، والذهاب إلى صفحات الويب أو التطبيقات الرسمية قبل مشاركة تفاصيل الحساب أو إجراء عمليات دفع رقمية.
برمجيات حصان طروادة المصرفية
يُخفي اللصوص الرقميون برمجيات حصان طروادة المصرفية في هيئة تطبيقات مشروعة، ويستدرجون الأفراد لتثبيتها، ومن أمثلة ذلك، إرسال رسائل نصية تصيدية تحوي عناوين URL خبيثة، أو روابط لتطبيقات خبيثة في متاجر تطبيقات طرف ثالث. لذا، من الأسلم تنزيل التطبيقات فقط من المتاجر الرسمية، مثل Google Play Store، وApple App Store، ومثيلاتها.

بمجرد تشغيل التطبيق المصرفي، تعرض برمجية حصان طروادة واجهتها الخاصة التي تغطي واجهة التطبيق المصرفي. ومع إدخال المستخدم بيانات الاعتماد، تقوم البرمجية الخبيثة بسرقة المعلومات. وهناك مرحلة حاسمة واحدة في عملية سرقة الأموال، وهي الوصول إلى الرسائل النصية القصيرة التي تحوي كلمات مرور أحادية الاستخدام، والتي يتم إرسالها من قبل نظام المصرف كجزء من عملية المصادقة الثنائية. ولهذا السبب، على المستخدمين توخي الحذر مع جميع التطبيقات التي تطلب إذن الوصول إلى الرسائل النصية القصيرة.

الاتصال غير الآمن
إن لم يتم توفير وإعداد إجراءات الأمان الكافية، يمكن للمتسللين الاستحواذ على معلومات الدفع أثناء إرسالها. ففي حين تلجأ معظم المحافظ الرقمية للتشفير بغية التخفيف من هذا التهديد، يتوجب على المستهلكين ألا يستخدموا شبكات الواي فاي العامة غير المؤمنة لتسجيل الدخول إلى حساباتهم المصرفية عبر الإنترنت، بل عليهم عوض ذلك استعمال اتصال الجيل الرابع، وشبكة خاصة افتراضية. 
سرقة الجهاز أو فقدانه
إذا ما تعرض هاتف، أو جهاز لوحي، أو حاسوب للسرقة، فمن المحتمل أن يتمكن المجرمون من الوصول إلى معلومات مالية حساسة. لذا، من الضروري للمستخدم أن يقفل أجهزته وتطبيقاته المالية بكلمات مرور فريدة. 
وحتى مع تطبيق هذه الإجراءات، يُنصح بتمكين الإشعارات في المصرف الذي تتعامل معه ومراقبة نشاط البطاقة المصرفية والحساب بعناية. فليس بالضرورة أن يسرق المتسللون مبلغاً كبيراً من المال، أو أن يحاولوا شراء سلعة عالية القيمة. إنما بدلاً من ذلك، يمكن أن تكون السرقة على هيئة معاملات صغيرة قد تمر دون أن يلحظها أحد بين الحين والآخر، ويمكن لها أن تؤدي إلى أكبر قدر من الضرر على المدى البعيد. لذا قم بإخطار المصرف الذي تتعامل معه بمجرد اكتشافك لنشاط مشبوه.

قال سيف الله جديدي، الرئيس الإقليمي لأعمال المستهلكين لدى كاسبرسكي: «المدفوعات الرقمية واقع سيتطور بدرجة أكبر نظراً لضخامة فوائد المعاملات اللاتلامسية. ولعل ممارسات السلامة الأساسية للأمن السيبراني هي الضمان للحفاظ على أمان عمليات الشراء عبر الإنترنت، والمحافظ المالية الهاتفية، والمعاملات الرقمية الأخرى؛ أي يجب وجود حل أمن سيبراني مثبت على جميع أنواع الأجهزة التي يجري فيها تحويل الأموال، بالإضافة للفحص المنتظم للأجهزة، وتثبيت التحديثات البرمجية لأنظمة التشغيل والتطبيقات لدى توفرها، والتحقق من أذونات التطبيقات ذات الوظائف الحيوية مثل الوصول إلى الرسائل النصية القصيرة. كما يعد التقيد بأفضل الممارسات الأمنية العامة أمراً ضرورياً لتقليل الأخطار من قبيل النقر بالخطأ على روابط خبيثة يمكنها إعادة توجيهك إلى نسخة مزيفة من موقع إلكتروني أو تطبيق معروف.»

يعد استخدام برامج الأمان شاملة التغطية مثل Kaspersky Premium أمراً بالغ الأهمية عند إجراء عمليات الدفع عبر الإنترنت. حيث تتضمن هذه الحزمة الأمنية ميزة Safe Money الخاصة، والتي تم تصميمها خصيصاً لتمكين المعاملات المالية وعمليات الشراء الآمنة عبر الإنترنت. وباستخدام ميزة Safe Money، يمكن للمستخدمين القيام بالتسوق عبر الإنترنت وإجراء المعاملات المصرفية بأمان مع يقينهم بأن كلاً من الأموال والبيانات الشخصية محمية بالكامل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التصید الاحتیالی عبر الإنترنت الوصول إلى

إقرأ أيضاً:

الإعلامي الحكومي بغزة: شائعات الهجرة من القطاع جزء من حملة خبيثة يقودها العدو الصهيوني لزعزعة صمود شعبنا

الثورة نت/..
أكد الإعلام الحكومي في قطاع غزة أن شائعات الهجرة من القطاع ، عارية تماماً عن الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود الشعب الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب.
وقال المكتب الإعلامي في بيان له اليوم الاثنين ، “إنه يتابع ما تم تداوله مؤخراً عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي، من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار “رامون” إلى دول مختلفة حول العالم”.
وأشار إلى أن من يقف خلف هذه المنشورات بالدرجة الأولى العدو الصهيوني، وتروج لها حسابات وهمية أو حسابات مغرضة أو حسابات تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة، فيستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها، ويروجون لوهم الاحتلال بما يطلق عليه “الهجرة الآمنة” التي يتكفل الاحتلال بتمويلها.
وتابع: “يأتي ذلك في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل الاحتلال في فرضها بالقوة، ويسعى اليوم لتمريرها بأساليب ناعمة مكشوفة”.
وحذر أبناء الشعب الفلسطيني من خطورة الانجرار خلف هذه الدعاية المسمومة التي تخدم هدفاً استراتيجياً صهيونياً واضحاً يحلم به الاحتلال منذ عقود طويلة، يتمثل في تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وتحقيق حلم “إسرائيل”.
كما حذر من تداول أرقام هواتف ومعلومات مشبوهة تُنشر ضمن هذه الحملات، داعياً المواطنين للحذر الشديد واليقظة التامة، فبعض هذه الأرقام تُستخدم كأدوات تجنيد وتواصل أمني، بهدف إسقاط الشباب الفلسطيني بعد فشل الاحتلال الصهيوني في اختراق نسيجنا الوطني المقاوم.
وشدد على أن الهجرة من الوطن في ظل الاحتلال ليست خياراً آمناً، بل هي فخ مغلف بالوعود الكاذبة، تقود إلى الاستدراج والاعتقال والتحقيق أو الإعدام والقتل المباشر، خصوصاً عند التنقل عبر المناطق الحساسة أو خارج الأطر القانونية والرسمية.
ودعا إلى عدم الانسياق خلف الشائعات والمعلومات الزائفة وعدم المساهمة في ترويجها، وإبلاغ جهات الاختصاص بشكل فوري عن أي جهة مشبوهة تحاول استغلال حاجة الناس أو الإيحاء بقدرتها على ترتيب “هجرة قانونية”.
وأكد أن “فلسطين أرض مقدسة، وهي ليست للبيع، وشعبنا الفلسطيني العظيم لن يُقتلع من هذه الأرض، والرباط فيها شرف ومقاومة، والهجرة منها وهم قاتل”.

مقالات مشابهة

  • التجارة الرقمية في العراق تتوسع بلا ضوابط وتكشف تحديات تنظيمية
  • كيفية الاستعلام عن العلاج على نفقة الدولة
  • "القاهرة الإخبارية": منصات الصين الرقمية تُعيد تشكيل خريطة التجارة الإلكترونية عالميًا
  • كيفية الحصول على الشهادات الرقمية عبر تطبيق سند / فيديو
  • نصر عبده: زيارة ماكرون رسالة للعالم بأن مصر دولة أمن وأمان
  • حكومة غزة تحذر من حملة إسرائيلية خبيثة لتهجير الأهالي تحت مسمى “الهجرة الآمنة”
  • “حملة خبيثة”.. الإعلام الحكومي يحذر من شائعات الهجرة من غزة 
  • حكومة غزة تحذر من حملة إسرائيلية خبيثة لتهجير الأهالي تحت مسمى "الهجرة الآمنة"
  • الإعلامي الحكومي بغزة: شائعات الهجرة من القطاع جزء من حملة خبيثة يقودها العدو الصهيوني لزعزعة صمود شعبنا
  • حكومة غزة: شائعات الهجرة جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال