موقع أميركي: لماذا لم ترد إيران على اغتيال هنية حتى اليوم؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
حاول موقع "أويل برايس" الأميركي الإجابة عن السؤال الذي يتردد بقوة حاليا بشأن عدم رد إيران على قتل إسرائيل القائد الفلسطيني إسماعيل هنية.
سرد الموقع تهديدات إيران المبكرة بالانتقام من إسرائيل، ومن بينها تهديد من المرشد الإيراني علي خامنئي. وذكر أن الهجوم الإيراني أو هجوم حزب الله كان وشيكا خلال الأسبوعين الماضيين، وقد أدى هذا التوقع إلى نوبات متكررة من الهستيريا على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقل عن محللين قولهم إن فكرة أن إيران تؤجل انتقامها، لأنها تتطلع إلى التأثير النفسي الذي تحدثه، هي عذر أكثر من كونها إستراتيجية مناسبة.
وقال إن هناك إجماعا بين المحللين على أن المناقشات الداخلية المكثفة، وتعقيد التنسيق مع الوكلاء، وتقييم المخاطر المرتبطة بالهجوم، ساهمت جميعها في تردد إيران.
معضلة كبيرةونقل عن راز زيمت الباحث البارز في "معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب" قوله إن إيران "تواجه معضلة كبيرة"، لأنه بينما يريد خامنئي والحرس الثوري الإيراني استعادة الردع الإيراني تجاه إسرائيل، هناك عناصر في إيران تخشى أن يؤدي هجوم واسع النطاق إلى جر طهران إلى حرب مع إسرائيل، وربما حتى مع الولايات المتحدة.
وأضاف زيمت أنه حتى لو تم اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد الإيراني، فإن التنسيق مع حزب الله وأعضاء آخرين في محور المقاومة عملية تستغرق وقتا طويلا.
ومن العوامل الأخرى التي من المحتمل أن تؤثر على عملية صنع القرار في إيران تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة أكثر مما فعلت في أبريل/نيسان الماضي قبل هجوم إيران غير المسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
رد أميركي أقوى
وقال مايكل هورويتز رئيس قسم الاستخبارات في "شركة لو بيك للاستشارات الدولية" -التي مقرها البحرين– إن المنطقة ربما تشهد ردا أكبر من الولايات المتحدة مما حدث في أبريل/نيسان، وربما يهدف إلى أن يكون في حجم التهديد الإيراني الأكبر من هجوم أبريل/نيسان، خاصة أن أميركا أرسلت للمنطقة أصولا هجومية بالإضافة إلى أصولها الدفاعية وهي رسالة للردع.
وذكر الموقع أن إيران رفضت دعوات الدول الغربية إلى ضبط النفس، وأصرت على أن لها حقا مشروعا في الرد على مقتل إسرائيل هنية على الأراضي الإيرانية.
ومع ذلك، أثارت موجة المكالمات الهاتفية التي أجريت مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان ووزير الخارجية بالإنابة علي باقري كاني تكهنات بأن محاولات الدبلوماسية ساعدت في تأخير الهجوم ويمكن أن تمنعه.
ستفعل ما تراه في مصلحتهالكن هورويتز شكك في ذلك، قائلا إن الدبلوماسية وحدها ليست كافية لتغيير الحسابات الإيرانية، وإن إيران ستفعل ما تشعر أنه في مصلحتها الأفضل، بغض النظر عن الدعوات والتصريحات التي تحث على ضبط النفس.
ولفت الموقع إلى أن إيران أشارت لنوع مختلف من الدبلوماسية يمكن أن يقنعها على الأقل "بتأجيل" هجومها الموعود، وهو وقف دائم لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتكهن فرزان ثابت، كبير الباحثين في "معهد جنيف للدراسات العليا"، بأن إيران "ربما تبحث عن مخرج" لتبرير رد مخفف، وأن نوعا من وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يكون مجرد "انتصار دبلوماسي" تحتاجه للقيام بذلك.
وقال زيمت إن وقف إطلاق النار في غزة ربما لا يكون مهما لإيران، لكنه يوفر لطهران "ذريعة أو تفسيرا لإضفاء الشرعية على هذا التأخير، داخليا وخارجيا في الغالب".
وقال إن وقف إطلاق النار يمكن أن يؤدي إلى قيام إيران إما بتقليص حجم هجومها أو اختيار طريقة مختلفة للرد تماما لا تنطوي على توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل.
لغز الرد الإيرانيواستمر موقع أويل برايس يقول إن "الغموض حول متى يتم الرد؟ وكيف سترد إيران؟ لا يزال سائدا ولكن كما تبدو الأمور، لا يبدو أن لدى طهران أي خيار جيد، أو متوازن".
وقال ثابت إن لغز إيران يكمن في توجيه ضربة انتقامية ليست ضعيفة بحيث لا يكون لها قيمة رمزية أو رادعة تذكر، ولكنها ليست قوية لدرجة تسبب دورة تصعيد غير منضبطة تؤدي إلى حرب أكبر.
وأكد أن لدى إيران إما ردا ضعيفا أو ردا يتجاوز عتبة الحرب، وكلا الخيارين ينطوي على مخاطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أن إیران
إقرأ أيضاً:
وزير الأمن الإيراني: الولايات المتحدة ستمارس ضغوطا علينا للتصالح مع إسرائيل
نقلت وكالة أنباء “تسنيم” عن وزير الأمن الإيراني، قوله إن الولايات المتحدة ستمارس ضغوطا على إيران لإجبارها على التفاوض فيما يخدم مصالحها.
وذكر الوزير أن واشنطن تهدف لتخلي إيران عن برنامجها النووي وعدم تطوير صواريخها بما يهدد كيان الاحتلال، مشيرًا إلى أن واشنطن تهدف إلى إنهاء نفوذ إيران بالمنطقة وأن تصالح طهران إسرائيل.
وصرح وزير الأمن الإيراني، سيد إسماعيل خطيب بأن العدو لا يريد المفاوضات كوسيلة للتعاون المتبادل، بل يريد المفاوضات لصالحه فقط، فعليه أن الطريق الوحيد لتحقيق النجاح هو الاستمرار في استراتيجية المقاومة.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، بأنه فيما يتعلق بالمفاوضات مع أمريكا، قال خطيب: "من الواضح أن الأمريكيين سيزيدون من ضغوطهم لخلق ظروف مفاوضات مفروضة على إيران، وسيقدمون يوميًا اقتراحات تبدو مغرية، سواء من ناحية الإغراء أو التهديد، يجب أن نكون واعين لهذا الأمر، فقد دعت أمريكا دائمًا إلى المفاوضات خلال الثورة بينما تصرفت بشكل مخالف".
وأشار إلى أنه "إذا كان هناك صبر وثبات، سنحافظ على اقتصاد البلاد واستقلالنا، وسنتمكن من تجاوز هذه المرحلة بروح الفداء والجهاد. لكن إذا سادت الضعف والتشتت، وإذا تغلبت علينا ضغوط المفاوضات والخوف، سنكون الخاسرين. العدو لا يريد المفاوضات كوسيلة للتعاون المتبادل، بل يسعى لمفاوضات أمريكية".
وتحدث خطيب عن مفاوضات الاتفاق النووي، قائلًا: "الأمريكيون أبرموا اتفاقات ولم يلتزموا بها، لذا فإن الطريق الوحيد لتحقيق النجاح هو الاستمرار في سياسة واستراتيجية المقاومة. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الرؤية في الأمن، وفي القوة الدفاعية والردع العسكري".
كما أكد أهمية الاعتماد على الذات، قائلاً: "الاعتماد على الذات، بناءً على الإيمان بالثورة، والحفاظ على العمق الاستراتيجي في المنطقة، والدبلوماسية النشطة، وتعزيز العلاقات الإقليمية، يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في مواجهة السياسات المتغطرسة والظالمة لأمريكا والكيان الصهيوني."
وفي ختام حديثه، أشار إلى قوة الجيش، مؤكدًا أن ما يظهره الجيش الإيراني من قوة في المناورات والمياه الدولية يجب أن يستمر بقوة.
وذكر أن المقاومة الذكية والمبدعة يمكن أن تحافظ على قدرتنا الردعية، مشددًا على أهمية إدارة حلقات العمليات الصغيرة بشكل مدبر للحفاظ على هذه القدرة.
وختم خطيب تصريحاته بالقول: "زيادة الثقة والاعتماد على الشعب والقدرات الداخلية، بالإضافة إلى توطين التكنولوجيا والمعرفة الحديثة، هي الأسس الرئيسية لعمل مقاومتنا".