واشنطن بوست: الدعم الأميركي لنتنياهو قد يتراجع تحت قيادة جديدة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
خلص تقرير لواشنطن بوست إلى أن الدعم الأميركي غير المشروط الذي يتمتع به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الآن، والذي قد يؤدي لحرب إقليمية في الشرق الأوسط، ربما لا يدوم تحت قيادة جديدة، إذ يبدو أن نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أقل دعما لإسرائيل من الرئيس الحالي جوزيف بايدن، ورغم أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب كان أكثر دعما من بايدن لإسرائيل في أثناء رئاسته السابقة، فإن علاقته بنتنياهو متقلبة وغير مضمونة.
وقال الكاتب والمحلل ماكس بوت إن دعم بايدن المستمر لسياسات إسرائيل التصعيدية في المنطقة يجعلها أكثر جرأة، وقد يؤدي إلى انحدار أكبر في دعم الأميركيين لإسرائيل، مما سيقلل حظوظها تحت إدارة أميركية جديدة، وعلى نتنياهو وبايدن أخذ ذلك بالحسبان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: لماذا لم ترد إيران على اغتيال هنية حتى اليوم؟list 2 of 2لماذا ألغت موسكو مبادرة بوتين للتفاوض مع أوكرانيا؟end of listوأكد الكاتب أن الرأي العام سيؤثر -ولو جزئيا- في سياسات القيادة الجديدة، ووفقًا لاستطلاع رأي حديث أجرته غالوب، فإن عدد الأميركيين المعارضين لعمليات إسرائيل العسكرية يفوق عدد الداعمين لها، كما أن مستوى دعم نتنياهو أقل بكثير بين الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين.
ويُرجع الكاتب الوضع المتوتر في الشرق الأوسط إلى فشل الرئيس جو بايدن في محاسبة نتنياهو، أو وضع حد لتصرفاته الخطيرة، وقال الكاتب إن تصعيد نتنياهو للأوضاع باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، والقائد العسكري في حركة حزب الله فؤاد شكر، وتجاهله صفقة وقف إطلاق النار التي قدمها بايدن، تدل على يقينه بدعم الولايات المتحدة له بغض النظر عن عواقب أفعاله.
وقال الكاتب إن وقف إطلاق النار في غزة سيقلل من خطر النزاع الإقليمي، لكن نتنياهو تراجع عن تنازلات سابقة كان قد وافق عليها في مايو/أيار، مما عرقل المفاوضات، وأضاف أن تلكؤ نتنياهو في اتخاذ قرار بشأن وقف إطلاق النار قد يرجع إلى خشيته من ردود فعل أفراد حكومته من أقصى اليمين.
وأضاف الكاتب أن الإدارة الأميركية وافقت مؤخرا على صفقة أسلحة بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل، مما يبعث برسالة إلى نتنياهو بأنه يمكنه الاستمرار في تجاهل المطالب الأميركية مع استمرار تلقي الدعم الأميركي، وتساءل الكاتب عن مدى جدوى استمرارية هذا "الدعم الأعمى" لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
حرب ترامب وشي التجارية.. مفاوضات غامضة وسؤال حول من يتراجع أولا
في خضم التصعيد الجمركي بين الولايات المتحدة والصين، الذي بلغ حدّ فرض رسوم جمركية تصل إلى 245% على بعض الصادرات الصينية، أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم 25 أبريل/نيسان الماضي أنها "تقيّم إمكانية إجراء مفاوضات جمركية مع واشنطن"، في أول مؤشر علني على احتمال تراجع التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الصينية "موقف الصين واضح. إذا تقرر القتال، سنقاتل حتى النهاية، وإذا قررنا التفاوض، فالأبواب مفتوحة. ولكن على واشنطن إظهار الجدية والاستعداد لتصحيح أخطائها وإلغاء الرسوم الأحادية".
ويأتي هذا التصريح بعد أسبوع من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المفاوضات "بدأت بالفعل"، الأمر الذي نفته بكين. وفي منشور على منصة "ويبو" نُسب إلى التلفزيون الصيني الرسمي، قالت الصين إن الولايات المتحدة "هي الطرف الأكثر يأسًا"، مما يشير إلى حرب تصريحات متبادلة، حيث يسعى كل طرف إلى تجنب الظهور بمظهر المتراجع.
لعب على الحافةويُشبّه خبراء سياسيون المشهد بلعبة "الدجاجة"، حيث يتّجه طرفان بسرعة نحو بعضهما، ومن ينحرف أولًا يُعدّ الأضعف. ويقول الأستاذ المساعد في جامعة سنغافورة الوطنية جا إيان تشونغ -في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي- إن "كلا الطرفين يسعى لتفادي الظهور بمظهر الطرف المتنازل"، لكنه أشار إلى أن "خفض التصعيد يصب في مصلحة الجانبين".
من جانبه، يرى الباحث في مركز الصين التابع للجامعة الوطنية الأسترالية وين تي سونغ أن الطرفين يستخدمان "الغموض البنّاء" لصياغة بيانات مبهمة تتيح لكل منهما الادعاء بأنه لم يتنازل، مشيرًا إلى أن بكين تحاول خلق "مخرج دبلوماسي" دون خسارة الهيبة.
إعلانومع غياب وسيط ثالث، تزداد صعوبة إيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الطرفين. ويرجّح الخبراء أن تبدأ المفاوضات في وقت قريب، مع قدرة كل طرف على الزعم أنه الطرف المنتصر أو صاحب المبادرة.
ضغوط داخلية على ترامب وشي.. والاقتصاد يدفع الثمنعلى الجانب الأميركي، يعاني الرئيس ترامب من تراجع شعبيته، إذ أظهر استطلاع مشترك أجرته "واشنطن بوست" و"إيبسوس" أن 39% فقط يوافقون على أدائه. كما أظهرت بيانات اقتصادية حديثة أن الاقتصاد الأميركي انكمش للمرة الأولى منذ عام 2022 بسبب موجة الاستيراد التي سبقت تطبيق الرسوم الجمركية.
أما في الصين، فإن الرئيس شي جين بينغ يواجه تحديات مركبة تشمل ضعف الاستهلاك الداخلي وأزمة العقارات وتنامي البطالة، مما يجبره على طمأنة الشعب بأن بكين قادرة على الصمود.
ويقول سونغ "كلا الزعيمين يدرك أنه لم يعد بالإمكان تحقيق انتصار كامل. ترامب يسعى إلى مكاسب رمزية تُسوق داخليًا، في حين تبحث بكين عن ثمن سياسي واضح لأي تنازل".
لا مخرج واضحا حتى الآنوفي حين لم تنف واشنطن مزاعم بكين بشأن رغبتها في بدء محادثات، تشير التصريحات المتقاربة إلى وجود تواصل من نوع ما، وفقًا للبروفيسور تشونغ الذي قال "هناك تواصل، مما يعني أن إمكانية الوصول إلى اتفاق لا تزال قائمة، ولكنها بعيدة عن الاكتمال".
ومع تصاعد المخاطر على الاقتصادين، يشكّك الخبراء في أن الطرفين وصلا إلى نقطة "البحث الجاد عن مخرج". فحتى اللحظة، لا يزال الطرفان ينتظران من "يغمز أولًا".