صرخة الطبيعة في الجنوب: نفوق ملايين الأسماك بالاهوار
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
17 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: شهد هور الحويزة جنوبي العراق كارثة بيئية جسيمة تمثلت في نفوق ملايين الأسماك نتيجة لنقص الاطلاقات المائية وقد تسببت هذه الكارثة بخسائر اقتصادية هائلة أثرت بشكل كبير على المجتمعات المحلية التي تعتمد بشكل رئيسي على صيد الأسماك كمصدر للرزق هور الحويزة يعد واحداً من أكبر الأهوار في العراق وهو يقع في محافظتي ميسان والبصرة ويمتد على مساحة تقدر بحوالي 3000 كم2 في أقصى حالاته الرطبة إلا أن هذه المساحة تتقلص إلى حوالي 650 كم2 خلال مواسم الجفاف
الأهوار مثل هور الحويزة تلعب دوراً حيوياً في النظام البيئي للمنطقة فهي تعد موطناً لأنواع عديدة من الحياة البرية والأسماك وتوفر مصدر مياه مهم للزراعة والثروة الحيوانية في المناطق المحيطة لكن الهور يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية والانخفاض المستمر في مناسيب المياه الناتج عن سدود مشاريع دولية ومحلية تتسبب في تقليص التدفقات المائية إليه ويضاف إلى ذلك التصحر وتدهور نوعية المياه بسبب التلوث مما يزيد من صعوبة بقاء هذه البيئات الفريدة على قيد الحياة
المسؤولون المحليون أكدوا أن نقص الاطلاقات المائية هو السبب الرئيسي وراء الكارثة الأخيرة وهو نتيجة لعدة عوامل منها ضعف التنسيق بين العراق والدول المجاورة في إدارة الموارد المائية المشتركة إضافة إلى السياسات الزراعية غير المستدامة التي تؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية والسطحية على حد سواء
على الرغم من الجهود المبذولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه المناطق إلا أن الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً وشاملاً يشمل إعادة النظر في سياسات إدارة المياه وتبني استراتيجيات جديدة تهدف إلى تحقيق توازن مستدام بين الاحتياجات البشرية والمحافظة على هذه النظم البيئية الفريدة
التحليل للموقف وفق خبراء لـ المسلة، يشير إلى أن الكارثة البيئية في هور الحويزة ليست حدثاً مفاجئاً بقدر ما هي نتيجة لتراكمات طويلة الأمد من الإهمال وسوء الإدارة البيئية والمائية فعلى الرغم من التحذيرات المستمرة من العلماء والباحثين حول ضرورة الحفاظ على الأهوار إلا أن الإجراءات الفعلية كانت غالباً دون المستوى المطلوب مما أدى إلى تفاقم المشكلة .
وفي هذا السياق يتعين على الحكومة العراقية وبالتعاون مع المجتمع الدولي أن تضع خططاً استراتيجية طويلة الأمد لضمان حماية هذه الأهوار وضمان استدامتها البيئية والاقتصادية للأجيال القادمة
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: هور الحویزة
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للزراعة» تحدد مسببات نفوق الإبل في إثيوبيا
أبوظبي: «الخليج»
في إنجاز علمي غير مسبوق تمكن خبراء المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل لدى المنظمة العالمية لصحة الحيوان والتابع لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، من رصد أحد المسببات المرضية المحتملة لحالات النفوق الغامضة للإبل في إثيوبيا، والتي تسببت في خسائر اقتصادية وآثار اجتماعية جسيمة على مدى العقدين الماضيين.
جاء هذا الإعلان خلال المؤتمر الإقليمي الإفريقي السادس والعشرين للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، الذي عقد في إثيوبيا بحضور نائب مدير عام المنظمة وعدد من الخبراء المختصين وممثلي الدول والمنظمات العالمية، وقد استعرض فريق الخبراء من المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل نتائج الزيارات الميدانية والفحوص المخبرية التي أجريت قبل عدة أشهر استجابة لطلب رسمي تقدمت به وزارة الزراعة الإثيوبية للمركز المرجعي بدولة الإمارات بهدف تقديم الدعم العلمي في تحديد أسباب تفشي الظاهرة المرضية الغامضة.
وكان فريق فني متخصص من المركز المرجعي التابع للهيئة قد قام بزيارة ميدانية إلى إثيوبيا في يوليو 2024، حيث تم جمع عينات مرضية من الإبل المصابة - بمقاطعة «بورانا» جنوب غرب إثيوبيا، وأظهرت التحاليل المخبرية الأولية، ولأول مرة، الكشف عن فيروس «ويسلسبرون»، (Wesselbron virus) التابع لعائلة الفيروسات الخيطية في الإبل (Flaviviridae)، ما يمثل إنجازاً علمياً بارزاً في مجال صحة الإبل، حيث إنه لم يتم رصد فيروس ويسلبرون من قبل في الإبل وقد حظيت هذه النتائج باهتمام دولي واسع وإشادة كبيرة من قبل ممثلي الدول المتأثرة بالمرض مثل كينيا والصومال، وكذلك من المنظمات العالمية المعنية بصحة الحيوان.
يؤكد هذا الإنجاز العلمي الدور الرائد لدولة الإمارات وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في دعم الجهود العالمية لحماية صحة الحيوان ولاسيما قطاع الإبل. وأعربت أسماء محمد مدير إدارة شؤون الأمن الحيوي في الهيئة ورئيس الفريق البحثي عن فخرها واعتزازها بالإنجاز العلمي