الاقتصاد نيوز - بغداد

يواصل قطاع التكرير في العراق عملية التطوير خطوة تلو الأخرى، رغم الصعوبات التي واجهها ثاني أكبر منتجي النفط الخام لدى منظمة أوبك منذ الانسحاب الأميركي من البلاد والخلافات مع إقليم كردستان.

ويبدو أن زيادة إنتاج الخام من حقول النفط شجعت العراق على تكثيف جهود تطوير مصافي التكرير، وإضافة وحدات جديدة من شأنها تعزيز قدرة المعالجة ورفع معدل صادرات المنتجات المكررة.

ولسنوات طويلة شكّلت واردات العراق من الوقود عبئًا على ميزانيته، لكن مواصلة التطوير بخطى ثابتة دفعت نحو إعلان الاكتفاء الذاتي من الديزل الأحمر (نوع رديء من أنواع الديزل gasoil) وبدء تصديره.

وفي إقليم كردستان، شنّت السلطات المعنية حملة لغلق مصافي التكرير غير الحاصلة على تراخيص، أو المرخصة وتعمل دون مراعاة الاشتراطات البيئية.

الإنتاج والصادرات

يُقدّر الإنتاج الإجمالي لمصافي التكرير في العراق بنحو 1.215 مليون برميل يوميًا، دون احتساب إنتاج مصافي معالجة نفط كردستان.

وسبق أن أكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني العمل على توسعة المصافي؛ بهدف تلبية الطلب المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص الاعتماد على الواردات لإنهائها تمامًا، مثلما حدث مع الديزل الأحمر والنجاح في خفض واردات البنزين إلى 50% في نهاية العام الماضي 2023.

ويقارن الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين حجم صادرات النفط العراقي والمشتقات المكررة خلال الربع الأول من عام 2022 حتى 2024:

وذهب عبدالغني إلى أبعد من ذلك، بإبداء رغبته في تحقيق فائض عن الإنتاج المحلي، والاستعداد للتصدير.

وصدّر العراق مشتقات نفطية بنحو 701 ألف برميل يوميًا خلال شهر مايو/أيّار الماضي، لتُقدر الصادرات منذ مطلع العام الجاري بما يزيد على ضعف المدة ذاتها العام الماضي.

وغطّت صادرات المنتجات المكررة العراقية وجهات عدة، من بينها: كوريا الجنوبية، وماليزيا، والسعودية، وسلطنة عمان، وإسبانيا، والبحرين، وتايلاند، وفيتنام، وسريلانكا، حسب بيانات نشرتها إس آند بي غلوبال (S&P Global).

واحتل زيت الوقود (Fuel Oil) المركز الأول ضمن أعلى صادرات مشتقات التكرير في العراق، بالإضافة إلى شحنات أخرى من النافثا والقار والديزل الأحمر الرديء والبنزين، وفق بيانات.

خطة تطوير المصافي

يبدو أن أحلام وطموحات طفرة التكرير في العراق باتت أقرب إلى التنفيذ على أرض الواقع، خاصة مع استهداف التوسع في الصادرات.

ورغم عجز عدد من المصافي المشغلة حاليًا عن العمل بطاقتها الكاملة، فإن طموحات التوسع تلقى دعمًا من خطط إنشاء مصفاتين جديدتين.

والمصفاتان هما: "الفاو" المطورة بالتعاون مع الصين التي ستضيف إلى طاقة التكرير في العراق 300 ألف برميل يوميًا، ومصفاة كركوك التي حظيت بموافقة مجلس الوزراء في 7 مايو/أيار، وتضيف 150 ألف برميل يوميًا.

وعزّز العراق خطط تطوير المصافي بمرافق إضافية، شملت الانتهاء -في يوليو/تموز الماضي- من تطوير خط أنابيب لنقل تدفقات الديزل الأحمر يستهدف نقل الإمدادات من موقع تخزين مجاور لمصفاة البصرة إلى ميناء خور الزبير، لتصدير المنتج لأول مرة منذ عام 2003.

وطالت خطط توسعة قطاع التكرير في العراق تغذية مصفاة البصرة بوحدة جديدة لتقطير الخام بطاقة 70 ألف برميل يوميًا، شرعت في عملها في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي.

وعلى المنوال ذاته، انتهت أعمال تطوير مصفاة بيجي -في فبراير/شباط الماضي- وجرى افتتاحها رسميًا لتُسهم بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف برميل يوميًا.

مصافي كردستان

يبدو أن الدعم الحكومي لمصافي التكرير شجّع شركات النفط العالمية للعودة واستئناف عملها في أصول البلاد، واتضح ذلك خلال توقيع شركة النفط البريطانية "بي بي" مذكرة تفاهم مع بغداد، للاتفاق على إطار استئنافها تطوير مشروع نفط كركوك.

وشمل ذلك نطاق حقل كركوك بالكامل بقبتيه (بابا، وأفانا)، بالإضافة إلى 3 حقول أخرى تخضع لإدارة شركة نفط الشمال.

ويحتاج العراق إلى التركيز على كيفية زيادة قدرات التكرير في هذه الرقعة، خاصة أن إنتاج الشركة من النفط الخام في الآونة الحالية يُقدر بنحو 380 ألف برميل يوميًا، وهو معدل كافٍ لتزويد مصافي شمال العراق فقط بالإمدادات.

وزاد الطلب على الخام مع افتتاح مصفاة بيجي الواقعة شمال البلاد مؤخرًا، واستهدافها إنتاج 150 ألف برميل يوميًا.

ومن المخطط أن تضم مصفاة كركوك أيضًا وحدة "بازيان" بطاقة 40 ألف برميل يوميًا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت مصافي التكرير الحاصلة على تراخيص قانونية في إقليم كردستان قد خضعت لمهلة زمنية من السلطات المعنية، لتوفيق أوضاعها بما يتلاءم مع الاشتراطات البيئية، مع التهديد باتخاذ إجراءات ضد المخالفين تشمل الاعتقالات والملاحقة الأمنية.

وجاء ذلك بعدما أغلقت سلطات إقليم كردستان 138 مصفاة غير قانونية وغير مرخصة مطلع الشهر الجاري.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ألف برمیل یومی ا مصافی التکریر الدیزل الأحمر

إقرأ أيضاً:

مفاجئ.. شركة عالمية تنسحب من اكتشاف نفطي احتياطياته 10 مليارات برميل

انسحبت شركة إكسون موبيل الأميركية من السباق للاستحواذ على جزء من اكتشاف نفطي في أفريقيا، احتياطياته نحو 10 مليارات برميل، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأبدى أكثر من 12 شركة نفطية، بما في ذلك إكسون موبيل وشل وشركة النفط الوطنية البرازيلية بتروبراس، اهتمامه بشراء نصف حصة شركة غالب إنرجيا (Galp Energia) -أي 40%- في اكتشاف نفطي قبالة سواحل ناميبيا.

واقترحت شركة غالب إنرجيا البرتغالية أن يشغّل المشتري حقل موباني البحري، سعيًا لتطوير احتياطيات ضخمة تصل إلى 10 مليارات برميل.

وتُعدّ غالب هي مشغّل ترخيص موباني بحصّة 80%، وتمتلك أو شركة النفط الوطنية في ناميبيا نامكور (Namcor) وكوستوس إنرجي (Custos Energy) %10 لكل منهما.

اكتشاف نفطي في ناميبيا

لم تتضح أسباب انسحاب إكسون موبيل من شراء حصة في الاكتشاف النفطي، إلّا أن الشركات الأخرى تستمر في التفاوض مع شركة غالب إنرجيا بشأن البيع، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ووفق التقديرات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يحتوي حقل موباني على ما لا يقلّ عن 10 مليارات برميل من النفط والغاز المكافئ، وقد تُقدَّر قيمته بأكثر من 10 مليارات دولار.

وقد شهد حقل موباني -وهو جزء من حوض أورانج ضمن ترخيص التنقيب عن النفط رقم 83 (PEL 83)- مؤخرًا، العديد من الاكتشافات المهمة للنفط والغاز.

ودعت غالب إنرجي، التي تعمل مع مستشار مالي لبيع نصف حصتها البالغة 80% في الأصل، إلى تقديم عطاءات الجولة الأولى في منتصف يونيو/حزيران.

وارتفعت أسهم شركة “غالب” بنسبة 2.8% في مساء يوم 21 مايو/أيار 2024، ما وضعها على المسار لتحقيق أكبر مكسب يومي في نحو شهر، ومنح الشركة قيمة سوقية تبلغ 15.2 مليار يورو (16.8 مليار دولار)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

وقفزت أسهم “غالب” بنسبة 21%، بعد أن قالت الشركة في أبريل/نيسان، إن اختبار البئر “يُحتمل” أن يشير إلى أن موباني قد يكون اكتشافًا تجاريًا مهمًا في ناميبيا، بعد إكمال المرحلة الأولى من استكشافها.

التنقيب عن النفط في ناميبيا

تأتي عملية البيع في أعقاب سلسلة من الاكتشافات البحرية الواعدة من قبل شل وتوتال إنرجي في السنوات الأخيرة، ما أثار احتمال أن تصبح الدولة الجنوب أفريقية دولة رئيسة منتجة للنفط.

إذ تتسارع وتيرة استكشافات النفط في ناميبيا بفضل الاستثمارات الضخمة التي تضخّها كبرى الشركات في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

ولم تصبح ناميبيا مُنتِجًا للنفط أو الغاز بعد، لكن العديد من شركات النفط الكبرى -أمثال توتال إنرجي وشل- أعلن اكتشافات هائلة تُقدَّر بـ2.6 مليار برميل.

ففي شهر فبراير/شباط (2022)، أعلنت شل وشركاؤها ما وصفوه بالكشف “الواعد” في بئر تقع قبالة السواحل الناميبية.

إذ تتولى شل استكشافات النفط والغاز البحرية في المربع “بي إي إل 39” الواقع في حوض أورانج مع شريكتيها قطر للطاقة (QatarEnergy) ونامكور.

ومن الممكن أن تحوي بئر غراف 2.38 مليار برميل نفطي، في حين تضم بئر جونكر-1 إكس مليار برميل أخرى.

ومن جانبها، وافقت توتال إنرجي في يناير/كانون الثاني (2024) على شراء حصة إضافية نسبتها 10.5% في المربع 2913 بي، إلى جانب حصة أخرى نسبتها 9.39 % في المربع 2912.

ويحوي المربع “2913 بي” الواقع في حوض أورانج، بئر فينوس 1-إكس، التي تخطط ناميبيا لإنتاج أول شحنة نفطية منها خلال المدة بين 2029 و2030، وتقترب احتياطيات بئر فينوس من 5.1 مليار برميل نفط.

وكانت توتال قد بدأت استكشافات النفط في ناميبيا خلال عام 1964، وهي تشغّل -حاليًا- المربعين البحريين المذكورين والموجودين في المياه العميقة، وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن تبدأ عملاقة الطاقة الأميركية شيفرون (Chevron) أعمال استكشافات النفط في ناميبيا في وقت لاحق من العام الحالي (2024)، إذ أبرمت شيفرون في أبريل/نيسان اتفاقية تستحوذ بموجبها على ما نسبته 80% من حصة تشغيلية في مربع بحري بحوض والفيس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 44 سنتا ليبلغ 73.11 دولار
  • اكتشاف النوخذة يدعم خطط الكويت لزيادة إنتاج النفط إلى 4 ملايين برميل يوميًا
  • برميل “برنت” ينخفض إلى ما دون 70 دولارا للمرة الأولى منذ 20 ديسمبر 2021
  • وزارة النفط: مشروع الحفر البحري يتماشى مع خطتنا لزيادة الإنتاج إلى 4 ملايين برميل نفط يوميا
  • العراق يبيع أكثر من 3 ملايين برميل من النفط يوميا بشهر آب
  • شركة عالمية تنسحب من اكتشاف نفطي احتياطياته 10 مليارات برميل
  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 1.09 دولار ليبلغ 73.55 دولار
  • مفاجئ.. شركة عالمية تنسحب من اكتشاف نفطي احتياطياته 10 مليارات برميل
  • ???? انخفاض سعر برميل النفط إلى اقل من 67 دولار سؤدي إلى عجز في تسديد الرواتب ‼️
  • العراق.. خطط لزيادة إنتاج النفط إلى 6 ملايين برميل يوميا