مصافي العراق.. طموحات التكرير تقترب من التحقيق
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
يواصل قطاع التكرير في العراق عملية التطوير خطوة تلو الأخرى، رغم الصعوبات التي واجهها ثاني أكبر منتجي النفط الخام لدى منظمة أوبك منذ الانسحاب الأميركي من البلاد والخلافات مع إقليم كردستان.
ويبدو أن زيادة إنتاج الخام من حقول النفط شجعت العراق على تكثيف جهود تطوير مصافي التكرير، وإضافة وحدات جديدة من شأنها تعزيز قدرة المعالجة ورفع معدل صادرات المنتجات المكررة.
ولسنوات طويلة شكّلت واردات العراق من الوقود عبئًا على ميزانيته، لكن مواصلة التطوير بخطى ثابتة دفعت نحو إعلان الاكتفاء الذاتي من الديزل الأحمر (نوع رديء من أنواع الديزل gasoil) وبدء تصديره.
وفي إقليم كردستان، شنّت السلطات المعنية حملة لغلق مصافي التكرير غير الحاصلة على تراخيص، أو المرخصة وتعمل دون مراعاة الاشتراطات البيئية.
الإنتاج والصادراتيُقدّر الإنتاج الإجمالي لمصافي التكرير في العراق بنحو 1.215 مليون برميل يوميًا، دون احتساب إنتاج مصافي معالجة نفط كردستان.
وسبق أن أكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني العمل على توسعة المصافي؛ بهدف تلبية الطلب المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص الاعتماد على الواردات لإنهائها تمامًا، مثلما حدث مع الديزل الأحمر والنجاح في خفض واردات البنزين إلى 50% في نهاية العام الماضي 2023.
ويقارن الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين حجم صادرات النفط العراقي والمشتقات المكررة خلال الربع الأول من عام 2022 حتى 2024:
وذهب عبدالغني إلى أبعد من ذلك، بإبداء رغبته في تحقيق فائض عن الإنتاج المحلي، والاستعداد للتصدير.
وصدّر العراق مشتقات نفطية بنحو 701 ألف برميل يوميًا خلال شهر مايو/أيّار الماضي، لتُقدر الصادرات منذ مطلع العام الجاري بما يزيد على ضعف المدة ذاتها العام الماضي.
وغطّت صادرات المنتجات المكررة العراقية وجهات عدة، من بينها: كوريا الجنوبية، وماليزيا، والسعودية، وسلطنة عمان، وإسبانيا، والبحرين، وتايلاند، وفيتنام، وسريلانكا، حسب بيانات نشرتها إس آند بي غلوبال (S&P Global).
واحتل زيت الوقود (Fuel Oil) المركز الأول ضمن أعلى صادرات مشتقات التكرير في العراق، بالإضافة إلى شحنات أخرى من النافثا والقار والديزل الأحمر الرديء والبنزين، وفق بيانات.
خطة تطوير المصافييبدو أن أحلام وطموحات طفرة التكرير في العراق باتت أقرب إلى التنفيذ على أرض الواقع، خاصة مع استهداف التوسع في الصادرات.
ورغم عجز عدد من المصافي المشغلة حاليًا عن العمل بطاقتها الكاملة، فإن طموحات التوسع تلقى دعمًا من خطط إنشاء مصفاتين جديدتين.
والمصفاتان هما: "الفاو" المطورة بالتعاون مع الصين التي ستضيف إلى طاقة التكرير في العراق 300 ألف برميل يوميًا، ومصفاة كركوك التي حظيت بموافقة مجلس الوزراء في 7 مايو/أيار، وتضيف 150 ألف برميل يوميًا.
وعزّز العراق خطط تطوير المصافي بمرافق إضافية، شملت الانتهاء -في يوليو/تموز الماضي- من تطوير خط أنابيب لنقل تدفقات الديزل الأحمر يستهدف نقل الإمدادات من موقع تخزين مجاور لمصفاة البصرة إلى ميناء خور الزبير، لتصدير المنتج لأول مرة منذ عام 2003.
وطالت خطط توسعة قطاع التكرير في العراق تغذية مصفاة البصرة بوحدة جديدة لتقطير الخام بطاقة 70 ألف برميل يوميًا، شرعت في عملها في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي.
وعلى المنوال ذاته، انتهت أعمال تطوير مصفاة بيجي -في فبراير/شباط الماضي- وجرى افتتاحها رسميًا لتُسهم بطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف برميل يوميًا.
مصافي كردستان
يبدو أن الدعم الحكومي لمصافي التكرير شجّع شركات النفط العالمية للعودة واستئناف عملها في أصول البلاد، واتضح ذلك خلال توقيع شركة النفط البريطانية "بي بي" مذكرة تفاهم مع بغداد، للاتفاق على إطار استئنافها تطوير مشروع نفط كركوك.
وشمل ذلك نطاق حقل كركوك بالكامل بقبتيه (بابا، وأفانا)، بالإضافة إلى 3 حقول أخرى تخضع لإدارة شركة نفط الشمال.
ويحتاج العراق إلى التركيز على كيفية زيادة قدرات التكرير في هذه الرقعة، خاصة أن إنتاج الشركة من النفط الخام في الآونة الحالية يُقدر بنحو 380 ألف برميل يوميًا، وهو معدل كافٍ لتزويد مصافي شمال العراق فقط بالإمدادات.
وزاد الطلب على الخام مع افتتاح مصفاة بيجي الواقعة شمال البلاد مؤخرًا، واستهدافها إنتاج 150 ألف برميل يوميًا.
ومن المخطط أن تضم مصفاة كركوك أيضًا وحدة "بازيان" بطاقة 40 ألف برميل يوميًا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت مصافي التكرير الحاصلة على تراخيص قانونية في إقليم كردستان قد خضعت لمهلة زمنية من السلطات المعنية، لتوفيق أوضاعها بما يتلاءم مع الاشتراطات البيئية، مع التهديد باتخاذ إجراءات ضد المخالفين تشمل الاعتقالات والملاحقة الأمنية.
وجاء ذلك بعدما أغلقت سلطات إقليم كردستان 138 مصفاة غير قانونية وغير مرخصة مطلع الشهر الجاري.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ألف برمیل یومی ا مصافی التکریر الدیزل الأحمر
إقرأ أيضاً:
طاقة إنتاج النفط في الكويت تتجاوز 3 ملايين برميل يوميا
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح -اليوم الثلاثاء- إن طاقة إنتاج النفط في الكويت تجاوزت الآن 3 ملايين برميل يوميا.
وتهدف الكويت إلى زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 4 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2035.
وكان أحمد جابر العيدان الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت، التابعة لمؤسسة البترول، قال في يونيو/حزيران إن طاقة إنتاج النفط في البلاد تزيد على 2.8 مليون برميل يوميا متوقعا آنذاك أن تصل إلى 3 ملايين في 2025.
كما توقع الشيخ نواف في يوليو/تموز أن تصل الكويت إلى قدرة إنتاجية عند 3.2 ملايين برميل يوميا من النفط قبل نهاية 2024 ثم زيادتها إلى 4 ملايين بحلول 2035.
وقال الشيخ نواف اليوم الثلاثاء للصحفيين على هامش مؤتمر نفطي بالكويت "نحن زدنا على 3 ملايين، طاقة إنتاجية. ومستمرون في خطتنا إن شاء الله".
الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الصباح (وكالة الأنباء الكويتية)وعلق الشيخ نواف على خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، قائلا "ليس هناك بديل للنفط كمصدر رئيسي للطاقة، لا حاليا ولا في المستقبل".
وأضاف "لعل هذا ما أدركه الرئيس ترامب والمسؤولون في الولايات المتحدة، أنه يجب أن يكون هناك استمرار في التنقيب وإنتاج النفط، وهذا ما نعكسه نحن هنا في الكويت".
إعلانوقال "نعلم أن الطلب على النفط الكويتي سيزيد في المستقبل".
وتهدف شركة نفط الكويت المسؤولة عن إنتاج أكثر من 90% من النفط في البلاد إلى طاقة إنتاجية تبلغ 3.65 ملايين برميل يوميا من النفط بحلول عام 2035.
ومن المتوقع أن تأتي 350 ألف برميل يوميا أخرى من المنطقة المقسومة، والتي يتم تشغيلها بشكل مشترك بين الكويت والسعودية.
وتعمل الكويت جاهدة لزيادة طاقتها الإنتاجية مع التركيز على الاكتشافات البحرية الجديدة، وتستهدف شركة نفط الكويت حفر 6 آبار استكشافية في المرحلة الحالية من العمل في المنطقة البحرية، يعقبها عمليات مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد.
خلال كلمة ألقاها نيابة عن وزير النفط رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية طارق الرومي في مؤتمر منظمة (المحافظة على نظافة البحار)
– الرئيس التنفيذي للمؤسسة الشيخ نواف سعود الناصر الصباح: الكويت وضعت خطة متكاملة طويلة الأمد لضمان كفاءة تطبيق برنامج الإدارة المتكاملة للمناطق… pic.twitter.com/SNcDQg1APu
— كونا KUNA (@kuna_ar) January 21, 2025
وأعلنت شركة نفط الكويت -أمس الاثنين- اكتشاف موارد هيدروكربونية في حقل الجليعة البحري، باحتياطات تقدر بحوالي 800 مليون برميل من النفط المتوسط الكثافة إضافة إلى 600 مليار قدم مكعب قياسية من الغاز المصاحب.
وفي العام الماضي، أعلنت الكويت أنها حققت اكتشافا نفطيا "عملاقا" في حقل النوخذة البحري شرقي جزيرة فيلكا الكويتية، باحتياطيات تقدر بنحو 3.2 مليارات برميل من النفط المكافئ.
وقال أحمد العيدان، اليوم الثلاثاء للصحفيين، إن الشركة تهدف للوصول "للإنتاج الأكمل" من الحقول البحرية في غضون 8 إلى 10 سنوات.
وقال الشيخ نواف الصباح اليوم إن بلاده أكملت الدراسات الهندسية الخاصة بحقل الدرة للغاز، مؤكدا أن الخطة الموضوعة بشأنه تسير حسب الجدول الزمني "باتفاق تام" مع السعودية.
إعلانوقال للصحفيين "مستمرون حسب خطتنا، وأكملنا دراساتنا الهندسية، وسوف ندخل في الإجراءات اللاحقة لها. هذا كله حسب الخطة".
وسبق أن طالبت إيران بحصة في حقل الدرة الذي تقدر احتياطياته المؤكدة بنحو 20 تريليون قدم مكعبة، ووصفت الاتفاق الكويتي السعودي لتطويره والمبرم في عام 2022 بأنه "غير قانوني".