اللواء محمد القادري: تحركات دول العدوان في البحر مكشفوة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
وأضاف اللواء محمد القادري في تصريح لـ"26 سبتمبرنت" ان القيادة الثورية والسياسية والعسكرية أدركت منذ الوهلة الأولى للعدوان بأهمية البناء النوعي للقدرات البحرية اليمنية التي كانت ضعيفة أصلا خلال العقود الماضية حيث عملت القيادة ووفق استراتيجية عملية على بناء قدرات القوات المسلحة من الصفر انطلاق من ان الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة، فمضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى، والجزر اليمنية، هي أرض يمنية، وسيادتنا عليها سيادة كاملة.
واكد اللواء القادري انه وبفضل الله وجهود المخلصين اصبح لليمن قوة بحرية لا يستهان بها وأصبحت البحار والسواحل اليمنية تحت المجهر، ومراقَبة على مدار الساعة، وكل التحركات والمؤامرات التي تُحاك من أجل السيطرة على باب المندب والمياه الإقليمية الدولية واليمنية مكشوفة ومعروفة وبالتالي فالبحرية مع ماتتمتع به اليوم من اقتدار اصبحت بفضل الله تعالى على مستوى الجاهزية الشاملة لمواجهة كل الاحتمالات وخوض معركة بحرية بمعيار استراتيجي لاتتصوره دول العدوان وفي المقدمة امريكا وبريطانيا . كما انها باتت تستطيع تحقيق الحماية الكاملة للسواحل والمياه الاقليمية وكسر الحصار البحري المفروض على اليمن ومنع نهب الثروات وهذه الجزئية التي يفترض على دول العدوان فهمها واخذها بالاعتبار.
وقال القادري إن "الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاءهما في الخليج هم بالفعل من يهدد سلامة الملاحة البحرية في باب المندب، وعلى طول ساحل البحر الأحمر، عبر مغامراتهم العسكرية، التي صاحبت العدوان على اليمن، وتحويل الجزر اليمنية إلى مناطق عسكرية بهدف إقلاق الملاحة البحرية عبر عمليات إجرامية ونشر ألغام لاستهداف سفن تستخدم البحر الأحمر ولذلك فأن القوات البحرية لن تسمح لتحالف العدوان السعودي بتحقيق مخططاته الخبيثة، لأنّ اليمن يهمّه أن يكون مضيق باب المندب والبحر الأحمر بحيرة سلام وأمن واستقرار وحماية البحر الأحمر والجزر ومضيق باب المندب مسؤولية يمنية ولدى القوات المسلحة والقوات البحرية القدرة الكاملة على ذلك، والمنطقة ليست في حاجة إلى غزاة لحمايتها كما يدعون.
وأكد اللواء القادري أنّ "القوات المسلحة والقوات البحرية تدرك كل المخاطر الناجمة عن مخططات دول العدوان، ومن حق اليمن الدفاع عن الأراضي والسواحل والحدود اليمنية، في كل الوسائل المتاحة فدول العدوان وحلفاءها، هم العدو الحقيقي لسلامة الملاحة البحرية، تجارياً ومدنياً ..ونؤكد لهم بأن جحم ما وصلت اليه القوات البحرية اليمنية من قدرات وتسليح خلال هذه المرحلة والاعداد والامكانات التي تمتلكها خصوصا الاسلحة الهجومية يعتبر كبير وعالي المستوى يتجاوز ما كانت عليه في السنوات الماضية باضعاف حيث اصبحت تمتلك اسلحة بحرية متطورة وقدرات مذهلة في الميدان بعضها لاتتوقف قوتها على الواقع التكتيكي بل تاخذ مسارات استراتيجية تؤهلها لمواجهة اي تهديد بحري يصدر من القوى المعادية في كامل جغرافيا البحر الاحمر والعربي كما يمكنها ضرب اي هدف قريب او بعيد المدى في طول وعرض البحر فجميع القطع والاساطيل البحرية التابعة لتحالف العدوان الامريكي السعودي الاماراتي التي تتمركز في البحر الاحمر وباب المندب والبحرالعربي خصوصا مجموعات الاسطول الخامس الامريكي هي عمليا في مرمى العمليات لذا فالحرب القادمة ان حصلت لن تكون كسابقاتها وستجد دول العدوان نفسها امام معركة تتجاوز الحسابات والنظريات وما يمكن ان تتصوره فالبحر الاحمر وباب المندب والبحر العربي ستكون منطقة ملتهبة ومقبرة جماعية للسفن المعادية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: القوات البحریة البحر الأحمر دول العدوان باب المندب
إقرأ أيضاً:
كارنيغي: الغرب فشل في تأمين البحر الأحمر.. والتجارة البحرية فيه ستظل رهينة لجماعة الحوثي وإيران (ترجمة خاصة)
قال مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط إن التجارة البحرية عبر البحر الأحمر ستظل في المستقبل المنظور، رهينة لجماعة الحوثي وإيران.
وقال المركز في تحليل حمل عنوان: "عملية أسبايدس، أو خطر التوقعات المنخفضة في اليمن" ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن مهمة الاتحاد الأوربي "أسبيدس" وعملية حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة فشلا في تغيير سلوك الحوثيين، ولم تنجحا في استعادة مستوى ما قبل الأزمة من حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. وهذا يطرح السؤال حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتعامل بشكل أفضل مع اليمن في إطار جهود الأمن البحري الأوسع في المنطقة.
ورجح التحليل أن يستخدم (الحوثي وإيران) التهديدات في البحر الأحمر لضمان تنازلات في أماكن أخرى.
وأضاف "منذ بداية الصراع في غزة، أصبحت الحدود البحرية لليمن ساحة معركة في صراع إقليمي ودولي أوسع نطاقا للقوى. فقد أعاقت جماعة الحوثي، حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، الذي يوفر الوصول إلى البحر الأحمر وقناة السويس، بزعم الضغط على اقتصادات إسرائيل والدول الغربية حتى يتسنى لها التعجيل بوقف إطلاق النار في غزة".
وتابع "الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع هذه المشكلة هي إنشاء بعثات بحرية لحماية حركة الملاحة البحرية ــ وهي الجهود التي باءت بالفشل في الغالب".
وأردف "من الأمثلة على ذلك عملية الاتحاد الأوروبي البحرية في أسبيدس، أو عملية أسبيدس. ومثلها كمثل المهمة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة عملية حارس الرخاء، اتسمت عملية أسبيدس بالتركيز على المدى القصير وغياب استراتيجية شاملة للقضاء على تهديد الحوثيين لحركة الملاحة البحرية، أو على الأقل الحد منه بشكل كبير.
توفير ظروف ملائمة لعملية السلام باليمن
وأكد مركز كارنيغي أن ما يحتاجه الأوروبيون هو إيجاد توازن بين حماية حركة المرور التجارية في البحر الأحمر وتوفير الظروف الملائمة للسلام الدائم في اليمن والذي يضمن عدم إعاقة الحوثيين للشحن عبر باب المندب مرة أخرى.
وذكر أن حقيقة عملية أسبيدس، مثل عملية حارس الرخاء، كانت في الأساس مهمة تفاعلية مرتبطة بسلوك الحوثيين أثناء حرب غزة، ومحدودة في الوقت بعام واحد، تعني أنه لا توجد ضمانات بأن الحوثيين لن يكرروا أفعالهم في المستقبل. واعتمادًا على مصالح محور المقاومة ــ تحالف الجهات الفاعلة المؤيدة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط ــ فقد تعيق المجموعة مرة أخرى حركة المرور البحرية عبر نقطة الاختناق البحرية الحيوية هذه.
وأوضح أن العواقب ستكون أكثر شدة إذا تم ذلك بالتوازي مع الجهود الرامية إلى إغلاق مضيق هرمز وكذلك حركة المرور البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
يضيف "لقد فشلت عملية أسبيدس في تغيير سلوك الحوثيين، ولم تنجح في استعادة مستوى ما قبل الأزمة من حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. وهذا يطرح السؤال حول كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتعامل بشكل أفضل مع اليمن في إطار جهود الأمن البحري الأوسع في المنطقة؟
سياسة أكثر فعالية تجاه تحركات الحوثيين البحرية
يقول المركز إن عملية أسبيدس لم تركز على إضعاف قدرات الحوثيين أو تقديم الدعم للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لمعالجة اختلال التوازن في القوة في اليمن. ومن العوامل التي تعزز هذا الاختلال استمرار سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة الساحلية وموانئها. وقد سُمح بذلك فعليا بفضل اتفاق ستوكهولم لعام 2018، وهو سوء تقدير استراتيجي جاء بنتائج عكسية بعد خمس سنوات.
وتوقع مركز كارنيغي أزمات بحرية جديدة حول مضيق باب المندب إذا ظل الحوثي مسيطر على شمال غرب اليمن في ظل ظروف الفوضى والصراع والاضطرابات الإقليمية.
وبشأن تأمين الملاحة في البحر الأحمر دعا المركز الأوروبيين إلى إظهار الإرادة السياسية وتبني سياسات طويلة الأجل قادرة على ضمان الأمن واستقرار الوضع في اليمن. وقال "بدلاً من ذلك، اتجهوا إلى دعم عمليات خفض التصعيد سيئة التصميم والتي كافأت الحوثيين وشجعتهم، دون تحقيق سلام دائم. وقد واجه هذا النهج ضغوطًا واضحة".
وقال "لم تفشل عملية أسبيدس وعملية حارس الرخاء في استعادة حرية الملاحة عبر باب المندب فحسب، بل من غير المرجح أن تنجحا في ذلك".
مساران متوازيان
وزاد "إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يكون أكثر فعالية، فيتعين على الدول الأعضاء أن تصمم بشكل جماعي استراتيجية لليمن لديها فرصة أفضل للنجاح".
واستدرك: "ينطوي هذا على متابعة مسارين متوازيين: الأول "يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعيد النظر في دعمه لعمليات السلام في اليمن. فهذه العمليات تميل إلى تقديم الجزر للحوثيين، ولكنها لا تفعل شيئًا لإعطاء الأولوية للمحادثات بشأن الأمن والانتشار غير المنظم للأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وخاصة تلك التي يمتلكها الحوثيون والتي تهربها إيران إلى اليمن. وتشكل مثل هذه المحادثات -وفق كارنيغي- أهمية أساسية من أجل معالجة التحديات الطويلة الأجل والحد من احتمالات انهيار السلام.
وفي ضوء التصعيد الأخير بالقرب من باب المندب، يضيف "فمن غير المرجح أن نرى قريبا الكثير من التقدم في عملية السلام اليمنية. وإذا كان الاتحاد الأوروبي يريد حقا يمن مستقر وآمن يتحمل التزاماته القانونية والأخلاقية لحماية سواحله، فسوف يكون من الضروري إعادة التفكير في سبل إرساء الأمن في البحر الأحمر والتوصل إلى تسوية سلمية دائمة، فضلا عن كيفية جلب أنصار الله إلى طاولة المفاوضات بحسن نية".
فيما المسار الثاني حسب المركز فإنه ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يقدم الدعم الاستراتيجي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا كشريك أمني طويل الأمد في البحر الأحمر وبحر العرب. وسيكون من بين العناصر الأساسية لهذه الجهود تعميق وتوسيع الشراكة مع الحكومة ليس فقط لدمجها في إطار أمني للبحر الأحمر، بل وأيضا لمعالجة التفاوت في القوة في اليمن على المدى الطويل إذا استمرت تهديدات الحوثيين. ويمكن أن تشمل أدوات السياسة الأوروبية الاستثمار في بناء قدرات خفر السواحل اليمني.