الإنجازات الوهمية في مفاوضات جنيف الأمريكية
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
صلاح جلال
(١)
رفض القوات المسلحة القبول بدعوة الولايات المتحدة لإجتماعات جنيف يعتبر صفعة قاسية للدبلوماسية الأمريكية في وجه أعلى ممثليها وزير الخارجية بلينكن وممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولى ليندا قرينفيلد ومبعوث الرئيس بايدن توم بيريلوا ، فقد صممت الولايات المتحدة وحلفائها عملية تفاوضية من ثلاثة نقاط وقف إطلاق النار وتسهيل وصول الدعم الإنسانى للشعب السودانى ونظام رقابة وتحقق فعال لتنفيذ الإتفاق ، إستخدمت الولايات المتحدة وسائل التفاوض المتبعة التقليدية للإقناع الجذرة والعصا، لكن دبلوماسيتها فشلت في وضع الثقل المناسب الذى يفرض على القوات المسلحة الإستجابة لدعوتها ، وأصبح مبعوثها الرئاسى توم بيريلوا يستجدى يومياً في رسائل على صفحته على منصة X القوات المسلحة للحضور بشكل يثير الشفقة على وزن الولايات المتحدة العالمى وكل مناشداته تقع على أذن صماء لايهمها أمريكا ولا مجتمع دولى ، بل خرجت اليوم الجمعة مظاهرات محدودة بشعارات الحزب المحلول في التسعينات “لن نزل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان”.
(٢)
أظهرت دعوة مفاوضات جنيف العجز الدبلوماسى الأمريكى في التأثير على أحداث السودان هل شاخت الدبلوماسية الأمريكية؟ أم أخطأت في المقاربة للحالة السودانية ؟؟؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام المتبقية في إجتماعات جنيف في غياب القوات المسلحة
التى وضعت الأمريكان والحلفاء ودول محورية في الإقليم ومنظمات إقليمية وعالمية مثل الإتحاد الأفريقى والأمم المتحدة في جحر ضب خرب يتجلى فيه شعار القوات المسلحة بوضوح المجتمع الدولى تحت جزمتنا ، يجب على العالم قبول طريقتنا في ادارة هذه الأزمة ذات التأثير على حماية المدنيين والأمن الإقليمى والدولى أو فليشربوا جميعاً من البحر ونحن نمثل دولة عظمى مثلهم فقط غير قادرة على إطعام شعبها وقواتنا المسلحة في أوج إنتصاراتها على التمرد تتفاوض معكم من عاصمة بديلة للعاصمة القومية الخرطوم .
(٣)
في ظل هذا الفشل العالمى والأمريكى على وجه الخصوص ، أصبح المجتمع الدولى يبحث عما يحفظ ماء الوجه بشكل كورالى في مشهد إعلان القوات المسلحة فتح معبر أدرى الحدودى مع دولة تشاد لدخول الإغاثة وتضخيم الإحتفال بفتح المعبر كإنجاز إستراتيجى في محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية تغطية فشلها الدبلوماسى في إقناع القوات المسلحة لحضور مفاوضات جنيف، المعبر الذى أعلن الجيش فتحه يخضع بالكامل لسيطرة الدعم السريع ولايوجد جندى واحد من القوات المسلحة ليقوم بفتحه أو إغلاقه فهو إنجاز وهمى لحفظ كرامة المفاوض الأمريكى الذى إفتقر لآليات الضغط المناسب على الطرف المتعنت وبدأ التمسك بشكليات الإنجازات غير ذات الوزن كتعويض لحالة الفشل الظاهر للعيان تغطية الخسارة للكرامة الأمريكية التى تبعثرت في إستجداء القوات المسلحة للحضور .
(٤)
ختامة
في ظل تفاقم الهشاشة في السودان وإضمحلال الدولة وتعرض المدنيين لأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم وما يجرى في منبر جنيف بخصوص المبادرة الأمريكية المدعومة من طيف واسع يضع المجتمع الدولى على المحك بين إفشال الضحايا الذين تعلقت آمالهم وطموحاتهم بوقف إطلاق النار للحفاظ على الحق الطبيعى في الحياة وتحويل المجتمع الدولى والولايات المتحدة لمهزلة في أدارة الأزمات على المسرح الدولى إختبار حقيقى لفعالية وكفاءة ما يسمى بالمجتمع الدولى هل ينتهى في جنيف لبيان تقليدى نشجب وندين وننظر بقلق أم ينتهى بأمان للخائفين وطعام للجائعين ، نقول للشعب السودانى ما حك جلدك مثل ظفرك فالنتوحد جميعاً للنزع الشرعية عن هذه الحرب العبثية وندعوا المجتمع الدولى للإحتفالات معنا بيوم النصر لإرادة الشعب المعلم قوى ثورة ديسمبر المجيدة تعالوا إتفرجوا على شيل التمساح في البحر.
الوسومصلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال الولایات المتحدة المجتمع الدولى القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
"معاداة السامية" قيد جديد أمام المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن التعبير عن آراء تصنف كـ "معاداة للسامية" عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يُستخدم كسبب لرفض طلبات الهجرة، بما في ذلك الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) أو تأشيرات الطلاب.
وذكرت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية أنها ستقوم بمراجعة الأنشطة والمنشورات التي ينشرها المتقدمون على حساباتهم، وستولي اهتمامًا خاصًا لأي صلات تربطهم بمؤسسات تعليمية أو منظمات يُزعم انخراطها في ممارسات معادية للسامية.
هذا القرار يأتي استنادًا إلى إشعار سابق من وزارة الأمن الداخلي، يقترح جمع بيانات من حسابات التواصل الاجتماعي كجزء من عملية فحص طلبات الهجرة. ويُذكر أن مراقبة منصات التواصل من قبل سلطات الهجرة الأمريكية ليست جديدة، إذ بدأ العمل بها منذ فترة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، لكنها شهدت تصعيدًا ملحوظًا خلال عهد ترامب.