في صفقة محتملة.. إيران تبحث عن مساعدة الصين لزيادة دقة مراقبتها للأهداف العسكرية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
تسعى إيران إلى إبرام صفقات مع شركتين صينيتين للأقمار الصناعية بهدف تزويدها بقدرات محسنة لترسانتها من الصواريخ الباليستية.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤولين أمنيين غربيين، أن إيران طلبت من الصين دعمها في مجال الأقمار الصناعية بهدف تعزيز قدراتها في المراقبة عن بعد وجمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك إمكانية الحصول على صور عالية الدقة لأهداف عسكرية في إسرائيل ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وقد شهدت الفترة الأخيرة بحسب مسؤولين غربيين وشرق أوسطيين، تبادل الوفود بين الحرس الثوري الإيراني والشركات الصينية المعنية، والتي تختص في تصنيع وتشغيل أقمار صناعية مزودة بكاميرات متطورة.
وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن "سعي إيران للتعاون مع الشركتين يتم مراقبته عن كثب بسبب المخاوف من أن أي اتفاق قد يعزز بشكل كبير قدرة إيران على التجسس على المنشآت العسكرية الأميركية والإسرائيلية، بالإضافة إلى المنشآت العسكرية للدول العربية المنافسة في الخليج الفارسي".
وتقدم الشركات الصينية المعنية أقمارا صناعية مزودة بأجهزة بصرية حساسة تفوق في دقتها أقمار إيران الحالية.
وتأتي هذه الزيارات في سياق العلاقات الوثيقة بين بكين وطهران، والتي تعززت بعد توقيع اتفاقية التعاون السياسي والاقتصادي الممتدة لـ 25 عاما بين وزيري خارجية البلدين قبل ثلاث سنوات.
وسعت إيران سابقا للحصول على مساعدة من روسيا لتطوير شبكة من أقمار المراقبة التي تسيطر عليها طهران، وقد توسعت هذه المساعدة مع اعتماد روسيا على إيران كمورد للطائرات المسيرة الهجومية المستخدمة في حربها ضد أوكرانيا.
ويحذر تقييم سري، اطلعت عليه صحيفة "واشنطن بوست"، من أن الصفقة مع الصين قد تمنح إيران قدرة محسنة على تحديد الأهداف لترسانتها من الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى تزويدها بأنظمة إنذار مبكر لرصد الهجمات الوشيكة.
وقد تكون إيران بعد ذلك قادرة على تزويد حلفائها، مثل الحوثيين في اليمن الذين شنوا هجمات صاروخية على الشحن التجاري في البحر الأحمر، أو الفصائل السورية والعراقية المسؤولة عن هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، بمعلومات استخباراتية مستمدة من الأقمار الصناعية.
وذكر المستند أن إيران زودت مثل هذه المجموعات سابقا بصور أقمار صناعية تم شراؤها من الصين.
ورغم عدم وجود تقارير عن اتفاق رسمي حتى الآن، إلا أن التقييم وصف علاقة مزدهرة بين طهران وشركة "تشانغ قوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية"، حيث شهدت الفترة الأخيرة عدة تبادلات للوفود وإقامات طويلة لعملاء ومسؤولي الحرس الثوري الإيراني في الصين.
وتصنع شركة "تشانغ قوانغ"، التي تتخذ من مدينة تشانغتشون في مقاطعة جيلين شمال شرق الصين مقرا لها، أقمارا صناعية صغيرة ومنخفضة التكلفة تعرف بـ"مكعبات"، مزودة بمعدات بصرية قادرة على إنتاج صور بدقة تصل إلى 30 سنتيمترا. وهي قدرة تضاهي قدرة أكثر شركات الأقمار الصناعية التجارية الأميركية والأوروبية تطورا.
"أكسيوس": سيناريو الهجوم على طاولة بايدن.. هكذا سترد إيران على اغتيال هنيةتقرير: "خسائر بالمليارات تتكبدها إسرائيل".. فهل بدأت في دفع ثمن الهجوم الإيراني حتى قبل أن يحدث؟ وسط ترقب إسرائيلي لرد محتمل.. إيران تجري مناورات عسكرية بالقرب من الحدود العراقيةوينتج قمر "خيام" الإيراني، وهو قمر صناعي للاستشعار عن بعد، صورا بدقة تصل إلى حوالي متر واحد.
وذكر التقييم أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يسعون أيضا إلى إبرام ترتيبات تجارية مع شركة "مينو سبيس تكنولوجي" التي تتخذ من بكين مقرا لها، والتي تصنع أقمار الاستشعار عن بعد من سلسلة "تايجينغ"، وشاركوا في تبادل الوفود معها.
ولا تخضع أي من الشركتين الصينيتين لعقوبات اقتصادية أمريكية أو دولية. ومع ذلك، تواجه قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي وحدة النخبة المسؤولة عن العمليات الخارجية، عقوبات أمريكية متعددة.
لم ترد شركتا "تشانغ قوانغ" و"مينو سبيس" على رسائل البريد الإلكتروني التي طلبت التعليق. كما لم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للحصول على معلومات حول التواصل مع الشركات الصينية.
تورطت شركة تشانغ قوانغ في جدل العام الماضي بعد تقارير تفيد بأنها قدمت خدمات وصور أقمار صناعية لمجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر".
وقد ربطت التقارير الشركة باتفاقية قيمتها 30 مليون دولار وقعها مسؤولو "فاغنر" في نوفمبر 2022، بعد تسعة أشهر من بدء الغزو العسكري الروسي الكامل لأوكرانيا.
علقت الصين، أحد أهم شركاء إيران العسكريين تاريخيا، معظم مبيعات الأسلحة إلى طهران حوالي عام 2005، حيث شددت الدول الغربية العقوبات على البرنامج النووي الإيراني المتوسع بسرعة.
وتحسنت العلاقات مع بكين تدريجيا على مدى العقد الماضي، بدءا من اتفاقية صينية في عام 2015 لتزويد إيران بتكنولوجيا الملاحة القائمة على الأقمار الصناعية والتي سمحت لطهران بتحسين دقة صواريخها وطائراتها بدون طيار.
العديد من المكونات الإلكترونية للطائرات الإيرانية منشأها الصين. بموجب اتفاقية 2021، التزمت الدولتان بإجراء تدريبات وتطوير مشترك مستقبلي للطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات.
وأصبحت الصين الآن أكبر عميل لإيران في مجال المنتجات البترولية، وازدهرت التجارة بين البلدين، حيث ارتفعت إلى 32 مليار دولار العام الماضي. لكن هذا الرقم ضئيل للغاية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها "لم تكن سعيدة بحمايتي لشعوب الشرق الأوسط" رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو القضاء على النظام الإيراني إيران: وقف إطلاق النار في غزة وحده الكفيل بإرجاء الرد العسكري على إسرائيل الصين إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية إيران مراقبة الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الحرب في أوكرانيا روسيا فيضانات سيول غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الحرب في أوكرانيا روسيا فيضانات سيول الصين إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية إيران مراقبة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الحرب في أوكرانيا روسيا فيضانات سيول إيران إجلاء فلاديمير بوتين اغتصاب فرنسا لقاح السياسة الأوروبية الأقمار الصناعیة أقمار صناعیة الشرق الأوسط یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على سوريا ولبنان، تؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتغيير شامل للمنطقة بأكملها، وأن لديها مشروعا للتوسع يتضح بشكل أكبر يومياً، حيث تريد إسرائيل خلق مناطق نفوذ واسعة لها في المنطقة برمتها، وهو ما يعني بالضرورة انتهاك سيادة الدول المجاورة والاعتداء على وجودها.
أبرز ملامح التوسع الإسرائيلي في المنطقة تجلى في المعلومات التي كشفتها جريدة «معاريف» الإسرائيلية، التي قالت إن الطيران الإسرائيلي رفض منح الإذن لطائرة أردنية كانت تقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس نحو العاصمة السورية دمشق، واضطر الرئيس عباس للسفر براً من الأردن إلى سوريا، للقاء الرئيس أحمد الشرع، كما أن الصحيفة كشفت بذلك أيضا، أن القوات الإسرائيلية هي التي تسيطر على المجال الجوي لسوريا وتتحكم به. وفي التقرير العبري ذاته تكشف الصحيفة، أن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تقليص وجودها العسكري على الأراضي السورية، وهو ما يعني على الأغلب والأرجح أنه انسحاب أمريكي لصالح الوجود الإسرائيلي الذي بات واضحاً في جملة من المناطق السورية.
إسرائيل استغلت سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي وتوغلت فوراً داخل الأراضي السورية، كما قامت بتدمير ترسانة الأسلحة السورية، وسبق تلك الضربات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله اللبناني، وما يزال، والتي تبين أن لا علاقة لها بمعركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث اعترفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، بأن عمليتي «البيجر» و»الوكي توكي» كان يجري الإعداد لهما منذ سنوات، وإن التنفيذ تم عندما اكتملت الإعدادات، وهو ما يعني أن الضربة التي تلقاها حزب الله كانت ستحصل لا محالة، سواء شارك في الحرب، أم لم يُشارك، حيث كان يتم التخطيط لها إسرائيلياً منذ سنوات. هذه المعلومات تؤكد أنَّ إسرائيل لديها مشروع للتوسع والهيمنة في المنطقة، وأنَّ هذا المشروع يجري العمل عليه منذ سنوات، ولا علاقة له بالحرب الحالية على قطاع غزة، بل إن أغلب الظن أن هذه الحرب كانت ستحصل لا محالة في إطار مشروع التوسع الاسرائيلي في المنطقة.
إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وبتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام معها
الهيمنة الإسرائيلية على أجواء سوريا، والاعتداءات اليومية على لبنان واليمن ومواقع أخرى، يُضاف إلى ذلك القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، وعمليات التهويد المستمرة في القدس المحتلة، إلى جانب تجميد أي اتصالات سياسية مع السلطة، من أجل استئناف المفاوضات للحل النهائي.. كل هذا يؤكد أن المنطقة برمتها تتشكل من جديد، وأن إسرائيل تحاول أن تُشكل هذه المنطقة لصالحها، وتريد أن تقفز على الشعب الفلسطيني ولا تعتبر بوجوده.
خلاصة هذا المشهد، أن إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وتقوم بتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام مع إسرائيل، خاصة الأردن ومصر اللذين يواجهان التهديد الأكبر من هذا المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير ملايين الفلسطينيين على حساب دول الجوار، كما أن دول التطبيع ليست بمنأى هي الأخرى عن التهديد الإسرائيلي الذي تواجهه المنطقة.
اللافت في ظل هذا التهديد أن العربَ صامتون يتفرجون، من دون أن يحركوا ساكناً، إذ حتى جامعة الدول العربية التي يُفترض أنها مؤسسة العمل العربي المشترك لا تزال خارج التغطية، ولا أثر لها أو وجود، كما أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة لم تتحرك، ولا يبدو أن لها أي جهود في المنظمة الأممية من أجل مواجهة هذا التهديد الإسرائيلي.