فُجعت اسرتنا بنبأ وفاة الشاب معز أبو سوار، حفيد العم الراحل عبد الله حمد الزبير الملك، كان خبر رحيله صاعقا لكل من عرفه وخبر طباعه الكريمة ونقاء سريرته ومحبته لكل أهله وجيرانه ومعارفه، وسعيه الدائم في خدمتهم وقضاء حوائجهم.
كان المرحوم يدير وكالة للسفر والسياحة في الخرطوم، انتقلت بسبب ظروف الحرب الى بورتسودان، كان يساعد بعض عملاء الوكالة في الحصول على تأشيرات دخول الى مصر، إثر بلاغ كيدي من بعض الجهات بأنه قام بتزوير تأشيرة دخول، قامت الشرطة بإلقاء القبض عليه، ولم تطلق سراحه حتى بعد ان ثبت أنّ البلاغ كان كاذبا، وان صاحب التأشيرة سافر بالفعل الى وجهته.


هناك شكوك قوية بأنه تعرض للتعذيب، وحُرم من الحصول على العلاج حين ساءت حالته ولم يتم نقله الى المستشفى الا في اللحظات الأخيرة، وبعد ان تدهورت حالته بشدة ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وبرغم تشريح الجثة الا انّه لم يتم تسليم تقرير التشريح حتى اللحظة، واضطرت الاسرة الى القيام بإجراءات الدفن دون تسلم التقرير.
كان المرحوم أبو سوار شيخ عووضة والد المرحوم المعز، ضابطا في جهاز الشرطة، أفنى عمره في خدمة الشرطة السودانية وعُرف عنه الإخلاص الشديد لعمله والانضباط والصدق والاحترام في تعامله مع زملائه ومرؤوسيه ومع كل المواطنين. ومن المحزن ان مثل هذا الرجل يموت ابنه في معتقلات نفس الشرطة التي أفني عمره في خدمتها.
الشرطة السودانية التي كانت مضرب الامثال في الانضباط وفي قضاء حوائج الناس، وفي حرصها على حفظ الأمن وانفاذ القوانين، انتهى بها الحال لانتهاك القانون، وأخذ الناس بالشبهات.
انه الانهيار الشامل الذي طال كل مناحي الحياة في هذه البلاد المنكوبة طوال عقود من الإفساد والتدمير، وإحلال أهل الولاء مكان ذوي الخبرة والإخلاص والكفاءة. انهيار ستكون مالاته وخيمة ان لم يتدارك المخلصون من اهل هذه البلاد الأمر، ويسعون في تنقية وإعادة هيكلة الأجهزة العدلية، وإرساء وانفاذ القوانين التي تحقق العدالة للضحايا، وتضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.
نسأل الله أن يتقبل الفقيد المعز في واسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يربط على قلوب أهله وكل أصدقائه وعارفي فضله، ويلهمهم الصبر والسلوان.

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مكتب السنوار يبعث رسائل شكر لكل المعزّين باستشهاد هنية

غزة - صفا وجه مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار رسائل شكر وتقدير لكافة الزعماء والوزراء وقادة القوى والأحزاب والشخصيات الاعتبارية الذين بعثوا برقيات ورسائل، وأصدروا بيانات تعزية بارتقاء شهيد الأمة القائد إسماعيل هنية ومرافقه الشهيد وسيم أبو شعبان. وعبر مكتب السنوار في رسائله عن عظيم التقدير للتضامن الممزوج بالمشاعر النبيلة والصادقة من المعزين. وقال: إن "شهيدنا ورمز الأمة إسماعيل هنية ارتقى في إحدى أشرف المعارك الفلسطينية التاريخية على درب القادة الشهداء لتلتقي دماؤه ودماء أبنائه وأحفاده مع التضحيات العظيمة التي يقدمها الشعب الفلسطيني في هذه المعركة، تأكيدًا على أن دماء قادتنا ومجاهدينا ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني". وشددت الرسالة على أن حركة حماس وقيادتها ستبقى ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وأن المبادئ السامية التي كان يدعو لها إسماعيل هنية ستظل ثابتة وحاضرة، وستمضي عليه الحركة ومجاهدوها. وأوضحت أنه في مقدمة هذه المبادئ وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، واجتماع كلمة أمتنا العربية والإسلامية ونبذ الفرقة والخلاف لنكون صفًا واحدًا في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • على طريقة بنيامين بوتون .. طفل يتقدم في العمر بالعكس
  • الكشف عن بيع تمثال برونزي يمني عمره أكثر من 3 آلاف عام
  • مكتب السنوار يوجه رسائل شكر لكل المعزّين باستشهاد هنية
  • مكتب السنوار يبعث رسائل شكر لكل المعزّين باستشهاد هنية
  • ???? الناجون من معتقلات مليشيا الدعم السريع: حكايات مروعة وغفلة عن الواجب
  • في اليونان.. القبض على فلسطيني هدد بتفجير أسطوانة غاز
  • يمني آخر يلقى حتفه في أوكرانيا.. مقتل طالب جامعي في صفوف الجيش الروسي
  • رمضان عبد المعز: أداء الصلوات يمحو الذنوب
  • أثار نينوى تقاضي مؤسسة حكومية هدمت أجزاء من سور عمره آلاف السنين
  • حصاد أسود في حرب عمياء : 20 ألف قتيل في حرب السودان