سودانايل:
2024-11-02@21:41:48 GMT

العودة الى منصة التأسيس .. فى شأن الوحدة الاتحادية

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

محمد فائق يوسف
مدخل
أعجب لاحزاب يحمل اسمها كلمة الاتحادى وهى تتناسل وتتكاثر ثم تتشظى كل حين.

مقدمة

قبل قيام الحزب الوطنى الاتحادى الذى توحدت فيه الفصائل الاتحادية التى كانت قائمة آنذاك،كانت تلك الفصائل مجرد مجموعات من المثقفين تنتمى الى مؤتمر الخريجين يتكون بعضها من الاشقاء او بعض الافراد يجمع بينهم انهم خريجوا كلية غردون ويحبون الشعر والادب وإيمانهم بضرورة،مشروطة احيانا، بوحدة مصر والسودان.

كانت هذه المجموعات تتمركز أساسا فى العاصمة وتمارس انشطتها من خلال نادى الخريجين والجمعيات الادبية والمناسبات الدينية وايضا من خلال الكتابة فى الصحف.

قيام الحزب الوطنى الاتحادى
اجتمع نفر يمثلون هذه الفصائل فى القاهرة بدعوة من اللواء محمد نجيب الذى نجح فى جمع كلمتهم ليصبحوا حزبا واحدا اختاروا له اسم (الحزب الوطنى الاتحادى).فى دستور ذلك وضعوا نصا صريحا يقول (هدف الحزب هو انهاء الوضع الحاضر،وجلاء الاستعمار الاجنبى،وقيام حكومة سودانية ديمقراطية فى اتخاد مع مصر.وتحدد قواعد هذا الاتحاد بعد تقرير المصير).
بلا شك فان اسم الحزب نفسه كان يعبر عن ذلك،فكلمة الوطنى كانت هى البديل عن الاستعمار والاتحادى تعنى الاتحاد مع مصر.
اصبح هذا النص هو الرابط الوجدانى والاخلاقى والقانونى الذى يربط بين قيادات الحزب وبين جماهيره خاصة والشعب السودانى عامة،بل ويحدد العلاقة المستقبلية مع الجارة الشقيقة مصر بدون مواربة.
وعندما تراجع الحزب عن تنفيذ هذا النص باختياره الاستقلال التام،ضربت الحزب الخلافات والانقسامات.
كان من أوائل الذين اختلفوا الطيب محمد خير واحمد خير المحامى الذى بلغ به الغضب من زملاءه ان قبل ان يصبح وزير خارجية اول نظام عسكرى فى السودان نكاية بالازهرى واصحابه.
ومنذ ذلك التأريخ فشل الاتحاديون فى اعادة النظر فى ذلك النص اذ ضربتهم الخلافات ومنعتهم من عقد مؤتمراتهم او الاحتكام الى جماهير الحزب.

وقفات ضرورية
فى عام ١٩٥٧ وقع اول انشقاق كبير ضرب بنية الحزب اذ نتج عن ذلك الانشقاق قيام حزب جديد باسم حزب الشعب الديمقراطى قوامه بشكل رئيسى هم مريدى الطريقة الختمية وبرعاية من السيد على الميرغنى.بينما احتفظ الاخرون باسم الوطنى الاتحادى. والملفت للنظر ان اسم الحزب الجديد خلا من كلمة الاتحادى واختيرت كلمة الشعب فى مقابل كلمة الوطنى وظهرت لاول مرة كلمة الديمقراطى.وبالرغم من ان اسباب الخلاف الئيسية كانت هى العلاقة مع مصر الا ان ذلك ام يظهر فى دستور الحزب او بيانا عنته وخاض الحزبان انتخابات عام ١٩٥٨ منفصلين ما جعل حزب الامة المنافس بحصل على الاغلبية.وعندما انتبه الحزبان الى الضرر الذى لحق بهما نتيجة الانشقاق وحاولا اصلاحه بقيام حكومة مشتركة بينهما، عاجلهما وبتدبير من الاميرالاى عبدالله خليل رئيس الوزراء انذاك،انقلاب الفريق عبود الذى عرف بحركة الجيش المباركة.
فى العام ١٩٦٧ عاد الفرقاء الاتحاديون الى رشدهم فاجتمع ممثلون للحزبين واتفقوا على دمج الحزبين تحت اسم جديد هو ( الاتحادى الديمقراطى ), اعترفوا ان المسمى الجديد كان عبارة اخذ كلمة من هنا وكلمة من هنا.
لم يكلف المجتمعون انفسهم بالنظر فى اسباب الخلاف ولا دواعى الانصهار الجديد ولم يكلفوا انفسهم عناءشرح ذلك لجماهير الحزب بل كونوا لجنة لادارة الحزب من عشرين عضوا عشرة من كل حزب وانتهى الامر الى هنا.وعندما قال الازهرى عبارته الشهيرة ( حزبان قبرا) لم يخطر بباله ان كل المبادئء والقيم التى قام عليها الحزب الوطنى الاتحادى قد قبرت فى نفس اللحظة.
ولان اسباب الانشقاق لم تعالج فسرعان مادب الخلاف من جديد فقد شهدت الفترة التى اعقبت انتفاضة ابريل العديد من الانشقاقات ونشأت احزاب باسماء جديدة لم تخلو من كلمة الاتحادى.وشهدت فترة حكم الانقاذ وما تلاها اسوأ الخلافات التى ضربت جذورها فى ارض الحزب واصبحت لها سيقان وفروع وثمار .. مرة.وظهرت كل الاسماء القديمة،الاشقاء الشعب الديمقراطى ووحدة وادى النيل والاتحاديون الاحرار وغيرها من الاسماء المستحدثة وكلها تحاول استدرار عواطف الجماهير بوضع كلمة الاتحادى صمن الاسم ويستعيدون تاريخا مضى.

محاولات رتق الصدع
لم تخلو كل هذه الفترات من محاولات لمعالجة الخلافات باءت كلها بالفشل الذريع لانها كانت تنظر الى الجانب الشكلى من الخلاف ولا تلج الى جذور المشكلة.وكم شهدنا القيادات وهى ترفع اياديها متماسكة فى المساء لتتفرق عند الصباح التالى.
نستطيع ان نوجز اسباب الخلافات الرئيسية في الاتى:
انعدام العمل المؤسسى وغياب التنظيم الفاعل فقد قام الحزب أساسا على مبادرات قياداته فى الاقاليم وتأثيرهم على الجماهير هناك.
غياب الدستور الديمقراطى الذى بحدد صلاحيات المؤسسات ويؤكد على الديقراطية والشورى فى اتخاذ القرارات.
الاتهام الذى يطال الطريقة الختمية باستيلاءها عل القرار داخل الحزب وسيطرة شيخ الطريقة على القيادة
عدم وضوح موقف الحزب من بعض القضايا الوطنية الهامة واتهام القيادة بالتخلى عن مبادىء الحزب والتعاون مع الانظمة العسكرية فى مخالفة واضحة لدستور الحزب.

الدكتاتورية
عدم انعقاد المؤتمر العام للحزب وتكلس القيادات مما افقد الحزب ميزة تجديد القيادات وفصمت عراه مع الاجيال الشابة والجديدة.والمؤتمر الوحيد الذى عقد بالقناطر الخيرية افرغ فيما بعد من كل انجازاته ومقرراته لتعود السيطرة التامة على الحزب الى الرئيس وحده.
الطمواحات الشخصية والانا المتضخمة عند بعض القيادات التى تجعل من نفسها هى الحزب.

العودة الى منصة التأسيس
للوصول الى الوحدة الاتحادية من جديد فلا بد من العودة الى منصة التأسيس التى كانت فى فبرائر عام ١٩٥٣ والنظر فى القيم والمبادئ التى قام على أساسها الحزب.بالطبع سوف يكون هناك ما تجاوزه الزمن هناك ما يحتاج الى اعادة التأصيل من جديد وهناك ما استجد ويجب استصحابه.
لابد من اجتماع قيادات كل الفصائل الاتحادية من جديد فى مكان واحد،وربما تكون القاهرة هى الانسب، يتدارسون ويتفقون من جديد على معان ومضامين لعبارات الوطنى والاتحادى والديمقراطية تخاطب الروح الوطنية وتبشر بالديمقراطية والعمل المؤسسى وتقترح حلولا لقضايا التنمية والتطور ولو استدعى ذلك الاتفاق على اسم جديد للحزب.وليتناولوا بالتحليل مسيرة الحزب منذ الاستقلال والى اليوم ويستخرجوا منها العبر والدروس ثم ليعدوا ميثاقا او اعلانا للمبادئ يخرجون به الى الناس.
ولتجد العلاقة مع الشقيقة مصر حظها من التداول والنقاش فاختيارنا للاستقلال لا يمكن ان يفصم عرى العلاقة التأريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعبين،ولقد جرت محاولات عدة من اتفاقيات دفاع مشترك وتكامل وحريات اربع، كلها لم تشبع هذه العلاقة بالصورة المطلوبة.
وهذه الحرب سوف تفرز سودانا جديدا يحتاج الى رؤية جديدة واستشراف للمستقبل واعادة بناء وبرامج تنمية علمية وحشد للموارد والكفاءات وعلاقات دولية متينة.
هكذا يمكن ان يخرج الحزب الى الشعب السودانى بوجه جديد يتوجه به الى قواعده الجماهيرية وحواضنه الاجتماعية من ذوى الياقات البيضاء من المثقفين والموظفين عصب الطبقة الوسطى، وذوى الياقات الزرقاء من العمال تروس الورش والمصانع ، زارعى الارض منتجى الذهب الابيض ومطعمى المواطن ،ورواد الاقتصاد من رجال الراسمالية الوطنية، ومطوروا ثروته الحيوانية فى البوادى ورجالات الادارة الاهلية منازل الحكمة والكرم، واصحاب القباب والمسايد شيوخ الطرق الصوفية،هؤلاء جميعا يفتقدون حزبهم الذى تعرفوه قائدا لمعارك الجلاء والسودنة، من جاءهم بالاستقلال كالصحن الصينى لا شق ولا طق.
هكذا يمكن ان تعود الى الحزب وحدته الفكرية ولحمته التنظيمية اما الدستور والمؤتمرات والهيكل التنظيمى فسيكون امرها سهلا.
ومن بعد هذا فالسلام
محمد فائق يوسف
١٦ اغسطس ٢٠٢٤

alfoyousif@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من جدید

إقرأ أيضاً:

وعد بلفور.. رحلة الدعم البريطاني للاحتلال منذ التأسيس حتى حرب الإبادة

#سواليف

بالتزامن مع #حرب_الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وجهود #حكومة_الاحتلال بإحكام السيطرة على كافة التراب الفلسطيني، تمر ذكرى وعد بلفور، الذي يُعتبر من أساسات إقامة الكيان الصهيوني على أراضي فلسطين التاريخية، وبداية مرحلة جديدة ضد الوجود الفلسطيني، ولا زالت مُستمرة حتى يومنا هذا.

ولا يمكن قراءة #تاريخ #القضية_الفلسطينية وحيثياتها، دون الرجوع إلى الوعد البريطاني، الذي كان بمثابة مُقامرة بأرض وشعب وحضارة كاملة، تناهشتها القوى الاستعمارية الغربية وقدمتها للحركة الصهيونية، فكيف تم ذلك؟

خيوط المؤامرة واقتناص الفرصة

مقالات ذات صلة القسام تستهدف آليات الإسرائيلية وسرايا القدس تقنص جندياً اقرأ / شاهد 2024/11/02

سيطرت قوى الحلفاء المنتصر في الحرب العالمية الأولى على بلاد الشام والعراق ومصر، بعد هزيمة الخلافة العثمانية وتفكك حكمها بالمنطقة، في حين تقاسمت بريطانيا وفرنسا الأراضي التي استولت علهيا وفق اتفاقيات ومعاهدات سرية، كاتفاقية “سايكس – بيكو” وخضعت بموجبها #فلسطين والأردن والعراق تحت #الانتداب-البريطاني فيما حكم الانتداب الفرنسي سوريا ولبنان.

تزامن ذلك مع تصاعد نفوذ الحركة الصهيونية في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وفي وقتٍ سابق خلال أواخر القرن التاسع عشر، رسم “ثيدور هرتزل” الخطوط العريضة لمشروع إقامة وطن قومي لليهود، على أرض فلسطين، وفق اعتباراتٍ دينية يهودية، واعتباراتٍ اقتصادية استعمارية، توازي حركة الاستعمار الغربي آنذاك، وأُعلن عن المشروع رسمياً في المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد في بازل السويسرية عام 1897.

وبعد ذلك حاولت الحركة الصهيونية استخدام المال كوسيلةٍ لإرساء مشروعها، عبر العرض على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني منحهم حيز من أراضي فلسطين مقابل مبالغ مالية طائلة، ليكون جواب الأخير الرفض القطعي، فيما احتفظت الحركة الصهيونية بآمالها وتطلعاتها.

سقطت #فلسطين بيد الغزاة الإنجليز بعد عددٍ من المعارك الخاسرة التي خاضتها الدولة العثمانية خلال عام 1917، وسقطت المدن الفلسطينية تباعاً حتى وصلت القوات الإنجليزية إلى مشارف القدس، كانت هذه بمثابة الفرصة الذهبية للحركة الصهيونية والتي اقتنصاتها، من خلال توطيد علاقتها بالحكومة البريطانية، وتحشيد الرأي العام الغربي على ضرورة إنشاء #وطن_قومي-لليهود وحل مشاكل وجودهم في أوروبا.

وبشكلٍ فعلي قبل أن تضع الحرب أوزارها، أُرسل وزير الخارجية البريطاني “جيميس آرثر #بلفور” مندوباً عن رئيس الوزراء البريطاني لوير جورج في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 للتفاوض مع الحركة الصهيونية بشأن مطالبها في فلسطين.

وعقب ذلك عقدت الحكومة البريطانية اجتماعاً مع ممثلين الحركة الصهيونية، الذين طالبوا بريطانيا بإعطائهم الحق لإنشاء وطن قومي في فلسطين، وأرسل بلفور رسالته المشهورة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 إلى رئيس الجالية اليهودية في بريطانيا اللورد “ليونيل روتشيلد”، والتي قال فيها:” إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى المقيمة في فلسطين، أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الأخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي”.

وبالتزامن مع ذلك سعت الحركة الصهيونية إلى استقطاب يهود ألمانيا، ليشاركوا بجهود الهجرة إلى فلسطين، وبعد ذلك في مطلع عام 1918 أرسلت الحكومة البريطانيا وفداً إلى فلسطين لإمكانية تطبيق الوعد، وعقب ذلك عرضت الحكومة البريطانية نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، وأقرته كل من فرنسا وإيطاليا رسمياً.

التطبيق بغطاء عالمي

كان “حاييم وايزمان” قائداً للقوات البريطانيية في فلسطين، وأشرف على دراسة الوعد بنفسه، ثم أصبح قائد الحركة الصهيونية عام 1920، ثم رئيساً لدولة الاحتلال عام 1949، وقد ساهم بشكلٍ فعال بعمليات نقل المهاجرين اليهود إلى فلسطين، وتسريب أراضي المشاع “الأوقاف” لبناء الكيبوتسات الهيودية، ودعم العصابات الصهيونية بالسلاح والمال.

وخلال عام 1920 عقدت دول الحلفاء مؤتمر “سان ريمو” بإيطاليا لاستكمال تقسيم المنطقة، وقد حضر المؤتمر، وفدٌ يهودي تكون من: “حاييم وايزمان” رئيس الاتحاد الصهيوني البريطاني و “هربرت صموئيل” عضو مجلس اللوردات و”ناحوم سوكولوڤ” الذين أسهموا في تحويل وعد بلفور من مجرد خطاب ووعد إلى وثيقة قانونية ضمن لوائح الانتداب البريطاني على فلسطين.

وفي 24 نيسان/أبريل 1920 أعلن رسميا عن إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتشكلت حكومة مدنية، وأُرسل صموئيل في حزيران/يونيو من العام ذاته مندوباً سامياً على فلسطين، وعمل على إنشاء مجلس تشريعي يخضع لأحكام الانتداب، لكن الفلسطينيين قاطعوا الانتخابات، وبعددها بأربعة أشهر وافقت الإدارة المدنية البريطانية على أول مرسوم هجرة يهودية إلى فلسطين بشكلٍ رسمي.

وبعد ذلك أعلنت عُصبة الأمم (هيئة الأمم المتحدة حالياً) المصادقة على الانتداب البريطاني في فلسطين، وأشارت إلى جزئية وعد بلفور بالموافقة التامة، وخلال السنوات التي سبقت النكبة عام 1948، لم يتوقف الدعم البريطاني والغربي للحركة الصهيونية، التي باتت تُنشئ المستعمرات وتكون العصابات المسلحة، وما إن صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947 حتى أصبحت هذه العصابات بإمكانيات عسكرية لجيش فعلي، ارتكب جرائم التطهير العرقي في القرى والمدن الفلسطينية.

وأعلن وزير الدفاع البريطاني “آرثر جونز” قرار بريطانيا بإنهاء الانتداب على فلسطين وتسليمها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأوصت في 15 أيار/مايو 1948 بنهاية الانتداب وبداية إعلان الدولتين اليهودية والفلسطينية، فيما استمرت العصابات الصهوينة بجرائم القتل والتهجير الجماعي، وأعلنت بعدها المنظمات الصهيونية قيام دولة “إسرائيل”، بعد أن تم تهجير قرابة 950 ألف فلسطيني عبر المذابح والترهيب من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.

دعم مستمر وإبادة لم تتوقف

وعلى مدار العقود الماضية، لم يتوقف الدعم البريطاني والغربي للاحتلال الإسرائيلي، على مختلف الأصعدة المالية والدبلوماسية والعسكرية، وحتى الاستخباراتية، وتكثف هذا الدعم في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.

وأظهر رصد وتحليل البيانات الملاحية -من موقع “رادار بوكس”– تسجيل ما يزيد على 6 آلاف رحلة عسكرية في المنطقة مرتبطة بالدول الغربية خلال عام من حرب الإبادة على غزة، مع إقامة جسر جوي دائم بدعم غربي هائل لإسناد دولة الاحتلال في قصف قطاع غزة بأطنان من القنابل.

وتظهر البيانات تقدم بريطانيا على جميع الدول بأكثر من 47% من رحلات الاستطلاع، وكشفت البيانات أن القوات الجوية البريطانية استعانت بطائرة من طراز “شادو آر1” في غالبية الرحلات.

وتتميز تلك الطائرات التي طورتها شركة “ريثيون” الأميركية بمجموعة متقدمة من أجهزة المراقبة والاستشعار تمكنها من تنفيذ المهام الاستخباراتية وفرض مراقبة مستمرة للتحركات على الأرض وتتبع المركبات وتنفيذ مهام تحديد الأهداف.

ومنذ اليوم الأول لحرب الإبادة، أكد رئيس الوزراء البريطاني “ريشي سوناكط أن المملكة المتحدة “تقف بشكل لا لبس فيه” مع دولة الاحتلال، كما أصدرت المملكة المتحدة “إدانة لا لبس فيها” لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية التي نفذت عملية طوفان الأقصى، إضافة عن امتناع الحكومة البريطانيا، عن التصويت على ثلاث قرارات وقف إطلاق النار التي طرحتها مجلس الأمن الدولي، والتي تدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار في غزة، إضافة عن تأييد وزراء بريطانيا لعمليات الإخلاء القسرية في قطاع غزة، والمجازر الاسرائيلية، إضافة لصفقات سلاح ضخمة فيما يستمر الدعم البريطاني والغربي للاحتلال من أوسع أبوابه.

مقالات مشابهة

  • محافظة كفر الشيخ تحتفل بعيدها القومي.. غدا
  • عمليات حزب الله الجديدة.. هل ستجبر تل أبيب على العودة إلى المفاوضات؟
  • اختتام فعاليات ورشة "نظام عمل الوحدة المجمعة لحماية المرأة والفتاة من العنف"
  • وعد بلفور.. رحلة الدعم البريطاني للاحتلال منذ التأسيس حتى حرب الإبادة
  • «القومي للمرأة» يختتم ورشة عمل حول نظام الوحدة المجمعة لحماية النساء من العنف
  • واشنطن تواجه محور روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.. الآلاف من القوات الخاصة الكورية الشمالية دخلوا إلى روسيا للانتشار في كورسك
  • المساعدات مستمرة.. «التحالف الوطني» يقدم 54 ألف طن أغذية وأدوية وملابس لغزة
  • مايان السيد ليست الأولى.. نجوم تعرضوا للتنمر على السوشيال ميديا
  • الزناتى: السودان يتعرض لمؤامرة ومصر تتحمل عناء المواجهة الدبلوماسية لقوى الشر
  • الزناتى: السودان يتعرض لمؤامرة كبرى ومصر تتحمل عناء المواجهة الدبلوماسية لقوى الشر