بين الفجوات ومؤشرات التقدم.. جهود مكثفة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
اختتمت مباحثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي استمرت يومين في الدوحة، وسط "فجوات كبيرة" بين إسرائيل وحركة حماس على الرغم من مؤشرات الوسطاء على "إحراز تقدم"، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وكثفت واشنطن مبادراتها سعيا لضمان الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ويتوجه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في هذا السياق إلى إسرائيل لتجاوز آخر التباينات تمهيدا للتوصل إلى اتفاق.
وجاء في بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن يغادر الولايات المتحدة، السبت، في مسعى إلى "إبرام اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين من خلال الاقتراح" الذي قدمته الولايات المتحدة، الجمعة، خلال محادثات الدوحة.
وفي وقت سابق الجمعة، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، "نحن أقرب من أي وقت مضى" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حيث تستمر الحرب بين اسرائيل وحماس منذ عشرة أشهر.
وأقر بـ"أننا لم نتوصل إليه بعد" لكنه أوضح أن الاتفاق بات "أقرب بكثير مما كان عليه قبل ثلاثة أيام".
وأوضح البيت الأبيض أن بايدن تحدث هاتفيا إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن التقدم الذي أحرز في الدوحة.
في المحادثات الأخيرة، خففت مواقف المفاوضين الإسرائيليين من قضايا بما في ذلك السيطرة العسكرية الإسرائيلية على أراضي محددة في غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال" عن وسطاء.
ومع ذلك، لم يوقع زعماء من إسرائيل وحماس علنا على هذه التحولات في المواقف.
أين تقف المفاوضات؟تجري المفاوضات على أساس طرح أعلنه بايدن في 31 مايو وينص على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأصدرت الدول الثلاث الوسيطة، الولايات المتحدة ومصر وقطر، بيانا مشتركا بعد انتهاء المحادثات يوم الجمعة، وصفت فيه الاجتماعات بأنها جادة وبناءة وقالت إنه تم تقديم اقتراح لجسر الهوة لكل من إسرائيل وحماس للتغلب على الفجوات بين الجانبين.
وقالت الولايات المتحدة وقطر ومصر في بيان مشترك إنه بعد يومين من مفاوضات "بناءة" في الدوحة جرت ضمن "أجواء إيجابية"، تستأنف المباحثات الأسبوع المقبل في القاهرة.
وأضاف البيان "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقا للشروط المطروحة اليوم".
وفي انتظار استئناف المحادثات في القاهرة، ستواصل الفرق الفنية العمل على التفاصيل "بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين"، بحسب البيان.
وأعلن البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة الأميركية قدمت بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بين الطرفين".
نقاط "خلافية"لم تشارك حماس في مفاوضات الدوحة التي جمعت مسؤولين مصريين وقطريين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إضافة إلى رئيسي جهازي الاستخبارات الخارجية (موساد) دافيد برنيع والداخلية (شين بيت) رونين بار الإسرائيليين.
لكن الحركة على تواصل دائم مع الوسطاء الذين أرسلوا اليها نهاية، الجمعة، ما قدموه على أنه اقتراح تسوية "يسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بتنفيذ" وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من عشرة أشهر، وفق وكالة "فرانس برس".
ويقول المفاوضون والمسؤولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وزعيم حماس، يحيى السنوار، قاوما التوصل إلى اتفاق، حسبما تؤكد "وول ستريت جورنال".
وكانت إحدى القضايا المهمة في الجولات الأخيرة من المحادثات إصرار نتانياهو على إبقاء القوات العسكرية الإسرائيلية في ممرين استراتيجيين في غزة وهما "ممر فيلادلفيا وممر نتساريم".
وخلال الجولة الأخيرة من المحادثات في يوليو، عندما طرح فريق التفاوض الإسرائيلي مطالب نتانياهو بتأمين الممرات الاستراتيجية في غزة، فقد رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، أعصابه وقال إن "نتنياهو يهدر وقته"، وفقا لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على الأمر.
وتشمل نقاط الخلاف الأخرى ما إذا كان أي وقف للقتال سيكون مؤقتا أم دائما، وكيفية تأمين الحدود بين غزة ومصر، وقدرة إسرائيل على فحص الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة، وأي السجناء الفلسطينيين سيتم الموافقة على إطلاق سراحهم وعدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم.
علامات "تقدم"قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن المحادثات الأخيرة كانت على الأرجح "الأكثر بناءً خلال 48 ساعة التي أمضيناها في هذه العملية منذ عدة أشهر"، حيث توصلنا إلى ما أشار إليه المسؤول بأنه "اقتراح شامل لسد الفجوات بين الجانبين".
وفي سياق متصل، قال وسطاء عرب مشاركون في المحادثات إن الفريق الإسرائيلي أبدى استعداده لمناقشة سحب قواته العسكرية شرقي ممر فيلادلفيا، على الحدود بين مصر وغزة والذي سيطرت عليه إسرائيل في أواخر مايو.
وستدعو مصر الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لمناقشة آلية للسيطرة على الممر، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال".
وقال الوسطاء إن إسرائيل وافقت على زيادة عدد شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة كل يوم إلى 600، مع قيام الأطراف بمراقبة دخول وتسليم المساعدات من خلال مكاتب تم إنشاؤها حديثا.
وأضافوا أن إسرائيل قلصت أيضا قائمة السجناء الفلسطينيين الذين رفضت إطلاق سراحهم في السابق بنحو النصف.
"على المحك"تشير "وول ستريت جورنال" إلى أن "نقاط على المحك" في المفاوضات، وتتعلق بمستقبل قطاع غزة المحاصر وسكانه، ومصير أكثر من 100 رهينة في القطاع، واحتمال أن يؤدي استمرار الحرب في غزة إلى إشعال حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ويعاني سكان غزة من الجوع المتزايد، وانتشار الأمراض، والنظام الطبي المتعثر.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون أن الوقت ينفد أمام الرهائن في أنفاق غزة، ويقدرون في تقارير خاصة أن عدد القتلى أعلى من ذلك بسبب الجروح غير المعالجة، ونقص الغذاء، وسوء المعاملة من جانب الخاطفين، وخطر الغارات الجوية الإسرائيلية.
ولا تزال أسر الرهائن متفائلة بحذر، ولكن بعد أن خذلهم الفلسطينيون من قبل، يقولون إنهم تعلموا أن يصدقوا الحديث عن التقدم فقط عندما يكون ملموسًا، كما تقول راشيل جولدبرج بولين، والدة المواطن الأمريكي الإسرائيلي، هيرش جولدبرج، بولين الذي اختطف في السابع من أكتوبر.
وقالت: "أصلي فقط أن تأتي الأخبار التي كنا جميعا ننتظرها ولا نضطر إلى الانتظار، حتى تستمر أعداد الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة في التناقص والتضاؤل".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع غزة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 40005 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وول ستریت جورنال وقف إطلاق النار إطلاق النار فی إلى اتفاق قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
من لبنان.. هوكستين يلمح لقرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار
أعلن الموفد الأميركي، عاموس هوكستين، الثلاثاء، عن وجود "فرصة حقيقية" لإنهاء النزاع بين لبنان وإسرائيل، مؤكدا أن "الحل أصبح قريبا" والنافذة مفتوحة للتوصل إلى اتفاق، خلال الأيام المقبلة.
وأشار هوكستين، عقب لقاء استمر ساعة ونصف مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إلى أن المحادثات تهدف إلى "تضييق الفجوات" القائمة منذ أسابيع.
وتابع: "أنا هنا في بيروت لتسهيل اتخاذ القرار إلا أنه يبقى قرار الافرقاء للوصول إلى حل لهذا النزاع"، مشيرا: "قد أصبح الآن هذا الحل قريب من أيدينا النافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل إلى حل".
ووصف هوكستين لقاءه مع بري بأنه "بنّاء ومفيد للغاية"، معرباً عن التزامه بالعمل مع الحكومة اللبنانية وإسرائيل للوصول إلى حل للأزمة.
ووصل المبعوث الأميركي، فجر الثلاثاء، إلى مطار بيروت الدولي، في زيارة تأتي وسط مساعي التوصل إلى هدنة بين إسرائيل ولبنان.
وجاءت زيارة المبعوث الأميركي، غداة تأكيد مصادر لبنانية مطلعة لـ"الحرة"، أن ردّ لبنان على مسوّدة المقترح ِالأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل تضمن الموافقة على معظم البنود، مع إبداء ملاحظات وتعديلات على تشكيل لجنة المراقبة.
ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مسؤول لبناني، أن زيارة هوكستين إلى بيروت "مفصلية"، وأنّ كفة الإيجابيات راجحة والجو العام "يوحي وكأنّ بلوغ التسوية السياسية بات قاب قوسَين أو أدنى".
وأوضح المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة صفته، أنّ "زيارة الموفد الأميركيّ إلى بيروت مفصلية هذه المرّة لناحية شق الطريق نحو التسوية بصورة أكيدة وتنقية هذا الطريق من أيّ مطبّات أو تعقيدات أو ألغام"، وفق تعبيره.
وكثفت الولايات المتحدة وفرنسا الجهود بهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار بين الطرفين.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، عرضت، الخميس الماضي، على بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، خطة من 13 نقطة تنص على هدنة من ستين يوما ونشر الجيش في جنوب لبنان.
وقال علي حسن خليل، مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري لرويترز، أمس الاثنين، إن الحكومة اللبنانية وحزب الله وافقا على الاقتراح الأميركي، وأبديا بعض التعليقات على المضمون.
وفوض حزب الله حليفه القديم بري للتفاوض على وقف لإطلاق النار، لكن كلا من الجماعة اللبنانية وإسرائيل صعدا القتال بالتوازي مع استمرار الجهود السياسية.
وأشار دبلوماسي مطلع على المحادثات لرويترز، إلى أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تسوية، محذرا من أن هذا قد يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال خليل، إن إسرائيل تحاول التفاوض "تحت النار للضغط علينا"، في إشارة إلى تصعيد قصفها لبيروت والضاحية الجنوبية معقل حزب الله، لكنه أوضح أن "هذا لن يؤثر على موقفنا ولن يغير من قناعاتنا".
ورفض الخوض في تفاصيل الملاحظات على المقترح، لكنه قال إن "لبنان سلم ملاحظاته على الورقة بأجواء إيجابية" وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حربا سابقة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
وفي الثامن من أكتوبر 2023، غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، فتح حزب الله ما اعتبرها جبهة "إسناد" لغزة، وجرت منذ ذلك الحين عمليات تبادل إطلاق نار شبه يومية عبر الحدود.
وبعد عام، كثفت إسرائيل اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، قُتل أكثر من 3516 شخص في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وفي إسرائيل قتل 46 مدنيا و78 عسكريا، وفق بيانات رسمية.
وأشارت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين.