فى مقال للكاتب والباحث فى الشأن الافريقى الكس دى وال Alex De Waal نشر بتاريخ ٢٠٢٣/٤/٢١م أشار إلى الغياب الواضح لاى أوراق او أدوات ضغط للولايات المتحدة الأمريكية فى التعامل مع السودان. وجاء عنوان المقال : السودان يمزق نفسه وواشنطون فقدت المقدرة على المساعدة. وأجدني متفقا معه تماما. وبسبب من تقديم الإدارات الأمريكية المختلفة لوقتها وجهدها وأموالها لقضايا ونزاعات أخرى فى العالم وترك امر السودان إلى وكلاءها او قل حلفاءها الإقليميين بالإضافة وهذا الأهم فان دور وتأثير السودان نفسه فى محيطه الجغرافى والاقليمى تراجع لدرجة التلاشي نتيجة تدهور واعتلال منظومة الدولة بوتيرة متسارعة نحو الفشل وما خبر الصومال ببعيد او اليمن او ليبيا على سبيل المثال.
تعتبر البراغماتية الكلمات والفكر كأدوات للتنبؤ وحل المشكلات ، وترفض فكرة أن وظيفة الفكر هي وصف الواقع أو تمثيله أو عكسه. يؤكد البراغماتيون أن معظم الموضوعات الفلسفية -مثل طبيعة المعرفة اللغة ، المفاهيم والمعنى او المعتقد يُنظر إليها على أفضل وجه من حيث استخداماتها العملية ونجاحاتها- فتامل الربط بين للمعرفة الفلسفية وتطبيقاتها فى الفكر السياسى- وعودة من الاستطراد على طوله ، فقام بتعليق جزرة ضخمة تتدلى أمام الحصان او البغل ليندفع إلى الأمام محاولا التهامها وهيهات وإذا ما توقف او نال منه الإعياء فان عصا صاحبه تلاحقه من الخلف ليتحرك مسرعا.
بعد وصول الإسلام السياسى إلى سدة الحكم ١٩٨٩م تدهورت العلاقات السودانية الأمريكية إلى درجة العداء الصريح خاصة وان الخرطوم رفعت شعارات : امريكا روسيا قد دنا عذابها. والنكتة المشهورة ان السفير الروسى وقد ترجم له هتاف المتظاهرين الغاضبين تساءل بعفوية : الاثنان فى نفس الوقت؟
ومن بعد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية فى اكتوبر ١٩٩٧م على السودان. ووقع انفراج فى العلاقات بين البلدين فى مايو ٢٠٠٠م من بوابة التنسيق الاستخباراتي فى ملف مكافحة الارهاب وبعد سقوط نظام البشير ٢٠١٩م رفعت الولايات المتحدة الأمريكية تلك العقوبات.
فماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من السودان؟ فى حقيبة اى مسؤول امريكى يتعامل مع السودان ملفات أساسية لا تتغير سواء كانت تلك الإدارة ديمقراطية او جمهورية وهى : ١/ حقوق الإنسان والحريات الدينية. ٢/ الديموقراطية وحق الانتخاب. ٣/ مكافحة الارهاب.
اما مطلوبات السودان فهى فى تقديرى انعدام الثقة بل الشك العميق فى نوايا الولايات المتحدة الأمريكية نحو السودان . وبغير بناء قدر من الثقة اولاً فستظل علاقات السودان والولايات المتحدة الأمريكية تتأرجح بين الجزرة والعصا. تغيب الأولى احيانا وتكون الأخرى حاضرة معظم الوقت.
حسين التهامى
husselto@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
(كير): الولايات المتحدة ترتكب ابشع جرائم حرب في اليمن
وأكد إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير "كير"، في بيان، أنهم يدينون بشدة الغارات التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن.
وقال ميتشل: "استهداف منشأة يتواجد فيها مدنيون يعملون في ميناء للوقود، ثم قصف المسعفين الذين هرعوا إلى موقع الحادث، يعد بوضوح جريمة حرب".. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة نفذت هجومًا آخر على تجمع عقد في الهواء الطلق بعد عيد الفطر، واصفا ذلك بأنه "جريمة حرب".
وذكر النائب، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد بـ"سحب الولايات المتحدة من الحروب التي لا تنتهي"، لكنه بدلاً من ذلك "جرّ البلاد إلى حرب غامضة خدمةً لمصالح حكومة إسرائيل".. مضيفاً أنّ السياسة الخارجية لبلاده تعطي الأولوية لإسرائيل بدلا من الولايات المتحدة.
وقال إن وقف الاشتباكات في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ودعا ميتشل، ترامب، إلى الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق نار دائم، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن..وفي حصيلة مرشحة للارتفاع، أسفرت الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة غربي اليمن، لوقوع 80 قتيلا و150 جريحا، بحسب مكتب الصحة العامة بمحافظة الحديدة اليمنية.
ومنذ 15 مارس/ آذار الماضي، تم رصد مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 199 مدنيا وإصابة 427 آخرين، معظمهم أطفال ونساء..وتأتي هذه الغارات بعد أوامر أصدرها ترامب، لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد اليمن.
غير أن القوات المسلحة اليمنية تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.