زهير عثمان حمد

تحليل الوضع السياسي في السودان بعد الأزمة الراهنة يتطلب فهماً دقيقاً للتفاعلات المعقدة بين الأطراف المتنازعة، والمجموعات الإقليمية، والتحالفات السياسية المتغيرة بسرعة. الوضع في السودان مرن للغاية، حيث تشهد الساحة السياسية تغيرات وتحالفات متقلبة بين القوى المختلفة. إليك بعض النقاط الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على مستقبل البلاد:

الظروف السياسية والفرص المتاحة للبرهان
استغلال الأزمة: البرهان، كرئيس للمجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة، قد يحاول استغلال الفوضى والفراغ السياسي الناتج عن الأزمة لتعزيز نفوذه السياسي والعسكري.

يمكن أن يسعى للاستفادة من حالة الانقسام وعدم الاستقرار لتقديم نفسه كضامن للأمن والاستقرار.
إعادة تشكيل التحالفات: في ظل الديناميكيات السياسية المتغيرة، قد يسعى البرهان إلى بناء تحالفات جديدة أو إعادة تشكيل التحالفات القائمة لتحقيق توازن يضمن له السيطرة على السلطة. تحالفات سريعة التشكيل والتفكك قد تصبح السمة المميزة لهذه المرحلة، مع عدم وجود ضمانات لاستقرار أي تحالف.
التحالفات الجديدة والقديمة
ساحة التحالفات: الساحة السودانية تشهد حالة من "السيولة" السياسية حيث يمكن للتحالفات أن تتشكل وتتفكك بسرعة. الأحزاب التقليدية والتقدمية على حد سواء قد تجد نفسها تتنقل بين التحالفات وفقًا للظروف والمصالح المتغيرة.
أدوار اللاعبين الإقليميين: الجهات الإقليمية قد تلعب دوراً مهماً في تشكيل هذه التحالفات، حيث يمكن لدول الجوار أو القوى الإقليمية الأكبر أن تدعم أطرافاً معينة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية. هذا الدعم يمكن أن يعزز من فرص البرهان أو غيره في الوصول إلى السلطة.
احتمالات تمدد النزاع
انتقال الحرب: احتمال انتقال النزاع إلى مناطق أخرى في السودان يعتمد على كيفية تطور الصراع بين القوى العسكرية والسياسية. إذا استمرت الأزمة الحالية دون حل، فإن احتمالية انتقال النزاع إلى مناطق جديدة ستزداد، مما قد يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
تأثير القادة: غياب أي من القادة الرئيسيين في الأزمة، سواء البرهان أو غيره، قد يؤدي إلى فراغ قيادي يمكن أن يستغله أطراف أخرى لتوسيع نفوذها أو لتصعيد النزاع. هذا سيؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات وخلق ديناميكيات جديدة في الصراع.
. دور الشارع السوداني
الحراك الشعبي: الشارع السوداني لعب دوراً محورياً في التغيير السياسي في السنوات الأخيرة، ويظل عاملًا حاسمًا في مستقبل السودان. القوة الشعبية يمكن أن تشكل ضغطاً على القادة السياسيين والعسكريين، وقد تؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في موازين القوى.
التأثير على التحالفات: الحراك الشعبي قد يدفع بعض القوى السياسية لإعادة تقييم تحالفاتها، إما بالابتعاد عن التحالفات القائمة أو بالدخول في تحالفات جديدة تماشياً مع المطالب الشعبية.
الحسابات الأخرى فيما وراء الأحداث
حسابات داخلية وخارجية: بعض القوى السياسية والعسكرية قد تكون لها حسابات تتجاوز الأزمة الحالية، مع أهداف طويلة الأمد تتعلق بالسيطرة على الموارد أو تعزيز النفوذ الإقليمي. الفاعلون الإقليميون والدوليون أيضاً قد يكونون لهم استراتيجيات خاصة تتجاوز مجرد استقرار السودان، ويرتبطون بمصالح أكبر في المنطقة.
. السيناريوهات المستقبلية
استمرار عدم الاستقرار: إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل، فإن استمرار حالة عدم الاستقرار قد يؤدي إلى تفكك الدولة أو إلى تدخلات خارجية أعمق.
انتقال السلطة: في حال غياب أحد القادة الرئيسيين، قد نشهد تغيراً كبيراً في الخارطة السياسية، مع احتمال صعود شخصيات جديدة أو تعزيز نفوذ قوى أخرى.
الان الوضع في السودان يتسم بتعقيد كبير وتداخل بين العوامل المحلية والإقليمية والدولية. البرهان وغيره من القادة العسكريين والسياسيين سيحاولون استغلال هذه التعقيدات لتحقيق مكاسب سياسية، ولكن المستقبل يظل غير مؤكد بشكل كبير، حيث يمكن للعديد من المتغيرات أن تقلب المعادلة في أي لحظة.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان یمکن أن

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية السودان: نثق في دور مصر وحكمتها في التعامل مع الأزمة السودانية

أكد وزير خارجية السودان المكلف حسين عوض علي، أن مصر تبذل جهوداً كبيرة وتؤدي دوراً فعالاً للمساهمة في حل الأزمة السودانية، وذلك في ضوء العلاقات الأزلية التي تربط بين القاهرة والخرطوم.

وأضاف وزير الخارجية، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش أعمال الدورة الـ 162 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية- أن هناك تنسيقاً وثيقاً بين البلدين في التعامل مع الوضع الراهن بالسودان.

وشدد على أن بلاده تثق في دور مصر وحكمتها إزاء كيفية التعامل مع الأزمة السودانية، مستشهداً في هذا الصدد بتعويل السودان على مصر في "منبر جنيف"، إذ إن الخرطوم كانت على ثقة ولم يساورها أدنى شك في أن مصر ستقوم من خلال مشاركتها في جنيف بالدور الذي كان سيقوم به السودان.

وفيما يتعلق بتناول اجتماعات الجامعة العربية للأزمة السودانية.. أوضح وزير الخارجية المكلف أن مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية كانت له رؤية واضحة بتخصيص الاجتماع لتأييد القضية الفلسطينية، والتي تعد القضية المركزية للأمة العربية، حيث ركزت نقاشات الوزراء على إعطاء القضية الفلسطينية الأهمية البالغة.

وتابع الوزير حسين عوض علي، أن قرار وزراء الخارجية العرب بتأجيل كل الموضوعات بشكل استثنائي جاء تقديراً للقضية الفلسطينية ولإعطائها الدور والزمن الكافي في المناقشة، واتخاذ القرارات التي تتناسب مع الظرف الراهن للقضية الفلسطينية.

وثمن وزير خارجية السودان، تضامن الجامعة العربية، ممثلة في الأمين العام أحمد أبوالغيط، مع بلاده للخروج من أزمتها ومحنتها، لافتاً إلى لقائه بأكثر من 12 وزيراً على هامش اجتماع مجلس الجامعة، حيث لم يجد منهم إلا التأييد الكامل للموقف السوداني، مشيداً بالدور العربي الفاعل داخل المنظمات الإقليمية والدولية لدعم السودان.

واختتم وزير الخارجية السوداني المكلف بالتذكير بالظروف الاستثنائية المتعلقة بالأمطار التي يمر بها السودان الآن، منوهاً في هذا الصدد إلى ضرورة أن تعي الأمم المتحدة أهمية دورها في هذه المحنة التي تتعرض لها البلاد.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يؤكد لنظيره السوداني دعم مصر لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه

وزير الخارجية يتفق مع نظيره السعودي على أهمية التسوية الشاملة للأزمة السودانية

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية السودان: نثق في دور مصر وحكمتها في التعامل مع الأزمة السودانية
  • ما طبيعة التحالفات المدنية في السودان وما وجهتها؟
  • وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني يبحثان جهود إنهاء الأزمة في السودان
  • نائب يحمل الكتل السياسية مسؤولية عدم حل أزمة الرئاسة البرلمانية
  • مباحثات بين الإمارات ومصر تناقش الحرب في السودان
  • السوداني يشيد بقدرات القوات الأمنية العراقية ويدعو القوى السياسية للتكاتف لتحقيق أمن واستقرار البلاد
  • منظمات دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • فرنسا.. دعوة لإجراء استفتاء لإنهاء الأزمة السياسية
  • لوبان تقترح على ماكرون حلا لتجاوز الأزمة السياسية في فرنسا
  • “اللافي” و”الكوني” يناقشان مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة التطورات السياسية في ليبيا