أطياف
صباح محمد الحسن
آخر ظهور!!
طيف أول :
هذه الايام التي ماقبل،
قد يصمت بها كل شيء إلاّ
الإلحاح الذي لايقبل التأجيل
كل ماحاول البعض زجره جاءت اصواته مجلجلة تبحث عن طريق يسعى أن يكون الدرب آمنا دون أن تعترضه المتاريس!!
والمبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو يكشف عن تواصلهم مع الجيش السوداني عبر وسائل الإتصالات المتطورة ويؤكد حرصهم على إستمرار مفاوضات جنيف لوقف إطلاق النار وتوصيل الاغاثة في السودان من خلال (المحادثات الافتراضية )
ولم يكتف بيرييلو بكشف اتصالاتهم مع الجيش بل أكد انها متكررة تتم عدة مرات في اليوم كفريق وكأفراد واردف ( نحن نعيش في عالم حديث حيث يمكننا إيجاد طرق للتشاور كما فعلنا من قبل والمضي إلى الأمام )
واضاف نحن نتواصل ايضا بانتظام مع كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة وتابع قائلا ( في عالم اليوم الحديث، يمكننا الإستمرار في هذه المفاوضات وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا بناءً على أشياء مثل فتح معبر أدرى وكيفية ضمان ترجمة ذلك إلى نتائج فورية وقال لن ندع شيئًا يمنعنا من القيام بما يمكننا لحماية المدنيين في السودان).
ولايذهب الرجل بعيدا عن ما أشرنا اليه عن اول رفض للجيش ان المفاوضات يتم تشييدها على اساس من الرضا والقبول حتى لو، تعالت خطابات الرفض التي تتوافق مع طبيعة الميدان الذي مازالت النيران تشتعل فيه وفي مقاره العامة
لكن ولو أن الفريق البرهان منح الاشارة الخضراء لأمريكا للمضي قدما في مباحثاتها فكل يوم يؤكد ان هذا اقرب من أن يكون الرفض هو الإحتمال الأكبر، فحتى الخطابات العسكرية الرافعة لشعار نعم للحرب اصبح الإصرار عليها وتكرارها، كأنه يحكي عن نفي النفي الذي لايعني سوى الإثبات
وبالأمس قد يحاصر كثير من الناس الشك في حقيقة أين يقف الجيش من جنيف ولكن ليس اليوم فبهذه التصريحات التي ادلى بها بيرييلو كشف ان العلاقة بين الوساطة والقوات المسلحة تجاوزت حدود القبول ودخلت الي براحات التفاهم بنسبة مئوية عالية فكل علاقة اساسها التفاهم لاشك انها تتتسم بالمرونة كما ان تكرار المحادثات عدة مرات في اليوم يكشف عن ( هارموني) يجمع ما بين الاطراف والوساطة لأن ( لا الرفض) تقطع حبال العشم ولاتدعو للرغبة في ( معاودة الإتصال)
ولأن الجيش يرفض بنعم حاول بيرييلو ان يكشف ( آخر ظهور) له في منابر المباحثات الإسفيرية لطالما هو ( أدمن) هذه المنابر الافتراضية والمشرف على المباحثات
وبذلك يكشف سر العلاقة لإسكات ( العوازل) فليس من الضروي ان يخبرنا الجيش بما يريد كتمانه لطالما ان لاسلطة له على بيرييلو الذي يريد وضع العلاقة تحت دائرة الضوء ليتباهى بها أمام الناس فهو لايرضيه ابدا ان تجمعه علاقة متميزه تقوم على التواصل المتكرر في اليوم وفي ذات الوقت يقابلها الطرف الآخر بالنكران!!
وبالأمس تحدثنا ان فتح معبر ( ادري) هو تنفيذ مباشر لمطالب جنيف وهذا ما أكده بيرييلو عندما قال : ( إننا سنواصل القيام بكل ما في وسعنا بناءً على أشياء مثل فتح معبر أدرى وكيفية ضمان ترجمة ذلك إلى نتائج فورية)
وهذه الكلمات اكدت ايضا ان الجيش هناك ليس بحضوره فقط في المياحثات ولكنه (مشارك وملتزم ومنفذ) ففتح الممرات لايعني بداية حوار ولكنه يعني حوار متقدم تجاوز البحث والنقاش ووصل الي مرحلة التنفيذ على الأرض
فما حدث هو خطوة تنفيذية جوهرية مهمة تتقدم بها القوات المسلحة الي الأمام في مباحثات تضع المأساة الانسانية نصب اعينها واهتمامها
ويطرب بيريلو آذان سامعيه ويطمئن الشعب السوداني الذي يساوره الشك والخوف من مفاوضات ربما تعيد الدعم السريع الي الواجهة السياسية ويقول المبعوث إن بلاده لا تدعم اي تقسييم للسودان.
وورقة ثالثة كشغها بيرييلو وتأكيدا على ان الوساطة تركت الملف السياسي على طاولة جدة كما تحدثنا من قبل يقول بيرييلو : ( إن محادثات ايقاف النار ستكون منفصلة عن المحادثات السياسية ودعونا الطرفين العسكريين المتقاتلين بدون إعطاء أي شرعية سياسية حسب قانون جنيف)
لذلك ما أدلى به بيرييلو بالأمس يُعد من أهم التصريحات منذ انطلاق مباحثات جنيف لأنها أكدت فعليا أن المباحثات الجارية تخطو نحو الأمام فإن كانت اكثر احتمالات ضعفها أنها تجري بحضور طرف واحد فحديث المبعوث دحض هذا الإحتمال لأنه اكد انها تجري بحضور طرفين وهذا مما لاشك فيه تقدم.
طيف أخير :
#لا_للحرب
أكثر من 300 حالة وفاة بالكوليرا في السودان أمر يستحق الإنتباه في ظل حكومة تعاني من نقص المناعة في احساسها بالمواطن وتصيبها تخمه في سلب حقوقه والتعدي عليه
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بيرم من جنيف: لمنع تحويل الأجهزة المدنية إلى عبوات تهدد الأمان الإنساني
عقد وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم، اليوم الاربعاء، مؤتمرا صحافيا في مبنى الأمم المتحدة في جنيف، في حضور الوفد المرافق والبعثة اللبنانية، وبمشاركة مندوبي وكالات الأنباء العالمية المعتمدين في الأمم المتحدة. خلال المؤتمر، أشار بيرم الى ان "لبنان بصفته دولة مؤسسة للأمم المتحدة ورائداً في احترام القوانين والمواثيق الدولية، لجأ إلى منظمة العمل الدولية في جنيف لتقديم شكوى ضد جريمة الحرب الإسرائيلية التي استهدفت مئات المدنيين اللبنانيين، الذين سقطوا بين شهيد وجريح، لا سيما أصحاب العمل والعمال في أماكن عملهم، وذلك ربطاً باختصاص المنظمة الدولية ووزارة العمل، في ظل تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي". وطالب بـ"محاسبة المجرمين ومنع تكريس هذا الأسلوب الخطير في النزاعات الدولية والحروب، بما يؤدي إلى كوارث إنسانية، ويضر بالثقة في الصناعات العالمية والتبادلات التجارية. وأكد على ضرورة منع تحويل الأجهزة المدنية ذات الطابع التقني إلى عبوات ناسفة متنقلة تهدد الأمان الإنساني". كما أكد أن "حكومة لبنان، بتكليفها وزير العمل تقديم هذه الشكوى وإثارتها أمام الرأي العام العالمي، تهدف إلى تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني وتأكيد الحاجة لقواعد ناظمة للعلاقات الدولية وحماية السلم العالمي، بالرغم من التجاوزات المستمرة للقرارات الدولية من قبل العدو الإسرائيلي، والذي يبتكر جرائم حرب ويخرق القرارات الدولية بشكل يومي، ودعت الحكومة اللبنانية إلى وقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من سنة، مطالبة بتطبيق القرار الدولي 1701". وفي رده على سؤال من إحدى الوكالات العالمية، أكد بيرم أن "مقاومة الشعب اللبناني للاحتلال والعدوان حق بديهي، يكفله القانون الدولي والمواثيق الدولية، وهو بند أساسي في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة في لبنان والتي على أساسها نالت ثقة المحالس النيابية المنتخبة من الشعب اللبناني تبعا للأصول الديمقراطية المعتمدة" .
وأوضح أن "الدولة اللبنانية بسلطاتها الرسمية هي التي تفاوض وفقا لصلاحياتها وأن الدولة ومؤسساتها هي الأساس" .
وفي لقاء منفصل، حضر أحد عشر سفير دولة عربية، إضافة إلى سفير جامعة الدول العربية المعتمدين في الأمم المتحدة، بدعوة من رئيس البعثة اللبنانية في جنيف، لقاءً مع الوزير بيرم.
وقد قدم بيرم عرضا مفصلا عن الأوضاع في لبنان، وشرح موقف الحكومة اللبنانية الذي ينادي بأولوية وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي 1701 من دون أي تعديل.
كما تطرق إلى الوضع الإنساني وجرائم الحرب الإسرائيلية التي تستهدف الحجر والبشر، وأوضح واقع الميدان العسكري الذي أصبحت فيه اليد العليا لمقاومة الشعب اللبناني التي تقاتل وفق الأصول المعترف بها في الحروب عكس العدو الذي تحول إلى القتل الصرف .
ودعا إلى "احترام سيادة كل دولة عربية"، مؤكدا أهمية "التضامن العربي تجاه الثوابت المشتركة والحقوق المشروعة وإنساننا العربي رغم وحود الاختلافات ، لتعزيز هيبة الصوت العربي في المنتديات الدولية على قاعدة " ما لا يدرك كله لا يترك جله". وأكد سفراء الدول المشاركة توافقهم مع ما قدمه الوزير بيرم، داعين إلى "وقف إطلاق النار في غزة ولبنان"، وطالبوا "المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتطبيق القرارات الدولية بعدالة وإنهاء الاستثناء التاريخي لإسرائيل في عدم الامتثال لها ومعالجة أساس المشكلات في منطقتنا وأولها وقف العدوان والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولأجزاء من دول عربية أخرى"، مؤكدين "مشاركتهم في اللقاء مع الوزير بيرم المزمع عقده غدا لدول منظمة المؤتمر الاسلامي بدعوة من رئيس الدورة الحالية لهذه الدول، دولة باكستان ودعم الموقف اللبناني" .