سودانايل:
2024-12-25@13:32:33 GMT

من طرف المسيد: عن أمر الاختلاف في أصل الشايقية

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

يرويها الأستاذ محمد سيد أحمد الحسن
حررها عادل سيد أحمد

لم يختلف الناسُ في امرْ مثل اختلافهم، في أصل الشايقية! من هم؟ ومن اين جاءوا؟
ومَنْ قائل انهم جنود فرعون، فروا من الرعب، عندما انطبق عليهم البحر حتى وصلوا إلى هذه المنطقة، ومَنْ قائل انهم يهُود، هربوا من الاضطهاد الصليبي، واقوال أخرى كثيرة.
ولكن الغريب في الامر، ان كل القبائل العربية التي دخلت السودان حاولت الارتباط بإحدى القبائل العربية المعروفة، وأشهرها قبيلة الجعليين، وهم نسل العباس، والعباس من بني هاشم صرة قريش، ومن سادتها!
وهناك من ادعوا ان جدهم الزبير بن العوام، حوراي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك من ادعوا انهم من بني هلالة.


وهناك آخرين، ادعوا الانتماء إلى البيت النبوي.
عدا الشايقية فقد اكتفوا بأن جدهم شايق، وفقط.
ومع ان المؤرخين يحسبونهم ضمن المجموعات الجعلية، الا أنك لا تجد حماسا، عند الشايقية، لهذه القرابة.
ومع ان الجعليين كانوا يروا أنفسهم خيرا من الاخرين، ولا يخفون هذا التعالي على جميع الاجناس، إلا أنهم كانوا يتقبلون ولا يزالوا، ان يكون الشايقية ابناء عمومتهم، وبصدر رحب.
والرائج عندي، ان الشايقية هُم من اهل العراق، ومن شيعة علي على وجه التحديد.
اما كونهم من اهل العراق، فقد جمعتني الظروف ببعض العراقيين، في اوقات مختلفة، وفي اماكن متفرقة، ووجدت عندهم من السلوك والكلمات ما يشبه ما عند الشايقية، في كثير من الأشياء، خصوصا في الطعام، والشراب، المصنوعين من البلح، والقمح، فهم يستخدمون البلح، بصورة رئيسية في جميع الاكلات، وبطرق مختلفة، ويأكلون اللحم مع الشاي، ويستخدمون حبال الأشميق، وعندهم الفطير، ويصنع بنفس الطريقة التي يصنع بها (القُشَّاط) عند الشايقية ولم اره عند أحد غيرهم!
واذكر ان خالي وصديقي، الراحل الاستاذ/ محجوب كرار، ذكر في تعليق عابر، ان اليهود ايضا يصنعون هذا الفطير، وبنفس الاسم ونفس الطريقة، وقال:
- إذا كان الفطير دليل على انهم (الشايقية) من العراق، يمكن ان يكون دليل ايضا على انهم من اليهود!
أما إبني عادل فيرى أنهم، إذن، من (يهُود العراق).
اما الأمر الاخر فهو استخدامهم للتمر، وهم يصنعون منه ما يشبه مديدة التمر، ويصنعوا العرقي، بمسمى العرق، والشربْوت بمسمى النبيذ.
اما كونهم شيعة، فذلك ظاهر في حبهم لأبناء علي، وذرية الحسن، حُب يصل إلى درجة التقديس، وعندهم ان من هو غير ختمي كافر لا جدال في ذلك.
والسادة، عددهم لا يُحصى ولا يُعد، رجال ونساء، من محمد عثمان الكبير، إلى سيدي الحسن، إلى محمد عثمان ابو جلابية، إلى الحسن الغرقان، إلى المحجوب، إلى ست نفيسة.
وست نفيسة هذه، كان لها تيس مشهور، يجُوب انحاء الخرطوم، والخرطوم بحري، يخرِّب ويأكل كل ما يجد، ولا أحد يتجرأ عليه او يقترب منه. وكانت له حكايات كثيرة:
ما تهمنا هنا هي حكاية التيس مع (مُصلح) التاجر اليمني بديم الشايقية.
فقد تعوَّد مصلح ان يضع فرّاشات العيش، والفول، والتمر امام الدُّكان! وكان تيس ست نفيسة يمر عليه كما يمر على الاخرين، من وقت إلى آخر، ويتناول طعامه من هنا، وهناك وهو ماشي.
ولكن في ذلك اليوم، وعلى غير العادة، توقف التيس عند الفرَّاشات، ولم يتحرك. وظل مُدة طويلة يُراوح مكانه، الامر الذي أزعج (مصلح)، ولم يطق عليه صبرا، فذهب إلى التيس، وجلس بجواره، وبدأ يتحدث اليه قائلا:
- ما كفاية يا خليفة.
وهُناك سادة آخرين، وستَّات، بعضُهم في ارتريا، وكان لكل واحد منهم نذور تنُذر عند الاستعانة بهم في الشدائد، وكانت راياتها- أي النذور- الجبنة، أو الشاي باللبن، واللقيمات، أو العتود. وهي النذور المعتادة، للمشاكل الصغيرة.
أما في المشاكل الكبيرة، فكانت النذور تتغير، حسب حجم الرجاء، من (نخلة)، إلى (نعجة)، وإلى (أوقية ذهب).
وأوقية الذهب هذه، في الغالب، تنذر عندما يكون المطلب هو ميلاد طفل ذكر.
وكانت جميع اراضي الشايقية، ونخلهم، وحيواناتهم، مبتلاه بنصيب للسادة فيها.
وكان الناس يعتنون بنخيل السادة عناية زائدة، ويدفعوا لهم ما نذروا بالكامل أو (على داير المليم).
وقد كان لجدي الحسن سبيقة مشهورة (بِسبيقة الحسن!)، بها اجود انواع التمور، وكنت افتخر بأن هذه السبيقة لنا، ولكن عندما وعيت، أدركت ان أكثر من نصف هذه التمور تعود، نذرا، إلى الستات والسادة.

amsidahmed@outlook.com
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

جرائم نظام الأسد المخلوع.. منازل مباعة دون علم أصحابها المهجرين في حلب

فوجئ الخمسيني عبد الحليم الحسن عند تفقده لمنزله في حي هنانو شرق حلب، أن بيته الذي هجر منه قبل نحو 8 سنوات مُباع.

"اشتريت البيت بـ25 مليون ليرة سورية، وهذا هو عقد البيع"، هكذا رد عليه الشخص الذي يقطن المنزل، كما يخبر الحسن "عربي21"، مضيفاً: "طلبت منه إخلاء المنزل لأنه ملكي، لكنه رفض، وقال أعطني ثمن المنزل الذي دفعته، قبل أن أتركه لك".

كان الحسن مقيماً في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب الشمالي الذي كان خارجاً عن سيطرة النظام، وبعد سيطرة الفصائل على حلب، قرر أن يتفقد منزله الذي كان لا يستطيع الوصول إليه.



يقول: "كنت أتوقع أن أجده مدمراً، ذلك كان متوقعاً، إلا أن الغريب أن المنزل مباع، من قبل "شبيح" لدى النظام، ولا معلومات عن مكان تواجده".

الأمر ذاته، تكرر مع شقيقه عبد الحكيم الحسن، لكن شقيقه استرد منزله بعد أن عثر على الشخص الذي باع منزله.

يقول الحسن: "عثرنا على الشخص الذي باع المنزل، وقمت بتصويره "بالفيديو" وهو يعترف ببطلان عملية البيع، وتعهد برد ثمن المنزل إلى المشتري".

أين المحاكم؟
ينتظر الحسن افتتاح المحاكم في حلب لتقديم شكوى على البائعين، ويقول: "سمعنا أن القيادة السورية الجديدة بصدد استئناف عمل المحاكم، ولذلك ننتظر".

وبالفعل، أكد مسؤول في محكمة حلب التابعة للإدارة السورية الجديدة، أن "القضاء حالياً في عطلة، ومن المرجح أن تستمر العطلة حتى الأسبوع الأول من السنة الجديدة".

وأضاف لـ"عربي21" أنه "بمجرد عمل المحكمة يستطيع أصحاب الحقوق تقديم الأدلة على الملكية، حتى تُعاد لهم حقوقهم".

وتابع المسؤول: "حالياً ينحصر عمل المحكمة بتدوير الدعاوى فقط".

"إشكالية كبيرة"
من جهته، أكد الخبير الدستوري والقاضي المنشق عن النظام خالد شهاب الدين، شيوع التعدي على الملكية الخاصة في سوريا بشكل كبير، وقال: "استغل غالبية المتنفذين لدى النظام تهجير الأهالي، وقاموا ببيع المنازل، وتثبيت البيوع في محاكم النظام، عبر الفساد والتزوير ودفع الرشى".

وفي حديثه لـ"عربي21" قال شهاب الدين: "بمجرد استئناف عملي سأحكم ببطلان البيوع لمجرد ملاحظة سوء نية في عقود البيع التي جرت خلال العقد الأخير".

وأَكد شهاب الدين، أن غالبية عقود البيع "باطلة"، وقال: "حكماً ستعود الملكية للمالكين الأساسيين، بموجب السجل العقاري"، واصفاً ما يجري بـ"الإشكالية الكبيرة".

"احتيال"
وأكد القاضي أن غالبية المهجرين تعرضوا للاحتيال من قبل أزلام النظام السابق، معتبراً أن "على كل القضاة عدم التعامل بحسن النية مع عقود البيع في السنوات الماضية، وخاصة أن بعض المالكين اضطروا للبيع تحت التهديد بهدم المنزل".

وقال شهاب الدين: "هذا الوضع ليس في حلب فقط، بل في كل المدن السورية، وشاهدنا كيف أن شبيحة النظام استولوا على المنازل والممتلكات التي تعود لمعارضين ومهجرين".

ويتفق مع شهاب الدين، عضو "هيئة القانونيين السوريين الأحرار" المحامي عبد الناصر حوشان، في اعتبار أن "عمليات بيع ممتلكات المهجرين باطلة"، ويقول لـ"عربي21": "مهما تعددت البيوع، فإن عملية البيع باطلة، والملكية تعود لأصحابها".



وتابع حوشان، بأن هذه المهمة في عاتق المحاكم السورية الجديدة، والمنظومة القضائية.

وكانت الحكومة السورية الجديدة، برئاسة محمد البشير قد كلفت شادي الويسي بحقيبة وزارة العدل في الحكومة المؤقتة، وذلك بعد نجاح الفصائل السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" بإسقاط رئيس النظام السابق بشار الأسد.

ومنذ الثمانينات، استولى النظام على ممتلكات المعارضين لحكمه، عبر إصدار قرارات دون إجراءات قانونية، حيث بدأ ذلك مع المنتمين لجماعة "إخوان سوريا"، وبعد اندلاع الثورة، استولى على ممتلكات غالبية المعارضين بعد أن هجرهم.

مقالات مشابهة

  • “واشنطن بوست” تسلط الضوء على مقابر جماعية قرب دمشق
  • سقطة سعودية جديدة: “اليمن ليس أصل العرب”.. ومغردون يسخرون
  • إبراهيم عيسى: الاختلاف على أرض صلبة وطنية يحصن الدولة من أي خطر
  • مصائر رجال بشار الأسد تتكشف.. من هم وأين ذهبوا؟
  • لبنان يحتجز 30 ضابطًا من نظام الأسد.. وتساؤلات حول مصيرهم
  • مستقبل المقاومة  …!؟ بين التسليم والعقيدة والتعقيد
  • جرائم نظام الأسد المخلوع.. منازل مباعة دون علم أصحابها المهجرين في حلب
  • داليا عبد الرحيم: سوريا تمر بمرحلة من أعقد مراحل صراع النفوذ المسلح.. باحث: قلق حول مستقبل سوريا بسبب الاختلاف بين الفصائل.. ومحلل سوري: وجود 10 آلاف داعشي في السجون قنبلة موقوتة 
  • أحمد شيخو: حالة من القلق حول مستقبل سوريا بسبب الاختلاف بين الفصائل
  • أبو الحسن: ها قد عدنا إلى سوريا الحرة