سودانايل:
2024-11-23@18:04:52 GMT
من طرف المسيد: عن أمر الاختلاف في أصل الشايقية
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
يرويها الأستاذ محمد سيد أحمد الحسن
حررها عادل سيد أحمد
لم يختلف الناسُ في امرْ مثل اختلافهم، في أصل الشايقية! من هم؟ ومن اين جاءوا؟
ومَنْ قائل انهم جنود فرعون، فروا من الرعب، عندما انطبق عليهم البحر حتى وصلوا إلى هذه المنطقة، ومَنْ قائل انهم يهُود، هربوا من الاضطهاد الصليبي، واقوال أخرى كثيرة.
ولكن الغريب في الامر، ان كل القبائل العربية التي دخلت السودان حاولت الارتباط بإحدى القبائل العربية المعروفة، وأشهرها قبيلة الجعليين، وهم نسل العباس، والعباس من بني هاشم صرة قريش، ومن سادتها!
وهناك من ادعوا ان جدهم الزبير بن العوام، حوراي الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك من ادعوا انهم من بني هلالة.
وهناك آخرين، ادعوا الانتماء إلى البيت النبوي.
عدا الشايقية فقد اكتفوا بأن جدهم شايق، وفقط.
ومع ان المؤرخين يحسبونهم ضمن المجموعات الجعلية، الا أنك لا تجد حماسا، عند الشايقية، لهذه القرابة.
ومع ان الجعليين كانوا يروا أنفسهم خيرا من الاخرين، ولا يخفون هذا التعالي على جميع الاجناس، إلا أنهم كانوا يتقبلون ولا يزالوا، ان يكون الشايقية ابناء عمومتهم، وبصدر رحب.
والرائج عندي، ان الشايقية هُم من اهل العراق، ومن شيعة علي على وجه التحديد.
اما كونهم من اهل العراق، فقد جمعتني الظروف ببعض العراقيين، في اوقات مختلفة، وفي اماكن متفرقة، ووجدت عندهم من السلوك والكلمات ما يشبه ما عند الشايقية، في كثير من الأشياء، خصوصا في الطعام، والشراب، المصنوعين من البلح، والقمح، فهم يستخدمون البلح، بصورة رئيسية في جميع الاكلات، وبطرق مختلفة، ويأكلون اللحم مع الشاي، ويستخدمون حبال الأشميق، وعندهم الفطير، ويصنع بنفس الطريقة التي يصنع بها (القُشَّاط) عند الشايقية ولم اره عند أحد غيرهم!
واذكر ان خالي وصديقي، الراحل الاستاذ/ محجوب كرار، ذكر في تعليق عابر، ان اليهود ايضا يصنعون هذا الفطير، وبنفس الاسم ونفس الطريقة، وقال:
- إذا كان الفطير دليل على انهم (الشايقية) من العراق، يمكن ان يكون دليل ايضا على انهم من اليهود!
أما إبني عادل فيرى أنهم، إذن، من (يهُود العراق).
اما الأمر الاخر فهو استخدامهم للتمر، وهم يصنعون منه ما يشبه مديدة التمر، ويصنعوا العرقي، بمسمى العرق، والشربْوت بمسمى النبيذ.
اما كونهم شيعة، فذلك ظاهر في حبهم لأبناء علي، وذرية الحسن، حُب يصل إلى درجة التقديس، وعندهم ان من هو غير ختمي كافر لا جدال في ذلك.
والسادة، عددهم لا يُحصى ولا يُعد، رجال ونساء، من محمد عثمان الكبير، إلى سيدي الحسن، إلى محمد عثمان ابو جلابية، إلى الحسن الغرقان، إلى المحجوب، إلى ست نفيسة.
وست نفيسة هذه، كان لها تيس مشهور، يجُوب انحاء الخرطوم، والخرطوم بحري، يخرِّب ويأكل كل ما يجد، ولا أحد يتجرأ عليه او يقترب منه. وكانت له حكايات كثيرة:
ما تهمنا هنا هي حكاية التيس مع (مُصلح) التاجر اليمني بديم الشايقية.
فقد تعوَّد مصلح ان يضع فرّاشات العيش، والفول، والتمر امام الدُّكان! وكان تيس ست نفيسة يمر عليه كما يمر على الاخرين، من وقت إلى آخر، ويتناول طعامه من هنا، وهناك وهو ماشي.
ولكن في ذلك اليوم، وعلى غير العادة، توقف التيس عند الفرَّاشات، ولم يتحرك. وظل مُدة طويلة يُراوح مكانه، الامر الذي أزعج (مصلح)، ولم يطق عليه صبرا، فذهب إلى التيس، وجلس بجواره، وبدأ يتحدث اليه قائلا:
- ما كفاية يا خليفة.
وهُناك سادة آخرين، وستَّات، بعضُهم في ارتريا، وكان لكل واحد منهم نذور تنُذر عند الاستعانة بهم في الشدائد، وكانت راياتها- أي النذور- الجبنة، أو الشاي باللبن، واللقيمات، أو العتود. وهي النذور المعتادة، للمشاكل الصغيرة.
أما في المشاكل الكبيرة، فكانت النذور تتغير، حسب حجم الرجاء، من (نخلة)، إلى (نعجة)، وإلى (أوقية ذهب).
وأوقية الذهب هذه، في الغالب، تنذر عندما يكون المطلب هو ميلاد طفل ذكر.
وكانت جميع اراضي الشايقية، ونخلهم، وحيواناتهم، مبتلاه بنصيب للسادة فيها.
وكان الناس يعتنون بنخيل السادة عناية زائدة، ويدفعوا لهم ما نذروا بالكامل أو (على داير المليم).
وقد كان لجدي الحسن سبيقة مشهورة (بِسبيقة الحسن!)، بها اجود انواع التمور، وكنت افتخر بأن هذه السبيقة لنا، ولكن عندما وعيت، أدركت ان أكثر من نصف هذه التمور تعود، نذرا، إلى الستات والسادة.
amsidahmed@outlook.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: