الجزيرة:
2025-03-20@03:55:58 GMT

التصعيد السياسي في ليبيا يهدد اتفاق جنيف

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

التصعيد السياسي في ليبيا يهدد اتفاق جنيف

تشهد ليبيا حالة جديدة من التصعيد السياسي بين الأطراف المتصارعة في شرق البلاد وغربها، وهو ما يلقي بظلاله على مصير الاتفاق السياسي الذي أقر في جنيف عام 2021 برعاية الأمم المتحدة، وفق خبراء.

وحسب محللين وسياسيين، فإن الاتفاق السياسي شارف على الوصول إلى خط النهاية، وثمة حاجة ملحة للجلوس إلى طاولة الحوار مجددا، بهدف تجنب دخول ليبيا في صدام عسكري جديد.

ففي التاسع من أغسطس/آب الجاري، وقعت اشتباكات غير واضحة الدوافع بين فصيلين مسلحين مرتبطين بحكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس غرب البلاد، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وجرح العشرات قرب العاصمة الليبية.

ويوم 11 من الشهر نفسه، طوق عشرات الأشخاص -بعضهم مسلح- مبنى تابعا لمصرف ليبيا المركزي في طرابلس لطرد محافظ البنك، حسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية، قبل أن يتم تفريقهم.

ويتعرض محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير لانتقادات من أوساط رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بسبب إدارته للميزانية والثروة النفطية في هذا البلد الغني بالمحروقات.

ودفع هذان الحادثان السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند إلى القول -عبر منصة إكس- إن "حدوث اشتباكات جديدة بين جماعات مسلحة خلال الأيام الأخيرة يظهر المخاطر المتواصلة التي يطرحها الجمود السياسي في ليبيا".

ورأى كذلك أن "من غير المقبول" طرد محافظ البنك المركزي بالقوة من منصبه الذي يشغله منذ العام 2012، معتبرا أن ليبيا قد تخسر بذلك الوصول إلى الأسواق المالية العالمية.

مقر المصرف المركزي الليبي في طرابلس (رويترز) انقسامات

وتعاني ليبيا انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتدير شؤونها حكومتان: الأولى معترف بها دوليا في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد وتحظى بدعم البرلمان وخليفة حفتر.

وقرر مجلس النواب المنعقد في بنغازي (شرق البلاد) الثلاثاء الماضي إنهاء مهام السلطة التنفيذية في طرابلس، واعتبار حكومة أسامة حماد في شرق البلاد "شرعية" حتى اختيار حكومة موحدة.

كذلك، أقر المجلس سحب صفة "القائد الأعلى للجيش" من المجلس الرئاسي، وهي هيئة منبثقة عن اتفاق عام 2021 وتمثل مناطق البلاد الثلاث، وإعادتها إلى رئيس مجلس النواب.

وردا على ذلك، اعتبرت حكومة الوحدة الوطنية التي تحظى باعتراف دولي أنها تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي الليبي، "وتلتزم بمخرجاته التي نصت على أن تُنهي الحكومة مهامها بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتنهي المرحلة الانتقالية"، في إشارة إلى اتفاق جنيف.

وفي الفترة من أبريل/نيسان 2019 حتى يونيو/حزيران 2020، حاول معسكر حفتر السيطرة على طرابلس، لكنه فشل بعد معارك عنيفة. وبعد وقف إطلاق النار، وقع اتفاق عام 2021 في جنيف برعاية الأمم المتحدة أقام هيئات موقتة.

ونص اتفاق جنيف على تولي سلطة تنفيذية (حكومة الوحدة الوطنية) والمجلس الرئاسي التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر/كانون الأول 2021، لكنها أرجئت حتى إشعار آخر بسبب تجدد الخلاف السياسي وتوترات أمنية.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في ليبيا خالد المنتصر أن الخطوة التي أقدم عليها البرلمان الليبي تعد "رسالة للخارج وليست للداخل، بأن الوقت قد حان لوضع اتفاق وشروط جديدة للتفاوض".

وأضاف "بعد مضي أكثر من 3 سنوات على اتفاق جنيف، وصلنا إلى نقطة الفشل السياسي التام الذي تسببت فيه جميع الأطراف داخل البلاد وخارجها".

وتابع "من المهم الحديث صراحة عن فشل اتفاق جنيف، وأن الأطراف المتصارعة باتت لا تقبل به، وتريد من خلال تحركاتها الأخيرة، الضغط على المجتمع الدولي من أجل اتفاق جديد يحتوي الحد الأدنى من التوافق".

حرب مفتوحة

من ناحيتها، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الأسبوع الماضي إنها تتابع "بقلق الإجراءات الأحادية الأخيرة من جانب أطراف ومؤسسات ليبية سياسية وفاعلة في شرق البلاد وغربها وجنوبها"، معتبرة أنها "تفضي إلى تصعيد التوتر وتقويض الثقة والإمعان في الانقسام المؤسسي والفرقة بين الليبيين".

وشددت البعثة الأممية -في بيانها- على مواصلة مشاوراتها مع القادة الليبيين والأطراف الإقليمية، بغية التوصل إلى "توافق" والدفع بالجهود الكفيلة بإنهاء "الجمود السياسي القائم".

ويترافق هذا التوتر مع مخاوف من تجدد الصراع المسلح، حيث شهد غرب ليبيا تحركات عسكرية بعد إعلان مفاجئ لقوات حفتر -الرجل القوي في شرق البلاد- إجراء تحركات عسكرية جنوب غرب طرابلس قرب مناطق تحت سيطرة حكومة غرب ليبيا. قابلتها حالة "استنفار وتأهب عسكري" من طرف حكومة طرابلس.

وقوبلت هذه التحركات برفض دولي وأممي واسع، لتسارع قوات حفتر نفي نيتها شن هجوم عسكري، مؤكدة أنها فقط تستهدف "تأمين الحدود الجنوبية للبلاد".

من جهته، يعتبر المحلل السياسي الليبي عبد الله الرايس هذه التحركات "جس نبض" لمعرفة المواقف الدولية إلى جانب فهم "استعداد سلطة طرابلس عسكريا".

وعن الدوافع والتوقيت، قال "لا يمكن اعتبار أن التحركات العسكرية لحفتر حسنة النية، والدليل ما تلاها من مواقف مجلس النواب الداعم لحفتر، الذي سحب صلاحية القائد الأعلى من طرابلس، وهو أمرٌ سارع حفتر لتأييده فورا".

وختم المحلل السياسي بالقول "ربما هذه رسالة استباقية، إذا فشل الحوار والوساطة السياسية، فإن التحرك العسكري سيتجدد نحو عاصمة ليبيا في وقت قريب، هذه المرة ستكون حربا مفتوحة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حکومة الوحدة الوطنیة فی شرق البلاد اتفاق جنیف فی طرابلس فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

سوريا تحت المجهر| الاتحاد الأوروبى يقرر دعم الاحتياجات الإنسانية العاجلة.. أورسولا فون دير لاين: رفع العقوبات بالكامل ينتظر إنشاء حكومة "ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أربعة أشهر من سقوط نظام بشار الأسد، وبينما يحاول النظام الجديد الذي يجسده الجهادي السابق أحمد الشرع، الرئيس المؤقت الآن، فرض بصماته على بلد ينزف حتى الجفاف، نظم الاتحاد الأوروبي مؤتمره الدولي التاسع لدعم سوريا يوم الإثنين الماضى. وتم تقديم موعد الاجتماع بضعة أشهر لمحاولة معالجة حالات الطوارئ الإنسانية في البلاد والدول المجاورة لها، التي تستضيف ملايين اللاجئين السوريين.

كان حضور وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني في بروكسل، حدثاً فى حد ذاته. وأكد وزير الشيباني أن "الشعب السوري لا يزال يواجه بقايا نظام الأسد. واليوم فرصة سانحة لمواجهة هذه التحديات بروح التضامن والتعاون". وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي افتتحت المؤتمر: "في الماضي، عملنا من أجل سوريا ومن أجل السوريين. اليوم يمكننا أخيراً العمل مع سوريا. اليوم لم تعد أحلام وطموحات الشعب السوري معلقة. ولأول مرة منذ عقود، ربما يصبح أمل سوريا حقيقة". 

ويدرك الجميع أن الوضع غير مستقر وهش بشكل خاص، كما يتضح من أعمال العنف الطائفية التي هزت المنطقة الساحلية الشمالية من البلاد في أوائل شهر مارس، مما أسفر عن مقتل عدة مئات من الأشخاص. وأكدت كايا كلاس، رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، أن "سوريا تواجه احتياجات وتحديات كبيرة، كما أظهرت بشكل مأساوي موجة العنف الأخيرة في المناطق الساحلية"، وأن "اندلاع العنف أمر مقلق للغاية ويظهر أن الأمل في سوريا أصبح معلقاً بخيط رفيع. وعلينا أن نبذل المزيد من الجهود لضمان تحرك سوريا في الاتجاه الصحيح".

الخدمات الأساسية

المشكلة تتجاوز الأمن بكثير. يقول أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن "الوضع على الأرض مقلق للغاية إذ يعيش ٩٠٪ من السوريين اليوم تحت خط الفقر. وخلال هذا الصراع، خسرت سوريا ما يعادل أربعين عامًا من التنمية. وتم تدمير كافة البنية التحتية الأساسية".

إن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوصول إلى مياه الشرب والنقل غير متوفرة حالياً، كما توقف نظام التعليم، في حين تعاني الوزارات والسلطات المحلية من نقص في الموظفين والمهارات. ويقدر شتاينر أن "استعادة البنية التحتية المدنية التي كانت موجودة في البلاد قبل عام ٢٠١١ سوف تستغرق عشر سنوات على الأقل". وفي الوقت نفسه، ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد يعود ١.٥ مليون سوري إلى بلادهم بحلول عام ٢٠٢٥. كما قد يعود ٢ مليون شخص إضافي، نازحون حالياً داخل البلاد، إلى ديارهم.

ولمواجهة هذه الأزمة، كانت الأولوية فى الاجتماع الأوروبى يوم الاثنين هي جمع أموال كافية لتوفير الخدمات الأساسية للسوريين، سواء داخل البلاد أو في الأردن ولبنان والعراق وتركيا، البلدان المجاورة التي تستضيف ملايين السوريين. في حين أن الأوروبيين دفعوا بالفعل نحو ٣٧ مليار يورو منذ عام ٢٠١١، فإن "السوريين يحتاجون الآن إلى مزيد من الدعم"، حسبما أكدت أورسولا فون دير لاين. ولهذا السبب يعمل الاتحاد الأوروبي اليوم على زيادة التزامه تجاه السوريين - داخل البلاد وفي المنطقة - إلى ما يقرب من ٢.٥ مليار يورو لعامي ٢٠٢٥ و٢٠٢٦.

الانسحاب الأمريكي

وقد ساهمت الدول الأوروبية، فضلاً عن جهات مانحة دولية أخرى، بحصتها، حيث بلغ إجمالي المبلغ نحو ٦ مليارات يورو، وهو مستوى أقل من ٧.٥ مليار يورو من المساعدات المعلنة لعام ٢٠٢٤.

 وتعتبر هذه الالتزامات أكثر خجلاً من تلك التي تم التعهد بها في ربيع عام ٢٠٢٤، خلال المؤتمر الثامن، قبل سقوط نظام الأسد. وتعهد المجتمع الدولي حينها بتقديم ٧.٥ مليار يورو كمساعدات للسوريين، بما في ذلك ٦ مليار من أوروبا. يمكن تفسير هذه الفجوة بسببين: من ناحية، بدأت الولايات المتحدة، التي كانت واحدة من أبرز الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية في العالم، في الانسحاب من هذا القطاع، كما يتضح من التفكيك المستمر للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

ومن ناحية أخرى، لا يُتوقع أن تقدم ألمانيا، أكبر مانح فى أوروبا، مساعدات جديدة كبيرة لكنها قدمت تقليدياً أكثر من ٣٠٠ مليون يورو التي وعدت بها لعام ٢٠٢٥، إلا أن التغيير الحالي في الحكومة جعل من المستحيل السعي إلى تقديم المزيد.

رفع العقوبات

وبعيداً عن المساعدات المالية الفورية، ذهب أسعد حسن الشيباني إلى بروكسل برسالة واضحة: الحصول على رفع العقوبات المفروضة على سوريا في عهد بشار الأسد. وطالب برفع كافة العقوبات للسماح بإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي للبلاد. وقال "اليوم نعاقب على شيء لم نفعله".

وفي حين أن الولايات المتحدة تحافظ على نظام العقوبات الصارم ضد البلاد في الوقت الراهن ولم تعط أي إشارة إلى نواياها، فإن الأوروبيين يقولون إنهم أكثر انفتاحاً. بعد تعليق القيود على قطاعات الطاقة والنقل والقطاعات المالية ذات الصلة، دعت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات، لكن لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بعد.

 وحذرت فون دير لاين من أن هذا سيحدث "مع تقدم العملية السياسية نحو إنشاء حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية". وسيتم مناقشة هذه القضية في ١٤ أبريل المقبل في مجلس الشؤون الخارجية.

وتهدف الأموال التي تعهد المجتمع الدولي بتقديمها هذا العام إلى معالجة حالات الطوارئ، نظراً للاحتياجات الكبيرة. وذكرت حاجة لحبيب، المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية، أن "نحو ١٧ مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية" وأضافت حاجة لحبيب: "إن مؤتمر يوم الإثنين ليس مجرد دعوة للكرم، بل هو يد ممدودة لبناء مستقبل سوريا. إن الأمر يتعلق أيضًا بالاستثمار في الاستقرار والأمن والازدهار في بلد يعد مستقبله أمرًا حاسمًا لتحقيق السلام الدائم في المنطقة".

 ومع ذلك، هناك إصرار مستمر في بروكسل على أن هذا المؤتمر يتعلق بالمساعدات الطارئة، وليس بالمساعدات لإعادة الإعمار. وأكدت المفوضية أنه "من المبكر للغاية الحديث عن هذا الأمر، وسيتم ذلك في مرحلة لاحقة". 

وعلق أحد المسئولين الأوروبيين قائلاً "يتزايد مستوى الاحتياجات، لكن الخدمات العامة لم تعد تعمل في سوريا. هناك تدهور حقيقي". وأضاف "يعد الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية صعبًا للغاية. تتوفر الكهرباء لمدة ساعتين يوميا، في حين أن الوصول إلى مياه الشرب غير مؤكد".

وفي الوقت نفسه، تعاني البلاد من حالة من الركود الاقتصادي، حيث يقدر معدل البطالة بأكثر من ٨٠٪، في حين لم يتم دفع رواتب الموظفين المدنيين السوريين منذ سقوط نظام بشار الأسد. 

قطر التي وافقت على تغطية رواتبهم، لا تستطيع دفعها بسبب العقوبات المالية التي لا تزال الولايات المتحدة تفرضها عبر قانون قيصر الأمريكي، والذي استهدف منذ عام ٢٠٢٠ دولاً وشركات خارجية تتعامل مع سوريا .

مقالات مشابهة

  • سوريا تحت المجهر| الاتحاد الأوروبى يقرر دعم الاحتياجات الإنسانية العاجلة.. أورسولا فون دير لاين: رفع العقوبات بالكامل ينتظر إنشاء حكومة "ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية"
  • قسد: اتفاق مع وفد دمشق على ضرورة وقف النار في كامل سوريا
  • مدبولي: التصعيد في غزة يهدد الاستقرار بالمنطقة.. والاقتصاد المصري يشهد تحسنًا
  • مظاهرات حاشدة في القدس المحتلة ضد حكومة نتنياهو احتجاجا على إقالة رئيس الشاباك
  • بو الرايقة: استمرار العجز المالي في ليبيا يهدد حياة المواطنين
  • حمزة: يوجد في ليبيا أكثر من 3 ملايين مهاجر غير شرعي
  • تأكيداً لانفراد «عين ليبيا».. حسام البدري يتمم مفاوضاته مع الأهلي طرابلس
  • الدغاري: بيان المصرف المركزي يؤكد تفاقم الأزمة الاقتصادية في ليبيا
  • مطالب بتحقيق العدالة وتعويض ليبيا عن تدخل حلف الناتو وآثاره المدمرة
  • الصدر يحذر: التصعيد الطائفي يهدد المنطقة وحكام العرب أمام مسؤولية