أزمة عطش بنواكشوط تثير سجالا والحكومة تلجأ لتوزيع المياه بالتناوب
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
تفاقمت خلال الأسابيع الأخيرة أزمة عطش حادة في العاصمة نواكشوط، دفعت العديد من الأحزاب السياسية لإصدار بيانات بهذا الشأن فيما تحدثت الحكومة عن عملية لترشيد المياه وخطة لإيجاد حلول.
وحسب مراسل "عربي21" عرفت العاصمة الموريتانية أزمة عطش حادة، تضررت منها غالبية أحياء المدينة، حيث يستمر انقطاع المياه عن بضع مناطق نواكشوط ثلاثة أيام.
ومع تفاقم الأزمة أصبح تأمين المياه أولوية لدى السكان، حيث يرابط المواطنون تحت أشعة الشمس لساعات بحثا عن مياه.
وقال عدد من المواطنين إن سعر صهريج المياه سعة طن، بلغ نحو سبعة آلاف أوقية (18 دولار) وهو مبلغ كبير مقارنة بأسعار ما قبل الأزمة حيث كان سعر طن المياه لدى الموزعين نحو أقل من 9 دولارات.
وقال سيدي ولد محمد، لـ"عربي21": "نمضى ساعات طويلة في البحث عن صهريج مياه، وبعد الحصول عليه بصعوبة تكون أسعاره مضاعفة عدة مرات".
فيما قال أحمد ولد الشيخ، لـ"عربي21": "أزمة المياه تفاقمت بشكل غير مسبوق، في نقاط بيع المياه تجد طوابير طويلة، الأسعار مرتفعة، والحكومة على ما يبدو تتجاهل الأزمة".
وتعرف العاصمة نواكشوط تجدد أزمة العطش بشكل دوري، وترجعها السلطات في الغالب لأسباب تتعلق بخدمة الكهرباء، أو بارتفاع الطمي في النهر، أو غياب صيانة المعدات.
وأعلنت السلطات الموريتانية أن الأزمة الحالية سببها ظاهرة الطمي على مستوى النهر، مشيرة إلى أن الطمي في الحالة العادية يكون منحصرا بين 800 و 1000 ونتيجة لعوامل كثيرة منها التغيرات المناخية ارتفعت النسبة إلى 2300 و2400.
وأوضحت وزارة المياه أن مدينة نواكشوط تصلها في الحالة العادية 130 متر مكعب عبر مشروع آفطوط الساحلي من منطقة النهر، مشيرة إلى أن ارتفاع مستوى الطمي بدأ نهاية الشهر الماضي، ووصل ذروته بداية شهر آب/ أغسطس الجاري.
توزيع بالتناوب
وفي أول تعليق للحكومة قالت وزيرة المياه آمال بنت مولود، إنه في ظل الأزمة الحالية تقوم الوزارة بعملية ترشيد وتوزيع محكمة للمياه على مستوى مناطق العاصمة نواكشوط.
وقالت في مؤتمر صحفي قبل يومين، إن الهدف من هذه العملية هو أن لا تبقى منطقة لا تصلها المياه، مشيرة إلى أنهم اعتمدوا التوزيع بالتناوب على المناطق.
وشددت بنت مولود على وجود اهتمام خاص بالأحياء الضعيفة، والطبقات الهشة، مضيفة أن هذه الأحياء يتم توجيه المياه لها أكثر من المناطق السكنية التي تتوفر على مستوى معيشي يساعدها في الحل.
وأوضحت أن عملية التناوب والترشيد التي تقوم بها الشركة الوطنية للمياه حاليا مكنت من ترشيد وتقسيم المياه بطريقة أكثر مردودية وأكثر نجاعة.
إجراءات حكومية
وتحدثت الوزيرة خلال المؤتمر الصحفي عن إجراءات لتخفيف الأزمة منها صيانة وتوسعة وزيادة قدرة الإنتاج.
وأضافت إنه سيتم رفع الإنتاج من محطة "إيديني" 40 كم شرق العاصمة) لتعويض النقص الحاصل في الإمدادات من النهر، بالإضافة إلى زيادة قدرة إنتاج مشروع آفطوط الساحلي.
دعوات للتحقيق
وقد أثارت الأزمة سجالا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات حادة لعجز الحكومة عن توفير مياه في أكبر مدن البلاد.
ودعا "حزب اتحاد قوى التقدم" السلطات المختصة إلى تنفيذ خطة سريعة لمساعدة السكان في الحصول على الماء الصالح للشرب في العاصمة نواكشوط.
وطالب الحزب في بيان أرسل نسخة منه لـ"عربي21" بفتح تحقيق جدي من قبل جهات مختصة من خارج القطاع المعني تنشر نتائجه للرأي العام الوطني لكشف حقيقة ما وصفها "بالأزمة المتكررة، والمعضلة التي تعاني منها الشركة الوطنية للمياه".
كما طالب الحزب في بيانه السلطات بتقديم تفسيرات مقنعة للشعب بشأن "الفشل الصارخ والمتجدد في توفير المياه للساكنة"، رغم التزاماتها السياسية والعلنية الباهظة التي أنفقت لذلك الغرض.
وقال الحزب إن معظم أحياء نواكشوط "جفت شبكة المياه فيها" منذ ما يقارب أسبوعين أو ثلاثة، مشيرا إلى أن السلطات قدمت نفس التبريرات والتفسيرات، التي لا تروي ساكنة نواكشوط وخاصة الأحياء الفقيرة.
ورأى الحزب في ذات السياق أن ذلك "يكشف عن مستوى عال من الإهمال والفساد، بالمقارنة مع المبالغ الضخمة التي تم ضخها مؤخرا في مختلف المشاريع، والإجراءات المتخذة للتغلب على مشكلة المياه في العاصمة نواكشوط".
وأوضح أن ما يقارب 50 بالمئة من المياه المتاحة عند الشركة الوطنية للمياه، يضيع بسبب التسربات وخاصة من شبكات متهالكة تم استبدالها وتُركت مفتوحة لسبب غريب.
محاسبة المسؤولين
من جهته طالب حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان) بمحاسبة "المسؤولين عن التفريط في توفير الماء الضروري لحياة المواطنين".
وأكد الحزب في بيان أرسل نسخة منه لـ"عربي21" تضامنه التام مع المواطنين في هذه الأزمة وغيرها من أزمات خانقة تهدد السلم والاستقرار الأهلي إذا لم تجد طريقها إلى الحل السريع.
معلومات عن نواكشوط
تقع نواكشوط جنوب غرب موريتانيا، وهي تطل على المحيط الأطلسي، ويقطنها مليون نسمة أي نحو ربع سكان البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة.
وتأسست هذه المدينة أواخر خمسينات القرن الماضي، حيث وضع أول رئيس لموريتانيا المختار ولد داداه، إلى جانب الرئيس الفرنسي حينها شارل ديغول الحجر الأساس لها 5 آذار/ مارس 1958، واختيرت عاصمة للبلاد بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1960.
عند تأسيسها كانت نواكشوط مجرد قرية ريفية، لكنها نمت سريعا، ونزح إليها سكان المدن الأخرى بعد موجات الجفاف التي ضرب موريتانيا سبعينيات وثمانينات القرن الماضي وذلك بحثا عن فرص العمل وتحولت إلى أكبر مدن البلاد، حيث تعد شواطئها من أغنى الشواطئ العالمية بالأسماك والأنواع البحرية الأخرى.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية نواكشوط أزمة المياه موريتانيا الجفاف موريتانيا جفاف نواكشوط أزمة مياه المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العاصمة نواکشوط الحزب فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تجري اليوم.. ما تريد معرفته عن انتخابات إقليم العاصمة الهندية دلهي
دلهي – بدأ أكثر من 15.5 مليون ناخب من سكان هند منذ صباح اليوم الأربعاء بالتوجّه إلى صناديق الاقتراع في إقليم العاصمة الوطنية الهندية دلهي لانتخاب 70 عضوا في الجمعية التشريعية.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل سعي حزب "عام آدمي"، الذي يتولى الحكم في إقليم العاصمة منذ عام 2015، للفوز بولاية ثالثة على التوالي بعد انتصاره في انتخابات عامي 2015 و2020.
في المقابل، يسعى حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يقود الحكومة المركزية بقيادة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، إلى كسر هيمنة حزب "عام آدمي" على المشهد السياسي في دلهي بعدما أخفق في الفوز بانتخابات الجمعية التشريعية للإقليم على مدى عقود.
ووفقًا للجنة الانتخابات في دلهي، من المقرر إعلان نتائج الانتخابات يوم السبت المقبل.
تنقسم الهند إلى 28 ولاية و8 أقاليم اتحادية، حيث تتمتع الولايات بحكومات منتخبة يقودها رئيس وزراء الولاية وجمعية تشريعية، مما يمنحها درجة كبيرة من الحكم الذاتي، إلى جانب سيطرتها على الأمن والشرطة والأراضي.
في المقابل، تخضع الأقاليم الاتحادية للإدارة المباشرة من الحكومة المركزية باستثناء ثلاثة أقاليم تتمتع بحكم ذاتي نسبي عبر جمعيات تشريعية منتخبة، وهي: دلهي، وجامو وكشمير، وبودوتشيري.
ورغم أن دلهي تُصنف بوصفها إقليما اتحاديا، فإنها تتمتع بوضع خاص باعتبارها "إقليم العاصمة الوطنية"، مما يمنحها بعض الصلاحيات الإدارية، لكنها تظل خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية في قضايا رئيسية، أبرزها الأمن والشرطة والأراضي.
إعلان ما الأحزاب السياسية الرئيسية المشاركة في الانتخابات؟ حزب "عام آدمي" الذي يحكم دلهي منذ عام 2015، حيث فاز في فترتين متتاليتين ويسعى الآن للاحتفاظ بالسلطة لولاية ثالثة. وكان زعيم الحزب أرفيند كيجريوال رئيس وزراء حكومة إقليم دلهي حتى سبتمبر/أيلول 2024، قد استقال من منصبه بعد اتهامات بالفساد ليحل محله في رئاسة الحكومة أتيشي مارلينا من حزبه.ويُصنف الحزب عادة على أنه يسار الوسط في الجمعية الحالية، ويُعتبر "عام آدمي" الحزب الحاكم، إذ يمتلك 62 مقعدا من أصل 70 في الجمعية التشريعية. حزب بهاراتيا جاناتا الذي حكم دلهي من 1993 إلى 1998 بعد إعلان دلهي إقليم العاصمة الوطنية للهند بموجب تعديل دستوري، مما منحها وضعا خاصا. ولكن بعد فترة ولايته الأولى، لم يتمكن الحزب من تشكيل حكومة في دلهي، رغم فوزه بـ31 مقعدا من أصل 70 مقعدا في انتخابات 2013، لفشله في الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة.
وفي الجمعية الحالية، يمتلك حزب بهاراتيا جاناتا 8 مقاعد من أصل 70 مقعدا، ويشغل دور حزب المعارضة. حزب المؤتمر الوطني الهندي الذي حكم دلهي من 1998 إلى 2013، فقد نفوذه بعد ذلك بحصوله على 8 مقاعد من أصل 70 في انتخابات 2013. وفي انتخابات 2015 و2020 لم يتمكن الحزب من الفوز بمقعد واحد رغم كونه حزب المعارضة الرئيسي على المستوى الوطني.
تعهّد حزب "عام آدمي" بتنفيذ عدة مبادرات للرعاية الاجتماعية تشمل: توفير الأدوية المجانية لكبار السن، والسفر المجاني بالحافلات للطلاب، وخلق فرص عمل للشباب، وصرف مخصصات شهرية للنساء، وضمان مياه شرب نظيفة، إضافة إلى تغطية تأمينية للسائقين.
من جانبه، أعلن حزب بهاراتيا جاناتا عن تعهده بتوفير وظائف حكومية وفرص عمل حر، إضافة إلى تحويل دلهي إلى مدينة تعتمد على الحافلات الكهربائية. ويشمل برنامجه منح حقوق الملكية الكاملة للمستعمرات غير المرخصة، وتوفير التأمين الصحي للعاملين المؤقتين.
إعلان ما أهمية هذه الانتخابات لحزبي "عام آدمي" وبهاراتيا جاناتا؟في حديث للجزيرة نت، يقول الكاتب الهندي المتخصص في السياسة الهندية والقوميين اليمينيين الهندوس نيلانجان موخوبادياي إن هذه الانتخابات تشكل محطة مهمة لحزب "عام آدمي" لسببين:
تعرض الحزب لهجمات متكررة من حزب بهاراتيا جاناتا على مدى السنوات الماضية، حيث اعتُقل العديد من وزرائه في حكومة دلهي بمن فيهم زعيمه كيجريوال. يُعد حزب عام آدمي، إلى جانب حزب المؤتمر الوطني الهندي، من بين قلة من أحزاب المعارضة التي تمتلك نفوذا في أكثر من ولاية على مستوى الهند، في حين أن معظم الأحزاب المعارضة الأخرى تقتصر قوتها على ولاية واحدة في أغلب الأوقات.ويرى موخوبادياي أنه إذا تمكن حزب "عام آدمي" من الاحتفاظ بالسلطة في دلهي، فسيعزز موقعه كقوة معارضة رئيسية على المستوى الوطني.
كما أوضح موخوبادياي، فإن هذه الانتخابات تعد مهمة لحزب بهاراتيا جاناتا، إذ لم يتمكن من الفوز بأي انتخابات لتشكيل حكومة في دلهي منذ عام 1998، مما جعله بعيدا عن السلطة في الإقليم.
ويعتبر موخوبادياي أن الحزب يسعى إلى إحياء نفسه بالفوز في الانتخابات بدعم من قادة بارزين مثل رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير الداخلية أميث شاه، ورئيس وزراء ولاية أوتار براديش ويوجي أديدياناث، وجميعهم من خارج إقليم دلهي. وفي الوقت ذاته، يشير إلى أن الحزب يفتقر حاليا إلى زعيم محلي يتمتع بالشعبية نفسها.
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فاز حزب بهاراتيا جاناتا بجميع المقاعد السبعة في دلهي، ومع ذلك يرى موخوبادياي، في حديثه للجزيرة نت، أن هذا لن يؤثر على فوز حزب "عام آدمي" في الانتخابات الحالية.
إعلانوأشار إلى أنه رغم فوز حزب بهاراتيا جاناتا بجميع المقاعد السبعة في دلهي في الانتخابات البرلمانية السابقة في 2014 و2019 و2024، فإن حزب "عام آدمي" نجح في الفوز في انتخابات إقليم العاصمة الوطنية على التوالي منذ عام 2015.
وأضاف للجزيرة نت "قرر الناس التصويت لصالح حزب عام آدمي في الانتخابات على مستوى الإقليم، وحزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات على المستوى الوطني".