جال وفد من "التيار الوطني الحر"، على القيادات السياسية في اقليم الخروب، وضمّ الوفد نائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي، النائب غسان عطالله، منسق مكتب نائبة الرئيس المهندس داني الغفري، مسؤول لقاء الاحزاب رمزي دسوم، مسؤول لقاء الاحزاب في الشوف جوني خوري ومسؤول التيار في اقليم الخروب أنور شحادة.



استهلت الجولة من دارة اللواء علي الحاج في برجا، الذي رحب بالوفد، متمنيا له التوفيق للمبادرات الوطنية التي يطلقها التيار لمصلحة لبنان وبنيه .

ثم زار الوفد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبد الله في دارته في الشميس – شحيم، حيث عقد لقاء سياسي، بحضور عضو قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي أحمد مهدي ووكيل داخلية الحزب في اقليم الخروب ميلار السيد ورئيس فرع الحزب في شحيم غسان شعبان . 

وتحدث عبدالله فرحب بالتواصل، مؤكدا وجود قواسم مشتركة بين الطرفين، وان الامور الخلافية يمكن تنظيمها .

وأضاف:  "نحن نعيش في نظام طائفي، وفي نفس الوقت هناك واقعية سياسية ويحب ان نتعاطى مع بعضنا البعض ونقبل بعضنا الاخر، صحيح نختلف ونتمايز  ونتفق في بعض الاماكن، ولكن في النهاية هناك سقف الوطن والمواطنة، لان الخطاب السياسي في بعض الاماكن يرفض العيش مع الاخر، وينتظر ماذا ستفعل اسرائيل علما انها لن توفر احدا ..".

 ثم تحدثت كتيلي، التي أشارت الى ان "الزيارة تأتي ضمن سياسة التيار في الانفتاح والتواصل الذي طبع نهجنا وتاريخنا بالأخص في هذه المرحلة"، وقالت:"بعد 7 تشرين بدأ رئيس التيار النائب جبران باسيل بجولة على كل القيادات السياسية تحت عنوان "حماية لبنان وحماية الوحدة الوطنية".

 أضافت: "اليوم وبعد ان اشتدت اخطار الحرب وتوسعها لا سبيل لدينا الا ان نتواصل مع بعضنا البعض ونفكر سوياً في كيفية تحييد بلدنا عما يحدث، وان نتضامن مع اخوتنا وأهلنا في الجنوب وكل المناطق الذين يعيشون تحت ضغط كبير، أضف الى ذلك ان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي والدكتور بلال عبدالله واضح في هذا الموضوع، ونحن نتقاطع بشكل كامل، واكدت ان السقف المبدئي والوطني يجب ان يغلب على اي خلاف او اختلاف في السياسة بمعناها الضيق، كما ان الحوار والتواصل يبقى المفتاح لتقريب وجهات النظر وتخفيف الاحتقان. وان شاء الله نكون مقبلين على مرحلة من الانفتاح والقدرة على العمل معا حتى ولو من ضمن اختلاف سياسي او محلي".

من جهته، قال النائب عطالله: "في المرحلة الأخيرة كان لدينا نفس التفكير،  وفي مرحلة رئاسة الجمهورية ومرحلة هذه الازمة التي يمر بها البلد، نحن والحزب الاشتراكي نحن في الوسط، ولسنا مقتنعين بالفكر الذي يقول ننتظر اسرائيل لتنتصر على فريق لبناني لتحقق نقاط عليه، كما اننا لسنا مقتنعين بالفكر الذي يقول نحن نريد صنع معركة اسرائيل ومن بعدها نحقق نقاطا في الداخل اللبناني. لذا إتصور بان هذا الامر جمعنا بشكل واضح وجعلنا نشبه بعض، وحاولنا قدر المستطاع ان نشجع الفكر الوسطي، لا نريد ان يربح احد على الاخر، بل نريد ان نكون ضمن مؤسسة ونختار رئيس ونعيد هيكلة الدولة بشكلها الطبيعي وننظم الحياة السياسية بشكلها الطبيعي."

أضاف: "للاسف لم يكن الجميع متجاوبا في هذا الموضوع بالشكل الذي نتمناه، ولكن هذا لا يعني بان نخفف او نتوقف، وهذه هي الفكرة الاصح بان نجمع ونمنع التصادم بين فريقين لبنانيين، لانه اذا بقي الجو على حاله  فالتصادم خاصل، ولا احد يستطيع وقفه الا من يستطيع تدوير الزوايا بين الفريقين. وان شاء الله نبقى نعمل وإياكم لنمرر هذه المرحلة الصعبة، وبعدها نعمل على ايجاد صيغة مشتركة لاعادة هيكلة بناء السلطة من جديد  بشكل طبيعي، لان الناس بحاجة الى دولة  والجميع استنتج بعد كل الانهيارن بأن لا احد يستطيع ان يحل مكان الدولة، لان الدولة تستطيع تغطية كل الشعب اللبناني، بينما نحن نغطي جزء، لذا علينا ان نتساعد من اجل البناء والإعمار وحل المشاكل العالقة، وخاصة في منطقتنا. ونحن على تواصل دائم حتى بالتفاصيل الصغيرة ونعمل انجازات ببعض الاماكن وتجاربنا تنجح من منطقة الى اخرى.". 

انتقل الوفد بعدها الى منزل المهندس أحمد نجم الدين في شحيم، الذي استقبل الوفد مع عدد من مسؤولي جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في الاقليم، ضم المحامي عبد الحفيظ فواز والشيخ زين الزين وأعضاء، وكانت جولة أفق عامة، وشدد نجم الدين على أهمية وضرورة تأمين مقومات الصمود للمواطنين، لافتا الى ان المجتمع اللبناني مجتمع مقاوم، مثنيا على الدور الوطني للتيار في سبيل مصلحة لبنان .

ثم  زار الوفد وزير العمل مصطفى بيرم في دارته في بلدة الوردانية، بحضور رئيس البلدية علي بيرم ومسؤول "حزب الله" محمد الحاج وشخصيات، وشدد عطاالله على "أهمية وضرورة مد الجسور بين اللبنانيين"، لافتا الى "ان الرئيس ميشال عون كان أول من نادى برفع المتاريس وفتح الطرقات بين جميع اللبنانيين"، مؤكدا اننا "تربينا على هذه الروحية الوطنية التي يتميز بها لبنان".

  وتمنى عطالله "أن تنتج جميع اللقاءات، وتنتج مزيدا من تقارب اللبنانيين"، مؤكدا على "التعاون مع جميع الأطراف اللبنانية لإعادة اللحمة وتكوين السلطة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونعيد للمؤسسات الدستورية عملها ."

وأكد عطالله رفض اللبنانيين الحرب، منددا بالاعتداءات الاسرائيلية، ومؤكدا "أهمية موقع اقليم الخروب كونه بوابة الجنوب"، وشدد على "متابعة التواصل واللقاءات لما فيه خير المنطقة وحماية الوطن"، منوها بأهالي وفاعليات الوردانية على مستوى الوطن .

  وأكدت كتيلي "التعاون بين التيار والوزير بيرم، لا سيما تعاطيه في ملف النازحين السوريين"، مشيرا الى اننا "لمسنا من جانبكم كل الحس الوطني والوعي لأهمية هذا الخطر ".

  وأشارت الى "ان الجولة تأتي في اطار التواصل وتعميق العلاقة، خصوصا في هذه الظروف والأوضاع الصعبة"، وشددت على "العمل للحفاظ على الوحدة الوطنية والتضامن والتعاون بوجه كل ما يهدد أواصر تلك الوحدة"، منددة ب "الأصوات التي تعمل على تنفيذ أجندات خارجية"، منوهة "بالتعايش الواحد في اقليم الخروب"، مرحبة "بأي إنفتاح أو تواصل أو تقارب بين جميع اللبنانيين لتقريب وجهات النظر".

من جانبه رحب بيرم، بالوفد، ورد بكلمة أكد فيها ان "فكرة التواصل ليس بجديدة على التيار الوطني"، مشددا على "اننا يعول الكثير عليه في المسائل الوطنية، الصوت الوطني والمعتدل الذي  يخرق المنغلقات الطائفية والمذهبية"، منددا "بالخطاب التحريضي والمتطرف الذي لا يبني لبنان" .

 وقال: "نحن نعول عليكم في الساحة اللبنانية والمسيحية"، رافضا "فكرة التقوقع والإنعزال"، ومرحبا بالإنفتاح والتواصل والتلاقي، الذي يعزز الوحدة ويمتن أواصر العلاقات الأخوية"، مشددا على "اننا نريد الوصل لا القطع، فنحن بحاجة الى الجسور لا الى الجدران . ."

 وأشاد ب"روح الأخوّة والوحدة الوطنية والعيش المشترك التي تتميز بها الوردانية، مسلمين ومسيحيين، الذين هم عائلة واحدة.."، مبديا ارتياحه للتنوع والتعددية اللبنانية، التي هي نقيض الكيان الصهيوني، الذي فلسفته " أنا أو لا أحد، حيث لا يمكنه أن يتعايش مع الآخر"، فهو كيان احتلالي واستيطاني ينفذ ذلك بحرب إبادة، مؤكدا اننا نؤمن بالتعددية كثقافة وكمبدأ.."

واختتمت الجولة بزيارة العميد عماد القعقور في بعاصير والمهندس محمد سامي الحجار في شحيم.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی اقلیم الخروب

إقرأ أيضاً:

الحكيم يتحدث عن استيراد الغاز ويوجه نداءً للمكون الأكبر في العراق

31 مارس، 2025

بغداد/المسلة: دعا رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، الحكيم الحكومة ومجلس النواب إلى مساندة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتوفير احتياجاتها وتمكينها من مراقبة العملية الانتخابية بسلاسة ونزاهة ومسؤولية، فيما طالب المجتمع الدولي بمراعاة الوضع العراقي الحساس ومنح الاستثناء المطلوب لاستيراد الغاز والكهرباء من دول الجوار لحين استكمال مشاريع الاكتفاء الذاتي الوطنية.

وقال السيد الحكيم في كلمته بخطبة عيد الفطر المبارك، التيار “يسعى لبناء دولة عصرية عادلة ومقتدرة تمكّن جميع العراقيين بلا تمييز، وترتقي بمستقبل أبنائها دون محاباة أو انحيازات”، مؤكداً أن “المسؤولية كبيرة على المفاصل التنظيمية وعلى مؤسسات التيار قيادات وأفراداً في أخذ المبادرة والريادة لتطبيق مشروعهم الوطني الخالص”.

وفي سياق آخر، أكد السيد الحكيم على مجموعة من الثوابت الوطنية التي تمثل منهج عملهم ومسؤوليتهم الجماعية، مشدداً على:
١- تقديم الحلول والمعالجات لأي إشكاليات تعترض العملية السياسية أو مؤسسات الدولة والحكومات المحلية وفي جميع المجالات، معتبراً أن “مصلحة الشعب تمثل أولويتهم في العمل السياسي”.

٢- الاندماج والتفاعل مع المجتمع من خلال القرب من جميع فئاته والتعبير عن همومهم ومصالحهم عبر تقديم الخدمات كلاً من موقعه ووظيفته وما يستطيع أن يقدمه، قائلاً: “شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله”، مضيفاً أن “من يتعالى على هموم الناس أو يتباطأ عن الاندماج والتقرب إليهم ليس منا”.

وشدد على أن “من يرى لنفسه أو جماعته تفضيلاً على أهله وشعبه ليس منا”.

دعا رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، في خطبة عيد الفطر المبارك، إلى “تعزيز الوحدة الوطنية والتكاتف كسبيل حقيقي لحماية العراق من المخاطر والتحديات”، مؤكداً أن “الحفاظ على الاستقرار السياسي يمثل إحدى أهم ركائز حماية مصالح الشعب العراقي وسعيه لبناء دولة عراقية مقتدرة ومستقلة وذات سيادة”.

كما شدد السيد الحكيم على أن “العراق قوي بوحدة شعبه وأبنائه وسيبقى قوياً ما دامت وحدة الكلمة والموقف حاضرة بين قياداته ومسؤوليه”، محذراً من “إثارة الضعف والإحباط بين أهلنا وشبابنا من خلال إشاعات وسيناريوهات مفبركة لا أساس لها من الصحة”.

وفي السياق ذاته، أكد السيد الحكيم على “ضرورة الوقوف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص لمواجهة التحديات بروح مسؤولة وشجاعة تليق بالعراق وشعبه وتاريخه”، مشدداً على أن “العراق مر بمنعطفات وتجارب صعبة واستطاع بفضل الله وتكاتف العراقيين قيادة وشعباً أن يتخطى المسارات الصعبة بعزة وكرامة واقتدار”.

كما أشار إلى أن “كل العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات والمسؤولية”، مطالباً الجميع بالالتزام بـ”ثوابت التيار ومبادئه في العمل السياسي التي تتلخص في الاعتدال والوسطية والحوار كركيز لمشروعهم الوطني”.

وأضاف: “من دون الاعتدال والوسطية والحوار الحقيقي، لا يمكن أن نتقدم بالبلد ولا يمكن أن نحفظ حقوق مكونات شعبنا”، مؤكداً أن “أتباع أهل البيت (عليهم السلام) كانوا عبر تاريخهم الطويل نموذجاً للوسطية والاعتدال وعنواناً للتسامح والتعايش والمحبة”.

وأضاف، “نقولها بوضوحٍ وصراحةٍ: إن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) على امتدادِ تاريخهم الطويل، كانوا نموذجًا للوسطيةِ والاعتدال، وعنوانًا للتسامحِ والتعايشِ والمحبة. لم يكونوا دعاةَ تطرفٍ ولا منتجي إرهاب، بل طالما كانوا ضحايا الظلمِ والاضطهادِ والتهميش، ومع كل ذلك، واجهوا المِحَنَ بصبرٍ وحكمةٍ وتسامح، ولم يقابلوا الظلمَ بالظلمِ ولا العنفَ بالعنف، بل حافظوا على نهجهم الأصيل، المتمسك بالاعتدال والعيش المشترك والتفاعل الإيجابي مع مكونات أوطانهم.

تابع، “ومن هذا المنطلق، نوجّهُ اليوم نداءً واضحًا لأبناء المكون الأكبر في العراق، بأن يحافظوا بكل ما أوتوا من قوةٍ وعزيمةٍ وإرادةٍ على تجربتهم الديمقراطية التي بُنيت بعد عام 2003، التي أعادت حقوقهم السياسية بعد قرونٍ من الحرمان والإقصاء.

وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة، دعا السيد الحكيم إلى “تعزيز التكاتف ووحدة الصف الوطني واختيار المرشحين الذين يتميزون بالتجربة الخدمية لمناطقهم وأهلهم، وممن يمتلكون الحس الوطني والنزاهة والإخلاص لهذا الوطن وشعبه”، مؤكداً أن “المعيار الوحيد في الاختيار هو النزاهة والخدمة والإخلاص لهذا البلد وقضاياه الوطنية والمصيرية”.

وشدد “إننا بحاجة إلى ممثلين لشعبهم يحملون هموم الناس قبل هموم أنفسهم ويضعون مصلحة البلد فوق كل اعتبار”.

أكد السيد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، في خطبة عيد الفطر المبارك، على “ضرورة إطلاق حملات وطنية كبرى لمواجهة الغزو الفكري والثقافي الذي يستهدف شعبنا وشبابنا”، مشدداً على أن “هذه الحملات يجب أن تكون أداة فاعلة لإشاعة الوعي والقوة تجاه المنجزات الكبيرة التي حققها العراقيون والتي تستحق الفخر والاعتزاز بين دول المنطقة”.

وقال السيد الحكيم إن “مكافحة الفساد تتطلب اتخاذ خطوات صارمة وأخذ قرارات جريئة في مضاعفة الدور الرقابي ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب العراقي”، مؤكداً أهمية “تنفيذ مبادرة اقتصادية استراتيجية لتقليل الاعتماد على النفط عبر تعزيز القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة النظيفة”.

وفيما يتعلق بالتحديات الاجتماعية، دعا السيد الحكيم إلى “تفعيل قوانين صارمة لمكافحة انتشار المخدرات والتفكك الأسري، مع مضاعفة الجهود لحماية البيئة ومواجهة مخاطر التصحر وشحة المياه”، مشيراً إلى أن “العراق غني بتجاربه وقياداته ونظامه الديمقراطي وسواعد شبابه، وهو في طريقه نحو إكمال مشروعه الوطني الفريد والمتميز بإذن الله وتوفيقه”.

وفي الشأن الانتخابي، أكد السيد الحكيم أن “العملية الانتخابية تمثل روح الديمقراطية التي تحفظ النظام السياسي وترسخ قناعة المواطنين بشرعيته”، مشدداً على ضرورة “حفظ هذه التجربة وصيانتها من الأخطاء والإشكاليات الفنية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية نهاية العام الحالي في ظرف حساس ومعقد تعيشه المنطقة”.

ودعا السيد الحكيم الحكومة ومجلس النواب إلى “مساندة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتوفير احتياجاتها وتمكينها من مراقبة العملية الانتخابية بسلاسة ونزاهة ومسؤولية”، مؤكداً أنه “لا يُراد للأخطاء السابقة أن تتكرر”، آملاً أن يكون “القانون الانتخابي النافذ عادلاً ومنسجماً مع مطالب القوى السياسية الناشئة لتحقيق المنافسة والتجديد في روح النظام السياسي ضمن سقف الديمقراطية والقانون”.

أما بشأن ملف الكهرباء، جدد السيد الحكيم دعمه لحكومة السوداني “لاسيما في اتخاذها الإجراءات المطلوبة لمواجهة تحدي الكهرباء في الصيف المقبل من خلال تأمين مصادر بديلة ومستقرة للطاقة عبر استيراد الغاز الطبيعي المسال وتسريع مشاريع استثمار الغاز الوطني المهدور وتفعيل برنامج شامل للطاقة المتجددة”، مطالباً المجتمع الدولي بـ”مراعاة الوضع العراقي الحساس ومنح الاستثناء المطلوب لاستيراد الغاز والكهرباء من دول الجوار لحين استكمال مشاريع الاكتفاء الذاتي الوطنية”.

وفي السياق الثقافي، حذر السيد الحكيم من “حجم الاستهداف الثقافي والفكري الذي يتعرض له شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية”، داعياً “جميع المختصين في المجال الثقافي والإعلامي إلى أخذ المبادرة في حماية قيمنا وأعرافنا ومبادئ شعبنا السامية وعدم السماح للدخلاء من التوغل بين وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لإشاعة البغضاء والتنافر والتشويه”.

وشدد السيد الحكيم على أن “المواجهة الثقافية يجب أن تكون سلاحاً استباقياً وليس منحصراً بالمعالجات الآنية”، مؤكداً أهمية “وضع خطط ثقافية واجتماعية استراتيجية في المواجهة والمكافحة وتطويق الأزمات، فالحرب الثقافية لا تقل خطورة عن غيرها من أنواع الحروب والمواجهات”.

وفي الشأن الإقليمي، أعرب السيد الحكيم عن “قلقه البالغ إزاء الاضطرابات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والتوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية”، معتبراً أن “اللجوء إلى الحلول السياسية والحوار والتفاهمات المتبادلة بين الأطراف المعنية هو الخيار الأمثل للحفاظ على أمن هذه المنطقة الحيوية من العالم”.

وأضاف أن “اندلاع حرب شاملة في هذا الإقليم لن تقتصر تداعياتها على الدول المتنازعة، بل ستمتد نيرانها إلى الجميع”، محذراً من أن “العراق ودول الجوار سيكونون في قلب العاصفة إذا تُرك الحريق يتوسع”.

ودعا السيد عمار الحكيم، إلى “التعقل والاحتكام إلى منطق الدولة ومصالح الشعوب في مواجهة التوترات الإقليمية والدولية”، مؤكداً أن “النظر إلى المصالح العليا والاستراتيجية يحتم علينا التضحية بالقضايا التكتيكية، وفي مقدمة هذه التجارب التجربة العراقية التي يجب أن تُصان وتُحمى من أتون التوترات الإقليمية والدولية”.

وقال السيد الحكيم إن “الحكمة والتوازن في هذه اللحظة الحساسة ليسا ترفًا سياسيًا، بل هما مسؤولية تاريخية تجاه الأجيال القادمة ومستقبل المنطقة بأسرها”، مشدداً على أن “الاستقرار والازدهار والإعمار لن يتحقق إلا بسواعد أبناء الوطن جميعاً”، معتبراً أن “من يعتقد أن غلبة مكون على آخر يمكن أن تديم الحكم والنظام فهو واهم، لأن العدالة تقتضي معاملة المواطنين جميعاً في بلدتهم بمعيار واحد دون تمييز أو تفضيل”.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد السيد الحكيم أن “موقفنا منها واضح وثابت”، مشدداً على “الوقوف بكل قوة مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة”. وأشار إلى أنهم “يجددون دعوتهم للمجتمع الدولي للتحرك العاجل والحاسم لوقف العدوان المتواصل على غزة”، محذراً من “مخاطر تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني”.

كما أكد “تضامنهم مع لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة”، مطالباً “المجتمع الدولي والعربي بمساندة لبنان سياسيًا واقتصاديًا”.

وفي السياق السوري، أشار السيد الحكيم إلى “دعمهم الثابت والراسخ للحل السياسي السلمي في سوريا بعيداً عن التدخلات الخارجية”، مستنكراً “استهداف المدنيين العزّل في كافة المناطق السورية ولاسيما الساحل السوري”.

وأكد أهمية “الحوار السوري-السوري الذي يضمن وحدة الأراضي السورية وسيادتها وبناء نظام سياسي يصوغه أبناؤها”، مطالباً بـ”تحرك عربي فعّال لعودة سوريا إلى محيطها العربي وإطلاق جهود إعادة الإعمار”.

كما دعا إلى “التعاون مع السلطة السورية المؤقتة في مكافحة الإرهاب والتطرف والمخدرات”، مشدداً على أن “سوريا يجب أن تكون وطنًا جامعاً لكل مكوناتها دون إقصاء أو تهميش، مع ضمان حماية الحريات والحقوق لجميع أبناء الشعب السوري”، مؤكداً استفادة سوريا من “تجربة العراق وما شهدته من تحديات جسيمة لتجنب تكرار الأخطاء والمضي في تحقيق السلام”.

وفي ختام كلمته، أشاد السيد الحكيم بـ”دور المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف متمثلة بالإمام السيستاني (دام ظله الوارف)، التي كانت ولا تزال ركيزة أساسية لحفظ وحدة العراق وسلمه الأهلي”، داعياً “جميع أبناء شعبنا إلى الالتفاف حول المرجعية العليا وقيمها الإنسانية والوطنية، لأنها الضمانة لحماية نسيج المجتمع”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: الاصطفاف الوطني في صلاة العيد رسالة ضد تهجير الفلسطينيين
  • الحكيم يتحدث عن استيراد الغاز ويوجه نداءً للمكون الأكبر في العراق
  • الحكيم في خطبة العيد يدعو لدعم المفوضية وضمان عملية إنتخابية نزيهة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 660 سلة غذائية في إقليم الخروب ومنطقة عرمون في لبنان
  • أستاذة أرفود التي تعرضت لهجوم همجي بين الحياة والموت
  • وزير: سيتم حسم مسألة توزيع المناصب بحكومة اقليم كوردستان الجديدة بعد العيد
  • اهالي اقليم كوردستان يؤدون صلاة العيد (صور)
  • "كان" لأقل من 17 سنة لقجع يحث المنتخب الوطني على تقديم مستوى يليق بسمعة الكرة الوطنية
  • لقجع يحث عناصر المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة على “تقديم مستوى يليق بسمعة الكرة الوطنية”
  • اقليم البصرة ضرورة للعراق