27 مايو و2 يوليو.. ماذا تعني هذه التواريخ في مفاوضات حماس وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
تشهد المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين تضاربا في التواريخ التي يعدها كل طرف مرجعية في مواقفه.
وتدعو حركة حماس إلى تنفيذ ما وافقت عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي، أما إسرائيل فتصر على ما تعتبره مبادئ أساسية أعلنتها يوم 27 مايو/أيار الماضي.
فماذا تعني هذه التواريخ؟
27 مايو/أيارسلّمت إسرائيل يوم 27 مايو/أيار الماضي ثلاثي الوساطة المكون من الولايات المتحدة الأميركية وقطر ومصر مقترحا جديدا، يتضمن استعدادا لمناقشة مطلب حركة حماس بالهدوء المستدام وعدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، إضافة إلى بنود متعلقة بالوجود العسكري في محور فيلادلفيا والفحص الأمني للنازحين الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة.
يوم 31 مايو/أيار، قال الرئيس الأميركي جو بايدن -في خطاب من البيت الأبيض- إن إسرائيل عرضت مقترحا شاملا بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين يتكون من 3 مراحل:
المرحلة الأولى: تدوم 6 أسابيع، وتتضمن وقف إطلاق نار شاملا وكاملا، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين، بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين.وسيتم في هذه المرحلة أيضا تسليم ما بقي في غزة من جثث لمحتجزين إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينيون إلى كل مناطق غزة بما في ذلك الشمال، وستدخل المساعدات إلى غزة بمعدل 600 شاحنة في اليوم.
وخلال هذه الأسابيع الستة، ستتفاوض حماس وإسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية. المرحلة الثانية: وتستمر 6 أسابيع يتم خلالها الإعلان عن استعادة الهدوء المستدام (توقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم) وسريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين.
كما سيتم الإفراج عن جميع من تبقى من المحتجزين الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة المدنيين والجنود، مقابل عدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين في مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
وتتضمن هذه المرحلة أيضا الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. المرحلة الثالثة: وتستمر 6 أسابيع، وخلالها سيتم تبادل جميع أشلاء/ رفات الموتى لدى الطرفين بعد الوصول إليهم والتعرف عليهم. والبدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة 3 إلى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية، تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات، ومن بينها مصر وقطر والأمم المتحدة، إضافة إلى فتح المعابر الحدودية لتسهيل حركة السكان ونقل البضائع.
2 يوليو/تموز
في الثاني من يوليو/تموز الماضي، سلمت حركة حماس الوسطاء ردها بشأن مقترح وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
وأكدت تمسكها بضرورة التوصل لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل أراضي قطاع غزة.
وتطالب حماس الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قبلته في الثاني من يوليو/تموز الماضي، استنادا إلى رؤية الرئيس الأميركي، وقرار مجلس الأمن 2735، وإلزام إسرائيل بذلك، بدلا من الدخول في مفاوضات جديدة.
وحذرت حماس -في بيان قبل الجولة الأخيرة من المفاوضات في الدوحة- من أن الدخول في جولات مفاوضات أو مقترحات جديدة سيوفر الغطاء لإسرائيل للاستمرار في عدوانها، ويمنحها مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الحركة حرصها، منذ البداية، على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء بقطر ومصر، للوصول إلى اتفاق وقف النار ينهي حرب الإبادة الجماعية بغزة، مشيرة إلى أنها خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية لتحقيق أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني وحقن دمائه.
مفاوضات الدوحة
استضافت العاصمة القطرية الدوحة في 15 و16 أغسطس/آب الحالي جولة جديدة للمفاوضات، وكشف بيان مشترك للوسطاء عن أن الولايات المتحدة الأميركية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر قدمت لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم 31 مايو/أيار الماضي وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وأن هذا الاقتراح يبنى على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.
وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس جو بايدن إن المفاوضات كانت مثمرة للغاية، ومن أكثر المحادثات البناءة التي أجرتها الأطراف منذ أشهر.
وأضاف هذا المسؤول "اليومان الماضيان في محادثات الدوحة قد يكونان أكثر الأيام المثمرة منذ شهور"، مشيرا إلى أنه تم إحراز كثير من التقدم في محادثات الدوحة، وتم وضع مقترح نهائي لجسر الفجوات، وقال "أمامنا الآن أفضل فرصة منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
في المقابل، انتقد مصدر قيادي بحركة حماس -في حديث للجزيرة- المقترح الأميركي الجديد، وقال إنه يستجيب لشروط الاحتلال ويتماهى معها، وأشار إلى أن الحركة تأكدت مجددا أن الاحتلال لا يريد اتفاقا، ويواصل المراوغة والتعطيل ويتمسك بإضافة شروط جديدة لعرقلة الاتفاق.
وأكد المصدر التزام الحركة بما وافقت عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي، ودعا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال وإلزامه بالذهاب إلى تنفيذ ما اتفق عليه، مشددا على أن أي اتفاق يجب أن يضمن "وقف العدوان على شعبنا والانسحاب من قطاع غزة".
وفي أول تعليق له بعد اختتام مفاوضات الدوحة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يقدر جهود الولايات المتحدة والوسطاء في إقناع حماس بالتخلي عن رفضها صفقة إطلاق سراح "الرهائن".
وأعرب عن أمله في أن تؤدي الضغوط إلى قبول حماس مبادئ مقترح 27 مايو/أيار الماضي ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق، مشيرا إلى أن "مبادئنا الأساسية معروفة للوسطاء والولايات المتحدة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مایو أیار الماضی وقف إطلاق النار حرکة حماس قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد انتهاء المرحلة الأولى وتعثر مفاوضات “الثانية” .. صيغة جديدة لتمديد التهدئة في غزة
البلاد – رام الله
يواصل نتنياهو وضع العوائق أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما ترفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وتبادل الأسرى والمحتجزين بالصيغة التي تفرضها إسرائيل، ويبدو التمديد بشروط جديدة الحل المتاح في الوقت الراهن، لمنع انهيار التهدئة.
يأتي هذا في وقت انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أمس السبت، في حين لم يتم بعد الاتفاق على شروط المرحلة الثانية التي تنص على إنهاء الحرب وتبادل كل الأسرى والمحتجزين من الجانبين.
ورفضت حركة حماس تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بالصيغة التي تفرضها إسرائيل، وقال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، السبت، إن الحركة ترفض تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل.
واقترحت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى 42 يومًا، في مقابل استمرار إطلاق دفعات من الأسرى الإسرائيليين الأحياء بالمعايير المتبعة، إذ يربط الاحتلال إنهاء الحرب المقرر وفق المرحلة الثانية بنزع سلاح حماس وتخليها عن حكم غزة، وهي شروط تراها الحركة غير ممكنة قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض غزة والضفة والقدس الشرقية. ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن 24 محتجزًا ما يزالون أحياء في قطاع غزة، من أصل 59 محتجزًا تبقوا بيد حماس، وتواصل عائلات المحتجزين الضغط الشعبي على الحكومة لاستكمال الصفقة بكل مراحلها، خشية من مقتل المزيد من المحتجزين في حال تجددت الحرب.
ويخشى نتنياهو الذي من سقوط ائتلافه إن استمرت الصفقة، وبات عالقًا بين وزير ماليته سموتريتش، والإدارة الأمريكية وموفدها ويتكوف الذي يضغط في اتجاه استمرار تطبيق مراحل الاتفاق الثلاث.
ولم ترفض حماس مطالب الاحتلال الإسرائيلي بشكل مطلق، لكنها ذكرت أن رفض تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يريدها الاحتلال، ما يفتح المجال للتمديد بشروط أفضل، من حيث عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، وحجم ونوعية المساعدات إلى القطاع، وحيث أن للحركة مصلحة في استمرار وقف إطلاق النار، فإنه يمكن التمديد حتى التوصل إلى تفاهمات أخرى.
وبحسب مصادر متطابقة، يقترح الوسطاء استمرار عمليات التبادل بشكل تدريجي إلى جانب انطلاق محادثات المرحلة الثانية، ما يحقق مصالح الأطراف في المنظور القريب، إلى حين حدوث اختراق حقيقي نحو ترتيبات طويلة الأمد. وفي 19 يناير الماضي بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض بشأن المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الراهنة.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير الماضي) مفاوضات المرحلة الثانية منه عرقل نتنياهو ذلك، إذ يريد تمديد المرحلة الأولى بهدف المساهمة في إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، دون وقف الخرب إلا بشروط ترفضها حماس بشدة.