مرض معدٍ ينتشر عالمياً: أين لبنان من جدري القرود؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
إذا كنتم تظنون أن الحروب والهزات الأرضية ومجموعة من جدارات الصوت المتلاحقة هي أسوأ ما قد نعيشه، فأيقنوا أن مسلسل الرعب لم ينتهِ بعد. مرض "جدري القرود" يلوح في الأفق، معيداً إلى الأذهان ذكريات بشعة جداً حفرتها جائحة كورونا في أذهاننا، وستبقى. الجديد في الأمر هو أن السلالة المستجدّة من "جدري القرود" دفعت بمنظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية.
معلومات عن "جدري القرود"
فرض هذا المرض نفسه كحدث لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، وسط زحمة الأخبار والأحداث الأمنية والسياسية والإقتصادية العالمية. ولإحاطة شاملة بشأنه، كان لا بدّ من الحديث مع رئيس "التجمع الطبي الاجتماعي" وممثل الرابطة الطبية الاوروبية- الشرق أوسطية الدولية في لبنان وعضو نقابة الأطباء البروفسور رائف رضا، الذي سارع للتحذير من وصول مرض جدري القرود المعروف بـ Mpox إلى لبنان بعدما انتشر في القارة الأفريقية.
وقال رضا إن المرض بدأ في أفريقيا وتحديداً الكونغو، إلى أن أصبح حالة طوارىء صحية عامة في الاتحاد الافريقي منتقلاً بين دول عدّة من أبرزها مؤخراً السويد.
وعن التفاصيل الدقيقة بشأن مرض "جدري القرود"، اعتبر رضا أنه من الأساسي معرفة أن فترة الحضانة هي من 5 إلى 21 يوماً، ويبدأ المرء بالشعور بالأعراض وأوّلها ارتفاع درجة الحرارة، انتفاخ الغدد اللمفاوية ، ظهور بثور على شكل طفح جلدي تحتوي على قيح في الوجه أو الذراعين أو الساقين أو العين، والأعضاء الجنسية ما قد يسبب حالات عقم.
وعن سبب الإصابة ب"جدري القرود"، أكد رضا أن أبرزها الاختلاط بالقرود والجرذان بالإضافة إلى الزواحف، إذ أن التعرض لهم ينقل المرض إلى الإنسان، ومنه إلى شخص آخر عن طريق ملامسة أغراض الشخص المصاب، واللعاب أو الرذاذ والتنفس وملامسة الجلد للطفح الجلدي لشخص مصاب وعن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية.
أما عن الوقاية، فأكد رضا أن عزل المريض نفسه عن محيطه هو أوّل خطوة يجب أن تتخذ سريعاً، فضلاً عن إيلاء أهمية كبرى للنظافة الشخصية عن طريق الإغتسال جيداً بالمياه والصابون، مشدداً على أهمية إيجاد لقاحات مخصصة ل"جدري القرود"، الأمر غير المتوفّر حالياً.
كما أكد رضا أن الفرق شاسع بين مرض جدري القرود وجدري المياه، إذ أن أعراض الأخيرة تستمر من 5 أيام إلى 4 أسابيع، ووفياتها تتراوح بين 3- 6%، ونادراً ما تصيب البالغين إذ أن أغلب المصابين هم أطفال تحت عمر السنتين، كما أن الطفح الجلدي الناجم عنها قد يكون مؤلماً خلافاً للطفح الخاص ب"جدري القرود".
وفي حين دعا رضا لمراقبة الحدود كي لا يكون "المطار فلتان" خاصة أن الجاليات اللبنانية تأتي من بلدان فيها إصابات كأفريقيا، تساءل عمّا إذا كان هذا المرض مركّباً وعمّا إذا كانت منظمة الصحة العالمية قد خبّأت هذا المرض في وقت سابق وأعلنت عنه اليوم بهدف تشغيل مصانع اللقاحات؟
بيان لوزارة الصحة
أما على الصعيد الرسمي، فقد شددت مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة على أن الوزارة تتابع عن كثب كل جديد مرتبط بمرض بجدري القرود المعدي، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واللجان العلمية، مؤكدة أنه لم يتم تسجيل أي حالة جديدة بالمرض في لبنان منذ شهر آذار الماضي.
وأكدت المصلحة أن الوزارة تقوم بتعزيز نظام الرصد من خلال الكشف المبكر عن الحالات وتشخيصها بالسرعة الممكنة، في حين لا توجد توصيات من قبل منظمة الصحة العالمية (حتى الآن) لاعتماد إجراءات خاصة على المعابر الحدودية.
وأضافت أن المرض يؤدي لدى فئات معينة كالأشخاص ضعيفي المناعة/أو الذين يعانون من أمراض مزمنة والأطفال والنساء الحوامل إلى مضاعفات خطيرة قد تصل أحيانا إلى الوفاة".
أسئلة عدّة تدور في مدار هذا المرض الذي ظهر بقوة سابقاً ثم اختفى مع حلول العام 1980، ما يطرح علامات استفهام بشأن كيفية عودته اليوم. إلا أن السؤال الأبرز هو، هل العالم على موعد مع جائحة جديدة؟
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الصحة العالمیة جدری القرود هذا المرض رضا أن
إقرأ أيضاً:
مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن
قال هانز كلوغ، مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، أمام البرلمان الأوروبي، إن منظمة الصحة العالمية تقوم بتقييم تأثير انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وتتخذ تدابير قصيرة الأجل، وتدرس إعادة التنظيم الهيكلي.
حذر مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، الأربعاء، من خطر استغلال الصحة لأهداف سياسية، وأوضح أن المنظمة تقوم الآن بتقييم احتياجاتها بعد انسحاب الولايات المتحدة. وبعد قرار الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، لن تخسر المنظمة المساهمة المالية الكبيرة من الولايات المتحدة فحسب، بل ستواجه أيضًا ثغرات في الوصول إلى المعلومات الهامة وموظفي الرعاية الصحية على الأرض.
وقد صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن المنظمة قادرة على التكيف مع فقدان الدعم الحكومي الأمريكي، لكنه في الوقت نفسه حذر من أن تأثير ذلك سيكون كبيرًا.
كلوغ، أضاف بأن "على الاتحاد الأوروبي الآن أكثر من أي وقت مضى أن يقف بقوة على تلك القيم الإنسانية"، مشددًا على الحاجة إلى الدبلوماسية الصحية. معرباً عن اعتقاده بأنه "لا ينبغي لنا أبدًا استغلال الصحة لأهداف سياسية"، مع اعترافه بـ"رأي ترامب المختلف حول التعددية".
Relatedشاهد: لحظات هروب مدير منظمة الصحة العالمية من مطار صنعاء أثناء القصف الإسرائيليأوروبا تقرر عدم اتخاذ تدابير وقائية ضد فيروس إمبوكس ومنظمة الصحة العالمية تؤكد: ليس كوفيد جديدمنظمة الصحة العالمية تدعو لتطعيم 95% من أطفال غزة للقضاء على شلل الأطفالوبعد شهر من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح كلوغ للمشرعين الأوروبيين في بروكسل أن المنظمة حاليًا في مرحلة "وقف النزيف"، وهي المرحلة الأولى من ثلاث مراحل. و"هذا يعني تدابير قاسية ووحشية جدًا في أثر التكاليف. وهي تشبه إلى حد ما وضع كوفيد-19"، موضحًا أنه خلال الجائحة، أصبحت الإجراءات التي كانت تعتبر مستحيلة في السابق ممكنة بسبب الظروف الاستثنائية.
وأضاف المسؤول الإقليمي للمنظمة أنه بعد وقف العجز المالي الفوري، ستكون الخطوة التالية هي البحث عن مصادر تمويل بديلة.
ومنذ إعلان ترامب، كانت هناك تكهنات حول الجهة التي قد تتدخل لسد فجوة التمويل، حيث كانت الصين والاتحاد الأوروبي والمنظمات الخاصة - وهي بالفعل من الجهات المانحة الرئيسة لمنظمة الصحة العالمية - من بين المرشحين الأساسيين لهذا الدور.
أما النقطة الثالثة، وفقًا لكلوغ، فتتضمن إعادة التفكير في كيفية عمل المنظمة، بما في ذلك استكشاف أوجه التعاضد وخيارات خفض التكاليف. وفي هذا السياق يضيف المسؤول أن "منظمة الصحة العالمية تقوم بالكثير، وهذه حقيقة. نحن لسنا منظمة غير حكومية كبيرة. يجب أن نعود إلى الأساسيات"، ويتابع قائلاً إن الوكالة يجب أن تركز على تقديم إرشادات عالية الجودة والخبرة الفنية والتميز العلمي، مع الانخراط في العمل التشغيلي عند الضرورة فقط.
وبعد قرار الولايات المتحدة، أعربت دول أخرى أيضًا عن شكوكها تجاه منظمة الصحة العالمية، حيث تهدد الأرجنتين الآن بالانسحاب أيضًا. لإذ أوعز الرئيس خافيير ميلي في وقت سابق من هذا الشهر، إلى وزير خارجية البلاد، بالشروع في عملية الانسحاب من المنظمة، حسبما صرح متحدث باسم الحكومة خلال مؤتمر صحفي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن القرار يرجع إلى مخاوف بشأن "عدم استقلالية منظمة الصحة العالمية عن التأثير السياسي" خلال جائحة كوفيد-19.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. تجميد ترامب للمساعدات يهدد حياة ملايين المصابين بالإيدز فرنسا تحظر سجائر "باف" الإلكترونية وسط مخاوف صحية وبيئية منظمة الصحة العالميةالسياسة الأوروبيةدونالد ترامبالاتحاد الأوروبي