اكتشاف مقبرة كيز أول بمنطقة كيرتش بالقرم
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
اكتشفت بعثة من معهد آثار شبه جزيرة القرم التابع لأكاديمية العلوم الروسية في مقبرة "كيز أول" في منطقة كيرتش شاهدة قبر عليها شخصيات راقصة، ويرجح أنهم يقومون بأداء رقصة حربية، وفقا ل"روسيا اليوم".
الأرجنتين تحبط هجمات إرهابية على مدينة ميندوزا مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات جراء قصف إسرائيلي بقطاع غزة
وقال دينيس بيلين، الباحث في المعهد، إن هذا هو الاكتشاف الأول من نوعه في المنطقة، وهو يعود إلى أوائل العصور الوسطى.
وأضاف بيلين:" تم اكتشاف لوحات على جدران هيكل المدفن الذي اكتشفناه العام الجاري وهي صور مجسمة لرجال راقصين، إما في رقصة حربية أو في نوع من الرقص الطقسي، مما يشير إلى إعادة استخدام الهيكل الجنائزي في أوائل العصور الوسطى". ومضى قائلا: "نميل إلى الاعتقاد أن هذه الألوح تصور السكان الأتراك الأوائل أو سكان العصور الوسطى المبكرة الذين استخدموا الآثار الجنائزية كمنزل، ولسبب ما قرروا تزيين هذا القبو بصور فريدة من نوعها".
وحسب العالم تم اكتشاف الألواح التي تصور شخصيات راقصة لأول مرة في منطقة شمال البحر الأسود. ويتوقع أن تنقل الاكتشافات إلى المتحف للحفاظ عليها ومواصلة دراستها.
يذكر أن مقبرة "كيز أول" في منطقة لينينسكي بجمهورية القرم، حيث تجري الحفريات، أطلق عليها علماء الآثار اسم "مقبرة متعددة الطوابق"، ظهرت فيها المدافن الأولى في العصور القديمة، وكانت ممثلة بخبايا ومقابر ضخمة على شكل صناديق حجرية.
بدأ ممثلو ما يسمى بحضارة سالتوفو- ماياك، الذين يربطهم العلماء بسكان كهانة خازار في دفن موتاهم في الطابق الثاني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لوحات بعثة العلوم الروسية شخصيات
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم أداة موسيقيّة (الصنج) من النحاس في سلطنة عُمان
"العُمانية" اكتشف قسم الآثار في جامعة السُّلطان قابوس وبإشراف من وزارة التراث والسياحة أثناء أعمال التنقيب الأثري في موقع /دهوى 7/ الذي يقع على أطراف وادي السخن بولاية صحم في محافظة شمال الباطنة زوجًا من الصنجات المكتملة والمصنوعة من النحاس (الصنج هو أداة موسيقية نحاسية).
وقد دلت الشواهد الأثرية المنتشرة بكثافة على السطح على أن الموقع يمثل إحدى مستوطنات ثقافة محلية ازدهرت في المنطقة خلال الفترة الواقعة بين 2700-2000 قبل الميلاد، وبعد انقضاء أكثر من 4000 سنة خلت على طمرها واخفائها من قبل السكان الأوائل في شبه الجزيرة العُمانية، كشفت أعمال التنقيبات الأثرية عنها لأول مرة، وكشفت عن أسرار ثقافية ومعتقدات دينية طواها الزمان لآلاف السنين.
ونقبت البعثة الأثرية من قسم الآثار في عدد من مباني المستوطنة لتؤكد النتائج على أن الموقع كان مزدهرًا جدًا، وأن سكانه اعتمدوا بشكلٍ كبير في اقتصادهم المعيشي على تعدين النحاس، إضافةً إلى الزراعة، خاصةً النخيل، وتربية الماشية، وقد دلت الكميات الكبيرة جدًا من الفخار المستورد من بلاد السند، الذي عثر عليه داخل المستوطنة على أن سكان الموقع كانت تربطهم علاقات تجارية وثيقة مع حضارة "هارابا" التي كانت مزدهرة هناك.
ومن ضمن المباني الأربعة التي تم التنقيب بها في الموقع كان هناك مبنى صغير منعزل، يتربع على قمة هضبة مرتفعة ومطلة على باقي مباني المستوطنة الواقعة في المنطقة السلفية من المستوطنة.
وكشفت التنقيبات الأثرية عن المخطط العام للمبنى، الذي يتكون من غرفة مستطيلة الشكل لها مدخل صغير في جدارها الشرقي يتم الوصول له عبر عتبة مستطيلة تمتد على طول الجدار الشرقي للمبنى، وقد عثر داخل المبنى على مجموعة من المرافق المعمارية، أهمها طاولة حجرية صغيرة، تقع مقابل المدخل مبنية من حجارة رقيقة، قطعت بعناية، مغطاة بطبقة من البلاستر صفراء اللون.
وتشير المرفقات المعمارية إلى أن المبنى استعمل مبنى دينيًّا وهو يعد أحد أقدم المعابد المكتشفة حتى الآن، وقد دلت التنقيبات الأثرية أن المبنى شهد مرحلتين رئيسيتين من الاستخدام: مرحلة مبكرة وأخرى متأخرة، فبعد فترة من الاستخدام تم عمل أرضية جديدة للمبنى وضعت تحتها طبقة من الطين.
وتعد الصنجات التي عثر عليها في هذا المعبد الأقدم على الإطلاق على مستوى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام في حين عثر على أدلة مشابهة لها، وربما مزامنة لها في مدينة موهنجدارو في وادي السند، باكستان حالياً، تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد وهناك أيضا أدلة تشير إلى استخدام الصنجات في الحضارة السومرية في مدينة أور في جنوب بلاد الرافدين.
كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن تقاليد استخدم الصنجات كآلة موسيقية كانت مرتبطة بشكلٍ رئيس بالطقوس الدينية، إذ كانت تستخدم في الترانيم الخاصة التي تقام أثناء ممارسة الطقوس المختلفة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وهذا مؤشرٌ على أن المجتمعات التي عاشت في سلطنة عُمان كانت تربطها علاقات وثيقة مع الحضارات الكبيرة ليس فقط على المستوى التجاري وإنما على المستوى الديني والفكري. وقد أكدت نتائج التحليل الجيوكيميائي للصنجات من موقع /دهوى/على أنها مصنوعة من نحاس محلي ربما جلب من منطقة بالقرب من مسقط، ويعد هذا الاكتشاف مهمًا ليس فقط بسبب ندرة هذه القطع الأثرية، بل أيضًا بسبب المعلومات التي تقدمها عن التأثيرات الثقافية والتفاعلات التي كانت موجودة بين الحضارات البعيدة.
يذكر أنه تم نشر نتائج هذا الاكتشاف حديثا في مجلة انتيكويتي (Antiquity) في المملكة المتحدة، حيث لاقى هذا الاكتشاف اهتماما كبيرا من المجلات العلمية العالمية.