لم يعتد موقع "لبنان24"، وهو المعروفة عنه مهنيته وحرفيته وموضوعيته في مقاربة القضايا التي يتطرق إليها، سواء في مقالات كتابه أو في أخباره الخاصة، أن يتناول بالشخصي أيًّا من المكونات السياسية، حتى ولو كان هذا السياسي أو ذاك الزعيم يحاول التطاول على ما يمثّله هذا الموقع من مبادئ مهنية ووطنية، ولكن أن يصل الأمر برئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع إلى حدّ إتهام الحكومة، التي يترأسها نجيب ميقاتي بما يكنّه هذا الرجل من احترام ولياقة في التعاطي مع الجميع على حدّ سواء، بأنها "ترتكب الخيانة العظمى"، وهو تعبير لم يكن ساكن معراب ليستخدمه لو أنه فكّر مليًا بينه وبين نفسه عمّا يعنيه هذا الاتهام الخطير، الذي لم يستعمله أحد آخر من قبله في الحياة السياسية اللبنانية، فـ "الخيانة العظمى" تستوجب لمن يرتكبها الاعدام حتى من دون محاكمة، خصوصا إذا كانت هذه التهمة موثقة بالمستندات الحسية عن هذا الجرم.


ولكن أن تُتهم الحكومة بهذه التهمة فهو أمر خطير لا يمكن السكوت عنه، أو تركه يمر مرور الكرام وكأن شيئًا لم يحصل. فكرامات الناس ليست شماعة عند أي كان حتى ولو كان رئيس تيار سياسي هو الأكبر حجما في الندوة البرلمانية.
فإذا كان الدكتور جعجع أو غيره لديهم مشكلة مع أحد مكوّنات الحكومة فلا يجوز لهم أن يستخدموا الحكومة ككل، وفيها وزراء لهم تاريخهم ويتمسكون بكراماتهم حتى بأسنانهم، أكياس رمال ليختبئوا وراءها، أو ليخبّئوا بها عوراتهم بعدما سقطت عنها أوراق التين.
ونسأل مع السائلين: ماذا فعلت المعارضة، وعلى رأسهم "القوات اللبنانية" حيال ما يجري في الجنوب سوى تكرار مواقف لا تقدم ولا تؤخر بشيء في المعادلات القائمة على أرض الواقع.
ولأن هذه المعارضة لأعجز من أن يكون لديها موقف موحد أقله بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية، تحاول ممارسة هواية القنص العشوائي، وهي لا ترى أمامها سوى الحكومة. فإذا كانت هذا الاتهامات هي من قبيل "فشة الخلق"، لأن جحا لا يستطيع الاستقواء سوى على خالته، فإن كل ما يصدر عنها من تصريحات يمكن استيعابها والتغاضي عنها، ولكن أن يصدر هذا النوع من التصريحات "الخنفشارية" عن الدكتور جعجع بالذات فهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو وضعه في خانة المواقف العنترية لقاء خدمات غير مجانية غير متطابقة مع ما تحاول الحكومة الحالية القيام به على رغم إمكاناتها الخجولة.
صحيح أن "القوات اللبنانية" غير ممثلة في الحكومة الحالية بقرار انفرادي ذاتي، ولكن لا يمكن السماح بالضحك على عقول الناس والاستخفاف بها، خصوصًا أن ذاكرتهم لا تزال رطبة، وتذكر أن "القوات" قد شاركت في معظم الحكومات، التي أدى أداؤها إلى ما وصلت إليه البلاد من حال انهيار شبه شامل.
فتهمة "الخيانة العظمى" لا تُلصق بمن يحاول السير بين النقاط في محاولة منه لتقليل الأضرار التي هي نتيجة تكدّسات قديمة، أو تلك التي ستنجم عن أي اعتداء على لبنان.

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام (فيديو)

في رد على سؤال أحد المواطنين من المنيا حول حكم الاشتراك في تطبيقات على الهاتف المحمول تأخذ مبلغًا كضمان وتعرض ربحًا يوميًا بناءً على المشاهدات والتفاعلات، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذا النوع من المعاملات لا يجوز شرعًا.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الربح الناتج من مثل هذه التطبيقات يعتبر غير حلال، لأن المستخدمين يدفعون أموالًا في البداية دون معرفة مصير هذه الأموال، حيث يتم جمع ملايين الجنيهات بهذه الطريقة، وتظل الأموال غير واضحة المعالم، مما يفتح الباب للغش والنصب.

كما أشار إلى أن التفاعل على التطبيقات، مثل إعطاء «لايكات» بشكل وهمي على منتجات أو محتوى لا يحقق نفعًا حقيقيًا للمستخدمين أو المجتمع، يعد نوعًا من الغش والمخادعة، حيث يتم إيهام الناس أن هذه المنتجات أو الخدمات تحظى بشعبية أو نجاح، وهو ما يعتبر «زورا».

وأضاف أن مثل هذه التطبيقات تؤدي إلى تدمير المجتمعات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن الشباب الذين يتركون أعمالهم في المصانع أو التجارة ويتجهون إلى مثل هذه التطبيقات، يساهمون في تقويض الاقتصاد المحلي.

وأشار إلى أن المجتمع يجب أن يزدهر بالعمل الجاد والإنتاج الحقيقي، وليس باللعب على هذه التطبيقات التي تروج للتفاعل الوهمي، مشيرا إلى أنه يجب على الجميع أن يتفهم خطورة مثل هذه التطبيقات وأن يحذروا من الانخداع بها.

اقرأ أيضاًالشيخ أحمد الطلحي: الله لا يغفر لهؤلاء فى ليلة النصف من شعبان

«الشيخ خالد الجندي»: لو الزوجة شهدت لزوجها بالصلاح فهو صالح

الشيخ خالد الجندي: الدولة المصرية شهدت نهضة بعمل الواعظات في عهد الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
  • وزير يمني يطالب الحكومة اللبنانية باعتقال قيادات حوثية
  • السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»
  • القوات تحقق فوزًا كاسحًا في الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية الأميركية
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام
  • أمين الفتوى: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام (فيديو)
  • هل تجتاز الحكومة اللبنانية الجديدة اختبار الثقة أمام البرلمان؟.. نخبرك ما نعرفه
  • شيخ العقل التقى وزيري الأشغال والزراعة ووفدين من القوات اللبنانية وحزب الله