أزالت شركة ذكاء اصطناعي شبكة من الحسابات الإيرانية التي استخدمت روبوت الدردشة في محاولة لشن حملة تأثير أجنبي على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقالت شركة "أوبن إيه آي"، الجمعة، إنها أغلقت حسابات المجموعة الإيرانية لاستخدامها روبوت الدردشة "تشات جي.بي.تي" لتوليد محتوى يراد به التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية وقضايا أخرى.

وقالت وكالة "بلومبيرغ" إن الشبكة كانت تهدف إلى التأثير على الانتخابات من خلال إنشاء مقالات طويلة وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأنشأت الحسابات محتوى زعم أنه تم إنشاؤه من قبل مستخدمين ليبراليين وذوي ميول محافظة، بما في ذلك منشورات تشير إلى أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، يخضع للرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي وأنه كان مستعدا لإعلان نفسه ملكا للولايات المتحدة. ووصف مستخدم آخر اختيار نائبة الرئيس، كامالا هاريس، لتيم والز لمنصب نائب الرئيس بأنه "خيار محسوب للوحدة".

حملة التأثير، التي شملت أيضا منشورات حول حرب إسرائيل على غزة، والألعاب الأولمبية في باريس ومواضيع الموضة والجمال، لا يبدو أنها حظيت باهتمام كبير من الجمهور.

وقال بن نيمو، المحقق الرئيسي في فريق الاستخبارات والتحقيقات في "أوبن آي"، في مؤتمر صحفي، الجمعة: "حاولت العملية اللعب على كلا الجانبين ولكن لا يبدو أنها حصلت على مشاركة من أي منهما".

ولم تحصل غالبية المنشورات التي تم رصدها على وسائل التواصل الاجتماعي إلا على عدد قليل من الإعجابات أو المشاركات أو التعليقات، أو لم تحصل على أي منها بالمرة، ولم تلاحظ الشركة أي مؤشرات على مشاركة المقالات المنشورة على مواقع إنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم تحدد "أوبن آي" العدد الدقيق للحسابات التي أزالتها. وقالت الشركة الناشئة إنها حددت أيضا عشرات الحسابات على "إكس" و"إنستغرام".

ويأتي هذا الكشف بعد أن قام قراصنة إيرانيون باختراق حملة ترامب السياسية، مما أثار تحقيقا فيدراليا في تدخل أجنبي محتمل قبل الانتخابات الأميركية، في نوفمبر. 

وقالت "أوبن إيه آي"، في مايو، إن شبكات من روسيا والصين وإيران وإسرائيل حاولت استخدام منتجات الشركة الذكاء الاصطناعي لتعزيز جهودها الدعائية.

وجاء في التقرير أن هذا الاجتذاب قام على أساس "رسائل استقطابية في قضايا مثل المرشحين في انتخابات الرئاسة وحقوق المثليين والمتحولين جنسيا والصراع بين إسرائيل وحماس".

وتنافس المرشحة الديمقراطية، هاريس، خصمها الجمهوري، ترامب، في سباق محتدم قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر.

وقالت شركة الذكاء الاصطناعي، في مايو، إنها عطلت خمس عمليات تأثير سرية سعت إلى استخدام نماذجها في "أنشطة خادعة" عبر الإنترنت.

الكشف عن المحتوى المزيف

وبات المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي يغمر الإنترنت، ويغذي المعلومات المضللة وفق تقرير من صحيفة "واشنطن بوست".

ويستخدم عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي كاشفات "التزييف العميق" لتصنيف المحتوى المزيف على منصاتهم. 

ويضغط المسؤولون الحكوميون على القطاع الخاص لضخ الملايين في بناء البرامج، خوفا من أن يؤدي التزييف العميق إلى تعطيل الانتخابات أو السماح للخصوم الأجانب بالتحريض على الاضطرابات الداخلية.

وتقول الصحيفة إن علم اكتشاف المحتوى الذي يتم التلاعب به لا يزال في مراحله المبكرة، إذ وجدت دراسة أجراها معهد رويترز لدراسة الصحفة في أبريل أن العديد من أدوات الكشف عن التزييف العميق يمكن خداعها بسهولة باستخدام حيل برمجية بسيطة أو تقنيات تحرير.

وإذا عملت أدوات الكشف عن التزييف العميق بشكل صحيح، فيمكنها توفير التحقق من المعلومات في الوقت الفعلي على منصات مثل "إنستغرام" و"تيك توك" و "إكس"، والقضاء على الإعلانات السياسية المزيفة التي يتم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي، والحيل التسويقية الخادعة والمعلومات الخاطئة قبل أن تترسخ.

وتخلص الصحيفة إلى أن كاشفات التزييف العميق بها عيوب كبيرة. 

وفي العام الماضي، قام باحثون من جامعات وشركات في الولايات المتحدة وأستراليا والهند بتحليل تقنيات الكشف ووجدوا أن دقتها تراوحت بين 82 في المئة و 25 في المئة فقط. وهذا يعني أن أجهزة الكشف غالبا ما تخطئ في تحديد المقاطع المزيفة أو التي تم التلاعب بها على أنها حقيقية، وتضع علامة على المقاطع الحقيقية على أنها مزيفة.

حملات "مرتبطة" بالحرس الثوري الإيراني

وكشفت شركة غوغل، الأربعاء، أن قراصنة مدعومين من إيران يستهدفون الحملتين الانتخابيتين لهاريس، وخصمها، ترامب.

وقال تقرير صادر عن غوغل بشأن التهديدات الإلكترونية إن مجموعة قرصنة تعرف باسم APT42 ومرتبطة بالحرس الثوري الإيراني قامت بمحاولات اختراق لشخصيات ومنظمات رفيعة في إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك مسؤولين حكوميين وحملات انتخابية.

وكانت حملة هاريس قد أعلنت، الثلاثاء، استهدافها من قبل قراصنة إلكترونيين أجانب، بعد أيام من ادعاء حملة ترامب أنها تعرضت للاختراق من قبل إيران.

وصرح مسؤول في حملة هاريس لوكالة فرانس برس أنه "في يوليو، أبلغت الفرق القانونية والأمنية في الحملة مكتب التحقيقات الفدرالي بأننا كنا هدفا لعملية تأثير من قبل فاعلين أجانب".

وقال التقرير إن قسم تحليل التهديدات في غوغل لا يزال يرصد محاولات فاشلة من APT42 لاختراق الحسابات الشخصية لأفراد مرتبطين بالرئيس جو بايدن ونائبته هاريس إضافة إلى ترامب.

قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب كشفت شركة غوغل، الأربعاء، أن قراصنة مدعومين من إيران يستهدفون الحملتين الانتخابيتين للمرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية، كمالا هاريس، وخصمها الجمهوري، دونالد ترامب.

وأشارت غوغل إلى أنها أحبطت محاولات من APT42 لاختراق حملتي بايدن وترامب عام 2020.

ووفقا للتقرير، تضمنت لائحة أهداف مجموعة القرصنة الإيرانية في مايو ويونيو من هذا العام محاولات اختراق حسابات بريد إلكتروني شخصية لنحو عشرة أشخاص مقربين من بايدن أو ترامب، لكن غوغل أحبطتها.

وذكرت غوغل أيضا أن المجموعة اخترقت حساب "جيميل" شخصي لمستشار سياسي مؤثر.

وأكدت "أن APT42 عامل تهديد متطور ومثابر لا يظهر أي إشارات لوقف محاولات لاستهداف المستخدمين ونشر تكتيكات جديدة".

وتابعت "في فصلي الربيع والصيف، أظهروا قدرة على القيام بالعديد من حملات التصيد الاحتيالي بشكل متزامن وبتركيز بشكل خاص على إسرائيل والولايات المتحدة".

وحضت غوغل الأفراد المعرضين للخطر والمرتبطين بالانتخابات المقبلة على البقاء يقظين والاستفادة من الدفاعات المكثفة التي تقدمها الشركة.

وحذرت وزارة الخارجية الأميركية إيران الاثنين من عواقب أي تدخل لها في الانتخابات بعد إعلان حملة ترامب عن تعرضها للاختراق.

واتهمت حملة ترامب، السبت، إيران بأنها كانت وراء عملية قرصنة وثائق وتوزيعها على وسائل إعلام تتعلق بجاي دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري.

وحذرت الحملة وسائل الإعلام من استخدام هذه الوثائق، قائلة إن مثل هذا العمل يخدم "أعداء أميركا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی التزییف العمیق حملة ترامب على وسائل من قبل

إقرأ أيضاً:

غوغل تسحب تعهدها بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والمراقبة

تراجعت شركة غوغل عن تعهدها الذي كان يقضي بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض خطيرة مثل تطوير الأسلحة وأدوات المراقبة، إذ حدثت مبادئها الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وأعلنت أنها لم تعد تُلزم نفسها بتجنب تطوير التقنيات التي يُحتمل أن تُسبب ضررا عاما، وفقا لموقع "سي إن بي سي".

وقد كانت النسخة السابقة من مبادئ الذكاء الاصطناعي للشركة تنص على أن غوغل لن تسعى إلى تسخير الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة أو تقنيات أخرى قد تُلحق أذى بالناس أكان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولن تستخدم تقنيات جمع المعلومات لأغراض المراقبة.

وفي منشور مدونة كتب ديميس هاسابيس الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل ديب مايند" (Google DeepMind) "يشهد العالم منافسة كبيرة من أجل القيادة في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن مشهد جيوسياسي معقد"، ونحن نعتقد أن الديمقراطيات يجب أن تقود تطوير الذكاء الاصطناعي، مسترشدين بقيم أساسية مثل الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان".

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل ديب مايند"، "إن مبادئ الذكاء الاصطناعي كانت تخضع لتحديث في عالم متغير وهذه التقنية يجب أن تحمي الأمن القومي".

غوغل أصدرت مبادئها الخاصة بالذكاء الاصطناعي في عام 2018 بعد رفضها تجديد عقد حكومي يُعرف بمشروع "مافن" (رويترز)

وتعكس المبادئ المحدثة للشركة طموحات غوغل المتزايدة لتقديم تقنياتها وخدماتها في مجال الذكاء الاصطناعي لمزيد من المستخدمين والعملاء بما في ذلك الحكومات، إذ إن هذا التغيير يتماشى مع التصريحات المتزايدة من قادة وادي السيليكون حول سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين.

إعلان

وقال شيام سانكار كبير مسؤولي التكنولوجيا في "بالانتير" (Palantir) "سيكون الأمر بمثابة جهد وطني يمتد إلى ما هو أبعد من وزارة الدفاع لكي نحقق النصر".

وذكرت غوغل أنها ستظل متماشية مع مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان المعتمدة عالميا، وأنها ستحرص أن تكون أعمالها في قطاع الذكاء الاصطناعي ذات فائدة أكبر وضرر أقل.

وقد أصدرت غوغل مبادئها الخاصة بالذكاء الاصطناعي في عام 2018 بعد رفضها تجديد عقد حكومي يُعرف بمشروع "مافن" (Maven)، والذي ساعد الحكومة على تحليل وتفسير مقاطع فيديو الطائرات دون طيار باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وقبل إنهاء الصفقة وقّع آلاف الموظفين على عريضة ضد هذا المشروع واستقال العشرات، ومن جهة أخرى انسحبت الشركة من مزايدة على عقد بقيمة 10 مليارات دولار مع البنتاغون لأنها لم تكن متأكدة من أنه سيتوافق مع مبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ومن الواضح أن شركة غوغل تروج لتقنياتها في مجال الذكاء الاصطناعي للعملاء، وقد سعى فريق القيادة برئاسة بيتشاي بشكل قوي للحصول على عقود مع الحكومة الفدرالية، مما أدى إلى حصول تصادمات واعتراضات داخل الشركة مع بعض القوى العاملة الرافضة لهذه السياسات.

وفي العام الماضي، سرّحت غوغل أكثر من 50 موظفا بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد مشروع "نيمبوس" (Nimbus)، وهو عقد مشترك بقيمة 1.2 مليار دولار مع أمازون يوفر للحكومة والجيش الإسرائيلي خدمات الحوسبة السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي، وقد أكد مديرو الشركة أن العقد لا ينتهك مبادئ الذكاء الاصطناعي الخاصة بغوغل.

ومع ذلك أظهرت وثائق وتقارير أن اتفاق الشركة يسمح بتزويد إسرائيل بأدوات ذكاء اصطناعي تتضمن تصنيف الصور وتتبع الكائنات.

وقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن مسؤولي غوغل عبّروا عن قلقهم، قبل 4 أشهر من توقيع عقد "نيمبوس"، من أن الصفقة ستضر بسمعتها وأن خدمات "غوغل كلاود" يمكن استخدامها في أمور قد تنتهك حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه كانت الشركة تعاني من اضطرابات داخلية بسبب النزاعات الجيوسياسية مثل حرب غزة.

إعلان

وفي سبتمبر/أيلول العام الماضي أعلنت غوغل عن تحديث إرشادات منتداها الداخلي "ميمجين" (Memegen) والتي قيدت المناقشات السياسية حول المحتوى الجيوسياسي والعلاقات الدولية والصراعات العسكرية والإجراءات الاقتصادية والنزاعات الإقليمية، بحسب "سي إن بي سي".

مقالات مشابهة

  • يجب أن تغلق.. ترامب يحسم أمره بخصوص الوكالة الأميركية للتنمية
  • غوغل تسحب تعهدها بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والمراقبة
  • ترامب: الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يجب أن تغلق
  • ترامب يصعّد اللهجة ضد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
  • أمريكا.. رئيسة لجنة الانتخابات: ترامب أقالني من منصبي
  • ترامب وطالبان ومعضلة الأسلحة الأميركية في أفغانستان
  • وسط ضغوط فدرالية وامتثالًا لقواعد ترامب.. غوغل تُعدّل سياساتها في التنوع على برامج الذكاء الاصطناعي
  • «البيت الأبيض»: ترامب سيوقع عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لاستهدافها أمريكا وإسرائيل
  • بالأدلة.. مرصد الأزهر يفند تصريحات عضو الكونجرس هاريس الرافضة لقيام دولة فلسطينية
  • شات جي بي تي على واتساب بالصوت والصورة