حزب الله يُطلق فيديو الأنفاق: ما خفي أعظم
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
بثّ حزب الله امس فيديو بعنوان «جبالنا خزائننا»، يستعرض منشأة «عماد - 4» التي تقع في باطن أحد الجبال اللبنانية. وعرض الفيديو مشاهد على مدى 4.36 دقائق تتضمن مدخلاً خاصاً للمنشأة، ثم لمقاتلين يستعرضون على دراجات نارية المنشأة، قبل أن تظهر شاحنات مموّهة، تحمل راجمات صواريخ من العيار الثقيل، وهي تتجه في طرقات متعرّجة داخل نفق طويل في طريقها نحو فتحة إطلاق مطلة على الهواء الطلق.
وجاء في" الاخبار": حرصت المقاومة على عرض مدخل النفق، ثم مساره الذي سلكه مقاومون من خلال دراجات نارية سارت لوقت طويل في النفق المُضاء بطريقة احترافية، والذي يرتفع سقفه نحو خمسة أمتار مع عرض يسمح بمرور شاحنة كبيرة. كما توجد في النفق زوايا خاصة لتموضع شاحنات أخرى، كما تظهر في إحدى الزوايا طاولة يُعتقد أنها لإدارة العمليات.
ونقلت قناة «الميادين» معلومات خاصة بها، تفيد بـ«أنّ هذه المنشأة أشرف عليها الشهيد عماد مغنية، وهي عينة من ترسانة القوة الصاروخية، وأن المنشأة مجهّزة بعشرات الآليات للرمي بصواريخ ثقيلة من عيار «220» و «303»، وتتضمّن المنشأة مهاجع لتخزين الصواريخ لتذخير الراجمات بعد الرمية الأولى، ومنظومة تقنية وفنية متكاملة مع منظومة اتصالات تتمتّع بتشفير خاص. كما تضمّ مستشفى ميدانياً وحاجات حياتية تلبّي أفرادها لنحو سنة كاملة».
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية فيديو منشأة «عماد 4» بـ«التحذير الاستثنائي لحزب الله من داخل الأنفاق»، وأطلق موقع «سروغيم» وصف «سلاح يوم القيامة؟»، مشيراً إلى أنّ حزب الله ينشر لمحة عن منشآته السرية. أما موقع «يديعوت أحرونوت» فرأى أنّ حزب الله نشر فيلم تهديدات جديداً، كشف «متاهة طويلة ومُضاءة وشاحنات مرقّمة، تمرّ الواحدة تلو الأخرى من دون إزعاج».
اضافت" الاخبار": على المستوى العملياتي، هدف فيديو الإعلام الحربي، إلى إفهام العدو بأن قدرات المقاومة الصاروخية والعسكرية، مُحصَّنة إلى حد أنها تشكّل تحدياً جوهرياً أمام جيش العدو حول كيفية التعامل معها، وتفرض نفسها على مؤسسة القرار في ظل محدودية نتائج أيّ خيار عدواني. ضمن نفس الإطار، يقدّم هذا الفيديو أيضاً معطى ملموساً حول قدرة حزب الله على الجمع بين «البقاء والنيران»، بمعنى أن هذه التحصينات توفّر لحزب الله الحفاظ على قدراته، قبل أو بعد الاستخدام، وفي الوقت نفسه مواصلة النيران في مواجهة التطور الهائل لدى العدو على المستوى التكنولوجي والدقة والتدمير والغزارة من البحر والجو والبر. وبحسب تعبير أحد ضباط الاستخبارات العسكرية (أمان) السابقين، فإن حزب الله أراد إظهار قدرته على «الاستمرارية الوظيفية» في ما يتعلق بقدراته على إطلاق الصواريخ إلى العمق الإسرائيلي، وهو أهم شرط للتأسيس للردع.
من جانب آخر، يأتي هذا الكشف المدروس في مضمونه وتوقيته، ليُحفِّز قادة العدو على إطلاق خيالهم في توقّع ما يخفيه حزب الله من مفاجآت، ولتعزيز الشكوك لديهم بما يفترضون أنهم يعلمونه عن قدرات حزب الله. ولذلك عليهم أن يذهبوا بعيداً في فرضياتهم. وينبع هذا المفهوم من حقيقة أن حزب الله عندما يسمح بنشر هذا الفيديو وما تضمّنه، ينبغي الافتراض أن ما لم يتم كشفه أعظم بكثير، خاصة أنه حريص على التمسك بعقيدة المفاجآت التي تشكّل أحد أهم مداميك عقيدته العسكرية. لذلك يجمع حزب الله في أدائه بين الحفاظ على جوهر هذه المفاجآت، والكشف المدروس الذي يلبّي متطلبات صناعة المستقبل في هذه المعركة الممتدّة من غزة إلى مختلف ساحات محور المقاومة.
على مستوى التوقيت، يأتي هذا الكشف بعدما بلغت التطورات الميدانية والسياسية في فلسطين ولبنان والمنطقة مفترق طرق. وهو ما يفرض على قيادة العدو اتخاذ القرار بشأن خيارات حاسمة تؤسّس من خلالها لمسارات المستقبل. وبدا أن العدو اختار على حذر، الانتقال إلى ارتقاء مدروس ومغامِر في العدوان على لبنان، وظهر ذلك جلياً في العدوان على الضاحية الجنوبية، واغتيال القائد شكر، ثم عمد بعد ساعات إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. ويبدو أن العدو كان يهدف من خلال عملياته، إلى حشر حزب الله بين خيارات مفصلية، من ضمنها أن يضغط على الحزب من خلال تحذيره بأن ردّه سيؤدي إلى التدحرج نحو مواجهة كبرى، وهي المواجهة التي لا يريدها أيّ من أطراف المواجهة حتى الآن.
وقد راهن العدو على خياره، من خلال محاولة فرض قواعد جديدة في مواجهة حزب الله، ما قد يؤثّر على استمرار جبهة الإسناد، وأيضاً على مستقبل المعادلات الحاكمة للميدان في مواجهة حزب الله. ويمكن الانتباه، إلى أنه من منظور استراتيجي جامع، فإن كيان العدو يحاول أيضاً إعادة إنتاج صورة جديدة له، في وعي حزب الله ومحور المقاومة، خصوصاً أن الصورة تهشّمت في «طوفان الأقصى» والحرب التي تلتها. وهاجس العدو هنا، هو الإيحاء، من موقع الممارسة العملياتية، بأن إسرائيل أصبحت أكثر اندفاعاً ومغامرة واستعداداً للمخاطرة بالحرب، وأكثر استعداداً لتلقّي الردود ودفع الأثمان...
في المقابل، ينبغي قراءة رسائل فيديو «عماد -4»، كجزء من سلسلة خطوات وإجراءات أقدم عليها حزب الله، باعتباره مكمِّلاً لما سبقه، وتمهيداً لما سيليه أيضاً. وإذا ما كان حزب الله، أثبت للعدو وبالملموس عبر فيديوهات «الهدهد» دقة المعلومات المتوفرة لديه حول منشآت العدو الحيوية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية، فإن قائمة هذه الأهداف تحتاج إلى قدرات خاصة لاستهدافها، وإلى إرادة تفعيل هذه القدرات أياً كانت الأثمان والتداعيات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله من خلال
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية تعقب على القصف اليمني لتل أبيب
عقبت فصائل فلسطينية، اليوم السبت 21 ديسمبر 2024، في بيانات صحفية منفصلة، على القصف اليمني على تل أبيب فجر اليوم والذي خلف عشرات الإصابات وأضرار مادية فادحة.
وفيما يلي نصوص البيانات كما وصلت "سوا":
حركة حماس :
تصريح صحفي: صادر عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس):
▪️نثمن في حركة المقاومة الإسلامية حماس عالياً الموقف الأصيل للإخوة أنصار الله في اليمن الشقيق الاستمرار في إسناد شعبنا الفلسطيني، والانتصار لمظلوميته.
▪️إننا في حركة حماس إذ نؤكد على العلاقة المتينة والقوية التي تربط الشعبين الفلسطيني واليمني؛ فإننا نعبِّر عن مباركتنا وتقديرنا للإخوة في أنصار الله على مواصلة ضرباتهم في قلب الكيان الصهيوني، تضامناً وإسناداً لشعبنا في قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها.
الجهاد الإسلامي:
حركة الجهاد الإسلامي:
- نبارك الضربات التي ينفذها أبطال اليمن الشقيق ضد أهداف داخل الكيان الصهيوني، ومنها الضربة التي استهدفت صباح اليوم قلب مغتصبة تل أبيب، بصاروخ نوعي.
- إنّ الشجاعة والثبات التي يبديها أشقاؤنا اليمنيون في نصرة شعبنا الفلسطيني، في مواجهة الجرائم التي يرتكبها الكيان المجرم، هي مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم.
الجبهة الشعبية:
تصريح صحفي
الجبهة الشعبية: اليمن يسجل اختراقاً نوعياً جديداً لقلب العدو الصهيوني ليؤكد قدرته على قلب الموازين ومواصلة معركة إسناد فلسطين
• تُشيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، حيث استهدفت بصاروخ فرط صوتي هدفاً عسكرياً في مدينة يافا المحتلة، مخترقاً منظومات الدفاع الصهيونية.
• العملية تُمثّل تأكيداً جديداً على قدرة اليمن على تغيير موازين المعركة في المنطقة، وكشف عجز الاحتلال عن مواجهة إرادة الشعب اليمني.
• فشل الاحتلال وأذرع الاستكبار الغربية من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهم في اعتراض الصاروخ يُشكّل صفعةً مدوية لهم، ويثبت أن الشعب اليمني مستمر في دعم فلسطين رغم العدوان والحصار.
• اليمن اليوم يمثل تحدياً استراتيجياً واستعصاءً مزمناً للعدو الصهيوني وحلفائه، وإن هذه العملية تبعث برسالة قوية أن الشعوب الحرة قادرة على تطوير أدوات مقاومتها واستنزاف العدو وحتى على بعد آلاف الأميال.
• نُحيّي اليمن العظيم الذي يرفض دوماً الانكسار ويستمر في دعم فلسطين والمقاومة تجسيداً لوحدة الشعوب الحرة في مواجهة الاحتلال.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي
21 - كانون أول/ديسمبر - 2024
لجان المقاومة:
تصريح صادر عن لجان المقاومة في فلسطين :
نبارك القصف الصاروخي الذي نفذه أبطال القوات المسلحة اليمنية في عمق وقلب الكيان الصهيوني وأسفر عن إصابة العشرات من المستوطنين الصهاينة .
القصف الصاروخي اليمني المبارك يترجم تصميم الشعب اليمني وقيادته الشجاعة على تصعيد الإسناد لغزة عملاً بالواجب الديني والانساني كما أكد قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي.
استمرار جبهة الإسناد اليمنية وتصاعد عملياتها يربك حسابات الصهاينة ويبدد وهم الانجازات التي يدعي قادة الاحتلال كذباً تحقيقها .
الضربات اليمنية المباركة تؤكد الفشل الصهيوني الكبير في تحقيق أهدافه وعجزه الواضح عن مواجهة الصواريخ اليمنية الدقيقة التي تثبت هشاشة منظومته الأمنية والعسكرية .
كلنا ثقة بالشعب اليمني المجاهد يمن الإباء والعزة والكرامة وقيادته المؤمنة الحكيمة بمواصلة طريق الصمود والمقاومة ونصرة غزة وإسنادها .
لجان المقاومة في فلسطين
السبت 21 كانون الأول ديسمبر 2024 م
المصدر : وكالة سوا