قال «تولستوى»: «إذا أردت أن تعرف أمة فانظر إلى مدارسهم ومصر بلد صدَّر العلم والحضارة عبر التاريخ للدنيا كلها ولكن جاء وقت ابتعدنا فيه عن مآربنا وأهدافنا، ولكن سرعان ما نعود إلى العلم والعمل، لأن العلم وسيلة لتحقيق الغايات التى يصبو لها البشر، ولذلك لا بد من تكريس مفهوم ربط العلم بسوق العمل بشكل كامل، وتطوير التعليم والثانوية العامة خاصة، لأنه خلال السنوات الماضية، فى مصر كانت الثانوية العامة أهم ما يشغل الأسرة المصرية بوصفها سنة مفصلية تحدد مصير ومستقبل الطلاب.

من هنا جاءت أهمية خطة تطوير التعليم فى مصر، وخطة تطوير الثانوية التى أعلنها محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أمام اللجنة البرلمانية المعنية بدراسة برنامج الحكومة ثم أعلنها ضمن خطة الوزارة للعام الدراسى الجديد 2024/2025، والذى سينطلق فى الحادى والعشرين من سبتمبر المقبل فى المؤتمر الصحفى لرئيس الوزراء بل إن وزير التعليم عرض بالفعل مشكلات التعليم وحلولها، ومنها كثافة الفصول وارتفاع عدد المناهج ثم نظام الثانوية العامة وهو ما سيدخل حيز التنفيذ بالفعل وهى خطوة مهمة.

ولكن خطوات الحكومة وحدها لا تكفى ولا بد أن تكتمل المنظومة التربوية الثلاثية وهى «البيت والمدرسة والمجتمع»، لذا على الطلبة أنفسهم البحث عن نوعية دراسات جديدة ترتبط بسوق العمل والتكنولوجيا الجديدة والتطور الذى يمر به العالم وليس مصر فقط وأن يكون التعليم هو الطريق للوصول إلى عمل يجعلك نافعاً لنفسك ولوطنك وإنهاء فكرة الوظيفة الميرى والموظف العام، كما يجب أن تنتهى الوساطة فى التوظيف.

نعم.. لا بد أن تنتهى المفاهيم الخاطئة والموروثة والصور النمطية فى المجتمع، فالعمل فى أى مهنة ليس عيباً، ومعظم الدول المتقدمة صناعياً اعتمدت على الصناعة والتصدير والمهن الصغيرة وانتهاء النظرة السلبية للشهادات المتوسطة أو الدبلوم أو المعاهد التى تخرج أصحاب المهن الصناعية، لأن المجتمع فى حاجة إلى صُناع جيدين وبالتالى صناعة جيدة.

بل ممكن أن تتحول الزيادة السكانية إلى ثروة بشرية وأن نعود لتصدير الأيدى العاملة لأوروبا والخليج ودول العالم، كما كان العامل المصرى بعد التعليم والتدريب، فدائماً اشتهرت مصر بالعمال المهرة حتى إن العثمانيين أخذوا العمال المهرة إلى الأستانة عاصمة ملكهم آنذاك، فالأيدى المصرية لطالما أسهمت فى بناء حضارات أمم أخرى.

وبالفعل بدأت الدولة فى تغيير المفاهيم وربط التعليم بسوق العمل من خلال بناء المدارس والجامعات التكنولوجية ولا بد من وضع خطة استراتيجية متكاملة لتأكيد المفاهيم الجدية بداية من التوعية إلى بناء المدارس وتطوير الثانوية العامة والمناهج وإدخال علوم جديدة من الذكاء الاصطناعى على أن يشارك فى الخطة أو الاستراتيجية كافة الوزارات ومؤسسات الدولة ولجنة عليا لمتابعة التطوير تضم الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ونائبيه الفريق كامل وزير الصناعة والنقل والدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة والسكان، ووزراء التعليم العالى والتربية والتعليم والثقافة والخارجية والهجرة، والتخطيط والتعاون الدولى.

قيم العمل لا تقل عن قيم العلم لإرساء أمة تعيد بناء مجدها فى وجود قائد كبير يخطو خطوات كبيرة لبناء الجمهورية الجديدة التى نبراسها العلم وعمادها العمل، لأنه لا يمكن بناء أمة على جهل من دون عمل، لذلك لا بد أن يتوافق العلم مع العمل.

مصر رغم كل الظروف والتحديات حولنا وفى كل العالم دائماً ما تنهض من كبواتها إلى أهدافها بفضل أبنائها الأوفياء، الذين يقفون خلف وطنهم من كل المشارب والأهواء لذا فمصر قد تمرض ولكن أبداً لا تموت، خاصة إذا كان الطبيب ماهراً ولديه الدواء.

* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحكومة البيت المدرسة الثانویة العامة

إقرأ أيضاً:

الحكومة تشرع في بناء منصات جهوية لتدبير المخزون الإستراتيجي بعد كوارث كوفيد وزلزال الحوز

زنقة 20 | الرباط

علم موقع Rue20 ، أن ولاة جهات المملكة أطلقوا مؤخرا مشاريع لبناء منصات تخزينية جهوية للمواد الأساسية، و ذلك بعد التجربة المريرة لإيصال الإمدادات إلى السكان المتضررين من زلزال الحوز العام الماضي.

و بحسب وثائق اطلع عليها موقع Rue20 ، فإن ولايات الجهات عبر ربوع التراب الوطني أعلنت مؤخرا عن نتائج طلبات عروض لإنجاز منصات جهوية لتخزين المواد الأساسية تحسبا للكوارث.

في جهة طنجة تطوان الحسيمة على سبيل المثال تم اختيار مقاولتين لإنجاز منصة جهوية لتخزين المواد الأساسية بقيمة إجمالية تزيد عن 28 مليون درهم.

و في ولاية سوس ماسة، تم اختيار مجموعة مكونة من شركتين لإنجاز المنصة الجهوية مقابل مبلغ يزيد عن 85 مليون درهم.

يشار إلى أن جلالة الملك محمد السادس كان قد دعا في خطاب افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة سنة 2021 إلى “إحداث منظومة وطنية متكاملة، تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية، بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد”، و ذلك بعد الازمة الصحية لجائحة كوفيد التي اجتاحت المغرب كما هو الحال بالنسبة لباقي دول العالم.

وزادت أهمية إحداث هذا المخزون مع الزلزال المدمر الذي يضرب اقليم الحوز و خلف خسائر بشرية كبيرة و دمارا هائلا في البنية التحتية.

من جهة أخرى، تعالت أصوات لإحداث وكالة وطنية مستقلة للتخزين الإستراتيجي، خاصة بعد الحدث المؤلم والزلزال العنيف الذي شهدته البلاد في 08 شتنبر 2023.

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: احترام حقوق الإنسان تسهم في بناء الكيان
  • النائب علاء عابد يكتب: قمة الدول الثماني.. لحظة عالمية فارقة
  • الحكومة تشرع في بناء منصات جهوية لتدبير المخزون الإستراتيجي بعد كوارث كوفيد وزلزال الحوز
  • بعد تصريح "كينونة المرأة".. طلب دولي من الحكومة السورية
  • جدول امتحانات الترم الأول 2025 للصفوف الثانوية العامة في الوادي الجديد
  • أولياء أمور طلاب مدارس المتفوقين يناشدون وزير التعليم العالي: دعم خريجي STEM ضرورة وطنية
  • "تصحيح المفاهيم الصحية" ندوة توعوية بشمال سيناء
  • النائب محمد عبد العزيز: مصر اتخذت خطوات عديدة وأصدرت تشريعات تدعم حقوق الإنسان
  • متى يبدأ العمل بقانون الدعم النقدي.؟.. 3 خطوات قبل تنفيذه
  • النائب العام يؤكد اهتمام مصر بتعزيز التعاون القضائي الدولي