ام وضاح: جنيف ، صلف أمريكا وتآمر العملاء
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
السلوك الذي تعاملت به الولايات المتحدة مع السودان في جنيف لا يعكس اي حرص على السلام او الإستقرار في بلادنا كونها تتجاهل الطرف الرئيسي وتفرض إرادتها ورغبتها على هذا النحو المتعجرف كعادتها لا غرو في ذلك..
كل ما صدر عن مبعوثها بيريللو يشيء بأن أمريكا لا تعترف بسيادة البلاد ولا ترى برمز سيادتها وتقرر بداية ان البلاد بلا حكومة وبلا اهلية شرعية الأمر الذي لا يلزمنا معه شهادة امريكا وإلا لكان بمقدورها ان تمنع الفريق برهان من الذهاب للمشاركة في الأمم المتحدة في دورتين وسيشارك هذا العام ايضاً.
هذا التجاهل لسيادة البلاد ومنبر جدة ومقرراته مقابل التحشيد للمجاميع التي شنت الحرب والقبول بهم والترويج لصالحهم فيه امتهان لكرامة أمتنا وشعبنا الذي كم تأذى بحربهم وجبروتهم وافقروه ودمروا بنياها التحتية وعاثوا في ارضه الفساد ويعملون على كسر هيبته وكرامته ..
هذا السلوك الهمجي من قبل المبعوث الأمريكي المتآمر ترجمة علنية ان امريكا هي المشعل الأكبر لهذه الحرب والكل ممن يتواجد معها هم بعض ادوات لاستمرارها لتبلغ غايتها وهي الرسالة الأبرز من جنيف عليهم اللعنة …
هذا الإصرار الأمريكي رغم كل ما كتب عن تورط الأمارات هو منتهى الإبتزاز والهيمنة لكسر إرادة الجيش والمقاومة ومنع النصر القادم من الميدان لا محالة لا تمنحهم الفرصة او العشم لذلك..
مهما هاتفكم بلينكن سيدي الرئيس او غيره فإن الموقف الأخلاقي والوطني والدستوري ان لا تراجع عن الخطوط الحمراء التي لا تأبه بها امريكا ولا تعتد وهي تريد فرض الحل الذي يأتي بالمليشيا وقحت والإمارات مجتمعين تحفيزاً لمن أشعلو الحرب والا فليذهب السودان ويتفكك…
امريكا لا تمتلك كرتاً رابحاً واحداً غير هذه الروح المتعالية والعنجهية التي تربت عليها عند الضعاف والأقزام والتبع وانت سيدي البرهان لا تشبه هذه الصفات وتقود كقائد تاريخي اكبر معركة مفروضة في تاريخ الأمم لصد عدوان شامل ومفضوح بعدة وعتاد محدودة ولكنك ترتكز لتاريخ نضالي وجيش وأمة تقاوم ولا تستلم أبدا مهما كلفها ولها عشم في خالقها …
تيقن أن الله ناصرك في صمودك ونصرة شعبك وجيشك لا تخشى ولا تخاف وعيدهم وما يريد اكمال الدمار الذي طالما فلنجده في الميدان فجنيف ساحة لا تشبه ما قدمه هذا الشعب من تضحيات جسام ولن تعوضه امريكا ما فقده…
هي فعلاً معركة للكرامة بكل ما تحمل الكلمة من المعاني فلنجدد العهد مع الله ومع شعبنا ونصدقه لتجد منا هذه المجاميع الواهمة بسلاح الاجنبي ووعود الخاارج واجندتهم ما يشفي صدور قوم مؤمنين ..
أمضي الى غاية القتال والميدان والنصر العسكري الذي يخشونه ، ففيه حياة موعودة من رب هو من يكتب النصر مهما تفوقوا في السلاح والعتاد فان جند الله اكبر من ان تطالهم امريكا بصولجانها الحالم ومن حولها من جوقة عزل من اي فكرة او راي او قدرة او ارادة لإقالة عثرة شعبهم الذي بطشوا به….
اتركهم سيدي الرئيس ليختاروا موقعم بمعسكر الخيانة والعمالة والإرتزاق وابقى لجيشنا ومقاومتنا ومستنفرينا ساحة القتال والنصر لتجد منهم ما يسرك ويجعلك رمزاً نفاخر به يصد هذا الصلف ويدحر هذه القوة الغاشمة بحوله وقوته وما النصر إلا من عند الله العلي الكبير..
#ام_وضاح
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
في خطوة تصعيديّة جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصنيف أنصار الله كـ «منظّمة إرهابية أجنبية»، مبرّراً ذلك بأنّ «الحوثيّين» شنّوا هجمات متكرّرة على السفن الحربية الأمريكية واستهدفوا كيان العدو الإسرائيلي بالصواريخ والمسيّرات، فضلاً عن العمليات الدفاعية ضدّ السعودية والإمارات خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بقرابة نصف مليون غارة.
هذا التصنيف يحمل في طياته أكثر من مجرّد تحرّكات سياسية كيّدية وربما عسكرية عدوانية؛ فهو يطرح تساؤلات عميقة عن مفهوم «الإرهاب» والممارسات الأمريكية في مناطق عديدة من العالم.
لا شكّ أنّ هذا التصنيف يثير السخرية لدى الكثيرين في اليمن. كيف يُتهم من يساند المظلومين في غزة ويدافع عن أرضه وسيادته بـ «الإرهاب»، بينما «أمّ الارهاب» أمريكا التي مارست أشكالاً متعدّدة من التوحّش والقتل والدمار في فيتنام، العراق، ومؤخّراً في فلسطين، تصف نفسها بأنها «رائدة السلام»؟ هذه التناقضات تُبرز معايير مختلّة في السياسة الأمريكية التي تبرّر عدوانها تحت شعار «الدفاع عن النفس»، بينما تُشهر تهمة « الإرهاب» في وجه من يقاومون الاحتلال والعدوان. اليمن، الذي وقف مع المستضعفين في غزة ورفض الإبادة، يُصنّف بـ «الإرهاب» لمجرّد وقوفه ضدّ العدوان الأمريكي الإسرائيلي.
من يمنح أمريكا الحقّ والشرعيّة في التدخّل السافر في شؤون الدول الأخرى؟ هذا السؤال يتردّد على لسان الكثيرين في المنطقة، وخاصة في اليمن، الذي تعرّض لأكثر من نصف مليون غارة جوية، ممّا أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير بنيتهم التحتية.
وهل كان من حقّ أمريكا نشر قطعها الحربية في البحر الأحمر، لحماية ملاحة المجرم الإسرائيليّ ومصالحه، بينما تتجاهل حقّ اليمن في الدفاع عن نفسه، وحقّ أبناء غزة وفي فلسطين في الحياة وفي السيادة على أرضهم المغتصبة؟
التصنيف الأمريكي يأتي في وقت حسّاس، حيث يسعى ترامب إلى فرض مزيد من الضغوط على اليمن، خاصة على الصعيدين المالي والعسكري، بتجميد أصول «أنصار الله» في الولايات المتحدة وحظر أيّ تعاملات تجارية معهم.
لكنّ هذا القرار، بعيداً عن كونه خطوة مستهلكة وغير جديدة، لا يعدو أن يكون امتداداً للسياسات الأمريكية السابقة التي فشلت في التأثير على اليمن. فاليمن اليوم ليس كما كان في الماضي، بل أصبح قوة إقليمية لا يمكن تجاهله، قادر على فرض معادلات جديدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
اليمنيون اليوم يدركون أنّ هذا التصنيف عديم الجدوى ولن يردعهم، بل سيزيد من عزيمتهم في الدفاع عن حقوقهم ومساندة قضايا الأمّة وفي المقدّمة فلسطين. فمن يتصوّر أنّ تصنيف اليمنيّين بالإرهاب سيؤدّي إلى تراجعهم عن كفاحهم من أجل السيادة والحرية، هو واهم.
ولن يتوقّف اليمن عن مقاومة العدوان مهما كانت الضغوط ومهما كان حجمها. أضف إلى ذلك، أنّ اليمن قد يمتلك أوراق ضغط اقتصادية وعسكرية في المقابل وستؤثّر بشكل كبير على المصالح الأمريكية، بل على مصالح حلفائها وأدواتها في المنطقة.
في الوقت نفسه، نجد أنّ التصنيف الأمريكي يتزامن مع خطوات أخرى، أبرزها إعلان ولي العهد السعودي استعداده لاستثمار 600 مليار قابلة للزيادة في أمريكا، فهل هذه الاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة ستكون ثمناً لهذا التصنيف؟ ما هو واضح أنّ التحرّكات الأمريكية والسعودية في هذا السياق قد تؤدّي إلى تصعيد جديد قد يعقّد الوضع اليمني والإقليمي بشكل أكبر، وخلافاً لما يخطّطون له، والتجربة خير شاهد.
في نهاية المطاف، يجب أن يعرف كلّ أعداء اليمن أنّ الحلّ الوحيد مع اليمن ليس في استعدائه وتصنيفه أو العدوان العسكري عليه. الحلّ يكمن في الحوار مع اليمن بندّية، على أساس المصالح المشتركة، ومن لا يراعي مصالح اليمن واليمنيين لن يراعي اليمن مصالحه. فعلى ترامب أن يدرك بأنّ هذا التصنيف لن يغيّر في الواقع شيئاً، بل قد يكون حافزاً أكبر لليمنيين للاستمرار في التصدّي أكثر للتدخّلات الخارجية.
إذا كان ترامب يعتقد أنّ هذه الضغوط ستؤدّي إلى إضعاف إرادة اليمنيين، فهو مخطئ. هذا القرار لن يزيدهم إلا إصراراً على الدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ولن يغيّر التزامهم بمواصلة جهادهم ونضالهم من أجل الحرية والسيادة والكرامة.