تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عشرة أشهر من الحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خسائر فادحة في صفوف جنوده وآلياته، بينما تشير البيانات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل ما يقرب من 700 جندي، تعتقد المقاومة أن الأرقام الحقيقية تفوق ذلك بكثير، إذ تشير تقارير إعلامية إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز الألف.

جيش الاحتلال يتكتم على عدد قتلاه في غزة

ذكرت مجلة «The Cradle» الدولية أن جيش الاحتلال يحرص على إخفاء الخسائر البشرية في قطاع غزة؛ «للحفاظ على صورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر، والذي لا يقع فريسة لخصم ضعيف».

وأوضحت المجلة أن الجنود الإسرائيليين يميلون إلى الموت في حوادث خلال فترات الصراع المتصاعد، بما في ذلك حوادث السيارات، وتحطم الطائرات، والانتحار، وتسرب الغاز، وحتى السقوط من الشرفات، مشيرة إلى أن الاحتلال يتكتم على عدد قتلاه ويخفي الحقيقة، حول الخسائر الفعلية في المواجهات مع المقاومة.

سياسة التكتم على الخسائر البشرية

وأضافت المجلة أن رغم زعم إسرائيل بأنها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»، فإن تل أبيب تتبع سياسة التكتم على الخسائر البشرية، بما يتنافى مع مبادئ الديمقراطية، حيث تفرض رقابة عسكرية مشددة على المعلومات المتعلقة بالخسائر العسكرية، وتمنع الصحافة من نشر تفاصيل حول إصابات ووفيات الجنود.

وأشارت المجلة إلى أن الأجهزة الأمنية لجيش الاحتلال تعلن عادةً عن الخسائر البشرية عبر مصادر محددة، ما يعزز السيطرة على المعلومات.

وتوثق المقاومة الفلسطينية العديد من العمليات، بمقاطع فيديو تظهر قنصًا وتفجير آليات، مما يثبت تكتم جيش الاحتلال على العدد الحقيقي لقتلاه، وفقًا لمجلة «The Cradle».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل القتلى الإسرائيليين جنود الاحتلال القتلى الخسائر البشریة جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية

في ليلةٍ امتزج فيها الألم بالأمل، وفي صباحٍ أشرقت فيه شمس الصمود، كتب الشعب الفلسطيني بدمائه وتضحياته فصلاً جديداً في تاريخ الحرية. خمسة عشر شهراً من الإبادة الجماعية والعدوان الوحشي لم تكسر عزيمة غزة، بل صنعت نصراً لم يكن مجرد تفوق عسكري، بل منعطفاً استراتيجياً غيّر موازين الصراع، وأعاد رسم معادلة الشرق الأوسط بدماء الشهداء وإرادة المقاومين الأحرار.

منذ اللحظة الأولى للعدوان، راهن الاحتلال على أن غزة ستنهار في أيام، وأن المقاومة ستستسلم خلال أسابيع، لكنه لم يدرك أن هذه الأرض الصغيرة تختزن قلوباً بحجم السماء، وأن من يسكنها ليسوا مجرد أرقام في قائمة الضحايا، بل رجال ونساء يكتبون التاريخ بصلابتهم وثباتهم.

لكن مع مرور الأيام، بدأت حسابات العدو تتهاوى أمام صمود غير مسبوق، فبدلاً من أن ينكسر الفلسطينيون تحت القصف والحصار، ازدادوا تصميماً على المواجهة، وتحولت الأزقة المدمرة إلى معاقل للمقاومة، مما أجبر الاحتلال على إعادة تقييم استراتيجيته الفاشلة.

لم يكن هذا الصمود محصوراً بين غزة والاحتلال فقط، بل امتد تأثيره إلى ميادين المواجهة الأوسع. وبينما كانت المقاومة الفلسطينية تخوض معركتها بشجاعة نادرة داخل القطاع، كانت جبهات الإسناد تبعث برسائل حاسمة من خارج الحدود.

من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران، توالت المواقف العملية، لتتحول المواجهة من حرب محصورة جغرافيًا إلى صراع إقليمي شامل، مما فرض على الاحتلال معادلة جديدة لم يكن مستعداً لها.

على مدار خمسة عشر شهراً، استُخدمت كل وسائل القمع والإبادة الجماعية، حيث استهدف الاحتلال المدارس، والمستشفيات، والأسواق، وحتى الملاجئ، محاولاً إبادة الحياة قبل المقاومة. ومع ذلك، لم يجد العدو أمامه سوى شعب يقاتل الجوع والقصف والتخاذل الدولي، دون أن يتراجع خطوة واحدة عن حقوقه المشروعة.

لكن في لحظة فارقة، وجد الاحتلال نفسه أمام حقيقة صادمة: المقاومة لم تنتهِ، غزة لم تسقط، و”اليوم التالي للحرب” لم يكن يوم انتصار إسرائيلي، بل يوماً فلسطينياً بامتياز.

اليوم، بينما تعم الاحتفالات في غزة، يدرك الجميع أن هذا ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة أكثر حساسية في الصراع. فبرغم الهزيمة المدوية التي لحقت بالاحتلال، لن يستسلم بسهولة، وسيسعى لإعادة ترتيب أوراقه، لكن المقاومة أثبتت أنها لم تعد مجرد كيان داخل غزة، بل باتت جزءاً من منظومة إقليمية أقوى من أي وقت مضى.

لم يعد بإمكان الاحتلال أن يختبر صبر المقاومة أو يتجاهل امتدادها الإقليمي، فالمعادلة تغيّرت جذريًا، وأصبح أي عدوان جديد على فلسطين يعني اشتعال جبهات متعددة.

من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، إلى الضربات البحرية التي شلّت الملاحة في البحر الأحمر، ومن المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، إلى الغضب الشعبي في الشوارع العربية والإسلامية، كان الرد واضحًا: كل محاولة إسرائيلية لكسر غزة ستؤدي إلى زلزال يضرب الاحتلال من كل الاتجاهات.

لم يكن هذا النصر مجرد إنجاز ميداني، بل إعادة إحياء للأمل بأن فلسطين لن تبقى محتلة إلى الأبد، وأن المقاومة ليست مجرد خيار، بل قدر لا مفر منه في معركة استعادة الحقوق.

لقد أثبت الفلسطينيون، مرةً أخرى، أن الشعوب لا تُهزم بالقنابل، وأن الاحتلال مهما طال، مصيره إلى زوال. فعلى الرغم من الركام، ودموع الأمهات، وصراخ الأطفال، خرجت غزة أقوى وأصلب، وأكثر إيماناً بأن النصر الحقيقي ليس في عدد القتلى أو حجم الدمار، بل في بقاء الإرادة التي لا تنكسر.

اليوم، يحتفل العالم الحر بانتصار غزة، لكن في قلوب المقاومين، هذه ليست النهاية، بل بداية نحو فجرٍ جديد، فجرٌ لا مكان فيه لمحتل، ولا مستقبل فيه لمن اعتقد أن القوة وحدها تصنع التاريخ.

غزة أثبتت أن الدماء تصنع النصر، وأن التضحيات تفتح أبواب الحرية، وأن شعبًا لم ينكسر تحت الحصار، لن ينكسر أبدًا حتى يرى وطنه محررًا من الاحتلال.

هذا ليس مجرد انتصار عسكري، بل إعلان بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ رحلته نحو النهاية المحتومة.

مقالات مشابهة

  • عدد قتلى وجرحى إسرائيل الذين سقطوا بنيران صديقة
  • لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • لماذا يدعم ناشطو الديمقراطية السودانيون الجيش الآن؟
  • لماذا تعتبر إسرائيل حركة بي دي إس خطرا وجوديا؟
  • عملية إطلاق نار قرب حاجز تياسير توقع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال
  • أرقام صادمة.. ارتفاع معدل وفيات «السرطان» في دولة أوروبية!
  • “بوليتيكو”: قوات كييف تحاول إخفاء الخسائر الفادحة بتقارير عن “انتصارات” وهمية
  • خبير عسكري: إسرائيل تفرض واقعا تكتيكيا شمال الضفة لكن المقاومة مستمرة